جرائم النظام وتواطؤ عملاء البيروقراطية

مناضل نقابي

الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 09:50
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

لم تكن المسيرة الوطنية التي خاضتها شغيلة الجماعات، والتي دعت إليها كل من الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل إلا استمرارية لنضالات الشغيلة الجماعية لأزيد من ثلاث سنوات من النضال والعطاء دون استجابة حقيقية لمطالبهم المتمثلة أساسا في الزيادة في الأجور 270درهم وكذا إدماج حاملي الشهادات في السلاليم المناسبة لشهاداتهم، إضافة إلى التعويض عن الأعباء خصوصا عمال الأشغال الملوثة، إذ عرفت المسيرة مشاركة قياسية لم يكن يتوقعها حتى منظموا المسيرة أنفسهم ( التقديرات تشير إلى حوالي 3000 مشارك)، غيــــٍر أن النظام السياسي القائم أبى مرة أخرى إلا أن يؤكد على استمرارية طبيعته القامعة لكل حرية، فأصدر قرار منع المسيرة، ضاربا أوهام المؤمنين بإمكانية تراجع الحكم المطلق بالمغرب عن طبيعته القمعية، إذ انه وبمجرد وصول المشاركين والمشاركات إلى ساحة باب الحد مقر انطلاق المسيرة، وجدوا أمامهم جحافل وترسانة من شتى أنواع القمع. هذا التدخل الهمجي الذي خلف استشهاد المناضل و المسؤول النقابي مصطفى لعرج الكاتب المحلي للجامعة الوطنيـــة لعمال وموظفي الجماعات المحلية التابعة للاتحاد المغربي للشغل بمدينة تيفلت، وجرح العديد من المشاركين والمشاركات، وكذا اعتقال حوالي 18 من المناضلين والمناضلات . ليتضح للجميع حتى لأولئك دعاة النضال السلمي الحضاري الذين عوض ان يقودوا مسيرات الجماهير ينتصبون كأجهزة كاميرات تترصد المناضلين هل دافع احدهم عن نفسه اوحتى فكر في ذلك.
لقد أكد النظام مرة أخرى لدعاة النضال الحضاري انه لا فرق عنده بين من يرفع شعار المواجهة والتصدي وعدم قبول الاستفزاز- كما حدث في نفس اليوم عندما خرجت الجماهير الشعبية بإيفني عندما أقسمت الجماهير على أن لا تسمح بالاستفزاز دون رد- وبين من يناضل ويشترط في نضاله عدم التفكير في الدفاع عن نفسه.
غير ان المصيبة الكبرى تمثلت في ما بعد استشهاد المناضل، إذ بينما تجمع المناضلون والمناضلات المرعبون لهول ما جرى أمام المستشفى ثم أمام مستودع الأموات بعد تأكد خبر الاستشهاد كانت خيوط البيروقراطية تنسج مؤامراتها تجاه أبناء الشعب المغربي فبعد أن اشتم المناضلون رائحة الخيانة تطبخ عبر الهواتف النقالة خرج الكاتب العام للجامعة الوطنية للجماعات المحلية بتصريح لجريدة النهار المغربية مفاده أن الشهيد توفي في ظروف لا علاقة لها بالمسيرة فأية شهادة هاته !!
فعلا إن البيروقراطية والانتهازية هما الوجه الآخر للنظام فهم لن يترددوا في التخلي عن كل ما من شانه وضع النظام القائم في قفص الاتهام، لكن هيهات يا خرماز أن يغير تصريحك الحقير من حقيقة ما شاهده وعاينه المناضلون ، ربما عندما كانت عظام الجماهير تتكسر كان الكاتب العام الوطني يفعل أشياء أخرى تستجيب لموقعه كعميل من عملاء البيروقراطية.
لم يستشهد مصطفى لعرج في غرفة حتى نقول ربما مات اختناقا، لقد سقط في ارض المعركة كما سقط قبله العديد من الشهداء.
إن هذا الموقف الجبان الذي عبر عنه الكاتب العام للجامعة الوطنية للجماعات المحلية لا يعني إطلاق غياب مناضلين شرفاء داخل هاته الجامعة، هؤلاء الذين أبدوا استنكارهم لهاته التصريحات، غير أن الأمر يفترض على كل المناضلين والمناضلات داخل الجامعة الوطنية للجماعات المحلية أو عموم المناضلين والمناضلات فضح وكشف كل ما جرى أمام أعين الجماهير( قمع النظام، وتواطؤ البيروقراطية على حد سواء) باعتبار أن تجربة الجماهير بمرارتها وانتصاراتها تشكل نبراسا ودرسا من دروس التاريخ ، وليس فتح تحقيق عادل ونزيه – وقد نسوا أن يضيفوا ديمقراطي وعصري وشفاف !!
إن التاريخ لا يظلم لكنه لا يرحم

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل