أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زيان محمد - مأذا لو قالت لا لقانون الرجال














المزيد.....

مأذا لو قالت لا لقانون الرجال


زيان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أنتقون: ياترى ماذا يكون حظي من السعادة؟ أي امرأة سعيدة تصبح أنتقون الحقيرة؟ وكم من الرذائل يلزمها احتمالها بعد اليوم لتنال هي أيضا نصيبها من السعادة؟ وعلى من يجب عليها أن تكذب؟ لمن تبتسم؟لمن تبتاع؟ ومن ذا الذي تتركه يموت عوضها وهي مصعرة خدها؟"
هذا جزء من مسرحية "أنتقون" للشاعر الإغريقي سوفوكليس وهي من أجود المسرحيات التي اطلعت عليها بعد مسرحية "عطيل" للفنان المسرحي المشهور "شكسبير"، والواقع أن خاتمة المسرحيتان تنتهي بمقتل البطلتين (دزدمونة وأنتقون) أي العنصر الأنثوي.
وربما مضمون المسرحيتان ذا جذور واحدة نوعا ما، فالأولى ماتت نتيجة مؤامرة حيكت بدقة من طرف عدو، وعلى يد زوج لم يحاول أن يتفهم الحقيقة من شريكة حياته، وطبق عليها حكمه الجائر بسبب الغيرة العمياء، كأننا أمام رجل مريض بسوء الظن مقابل امرأة تأتي في صورة الكائن الغادر الخائن، في حين أن أنتقون وُأدت حية لأنها خالفت القانون الذي يمنع منعا باتا مورات أخيها المقتول...إذن.. لقد خالفت قانون الرجال، إننا أما منظومة ظالمة.
النتيجة الأولى تحطم قلب عطيل بعد معرفة الحقيقة ولا ندري ماذا حدث له بعد ذلك، والثانية انتحار هيمون حزنا على حبيبته، وانفطار قلب أبيه...جعلتني هاتان المسرحيتان أكتشف مدى أنانية الرجال حينما يصطدمون بحرف الجواب لا.
من من؟؟ من المرأة.
هذا الجنس البشري الذي أكرمه الإسلام، لم يعد مكرما في المجتمعات التقليدية (أقصد بها الجاهلة التي تهين المرأة)، وهذه حقيقة موضوعية لا يجوز أبدا التغاضي عنها، لأن المرأة التي تقول لا، لا وجود لها، وإن كانت فهي سليطة اللسان ومسترجلة، وتنعت من قبل الرجال بأشنع الأسامي، حتى لو تقلدت أعلى المراتب.
هذه المرأة سليطة اللسان منبوذة ومرغوبة في نفس الوقت، وهي تعبير سامي لأنانية الرجل، فهو يلجأ لها ويبكي بين أحضانها على أن يبكي بين أحضان زوجته التي تخفض صوتها وتمسك عن الكلام.
نفهم أيضا أن الرجال يستمدون سلطتهم من ماض سحيق يأمرون في كل شيء، ويحكمون على المرأة لمجرد الشك والأدلة كثيرة ( ختان الإناث وجرائم الشرف وغيرها...) في المجتمعات العربية والغربية على السواء، والمرأة مكرهة على التماهي على نفسها، وتشارك دائما في المشهد التراجيدي المبني على التهميش.
وربما تتساءل : كيف يجب أن أتصرف أمام هذه المنظومة المدرعة؟
للأسف تحاول أن تحرر جاهدة دون أن تغير أو تحرر هذا الرجل الذي يتمسك بإرثة الوهمي، ليكون مصيرها الوأد، كما حصل لها في العصور الغابرة، هو الوأد بأشكاله الثقافية والاجتماعية والرمزية والعاطفية.
وتستمر التراجيديا من عصر سوفوكليس إلى يومنا هذا...حيث يأمر كرييون ابنه بدفن أنتقون حية لأنها خرجت عن نظام الرجال، وتموت دزدمونة لمجرد الشك، ويعتبر ذلك معنى الرجولة المنتصرة.
يقول كرييون(وهو يحدث ابنه هيمون): نحن منعزلون يا هيمون، والدنيا عارية مكشوفة، لقد طال أمد إعجابك بي، أنظر إلي وأمعن النظر إلي جيدا ....إن الإنسان لا يصبح رجلا إلا بعد أن يكاشف أباه وجها لوجه...

زيان محمد باحث في علم الاجتماع
الجزائر



#زيان_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- يسرى صيداني: القوّة تُؤخذ لا تُعطى
- جوزفين زغيب: الإعلام شريك في إبعاد النساء عن مراكز صنع القرا ...
- بين الغارات الإسرائيلية والاقتتال الداخلي: مشهد معقد في الجن ...
- انفجرت بيدها.. مقتل امرأة كانت تحاول تفجير بنك على ما يبدو ف ...
- مسلسل -لام شمسية- يثير جدلا كبيرا في مصر حول قضية العنف الجن ...
- اليونان.. مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة (صور)
- خرم سلطان: من هي -أقوى- امرأة في التاريخ العثماني؟
- أبرزها الزواج من 20 سنه!.. قانون الزواج الجديد في الجزائر 20 ...
- المزيد من الفتيات يرغبن في دراسة التكنولوجيا
- مراهق يُقنع الأطفال بممارسة الجنس في العالم الافتراضي من خلا ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زيان محمد - مأذا لو قالت لا لقانون الرجال