حزب النهضة الديمقراطي السوري
الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 07:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الآونة الأخيرة ترددت شائعات مغرضة ومدفوعة الأجر , من قبل بعض أقنية الأعلام الالكتروني المشبوهة يقف من وراءها شرذمة قليلة هدفها اغتيال مشروعنا النهضوي الذي نتبناه في تجربتنا التنظيمية .
هذا الاغتيال المعنوي الذي يراد به تقويض نويات مشروع التطور المجتمعي الذي حملنا أهدافه السامية وطفنا بها على جميع شرائح مجتمعنا السوري لإحياء هذا المشروع , ولإعادة تشكيل الهوية الوطنية على قاعدة ( سوريا أولاً ) وعلى أساس الوطن للجميع , وعلى يقينية المواطن المرجعية , من هنا أضحت تلك الكينونة قدراً سورياً جديداً يدفعه خطاب تجاوز عقدة الأيديولوجية وثنائية المركز والأطراف , قدراً بات يحمل معه أفقاً جديداً لمجتمع سوري وطني ديمقراطي معاصر , وإنسان سوري حر .
ولهذا كان لنا من إعادة قراءة الحدث ومفرداته بشكل لايتناقض ومسؤوليتنا التاريخية كدعاة إصلاح وتغيير ديمقراطي على أرضية الحال الاجتماعي الأسمى , والذات المجتمعية التي تجاوزتها وقفزت فوقها خطابات وشعارات جانبت جوهرها الإنساني والأخلاقي , ونأت بنفسها عن ديدن الفرد الاجتماعي من خلال ما حملته من إرهاصات سياسية تسعى إلى حرق النبض المجتمعي لحساب السياسة وتوازناتها , وكأن الإنسان المواطن الفرد أضحى يعيش بعداً أغترابياً جديداً عززته عناصر وعوامل كثيرة أبرزها حالة الذهول السائدة في مجتمعنا السوري , وتسويق الحلول السياسية كبدائل لمشروع مجتمعي متكامل من جهة , ومن جهة أخرى ثقافة اللاثقافة واللاوعي المجتمعي التي تدار بها سياسية الفعل الواحد من جانب بعض أطراف المعارضة الوطنية في سورية .
كنا نأمل أن يتحول النشاط أو النضال السياسي إلى نضال مجتمعي هدفه الفرد المواطن و غايته الإنسان السوري الذي بات ورقة تالفة لا أحد يأبه بها في أتون وخضم هذه اللجة الهائلة من فوضى الأشياء والتي تصرّف بشكل يبعث على الأسى عندما نجده في خطاب المعارضة عبارة عن جدار مائل لا يقبل سوى المساومة عليه وعلى قوته وكرامته في وقت أصبح التنكر لهمومه الحياتية والمعيشية اليومية خطاب جديد يسوقه الجميع .
إننا إذ نعلن عن مشروعنا الذي أعدنا صياغته بالشكل الذي يبعث على الالتصاق بالهم اليومي للمواطن , نلامس به كافة مفاصل حياته اليومية التي تعنيه وتعنينا , قبل أن نخوض مخاضات السياسة الوعرة بتجاذباتها الشاكة وتوازناتها المعقدة .
إن همنا وديدننا أن يكون مشروعنا الأسمى هو المواطن السوري , وأن يكون محور برامجنا هو المواطن , وأن نقلع عن ما يشدنا إلى خطاب معارض آحادي الجانب كل همه الغوص في قاع السياسة والخروج ببعض مستحثاتها .
إننا إذ نعمل على بناء مشروعنا المجتمعي الذي يحاكي ويلامس ويلاصق هموم المواطن الاجتماعي , فإننا نعمل على تأسيس هوية مجتمعية معاصرة تدعم النهج الاجتماعي الذي يرسم أفقاً اقتصاديا وثقافياً مسؤولاً يعبّر من خلاله عن الحاجة الاجتماعية , والأحتياج المجتمعي لمشروع ينهض بأعباء المجتمع والمواطن من خلال ما يوفر له من مستوى جيداً من العيش برخاء وسلام وكرامة .
إن انتقالنا من خندق السياسة إلى خندق المجتمع لهو أمر طبيعي تمليه ظروف ومنطق الأشياء وقوانينها المتغيرة فهو لا يعني أننا غادرنا العمل السياسي بل على العكس لقد أزداد أيماننا وتمسكنا بالعمل السياسي كحركة منظمة تقود المشروع النهضوي , واتسعت خارطة الحوامل الاجتماعية وقواها الحركية بأتساع الأهداف وتطورها .
إن ما يمكننا أن نعده إستراتيجية جديدة تعيد بناء الهدف وبلورة المواقف وصياغة الرؤى وإنتاج خطاب موضوعي جديد , هي تلك التي ترسم هدفها بما يتناسب وحياة المواطن اليومية , وتطلعه كانسان حر كريم , وما تقدمه لهذا المواطن في الدفاع عن عرقه ولقمة خبزه ورغيف كرامته .
إن ما نود تأكيده للجميع هو أن أساس عملنا ونشاطنا يصب في خدمة التطور المجتمعي بإطاره السياسي وليس العكس ولا نريد أن نجعل من مشروعنا المجتمعي النهضوي الحداثوي التنويري وقوداً للسياسة , بل على العكس نريد أن يكون التنظيم السياسي هو إطار يقود مشروعنا هذا نحو مجتمع سوري معاصر .
د. عبد العزيز المسلط
رئيس حزب النهضة الديمقراطي السوري
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟