محمود طه الدرعوزي
الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 09:27
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
الرفاق أعضاء سكرتارية هيئة الشيوعيين السوريين- الكادر
هناك ثمة أسلوب واحد في الحياة للانسجام مع الوجدان هو عدم الانحراف والخوف من الآلام والعذاب , لان صيغة الصفات الأخلاقية هي الشعور بأن أي عدوان موجه ضد أي شيوعي حقيقي في هذه الظروف هو ضربة موجهة إلى كل وطني نظيف في هذا الوطن .
عندما كنا نعمل في صفوف فصائل الحركة الشيوعية السورية , كان معظمنا يخضع لسيطرة قيادات تلك الفصائل , ومع ذلك استطعنا أن نُخرج مشروع وحدة الشيوعيين للحياة عبر تضحيات جسام قدمها الشرفاء في حركتنا الشيوعية بمختلف الفصائل.
و في 15 / 3 / 2002 توجنا حواراتنا ونقاشاتنا حول مشروع الوحدة بالتوقيع على ميثاق شرف الشيوعيين , ولكن ثمة أسئلة ظلت معلقة فُرضت على مشروع الوحدة , بسبب عدم تواتر خطه البياني خلال الأعوام السابقة,والذي لا يرجع لعدم امتلاكه رؤية سياسية واضحة لإنضاجه, أو المناخ الذي يوفر عوامل إنجازه ( الذاتية والموضوعية ) كما ظن البعض , بل هو نتيجة طبيعية ناجمة عن تعقيدات المرحلة داخلياً وخارجياً وانعكاسها عليه بالإضافة إلى السرعة في تبلور سماته العامة سياسياً وتنظيمياً , أدت إلى ظهور بعض المعوقات الثانوية و التي قرأها البعض بأنها نهايته , مما دفعهم إلى تحويله لمشروع خاص , متناسياً مدى الأثر المادي الذي خلفته فكرة الوحدة داخل صفوف الحركة الشيوعية السورية وانعكاسها الايجابي على الحركة الوطنية السورية .
وما إعلاننا لتأسيس هيئة الشيوعيين السوريين (الكادر ) كحامل لمشروع الوحدة إلا استمراراً لرفضنا للعقلية الفصائلية و التي لم تجلب لحركتنا الشيوعية إلا المزيد من التشرذم والكوارث والتي لا يمكن إيقافها إلا عبر المزيد من التضحية ,والسؤال المقلق الذي يطرح نفسه بعد أقل من عام على إعلاننا تأسيس هيئتنا (هل ستتحول هيئة الشيوعيين السوريين إلى خطوة أولى نحو إنهاء مشروع وحدة الشيوعيين السوريين ).
أن مبررات هذا التساؤل تفرضه المراجعة النقدية السريعة لمجمل سياساتنا السابقة و النتائج الكارثية التي نجنيها اليوم من حالة عزلة سياسية و الناتجة عن تحالفاتنا مع مناهضي مشروع الوحدة معطوفاً عليها حالة التبخر الذي يشهدها التنظيم , كنتيجة طبيعية لسلوك الرفيق منصور الأتاسي لان سياسة الكذب والخداع التي مارسها طيلة العام المنصرم , تؤكد بأنه من أشد أعداء مشروع الوحدة , والذي كان على الدوام يعتبره مخرج يؤمن له سبل الوصول السريع لتحقيق مواقع جديدة يستطيع من خلالها جني أكبر قدر من المكاسب عجز عن تحقيقها داخل الفصائل التي تحولت إلى إقطاعيات سياسية مغلقة بامتياز.
ويأتي المقال الذي نشره في الحوار المتمدن بتاريخ /7 /5 /2006 / (الفصائل الشيوعية التابعة ... خطوتان إلى الوراء ) والتي هاجم فيها قيادات الفصائل الشيوعية, لتكشف سطوع زيف إدعائه, لان طريقة تعاطيه مع رسالتي التي وجهتها إلى السكرتاريا والتنظيم بتاريخ / 1 / 3 /2006 / والتي على أثرها قام بفصل كامل منظمة دمشق لمجرد توقيعهم على الرسالة دون أخذ موافقة الهيئة و اجتماع الكادر, تؤكد بأنه إذا كانت قيادات الفصائل قد حولت فصائلها إلى إقطاعيات، فهو قد حول هيئة الشيوعيين السوريين إلى ( غنيمة أتاسية ) , مستفيداً من تجربته الطويلة في التنقل داخل فصائل الحركة, وكما تعلمون جميعاً بأن الانقسامات التي ظهرت داخل الحركة الشيوعية السورية استطاعت خلال العقود الماضية أن تؤمن لنفسها قاموساً متكاملاً من الشعارات أمنت لها سبل استمرارها عبر تبنيها لشعارات الوحدة , وبالمقابل كانت تمارس سياسة فضفاضة تدور حول مفاهيم عامة سقفها ( التعاون و التنسيق ) اللذين لم يرا النور أو يسمع صوتهما, بسبب حجم الخلافات القائمة بينهما والناتجة عن حجم الامتيازات التي حصلت عليها الفصائل من الداخل والخارج , و التي لا يمكن تجاهلها مما دفع بقياداتها إلى ممارسة القمع داخل تنظيماتها , الأمر الذي أثر في بنيتها و لو بشكل جزئي وغير مترابط حيث أصبحت معظمها غير متجانسة فكرياً مما فسح المجال لظهور المعارضة داخلها على مستويين :
أ ـ وجد في فكرة الوحدة حاجة يفرضها الظرف الموضوعي والذي يتطلب بالضرورة أنجاز مشروع الوحدة أستناداً إلى التراث العريق للحركة الشيوعية السورية بالإضافة إلى الرؤية المستقبلية لحجم الأخطار والتي لا يمكن مجابهتها إلا من خلال إنجاز مشروع وحدة الشيوعيين السوريين في حزب واحد عبر إعادته لحيزه الاجتماعي ( الشارع ) .
ب ـ ظاهرياً أبدى دعمه وانخراطه بمشروع الوحدة وباطنياً مكث مراقباً لخطوات المشروع ولكن سياسة المهادنة التي تعتمد على الخداع عبر شن حملات إعلامية تهيج العواطف و تزيف الحقائق وتفبرك التهم وعلى ما يبدو لم تدم طويلاً بسبب حجم و قوة العناصر المؤمنة بمشروع الوحدة جعل من العناصر الفطورية التي تطفلت على مشروع الوحدة حالة هلامية سرعان ما ستتبخر تحت ضراوة مقاومة أنصار الوحدة.
ومما لا شك فيه إن البحث الدائم عن السبل و الوسائل الفعالة التي يجب وضعها موضع العمل لضمان تجنيب مشروع وحدة الشيوعيين السوريين خطر التشرذم , سمة مميزة لتطوير أدائه السياسي للوصول إلى حالة جديدة أفضل قادرة على توحيد الشيوعيين في حزب واحد .
ومما لا شك فيه أيضاً أن الوضع الراهن للحركة الشيوعية السورية يثير القلق والغضب لدى جموع الشيوعيين الحقيقيين خصوصا ًبعد الحالة المأسوية التي أوصلتنا إليها قيادات فصائلنا .
إن ما يغضب قيادات فصائلنا اليوم هو فكرة الوحدة التي دكت مضاجعها بحيث بات سلوكها المعلن من الوحدة يكشف الحقيقة في سعيها الدؤوب لمصادرة مشروع الوحدة والالتفاف عليه لأنهم المتضرر الأكبر من مشروع الوحدة .
ولهذا أصبح المطلوب منا جميعا:
1 ـ التحرك والعمل وبجدية أكبر على تفعيل مشروع الوحدة عبر حشد كل طاقات الشيوعيين السوريين وتأمين الدعم من القوى الوطنية التي لها مصلحة بوجود حزب شيوعي موحد كمقدمة لانجاز مشروع الوحدة الوطنية .
2 ـبما يخصنا نحن في هيئة الشيوعيين السوريين ( الكادر ) علينا العمل على وضع حد لممارسات الرفيق منصور لأنه إذا ما استمر في التنسيق مع القوى و الشخصيات التي لاتخفي عدائها لمشروع الوحدة ، ستتحول هيئتنا إلى ( كعب آخيل ) التي من خلالها سيقوم خصومنا بالهجوم على كل ما هو وطني ونظيف تحت مسميات و حجج مختلفة .
الرفيق محمود طه الدرعوزي أبو منير
سكرتير الهيئة القيادية بدمشق- عضو سكرتارية هيئة الشيوعيين السوريين - الكادر
#محمود_طه_الدرعوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟