أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - من يوميات أحمد المنفي في وطن المنفيين .. !!















المزيد.....

من يوميات أحمد المنفي في وطن المنفيين .. !!


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 6677 - 2020 / 9 / 15 - 03:24
المحور: الادب والفن
    


دقيقتان وسيأتي الآخرون ..
الجميع حددوا أوقات ساعاتهم حسب توقيت ساعة رب العمل إلا أحمد السـوري .
أحمد يأتي باكرا ويعود الى البيت باكرا ، وقد أثار هذا التصرف الدهشة والاستغراب لدى السيد المدير العام ( وطبعا هو أحمق كالآخرين) حيث أنه يحسب الحياة بحسب دوران عقارب الساعة ، ويعتقد أن القيام بجرّ عربة ، أو حمل كيس نخالة يحتاج لدورة مهنية .
جميع العاملين في هذه الورشة يحملوا وثائق أو شهادات تخولهم العمل في هذا المكان القذر .
أحمد يعمل في هذه الشركة منذ أشهر فقط بعد نضال طويل للحصول على أي عمل. إنه لايملك مالا ولا مهنة .. كان وعلى رأي الآخرين .. مناضلا وحسب ..
تعّود تناول طعام الغذاء بصمت لأن زملاءه يقضون فترة استراحة الظهيرة كذلك دائما ..
اليوم جدّ حدث جديد ، حركة من الشاب الصغير أندرياس ، راح يهز نفسه على الكرسي إلى الأمام والخلف بعصبية ..على حين لم يبدي أحد من بقية العمال أي ردة فعل .. اكتفى ميخائيل بالنظر إليه نظرة سريعة كما ينظر أحدنا إلى ساعته بين الحين والآخر .
بادر أحمد الحديث فقال : " اليوم جميل .. إنه يوم مشمس "
لم يردّ على تعليقه أحد ..
تابع يقول : كيف قضيت عطلتك الأسبوعية ياميخائيل ؟
- في شراء الحاجات المنزلية ، وفي يوم الأحد كنت في سوق البالة بمركز البلد .
• - وأنت ياسيد بيكل باور ؟
- ساعدت زوجتي في الأعمال المنزلية .. العمل كثير في نهاية الأسبوع ..وأنت ؟
• قضيتها في مشاهدة التلفاز .. لدي سـات ..
أتابع البرامج الكردية والعربية ..إعلامنا يختلف كليا عن الإعلام الأوربي ..
هل شاهدت آخر أخبار البابا يوحنا بولس السادس ؟ إنه في زيارة لمدينة دمشق المقدسة .. إنها موطن القديس باولس .. أو شاؤول الدمشقي .. قال أحمد موجها كلامه للسيد كونيغ ماير الرجل اللطيف والمتقبل لوجود الأجانب في بلاده ، لقد حدثه أحمد كثيرا عن بلاده ، وعن شعبه ، وعن العادات والتقاليد لشعوب عديدة تعيش في بلاد الشرق .
إنه كلب .. رد السيد كونيغ ماير ويقصد بذلك البابا، فقط دون تعليق آخر ..
هل تشاهدون مجازر القرن العشرين ؟
.. دبابة لاتستطيع الصمود ومواجهة الحجر ، العسكر وقوات القمع تقصف دمشق وماحولها .. تقصف القرى وأزقة المدن .. ومجموعات اسمها شبيحة تسرق القرى التي تدخلها .. تقتل الأطفال وتسبي النساء .. حال بلادنا يرثى له ..
شـــايزة ..!! (*) وتابع اندرياس قائلا :
- أين تقع سوريا ؟ كم مليون عدد سكانها ، هل يمكن ان تكون اكبر من هذه البلاد ؟؟
* هي الأرض التي يعيش عليها العرب والكرد وبضعة قوميات أخرى ..
صاح كونيغ ماير كلكم اسلام !!
جاوبه أحمد : لأ ياصديق ، بل فينا المسلم والمسيحي والايزيدي ، وبقايا من اليهود الشرقيين .. الدين لا يعتبر من مقومات القومية ، والدول الدينية مختلقة .
مرة أخرى تدخل كونيك ماير ليقول : من تقصد من الدول المختلقة؟
رد أحمد البوسنة على سبيل المثال ..
- هذا صحيح ، أجاب ميخائيل .
• واسرائيل ، فأعقب ميخائيل بكلمة " صح" .. تابع احمد والفاتيكان ، لأنه لايوجد شعب اسمه الشعب المسلم ، أو المسيحي ، أو اليهودي .. هناك شعوب لها مميزات قومية ، أثنية ، نمساويون ، ايطاليون ، أكراد ، عرب ، مجريون .. أمّـا الأديان فلا تشكل شعب ، هل يمكن أن يكون لجميع المسلمين دولة واحدة ؟
- لا ، أجاب أندرياس .
• وأيضا لايمكن للمسيحيين أو اليهود أن يشكلوا دولة واحدة ..
المشكلة ليست بين الأديان .. الأديان كلها تشترك في قاسم مشترك ، الوصايا العشر هي ذاتها منذ نبي الله زردشت الأول ثم زردشت الثاني ثم الثالث فموسى وعيسى ومحمد ..
لاتسرق ، لاتزني ، لا تكذب ,, الخ
المشكلة بين البشر أنفسهم ، وهم أمتان ..

* * * * * * * * * * * * *

لم يفتأ أندرياس يهز إلى الأمام والخلف .. ميخائيل تشاغل في مطالعة المجلة الأكثر رواجا في النمسا ( كرونن) ، الآخرون نظروا إلى بعضهم البعض ..
إعلام كاذب .. قال أحمد وهو يسقط خمسون سنتا في حصالة آلة القهوة ..
بنية بدون سكر قال ليسمع نفسه ..
إنهم لايريدون الخوض في حديث غير متكافئ ..
الأفضل الحديث عن الكلب الذي يربيه السيد (غماين باور) فالكلاب متنفسهم الوحيد ، يمعنون في تأديبها وتعليمها ، يأمرونها عندما لايستطيعون الأمر على بشر عاديين .
قطه اللقيط ، صدفة وجده يركض وراءه في ليلة مثلجة ، كان قد اشترى ععلبة سجائر مهربة ويجب عليه دفع ثمنها في تلك الساعة .. مشى مع بائع السجائر الكردي مثله والذي اعتمد على التهريب كمصدر رزق سيما وأنه عاطل عن العمل بسبب قصر رجله اليمنى إثر حادث انفجار لغم على حدود الوطن ..
- ربما أنه ضاع من أصحابه أ و أنهم طردوه ، قال لصاحبه المهّرب .
- لايرمون حيواناتهم في الطريق ، ربما يودعوها في ملجأ الحيوانات ولكن لايرموها ..
دخل مبنى البنك فدخل القط معه ، ولما حاول تركه في المبنى عسى أن يبعث له ابن أو ابنة حلال يربيانه لحقه وهو يموء .. مما جعله يعطف عليه ويصحبه لعند زوجته التي أعجبت بشعره الأبيض الناصع وعيناه الخضراوين ..
- هل ترضين أن يعيش معنا ؟ سأل زوجته .
يالها من قطة جميلة اتركها هنا ، ربما يرزقنا الله بحسنتها ، أجابت زوجته .

- عفوا ، هل قلت أمتان ؟
- نعم .
- كيف ، من هما الأمتان …. ؟
- أمتان هكذا قال لينين .
- مين ؟
كرر الأحمق نفس السؤال .
أجابه احمد : " لينين "
- لعنة الله على المذكور .. علق زميله موسى التركي ، وتابع : هذا اللينين بلبل الوضع وجعل الناس تطالب بتمزيق الأوطان .
لولا هذا الشيطان ه لما ظهرالارهابيون الكرد ..
- الأكراد أصبحوا ارهابيون ؟ !! ماهذه السخافة ياموسى ؟ !!
استمر احمد يحدثه ياعزيزي ليس هناك شئ اسمه ارهاب ، وحتى الارهاب مسألة نسبية وليس مطلقة ابدا ، هناك شئ اسمه حق أو باطل . ومطالبة أي شعب لحقه في تقرير المصير مسألة حق .
- هل أرأيتم ؟ قلت لكم إنه شيوعي .. هذا كلام المغضوب لينين .
- ماركسيسموس ، ردد أندرياس ..
- ياموسى وهذا يمكن أن يقال عن الألبان في كوسوفو أو الجبل الأسود ..
- لا ، رد عليه موسى وتابع : هذا شئ وذاك شئ آخر ، الألبان مؤمنون بوجود إله خالق يارجل ..
- وهل الأكراد كفرة ؟!!

تذكر قطه الذي صادفه قرب البنك ، لم يكتشف ذكريته إلا بعد شهرين قضاهما في بيته ، سمعه يموء مواء الذكور في شباط المنصرم ، ثم مالبث أن تعّرف علة قطة جيرانهم اليوغسلاف وهي الآن (حامل)
كلفه تعارف قطه على قطة الجيران كثيرا، فقد اضطر على استقبالها يوميا ولأكثر من اسبوع ، وانجبر أن يلاطف صاحبتها كي لاتنزعج من زيارة قطتها عندهم ، فقد دعاها وزوجها لأكثر من مرّة على العشاء ، كانا يصطحبان زجاجات الركيا معهما في كل مرّة ولا يخرجا حتى ساعة متأخرة من الليل ..
مشكلة اليوغسلافية جارتهم أنها تحب شرب الركيا على أنغام موتسارت وبصوت عال مما يزعج بقية الجيران الذين استدعوا ( في إحدى المرّتين) الشرطة وعملوا (هيصة) ..

تابع يحدث نفسه بصوت يكاد ان يسمع .. سأشرب القهوة بسرعة ، الوقت يمر ، لم يبقى إلا خمس دقائق من الاستراحة ..
دخلت السيدة كاتي فقدم لها أحمد قهوته ، أخذتها شاكرة وقعدت على الكرسي المقابل للسيد كونيغ ماير .. كل شئ على مايرام الخنزير شفي من داء الكلـَب وهو بتحسن مستمر ، ابتسم " كونيغ ماير" وقدم لها وردة ، تقبلتها أيضا .. شربت قهوتها على عجل وخرجت تلحق زوجها ذلك الأصفر الناحل الذي لايفتئ من مهاجمة الحزب الاشتراكي لمساعدته الأجانب .. شــيَعها أحمد بنظرة دافئة ورشف رشفة من فنجانه وقال : هكذا نحن ، نعطي والآخرون يستفيدون ..
- هل تعلمون كم تدفع العربية السعودية – العربية للقوات المتعددة الجنسيات ؟
كم يدفع الأميركان لحكومة اردوغان ، وكم دفع القذافي في فترة حكمه للدكتور يورغ هايدر ؟؟
هل تدرون كم تدفع قطر وتركيا وايران للمرتزقة المقاتلين بدلا عنهم .. بل كم يدفع النظام القاتل في دمشق لشبيحته لقتل بنات وأبناء شعبه
هل تدرون كم تدفع هيئة الأمم لدولتكم عن كل لاجئ سياسي ، وكم تدفع دولتكم للاجئ إليها ، وكم تدفع الشركات لعمالها الأجانب ، وكم يدفع الأجانب ايجار بيوت فيها ، وتابع وهو يغلق عليهم باب صالة الطعام : وكم تدفع نساؤكم للأجانب ، ثم عاد وفتح الباب وقال هل تعلمون كم بقي من الوقت للإنتهاء من تناول طعام الغذاء؟

توقف أندرياس عن الهَز ، وقف الجميع وتوجهوا دفعة واحدة نحو الباب المؤدي إلى ورشة العمل ..
في صباح اليوم التالي فاجأه أندرياس بجواب عن سؤاله في اليوم السابق ، عرفت أين تقع سوريا الأسيوية وجيرانها الاسرائيليين الأتراك .. في الجنوب والشمال ..
الارهابيون السوريون لايفتأوا وعلى الدوام يقضّوا مضاجع العلمانيين العسكر .. صحيفة قرأتها أول امس تثبت بدون شك أن نظامكم لم يقتل إلا المجرمين .. المجلة تقول أن فئة الحكام ببلادكم ناس طيبين ، مساكين لم تدعوهم يعيشوا كما يريدوا بسلام في بلادهم الهادئة – الآمنة .. !!!
اندهش احمد وتعجب .. حدث نفسه .. لن يفيد الحديث مع من لم يشاركنا طعم العذاب ..
افتعل سعالا ، خرج وبيده فنجان قهوته ولفافة تبغ وورقة مكتوب عليها بقية برنامج عمله اليومي في ذلك النهار !!
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

* كاتب سوري يقيم في النمسا .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوميات أحمد المنفي .. !!
- بطل من حيينا الكردي حاز على لقب بطل العالم لثلاث مرات على ال ...
- قراءة في كتاب عزيز أومري في أروقة الذاكرة - الجزء 2/2 -
- قراءة في كتاب عزيز أومري في أروقة الذاكرة - الجزء 1/2 -
- شاي .. !!
- تحية لمناضلي الخامس من آب تحية للذين قضوا نحبهم وللذين على ا ...
- آسفة الموعد فيه غلط .. !!
- سلاما َ ليلى قاسم في ذكرى استشهادك
- رسالة من ربحان رمضان إلى الاخوة الايزيديين بمناسبة عيدهم
- لمحات من سيرة نضالية تتمة الحلقة - 5 - ب -
- كلمة وفد ميثاق العمل الوطني الكردي في المؤتمر الأول للمجلس ا ...
- ترهب السجّان إن أطلق سراحها - تسع سنوات وطل الملوحي مفقودة ف ...
- أمثلة على التحريف في كتابات كتّاب البلاط
- هل يمكننا إعادة كتابة التاريخ من جديد ؟ أمثلة على التحريف في ...
- مازالت شمعة ثورة ايلول متوهجة وتزداد اتقادا تحية إلى ثورة ال ...
- عريضة وقع عليها نخبة من المثقفين الكرد تطالب بإعادة الاعتبار ...
- الدكتور صبري آميدي .. حرّي بالكرد والعراقيين أن يفتخروا به
- نوروز .. يعني الحرية والانتصار - عودة إلى الندوات السياسية
- أولئك الذين لايتعلموا من التاريخ محكوم عليهم بتكراره - اثنان ...
- حملات التضامن مع عهد التميمي ذكرتني ب - طل الملوحي - مذكرات ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - من يوميات أحمد المنفي في وطن المنفيين .. !!