أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام خلف - تكفير المثقّفين متواصل















المزيد.....

تكفير المثقّفين متواصل


بسام خلف

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 10:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ ما يزيد عن سنة و نصف دشنت المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة و التعبير حملة دولية للدفاع عن حرية و حياة المفكر العفيف الأخضر في وجه الإرهاب الأصولي.
وذلك على اثر مقالة نشرت في الموقع الرسمي لحركة النهضة التونسية تدعي فيه أن "الدكتور المقريزي"، صاحب كتاب "المجهول في حياة الرسول" هو اسم مستعار للعفيف الأخضر" مع العلم أن هذا الأخير نفى علاقته بالكتاب المذكور. و بلغة حاقدة أعرب كاتب الخبر عن تشفيه و غبطته قائلا : "عفيف الأخضر أصبح عاجزا عن الحركة تماما و لا يستطيع حتى قضاء الحاجة".
و مما جاء في بيان هذه الحملة ما يلي: "من الواضح أن الأكذوبة التي روجها موقع حركة "النهضة" حول علاقة العفيف الأخضر بالكتاب المذكور إنما جاءت بدافع الانتقام من الدور الذي لعبه، إلى جانب الدكتور شاكر النابلسي، في صياغة البيان العالمي ضد الإرهاب. وهذا البيان دعا إلى محاكمة "فقهاء الإرهاب الذين يحرضون بفتاويهم الإرهابيين على سفك دماء الأبرياء، كأقصر طريق للذهاب إلى الجنة"، و أشار على وجه التحديد إلى أربعة فقهاء أحدهم الشيخ راشد الغنوشي.
لقد لقيت هذه الحملة تجاوبا كبيرا من المثقفين العرب،وقد أعرب المئات عن تعاطفهم ومساندتهم لعفيف الأخضر. فاتهام هذا الأخير بأنه هو صاحب كتاب "المجهول في حياة الرسول" بعد ثلاثة أيام من خروج مظاهرة شعبية في السودان تنادي بقتل كاتبه هي عملية إجرامية و نداء صريح لقتله مع العلم أنه يقطن في ضاحية باريسية تعج بالشباب المتطرف. وقد أجاب راشد الغنوشي على هذه الاتهامات في حوار بموقع " الشهاب" بما يلي:
"إن التكفير مسألة خطيرة و حساسة و تترتب عليها في المجتمع الإسلامي أثار خطيرة لذلك حذر فقهاء الإسلام من الجرأة عليها، و لم ينيطوا أمرها إلى الوعاظ و الدعاة لأنها من عمل القضاء الشرعي. و ما أنا بقاض و إنما داع........ و في ما يخصني أؤكد أنني لم أصدر في حياتي فتوى بتكفير أحد أو بقتله بل نذرت حياتي للدفاع عن الحرية."
كيف يدعي الأستاذ راشد الغنوشي, هذا, و هو القائل " لقد حرم الفقهاء السنة قديما قتل الحكام المسلمين لأن الحكام في ذلك العهد كانوا منا و إلينا. أما حكام اليوم فهم أذناب الاستعمار وليسوا منا في شيء، لذلك يجب قتلهم جميعا" (راشد الغنوشي, الحريات العامة).
أليس هذا تحريضا على القتل ؟
كيف لنا أن نصدق الأستاذ راشد الغنوشي عندما يقول أنه نذر حياته للدفاع عن الحرية، ويسمح بنشر أخبار زائفة في موقع حزبه، تحمل في ذاتها تحريضا على القتل؟
كان العفيف الأخضر هو أول ضحايا هذه الحملة التكفيرية فمن يليه يا ترى ؟
منذ أيام طلع علينا الأستاذ الهادي بريك بمقالة بعنوان " ماذا خسرت تونس بانحطاط القيم ؟"
الأستاذ الهادي بريك ينتمي إلى نفس الحزب الذي حرض على قتل عفيف الأخضر، حزب الأستاذ راشد الغنوشي الذي نذر حياته للدفاع عن الحرية.
لقد كفر الشيخ الهادي بريك الدكتورة رجاء بن سلامة في هذه المرّة.
سيقال لي أين قرأت كلمة "تكفير" في ما كتبه الشيخ ؟
يقول الشيخ في مقالته " السيدة رجاء بن سلامة جامعية ألفت كتابا بعنوان "نقد الثوابت" تتهجم فيه على القران الكريم بوقاحة غير معهودة".
أسأل الشيخ العالم: ما معنى "التّهجّم على القرآن"، وكيف استنتج هذا من خلال كتاب "نقد الثّوابت"؟
لقد سبق لي أن قرأت كتاب رجاء بن سلامة، و لا أتذكر أنها تهجمت على القران الكريم. فعدت إلى قراءته ثانية حتى أتحقق مما قاله الشيخ، فتبين لي سبب غضبه و تهجمه على الكاتبة.
فقد كان أجدى بالشّيخ أن يكتب " السيدة رجاء بن سلامة جامعية ألفت كتابا بعنوان "نقد الثوابت" تتهجم فيه على شيوخ الإرهاب و الظلام بوقاحة غير معهودة".
و هذه بعض الأفكار التي طرحتها الدكتورة في كتابها, حتى يتبين للقرّاء أنّ تكفيرها, غايته إسكات و قمع الأقلام الحرة.

1/في دفاعها عن حرية التعبير و الكتابة تقول رجاء بن سلامة " لا ندافع عن الكتاب المصادر لأن صاحبه مؤمن، أو لأنه لا يسيء حقا إلى الأديان, أو لأن نواياه حسنة، بل لأن لكل إنسان الحق في التعبير و النشر شريطة أن لا يكون محرضا على القتل أو على التمييز العنصري. و مهمة المثقف هي الدفاع عن حرية الرأي بلا قيد و لا شرط.
و سؤالنا للشيخ المسؤول في حركة النهضة: هل يعتبر أن لكل إنسان الحق في التعبير و النشر شريطة أن لا يكون محرضا على القتل أو التمييز العنصري، أم عليه كذلك أن لا ينكر "معلوما من الدين بالضرورة"؟

2/ تقول رجاء بن سلامة " منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر, هاجم قاسم أمين عزل المرأة المصرية عن المجال العام، و طالب بتعليمها و ضمان حقها في العمل, كما طالب بتحريم تعدد الزوجات, و تقييد حق الرجل في الطلاق, فسانده في دعوته المصلح الديني محمد عبده في مناهضة تعدد الزوجات وأفتى بإعطاء المرأة حق فسخ زواجها نتيجة ضرر...... و في سنة 1929, أي منذ ما يزيد عن سبعين عاما كتبت الفتاة السورية نظيرة زين الدين و لم تتلعثم " إن الشرائع السماوية لا تقيدنا تقييدا ثابتا إلا في علاقاتنا مع خالقنا سبحانه و تعالى, ذلك في أصول الدين و الإيمان. و أما أمور دنيانا, و قواعد حياتنا, والمعاملات و العلاقات بيننا فهي تابعة بمقتضى تلكم الشرائع لحكم العقل, و متحولة بمقتضى المصلحة والزمان." و بعدها بقليل كتب التونسي الطاهر الحداد, خريج الجامعة الزيتونية, و لم يتلعثم:" لقد حكم الإسلام في آيات القران بتمييز الرجل عن المرأة في مواضع صريحة. و ليس هذا بمانع أن يقبل بمبدأ المساواة الاجتماعية بينهما عند توفر أسبابها بتطور الزمن ما دام يرمي في جوهره إلى العدالة التامة وروح الحق الأعلى, و هو الدين الذي يدين بسنة التدريج في تشريع أحكامه حسب الطوق "
فما هو حكم هؤلاء يا شيخنا الفاضل هل أنكر قاسم أمين و محمد عبده و نظيرة زين الدين و الطاهر الحداد معلوما من الدين بالضرورة و بالتالي أصبحوا في عداد المرتدين ؟

3/ تقول رجاء بن سلامة " المفتي الرسمي الذي لم يتردد و لم تطرف له عين, عندما أفتى بتحريم نقل الأعضاء البشرية إلى المرضى, يجب أن يتحمل تبعات العمل بفتواه في بلاده أو في البلاد الإسلامية الأخرى. معنى ذلك أننا يجب أن نحمله دماء كل المرضى الذين كان بالامكان إسعافهم بنقل كلية إليهم أو قلب أو غير ذلك, لولا هذه الفتوى التي يمكن أن توصف لذلك بأنها إجرامية"
فهل توافق يا شيخ الهادي في تجريم من أفتى بتحريم نقل الأعضاء أم تقول أنه اجتهد و أخطأ فله أجر واحد ؟ "

كما يضيف السيد الهادي بريك في مقالته " ألم يئن للسيدة رجاء أن تعلم أن حياءها الأنثوي سر جمالها و تاج كمالها فان انسلخت عنه أمست "كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ".؟ ". فالتسمح لي الدكتورة رجاء أن أجيب بما جاء في كتابها نقد الثوابت من نداء حرّيّة، فقد خاطبت النساء المتحجبات قائلة : " روحن عن رؤوسكن, دعن شعوركن تتحرك، تخلصن من حر هذا السجن من الثياب. لماذا لا يطالب الرجل بلبس الخمار، لماذا نزع الرجال طرابيشهم و استعادت النساء خمارهن ؟ الجدل الفقهي معقد, أما الحرية فبسيطة: تخاطب الجسد و العقل و الخيال معا: الخمار هو ما يلي: الطريقة المثلى لجعل المرأة الجميلة أقل جمالا. يضغط الخمار على الرأس فيكشف شكل الجمجمة, فيذكر بالموت. غطاء الرأس يعري عظام الرأس ".



#بسام_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بسام خلف - تكفير المثقّفين متواصل