أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مالك داغستاني - إن لم تستحِ فقلها: محمد الدرة إرهابي














المزيد.....

إن لم تستحِ فقلها: محمد الدرة إرهابي


مالك داغستاني

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 10:56
المحور: الصحافة والاعلام
    


لست ممن يتلطون خلف التعريفات لكي يبرروا الإرهاب، وأنا أتفق مع معظم سكان الكرة الأرضية، أن القتل العمد للمدنيين في الحرب أو الصراع السياسي هو فعل إرهاب. ودون أية إضافات نظرية أو حقوقية أستطيع، بالحس البسيط الذي أمتلكه، أن أميز في كل حالة على حدا، ودون تعميم، الإرهاب عن المقاومة، أياً كان الفاعل، ومهما كانت درجة اقترابه أو ابتعاده عن إحداثياتي السياسية والوطنية حتى.
"تاكسي المدينة" برنامج أمريكي تبثه مترجماً إحدى الفضائيات العربية، ولمن لم يشاهده، فهو برنامج يعرف في كل حلقة من حلقاته عن مدينة ما. عبر زيارة يقوم بها مقدم البرنامج لهذه المدينة، واستئجاره لسيارة تاكسي تجول به على أهم المعالم التي يمكن أن تعطي خلال الحلقة فكرة بسيطة عن المدينة، بمساعدة السائق الذي يرافقه ويعرفه على مدينته. والحقيقة أنا أستمتع بمشاهدة مثل هكذا برنامج، وبشكل عام كل البرامج المشابهة التي تشعرني بنوع من الاسترخاء، وعدم الاضطرار للتحليل باعتبار أنها (غالباً، وقبل مشاهدتي لحلقة الأسبوع الماضي) لا تحتوي على معلومات معقدة أو قابلة للتأويل، ولا تنطوي كما البرامج السياسية والإخبارية على الكثير من التلفيق المدروس والمنظم.
الحلقة الأخيرة التي تصادف لي مشاهدتها، كانت عن مدينة طهران، وكانت عموماً حلقة مختلفة بمعايير البرنامج ذاته، فمعظم ما قدم كان مدروساً سياسياً وحتى أيديولوجياً، وقد ساءني هذا التوظيف الركيك لبرنامج لا يحتمل ثقل هكذا توظيف، بالرغم من مشاركتي الرأي للكثير مما طرح حول أوضاع الحريات في إيران. في القسم الأخير من الحلقة، كان مقدم البرنامج يشرح كيف يحاول السياسيون الإيرانيون توظيف المساجد لتعبئة الرأي العام، وقام تاكسي البرنامج بزيارة أحد هذه الاجتماعات السياسية وكان لمقدم البرنامج التعليق التالي: "تصادف أثناء التصوير أن كان مدعواً لإلقاء كلمة والد أحد الإرهابيين الفلسطينيين وهو انتحاري قتل في إسرائيل...". (ربما لا تكون صياغة العبارة متطابقة مع الأصل، ولكنها تعطي المعنى تماماً). في ذات اللحظة ومترافقة مع هذه الكلمات ظهرت صورة والد محمد الدرَّة يلقي كلمته. وكان لي أن صرخت: " يا أولاد الكلبة... يا أولاد العاهرة" (وهذه هي الترجمة المهذبة جداً جداً لصرختي الأصلية). أنا بطبيعتي لست شتَّاماً. وعادة من صفاتي الردود الهادئة والبعيدة عن الانفعال الغريزي. ومع ذلك، كل هدوئي لم يستطع أن ينجز أقل من هكذا شتيمة. فأي تعليق آخر لم يكن ليليق في هكذا مقام.
كم يحتاج الكائن الإنساني "وربما غير الإنساني" وبغض النظر عن موقعه السياسي... كم يحتاج من الوقاحة وانعدام الحياء. كي يصف هذا الصبي ابن العشر سنوات، الذي قتله الجنود الإسرائيليون عمداً، وهو يحاول، باكياً، الاختباء في حضن والده، والذي حفر صورته في الذاكرة الإنسانية... كي يصفه بالإرهابي.
لن أطالب أحداً بالاعتذار، لا البرنامج ولا القناة التي بثته، بل ربما على العكس من ذلك، بودي أن أشكرهم، لأنهم قدموا لي حالة موصوفة عن صوابية الصرخة التي أطلقها "هيروسترات" بطل مسرحية (إنسوا هيروسترات)، بعد خسارته الرهان، نتيجة تعرضه للخديعة في مباراة صراع الديكة. تلك الصرخة التي يمكن القول بأنها تنطوي على شيء من التجديف، ومع ذلك فإن وصف هذا الطفل الشهيد ( وأنا حريص جداً بل وشحيح في إطلاق صفة الشهيد على أي كان) بالإرهابي يستحضر تلك الصرخة حرفياً، طازجة وكأنها تتردد الآن ...: "وقاحة الإنسان أقوى من الآلهة".



#مالك_داغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجحت مصر... رسبت سوريا
- الولد السوري الجميل في دولة البعث


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مالك داغستاني - إن لم تستحِ فقلها: محمد الدرة إرهابي