أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الجبار نوري - ملحمة - أربعينية - الحسين ( ع) بُعدُها التربوي والعقائدي السياسي














المزيد.....

ملحمة - أربعينية - الحسين ( ع) بُعدُها التربوي والعقائدي السياسي


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 21:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ملحمة أربعينية الأمام الحسين (ع)بُعدُها التربوي والعقائدي والسياسي
عبدالجبارنوري
هناك أكثر من رواية تقول أن يزيد سلم رؤوس شهداء واقعة الطف إلى الأمام السجاد علي بن الحسين ، فألحقها بالأبدان الطاهرة في كربلاء يوم العشرين من صفر 61هجرية ، وروي عن العلامة الشيخ الشيراوي في كتابه (الأتحاف ): أن رأس الحسين عليه السلام أعيد إلى جسدهِ الطاهر بعد أربعين يوماً ، وأكد الشريف المرتضى في ( مسائله) ، وأبن طاووس في ( الملهوف على قتلى الطفوف ) ، وأبن حجرفي ( شرح ألبوصيري ) فأصبح هذا التأريخ يوما يحتفى به في كل سنة ، متأثراً بيومٍ دام شهده التأريخ بنهضة شاملة فاعلة وميدانية ضد الباطل بفعل جهادي لأيقاظ ضمائر الناس وتحريك مشاعرهم وأحاسيسهم متجهة لتخليد هذه الذكرى الدامية لبعدها الوجداني والأنساني ضمن خارطة طريق ممنهج ومدروس مأخوذة من فكر الأمام المطالب بالأصلاح والتغيير في حكومة جده ، فأهميتها من خلال تسجيلها بيوم أربعينية الحسين صارت جسراً يوصل كحركة جهادية في أمتداد واقعة عاشورا ، التي كان زخمها ذلك الزحف المليوني من مختلف أنحاء العالم نحو كربلاء الذبيحة ، والذي دفعني لكتابة عن أربعينية الحسين هو ذلك الزحف المليوني أبتداءاً من أقصى جنوب العرق لحد كربلاء وتجدد المناسبة كل عام وبزخم أكبر وأوسع عن العام المضى ، وشبابية بنسبة كبيرة ، أن زيارة الأربعين تشكل تجمع أنساني ، وعالمي من حيث الكم العددي الهائل ، إذ لم تسجل حوادث مؤسفة إلا ما ندر، وحين تتفحص ذلك التجمع البشري تجد أنهُ حقق أهداف متعددة ليس كعامل ديني فقط بل تؤشر دلالات في الأبعاد التربوية والعقائدية السياسية والأعلامية والثقافية بمجمعها تشكل حدثاً أجتماعياً غير مسبوقاً في العالم .
ولأن هذا الحدث التجمعي لزيارة الأربعين هي أمتداد تأريخي لتلك الواقعة المروعة على جغرافية مدينة كربلاء التي أكتسبت شرف القدسية لأختيارها من قبل أبن بت رسول الله قائد واقعة الطف ، والتي حصلت على شرف أول زيارة للصحابي الجليل " جابر الأنصاري " وبأعتقادي الشخصي أن زيارة الأربعين ليس لهدف ديني فقط بل أكسبها التأريخ أبعاداً أجتماعية وأقتصادية وسياسية وثقافية عقائدية ،
أن واقعة الطف تختزل أقصر واقعة في التأريخ وأطول ملحمة في البقاء ، فأربعينية الحسين لا تعني البكاء على الأطلال وأنما تعني أستحضار القيم والمبادئ التي حصلت من قائد هذه الملحمة الأنسانية والثورية والتي سطرت في سفر صفحات التأريخ ضروباً خيالية في الرجولة والأباء والفروسية وهو يقول : " مثلي لا يبايع مثله " وربما وربما هي أقتحامية وجرأة في أدانة الباطل بشعارات الثورة ورمزية أيحاءاتها وهتافاتها العلنية لامست شغاف القلب وصيرورة الذات البشرية في تبلور أرادة التغيير وأذكاء روح التحدي وكسر حاجز الخوف بروح التحدي المنبثقة من المدرسة الهاشمية في التربية العقائدية التي وظفت في كيفية ألحاق الهزيمة ولو معنوياً بالقوى السلطوية الشريرة وهدم عروشها ، فتلك عطاءات دم الحسين وولده وأصحابه .
لذلك نجد أن مناسبة " أربعينية " الحسين تستقطب فئات الشباب وتعمل على تحريك طاقاتهم الأيجابية وتثوير أفكارهم ، فالتواصل المعرفي يصل أوجه وبالتأكيد تصبح المسيرة المليونية لأحياء ذكرى الأربعينية مدرسة في تعليم الصبر والجلد والمطاولة في ترسيخ قيم الأيثار ، وأن القيم المعرفية وأنتعاش الفكر يتناغم مع هذه الشعيرة الأربعينية الخالدة وتوفر فرصة الألتقاء والمحصلة التواصل الجمعي الذي يبلغ اوجهُ في مركز أعصار الملحمة حتى تصبح فرصة ذهبية نادرة في ألتقاء الأنسانية بمختلف أصولها وأتجاهاتها بل قُلْ ألتقاء الحضارات العالمية .
والحقيقة التأريخية تؤكد أن الأمتداد المنهجي للفكر الحسيني وقف بحانب البشرية والشعوب المبتلاة بالحكم الشمولي ورموزها من الطغاة وأصبحت حافزاً للتغيير وكسر الأغلال وذلك لم يكن هدف الرئيسي لثورة الحسين أزالة يزيد بل نسف قاعدة الظلم والتعسف والأستعباد ، فكان الأمام يرتجز بهذه الحكم يوم عاشورا عند منازلة الأعداء : " إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ، هيهات منا الذلّة ، مثلي لا يبايع مثله " .
أخيراً/من الناحية العلمية المعرفية من غير المقبول أن نسمي زيارة الأربعين بالظاهرة لأن الظاهرة ترتبط بعوامل زمكنية ومؤهلات تصنعها ، والأصح أن نسميها " شعيرة " ترتبط بشعائر الدين الأسلامي بفحواها الموضوعية والأنسانية وسمو الأهداف حيث طلب التغيير والأصلاح وتحقيق المدينة الفاضلة .
المصادر
قبس من شعاع الأمام الحسين / السيدالشيرازي
مقاتل الطالبيين / لأبي الفرج الأصفهاني
الشيخ الطوسي / المصباح
شرح الأخبار / للقاضي النعمان المغربي
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
أكتوبر 2020



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مخرجات نظام التفاهة ----الأختفاء القسري
- المعطيات السلبية للشركات الأمنية الأجنبية في العراق
- أضواء على رواية - عصفور من الشرق - لتوفيق الحكيم
- لماذا يجب أن نقرأ للروائي الروسي - ديستوفيسكسي - ؟!
- القيامة العراقية ---- في تشغيل سد - أليسو - التركي !؟
- دانتي والمعري --- -- وجدلية الأدب المقارن ؟!
- حمى سرقة المال العام ----غثاثة سياسية ومخاض عسير للتغيير ؟!
- قراءة لكتاب - فيورباخ نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية- فر ...
- الاتفاقية الأمنية ----- ونظرية التسخين
- التغييب القسري أو الأختطاف ؟!
- أحمد مطر----- شاعر المنفى واللحظة الحارقة؟!
- الفيلم الفرنسي --- بنات الشمس - كتيبة الأيزيديات -
- فيلم سينمائي روسي --- عن أنتفاضة عمال المدرعة ( بوتيميكين )
- مارغريت ميتشيل ---- روايتها -ذهب مع الريح -
- كوابيس أنخفاض أسعار النفط --- يهدد الأقتصاد العراقي بالأنهيا ...
- هكذا يودع العظماء الحياة ---غابريل غارسيا ماركيز
- الأسطورة والرمزية التصويرية في شعر - السياب - !
- عيد العمال العالمي ---- في زمن جائحة الكورونا
- كلكامش الخلود والفناء---دراسة بنيوية لمعطياتها المنهجية
- 86 شمعة لمحبوب الجماهير


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الجبار نوري - ملحمة - أربعينية - الحسين ( ع) بُعدُها التربوي والعقائدي السياسي