أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير الفارس العفيشار - في مسرح شكسبير ... تراجيديا الملك لير















المزيد.....

في مسرح شكسبير ... تراجيديا الملك لير


تيسير الفارس العفيشار

الحوار المتمدن-العدد: 6666 - 2020 / 9 / 3 - 09:37
المحور: الادب والفن
    


تنزاح ستارة المسرح عن شخص متهدم الشكل والروح، عيناه شاردتان تحدقان في الافق البعيد، وهو أشبه بمن استحوذت عليه جنية مشبوقة، راحت تجوب به ليل الأقاصي، تصطفق أضلاعه بكائنات غير مرئية، حذاؤه مهترئ لضراوة التخوم التي يجتازها بليل الغابة، وثيابه رثة لا تكاد تستر إلا النزر اليسير من جسده، والجنية اللعوب تمسك بيده وتركض بأنفاس لاهثة كأنها تأخذه إلى مكان أضاعت الطريق إليه برزخ بين الغيم والغابة ودرب يتصاعد فوق نتوء صخري حاد ينتهي إلى هاوية سحيقة مظلمة، والجنية تسرُ له بكلام غير مفهوم مثل همهمة الجنين، هو يسير خلفها ويجمع الدلالات الغامضة يضعها في جيب قميصه المهلهل، وما أن تصل به إلى الطرف الآخر من الغابة حتى يتكشف لهما شبحُ كوخ موشك على الحريق و يطير من جنباته دخان اسود قاتم ورماد ، فتهتف الجنية ملتذةً كمن وجد ضالته في ذروة الشهيق هذا هو… في أرض الكوخ يجدان كتاباً هائل مفتوح على آخره ، يغمر أرض الكوخ كلها، يحدقان في صفحة الكتاب المفتوح المغمور بغبار يميل إلى صفرة داكنة تلمع مثل الذهب، تقول له الجنية هذا هو… أتريد أن تقرأ ؟! هذا سِفرُ حياتك وكتاب قدرك ، المكتوب هنا هو أنت .. بدا كمن نسي عادة الكلام، وما أن وضع نفسه في الكتاب حتى راح يفقد أثره، هو الشخص المفقود ، نزل على درج يكاد ينهار تراءت له الأشياء في بهو الكوخ في غير أشكالها في حالات وصور غير ثابتة ولا معروفة، تتحول في ذات اللحظة التي ينقل فيها نظره عنها ، بدت تدبُ في أوصاله قشعريرة ويكاد يتفجر الدم من جبينه، أطبق جفنيه، فإذا الجنية هي ابنته الصغرى كورديليا ، صبية ملائكية الملامح شفافة التقاطيع ترتدي وشاحاً لشدة بياضه يشف عن جسدها الفتي، كانت هذه النظرة كفيلة بأن تنزل الأمان في روحه… تحسس جسده وراح بصوت ممزوج بالدموع :
يالك من بناء كل ما فيه حركة لا تهدأ ولا تستريح، وحياة لا تنام، ثم يالك من ساكن يشغل البناء ويظن أنه شاغلاً حيزاً ضيقاً منه… لله كم مشيت بي ومشيت بك أيها الجسد، من يستطيع أن يحصي المسافات التي قطعناها سوياً، وكم أكلت من خيرات الأرض والسماء، وكم تنفست من الهواء، ونفثت في الهواء من أنفاسك، ولو قدر لي أن أجمع أنفاسك لخلقت منها الأعاصير، لكني أنا الملك ( لير ) ما خلقت لأخلق الأعاصير بل لأجعل منها نسمات عليلات… وأني أيها الجسدُ المتهدم أوصي بك إذ أوصي للدود… ثم جمع كفيه إلى رأسه وأطرق إلى الأرض وبصوت يكاد يختنق ..يالك يا (لير) لا أنت في الظلمة ولا أنت في النور، لا أنت مستقيم ولا أنت أعوج، لا أنت حيٌ ولا أنت ميت. كم عصفت بك الهواجس والوساوس والظنون والاوهام، وساقتك الحياة إلى حيث تهوى وتكره، لكنك ما تعلمت أن الهرب من الوجع إلى اللذة هو وجه آخر من الوجع، أو هرب من مثالة لم تفهمها إلى أخرى لا تفهمها، كم إختصمت مع الناس على الحق وقدت الجيوش وخضت الحروب نشداناً للحق، وبعد ايها الملك كيف عرفت أن الحق إلى جانبك، الحق يفرُّ من كل خصام، وما اختصموا الناس يوما من الأيام إلا على الباطل.. ماذا يعني أن يكون الانسان ملكاً ! يحكم الناس ويتحكم في مصائرهم، أهو القدر الذي ساقه إلى هذا المقام ؟ وما الذي يعنيه مقام الانسان رفيعاً أو وضيعاً وقد غادر قلبه السلام و روحه الطمأنينة.

بدا الملك كما راح يقاربه شكسبير في هذا المشهد الأفتتاحي أشبه بلحن يجيء تواً من نيزك بعيد، يكاد يجبر عيني على الخجل، وأنا أعلم أنه ليس سهلاً التحديق في روحه وهي تعلن نشيدها الأثير في شات حضرة الموت، صار مثل حقل عطش يقدم شكره المهيب للمطر... هل يبحث عن حياة جديدة في لحظة إحتضاره ، كلمات يغمسها حينا بلازورد فاتن وحينا بالنهايات القصوى للتفكير … وأشد ما آلمني الانزياح التعبيري المغرق في تناقضات الحياة وفوضاها حتى لا أقول معناها…

تسدل الستارة على هذا المشهد المؤلم والصورة القاتمة التي تثب بالحضور إلى الحضيض، ثم
يعاد فتحها لتبدأ فصول واحدة من أعظم تراجيديات شكسبير ..
وتتوالى فصول المسرحية الخمس على مدى ساعات ثلاث حيث راح ينتقل بنا شكسبير في هذا العمل الخالد، الى الشفير الأعظم بين عبث الوجود، وعبقرية الجنون وسحر الكلمات، وكثافة المعاني، وموسيقى التراكيب، يترك بينها مسافة فارغة .. وهي مسافة تؤجج الصمت بين ذوبان الروح، وبين تلك اللحظة التي يتسنى فيها للخيال أن يتهدل في ردهة العدم، ويفتح في نصه ثغرات تكتنز بجماليات تداهم المتفرج ، وتفاجىء المستمع معا يغرق في السرد والحوار والتأمل الفلسفي العميق…

ولعل الأمر بالنسبة للمشاهد ، سيبدو أكثر تشويقاً، فالمسألة لم تعد بالنسبة له محصورة في شرط المفهوم الفلسفي، إنما تتجاوز ذلك لتصبح متصلةً بالمفهوم العام لشعرية الكتابةوحَدْهَا الإبداعي كضرب من التعبير اللغوي الذي صار طموحه متمثلاً في محاورة أشكال الحياة وعناصرها المتقدة .
بحيث ينشأ النص هنا من تألق الاسلوب في الكتابة ومن تصاعد الأنواع جميعها، مثل لهب المواقد، لتلتقي في أتون جامع، بحيث لا يعود الحوار إلا انزياح لحالة السرد ، ليبدو المشهد كما لو أنه سياق قصصي تنزاح معه سلطة الراوي، وينداح بلغة ثاقبة مثل تجليات راء…
إن تفجر طاقة الجمال في اللغة، يجعلها تفلت من أسر الشكل فيشعر الكاتب بحرية الذاهب في سديم اللغة، وخطورة الخلق، وإعادة الخلق في جحيم هذا السديم الدائم التألق مثل جنة … وافتتان الكاتب هنا ليس سوى تحقيق لحالة الإمتزاج المتبلورة لطرفي الموهبة والمعرفة معا
وحالة القارىء مفتونا برعشة الملامسة الأولى لكتابة تذهب إلى الجمال الآسر، تذهبُ مثلما العاشق يكتشف جسد حبيبته للمرة الأولى فيصاب السحر

ما أن إنتهى العرض المسرحي حتى همس صديقي الدكتور (وهيب ظاظا ) الذي شاركته هذه التراجيديا البديعة بصوت متهدج وقد بلغ به التأثر أشده.. شكسبير عبقري ، لا يفصله عن عرش ألوهة الأدب إلا بعض خطوات لو أنه إجتازها لجلس على عرش الأدب ما دامت الحياة ودام الأدب… ولم أشأ سؤال صديقي عن تلك الخطوات وفي أي فضاء عجيب إمتدت أو قصرت ، وهل يمكن لأديب ما، أن يبلغ أدبه مرتبة الكمال ..! صديقي مسكون بالفلسفة والأدب والجمال، وتركته مع هذا التداعي الجميل الذي أساله شكسبير في روحه القلقة. صمت الدكتور وهيب برهة وجيزة ثم قال :
( لدى شكسبير مقدرة عجيبة وفريدة على تمثيل الواقع بلا عناء ولا إجهاد، قادر على الغوص إلى الأعماق السحيقة والسمو إلى بواسق الفكر والخيال، في فكره تناسق وانسجام يصبه في لغة ساحرة.. ما ذهبت إلى مسرحه يوما ضيق الصدر غائم الفكر، إلا عدت منه وصدري كالفضاء رحابةً، وفكري كحدقة النسر صفاءً ).

نعم .. ليس كالأدب يظهر عليه الإنسان بكل مظاهره الروحيه والجسدية، ففي الأدب يرى نفسه ممثلاً ومشاهداً في وقت واحد، هناك يشاهد نفسه من الأقماط إلى الأكفان، يمثل أدواره المتلونه بلون الساعات والأيام، هناك يسمع نبضات قلبه في نبضات سواه، ويلمس أشواق روحه في أشواق غيره، ويشعر بأوجاع جسمه في أوجاع جسم مثله، هناك تتخذ عواطفه الصماء لساناً من عواطف سواه، وتلبس أفكاره رداءً من نسيج افكار الأديب فيرى من نفسه ما كان خفياً عنه، وينطق بما كان لسانه عيياً عن النطق به، فيقترب من نفسه ويقترب من العالم، فرب قصيدةً أثارت فيه عاصفةً من القوى الكامنة،أو كلمةً رفعة عن عينيه نقاباً كثيفاً، أو رواية قلبت إلحاده إيماناً، و صيرت يأسه رجاءً ، وخموله عزيمة ، و رذيلته فضلية، تلك مزية خص بها الأدب، وتلك مملكة الأدب لا ينازعه فيها منازع، وما سلطان الأدب إلا أنه يجول في أقطار النفس وخفاياها باحثاً عن مسالكها مستطلعاً آثارها، وما شرف الأديب إلا أنه يشاطر العالم سياحته في عوالم نفسه. حتى اذا ما وجد بعضاً من نفسه في تلك السياحات، كان في ذلك للأديب أكبر ثواب وأعزه…
الأدب الذي هو أدب ، ليس إلا رسولا بين نفس الأديب ونفس غيره، ثم هو رسوله من قلبه وعقله يحمّلهُ بجميل الزاد.
حنق السواد الأكبر من أدباء العرب على الغرب، لاعتقادهم بأن مدينة الغرب نفثت في حياتنا الجميلة الطاهرة الرائعة بأمنٍ تحت أجنحة الملائكة روح الفسق والخلاعة والفجور والكفر، والحقيقة أن ما ندعوه نهضة أدبية حدثت عندنا على خجلها وتواضعها ليس سوى نفحة نسيم مباركة من حدائق الغرب هبت علينا، فاستقبلها بعض الكتاب والادباء، فدبت في مخيلتهم وقرائحهم كما تدب العافية في جسد المريض بعد ابلاله من سقم طويل، والألم الذي ألم بلغتنا أجيالاً متوالية إنما كان شللاً أوقف فيها حركة الحياة، وجعلها جيفة تتغذى بها أقلام الزعانف المستعبدين وقرائح المقلدين…
إن الحياة والأدب تؤمان لا ينفصلان، الأدب يتوكأ على الحياة، والحياة على الأدب، وأنه وأعني الأدب واسع سعة الحياة، عميق مثل أسرارها، ينعكس فيها وتنعكس فيه.
انتقلت لنا بفعل الغرب الرواية فوجدنا فيها فضاءً مشرعاً لكل ما خلد بوجداننا وعقولنا وما حملتة أخيلتنا وتجولت فيه أرواحنا من هموم الحياة وأشكالها وألوانها وغاياتها ، وأدركنا أن النثر لا ينحصر في القول المسجع، والإكثار من الألفاظ الشاردة والمعاني الموحشة المدفونة في بطون المعاجم ، وتحبير المقالات المملة في موضعات مبتذلة.
ويمكن للشعر أن يتحرر من قيوده وأغلاله وسجونه وكهوفه، مثل عروضه وقوافيه و سجعه و غنائيته بل وموضوعاته من مدح وهجاء ورثاء ووقوف على الأطلال وبكاء على الأموات والأحياء…
وعرفنا الرواية التمثيلية التي رافقت الأدب منذ نشأته حتى هذه الساعة، وأشاد لها الغرب المسارح الفخمة الباذخة، وتحولت الرواية والمسرح الى جزء أصيل من حياة الانسان الغربي الذي لا غنى عنه ، ففي المسرح تجد نفسه المثقلة بأتعاب الحياة اليومية راحة و قوتاً وسلوى ، ففيه أي المسرح ترتفع روحه إلى عالم تجول فيه العواطف جميلها و قبيحها، ضعيفها و قويها، شريفها و وضيعها ، يرى على المسرح بشراً مثله غائبين في معركة الوجود، يكشفون له أسرار قلوبهم و مخبآت ضمائرهم ونثار أشواقهم وأحلامهم، فيجد بين هذه الأسرار و تلك المخبآت جزأ من ذاته أو بعض أناه، يلمها إلى خزانة خبراته ويستعين بها على صلاح نفسه وإصلاح مجتمعه.

يضم المؤلف والممثل قواهما أحدهما بأفكاره والآخر بصوته وحركته وإحساسه، ليذهبا الى دواخله، و ينفذا إلى زوايا قلبه وأشواق روحه، و يفتشان في ضميره ، وبالمجمل يقوضان فيه كل قوى الوجود، فيشعر بالحياة على غير ما عهدها، والفكر على غير ما ألفه، و بأنه كائن حي حر ، ومفكر ومسؤول مسؤلية أخلاقية وعلمية وثقافيه، فرب كلمة تقع في أذنه يحفظها للحال عقله، و تختمر بها روحه ، أو رب حركة من يد ممثل أو نظرة من عينيه أو وجوماً في وجهه ينتفض لها قلبه، ويرق لوقعها حسه، أو رب مشهد يهزه هزاً عنيفاً كما تهز عاصفة هوجاء ماء المحيط الراكد، لكن هذا التأثير في السامع والناظر لا يمكن إحداثه إلا اذا كانت الرواية مشهداً حياً من مشاهد الحياة، وكان الممثل قادرًا على فهم أفكار المؤلف وغايته والسياحة في وجدانه…

ولا شك أن الخطر يتضاعف عليك إذا كنت في عالم لا يعبأ بالأدب ولايكترث للأديب ، عالم لا يوفر الفرص الفرص للأديب، بل قتله جسدياً ومعنويا ً إذا لم يتمكن من تفاديه، لكن لا أحد يستطيع أن يتفادى أدباً لا يخشى شيئاً، والمهالك التي أعني لا تقتصر في المجابهات المباشرة، التي تتمثل عادة في غياب الحريات وشتى أشكال العسف والمصادرات، المهالك الأجمل تلك التي تتجلى في الجمال الكامن هناك في لذة الإتصال بالأرواح الشريدة ، قرينة الإبداع، تلك هي المهالك الذهبية التي لا يعرف لذتها غير الأحرار عندما يكتبون، في عالم العربي سيكون أمام الذين يكتبون بحريات مخيلاتهم طريق واحدة لا شفاء منها، الطريق الذهبية للموت، وعلى الذين يرون في الكتابة شكلا من أشكال الوجاهة في حياتهم، سيحتاجون لجميع أدوات التجميل لكي يفشلوا بعد ذلك في إخفاء قبحهم.

إننا لا نقرأ النص الأدبي لكي نفهم (بعضنا يأتي مدججا برغبة المعرفة، كما لو أنه مقبل على جامع أفكار) ، لكننا نقرأه لكي نقع في نشوة الإتصال بالآخر، ( بعضنا يعتبر المتعة ضربا من ترف الحياة ) فالمتعة التي يمنحنا إياها النص الأدبي لن نصادفها في مكان آخر ..
لذلك أرى أحياناً أن الخلل بالنسبة لنا يبدأ منذ اللحظة التي نَهمُ بوضع أعضاءنا في النص، فإذا جئنا بأعضاء العقل لكي نتفاهم مع النص الأدبي سنكون معرضين لبعض الخيبة وكثير من الفشل، وسرعان ما نطلق الأحكام بأن الفشل يكمن في النص، في حين أن احتمالات شتى يمكن أن تجعل الفشل في مكان آخر غير النص وبقدر كبير من المكابرة (لئلا نقول الإدعاء) يثق البعض بأن عدم اعجابه بالنص هو حكم قيمة ناجز بفشل النص، أو أن الأدب ليس هذا لذلك تبدو القراءة ، بشكل من الأشكال، هي أحد الفنون التي يتوجب إعادة النظر في مكوناته، التي باتت غاية في التعقيد ،بعضنا ينزع إلى أن البساطة هي أحد شروط النص الأدبي ، دون أن يكون واضحا لنا المعنى المحدد للبساطة التي يعنون ..
ليس في النص الأدبي ما يشبع غرور المأخوذين بالمعرفة، فللمعرفة حقول أخرى يقدر القارئ على تناولها ففي الأدب أنت أمام كتلة من المشاعر والحالات في سياق من الصور، و ما عليك إلا أن تضع أعضاء الحواس في مقدمة أدواتك وأنت تقبل على النص الأدبي لئلا تصاب بالخيبة ..الحقيقة التي يغفلُ عنها دائما هي أن الأديب ليس عالما مكرسا لمنح المعرفة، إنه وحسب روح مكنوزة بالأحاسيس ، وقد لا يكون تدفق هذه الأحاسيس قائما على المنطق ، بل أنه في الأغلب أبعد ما يكون عن المنطق وربما كان ضد المنطق، لأنه شكل من الشظايا التي تسردها الأعماق، من منا يزعم أن مكنوز أعماق الإنسان واضحة منظمة متماسكة وتصدر عن العقل؟ إذا تيسر لنا أن نفهم هذه الحقيقة، ربما يسعفنا الحظ الاتصال بالروح الغريبة وهي تبوح بأسرارها، ليتخلق حوار عميق لا يقبل التفسير، أن التفسير في أحيان كثيرة يفسد روعة الأدب … علينا أن نقف مع النص وأمامه في قلب طفل .
هذا هو الأدب منذ بدء الخليقة فكل شيئ في حضرة الفن الأدبي يتصل بموهبة التعرف على عواطف بالغة البكورة والعذرية، فمثلما الأديب لم يكن يعرف شيئا أمام النص ( وهو يكتب) لأنه مكتشف أول، فإن القارئ لم يكن يعرف شيئا أمام النص (فيما يقرأ) لأنه مكتشف ثاني، الطفولة هي شرط الجمال الأول الكامن في العمل الإبداعي فأنت في حالة القراءة لا تتعرف على ما تألف ، لكنك تكتشف ما لا تألف فالذي تألفه هو الماضي، النص الأدبي يأتي على مثال نموذج غير مسبوق، وهو بالتالي نموذج ذاته …



#تيسير_الفارس_العفيشار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تغطية خاصة من حفل افتتاح الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان ...
- ناشرون بمعرض الدوحة للكتاب: الأدب وعلوم النفس والتاريخ تتصدر ...
- فنون الزخرفة الإسلامية والخط العربي تزين معرض الدوحة الدولي ...
- محامي ترامب السابق يكشف كواليس شراء صمت الممثلة الإباحية
- المهرجان الدولي للشعر الرضوي باللغة العربية يختتم أعماله
- -مقصلة رقمية-.. حملة عالمية لحظر المشاهير على المنصات الاجتم ...
- معرض الدوحة للكتاب.. أروقة مليئة بالكتب وباقة واسعة من الفعا ...
- -الحياة والحب والإيمان-.. رواية جديدة للكاتب الروسي أوليغ رو ...
- مصر.. أزمة تضرب الوسط الفني بسبب روجينا
- “شو سار عند الدكتور يا لولو”.. استقبل الان تردد قناة وناسة ا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير الفارس العفيشار - في مسرح شكسبير ... تراجيديا الملك لير