أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبسى بن ضيف الله حداد - من البوتقة الحضارية إلى -الهوية العربية-مقدمة عمل بحثي - من البوتقة الحضارية إلى -الهوية العربية-















المزيد.....

من البوتقة الحضارية إلى -الهوية العربية-مقدمة عمل بحثي - من البوتقة الحضارية إلى -الهوية العربية-


عبسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 00:01
المحور: المجتمع المدني
    


من البوتقة الحضارية إلى "الهوية العربية"
مدخل
أول القول: لم يكن قطعاً من دواعي بحثي، أن أطل على المنجزات الحضارية لقديمنا، إنما سوف ينصب اهتمامي على الحلقة المبهمة فيها لكونها تحتل الأساس البدئي في انطلاقة وجودنا، وسيكون عرضي مهتماً بتشكل هذا الأساس في الزمن الأول والبحث في روافده الأولى، لأنه في خلفية التشكل ومساراته، تكمن محركات الحضارة، ومشهد التاريخ وتطوره، الذي من خلاله نبتت هويتنا..
ونحن إن لم ندرك الأساس القديم للبوتقة الحضارية، التي احتضنت هويتنا، نكون قد خدعنا أنفسنا، ونعيش محنة الاضطراب والاستلاب، ولا مناص فالعقل الباطن المختبئ في خفايا ذواتنا الجمعية، سوف يسعى لزعزعة توازننا، وهذا ما ألنا إليه، وإن لم يكن، هو جل ما نخشاه..
رؤى ومواقف
انغلز في مراسلته لماركس، يذكر:إن الإمبراطورية الآشورية وكذلك البابلية، قد تم أشادتها من قبل القبائل البدوية في ذات المكان الذي قد تم فيه في عصر تالٍ تأسيس خلافة بغداد. إن الكلدانيين المؤسسين للإمبراطورية البابلية مازالوا يعيشون في نفس الموضع بذات الاسم بني خالد.. ..
بيير روسي في مدينة ايزيس"هذه القوميات المسماة خدعة بالساميات والتي هي في الحقيقة عربية.. لكي نتجنب الخطأ التقليدي الذي يحطم مساحتها الجغرافية، ليدرسها دراسة منفصلة بينما هي عناصر لجسم واحد، عناصر تحيى حياة واحدة.. كان الأمر استمرارا لا انقطاع فيه قد تركز في الشرق، استمراراً للفكر، استمرارا للاقتصاد. سيكون بسيطاً جداً، لو تكلمنا عن العرب بدلا عن الساميين، ذلكم الشعب الحقيقي والذي يمتلك وجوداً اجتماعياً مستمراً، وجوداً ثقافياً ولغوياً، يعطي حياة وتوازناً لهذا البحر المتوسط منذ عدة آلاف من السنين." إن لغة واحدة مكتوبة ومتخاطب بها انتهت إلى فرض نفسها وتغطية هذا المجموع الكبير:إنها اللغة الآرامية، ثم تطورتطبيعياً ودون معارضة إلى اللغة العربية التي وجدت نفسها منذ ذلك الحين وارثة الماضي المصري والكنعاني والحثي والبابلي". باسم السامية المزعومة، فُصل العرب عن المجموع الثقافي الثلاثي، المصري والكنعاني البابلي.
الهوية كتعريف: الماركسي الفرنسي رودونسون:حينما ذكرّته نخب المؤسسة اليهودية، بأصله اليهودي، وهو ينافح عن العرب، أعلن لهم: أن مرجعيته الثقافية هي الفرنسية، وأن لغته الأم هي الفرنسية، والأغاني التي يطرب لها هي الأغاني الفرنسية.. ولا شأن لمنبته اليهودي بهويته.
على ذات النسق – الهوية تتمثل في الإحساس بالانتماء النفسي للبعد الثقافي.. "وهي بمقدار ما لها من بعد وحضور شعوري على مستوى التجلّي النفسي، فإن الصعوبة تتجلّى في معرفة طرق انبثاقها وتشكلها الفعلي..-
تلكم هي هويتنا، التي أصبحت هدفاَ من غيرنا لبلبلة وجودنا وإخراجنا من التاريخ، لنصبح مجرد أدوات، رق جديد مستلب في ظل سيطرة من يسعى للهيمنة على العالم..
من البوتقة إلى الهوية، الهوية معطى تاريخي واجتماعي = تتظاهر عبر ذاكرة جمعية وعقل جمعي: وهي ليست نبتاً في فراغ، ولا تأتي هكذا معدة الصنع في نوال المسبق، بل حصيلة تشكّل تاريخي تتداخل فيه عوامل شتى، تتفاعل فيما بينها على نحو جدلي ومعقد.
وهي في مجرى تشكلّها لا تسير في قالب صلد محدد، بل تسلك مسارب شتى المؤدية لكينونتها.. ولا مراء، من حيث كل ما هو إنساني واجتماعي، بقدر ما هو متوافق، هو عصي على التطابق.
وفقاً للمفهوم المتداول، تكون الهوية القومية هي نتاج تاريخي لمسيرة حضارية طويلة، متعددة المراحل والأطوار، استطاعت أن تتمتع عبرها العديد من الأقوام بسمات ثقافية نفسية مشتركة.
على ضفاف هذا القانون الأساسي الخاص بالتكوّن القومي، نشير على أن الهوية القومية لا يمكن أن تكون وليدة جنس أو اشتقاق من عرق. وهي لا تنطوي في كيانها على حواجز فاصلة بينها وبين غيرها من أخريات الهويات، ولكم ما بين البشر من مشتركات، وما كانت البشرية في كينونتها وحضارتها إلا التجلي الفذ لجدل التنوع في الكل.
في المقابل، إن الهوية الجمعية هذه أو تلك، لا يمكن أن تظهر عبر سمة حديدية إسمنتية البنية والمظهر، فهي تنطوي في محتواها على تشكلات أصغر، تأتي بمثابة الخاص في ظل العام.
وهي في طبيعتها وأصلها نتاج تاريخي لتشكل البوتقة الحضارية، التي في محتواها تظهر سماتها المكونة لها..
هوية وبوتقة وتشكّل
قطعاً، لم يكن التاريخ ولا الحضارة وتشكّل القوميات والأمم من هبات الله، ولا من صنع رجال أفذاذ، إنما
هو وتلك وهي، قد أتت بمجملها بمثابة نتاج تشكّل وفعل سيرورة، تفرزها منظومة عوامل متداخلة، يتفاعل فيها البيئي مع البشري..
فيما يتعلق في مسألة الهوية والقومية كمعطى اجتماعي وتاريخي، لا يمكن أن تكون من نتاج مرحلة بعينها ولا حصيلة زمن أحادي، إنما هي من نتاج أزمنة متعددة وعوامل نشوء وتكوّن، قيض لها أن تتفاعل وتتداخل عبر أحقاب الأزمنة، تماماً كحال الجولوجيا..
ها هنا، وقد يتوق لي الذهاب بعيداً في أقصى الارتقاء في سلم المماثلة مع الجيولوجيا، يعنُّ لي أن أقول، من حيث كون البشر أبناء الطبيعة والأرض، قد جاءت كياناتهم كما لو كانت كاختزال ما لتنوعات البيئة والطبيعة- الجغرافية.. لكأن الجغرافية السكانية هي بمثابة انعكاس بكيفية ما للجغرافية الطبيعية.. بيد أن هذه التباينات لا تنفي بأي شكل كان وحدة البشر، من حيث كونهم أبناء لهذه الأرض.
الجدير بالبيان، أن شأن الهويات الجمعية لا يمكن اختزاله بالعامل البيئي والجغرافي- على الرغم من أهميته- فشأن هذه المسألة أكبر وأعقد من هكذا اختزال، ونرى وجود جملة من العوامل والمكونات التي قد أسهم كل منها بدوره في سيرورة تشكّل أية هوية جمعية، وذالك وفق عملية تراكم وتداخل جدلي فيما بينها بكليتها.
بيد أن هذا التراكم لا يمكن أن ينفي حدوث الطفرة النوعية، التي من شأنها صهر ما سبق من فعاليات عوامل ومكونات، في صياغة قرب كلية لكينونة الهوية الجمعية.
بصدد موضوعي الخاص بالهوية الجمعية العربية، أرى أن حدثية الطفرة النوعية قد أٌنجزت تحديداً، بفعل الإسلام كدور وحضارة..
بمعنى آخر، أرى ظهور حالة من التواصل الجدلي في سيرورة تشكّل الهوية الجمعية العربية، تتمثل بجدل التفاعل بين حصيلة المسار العائد لعوامل التراكم - ما سبق الإسلام من عوامل ومكونات - وحدثية الطفرة النوعية - فعل الإسلام، بحيث لولا ما سبق من تراكم، ما كان قد تحقق ما لحق من طفرة.. قطعاً ما كان لهذا الطفرة النوعية أن تتحقق لو لم يسبقها من تراكم..
أرى، أن هذه الحقيقة الجدلية قد أدركتها بكل دهاء القوى المعادية، فعمدت على النبش في الماضي عن عوامل ومكونات ما، وإخراجها من حيزها الخاص لها، وعزلها عما سبقها ولحقها، بهدف توظيفها عسى تلغي بها ما تشكّل في نهاية المطاف، من منجز نوعي الذي قد تجلّى بالهوية الجمعية العربية..
وإذ كنت قد اعتمدت، مقولة أو مفهوم " صياغة قرب كليّة "، ذلك لكوني أرى أن لا شيء نهائي وأزلي في مسيرة التاريخ..
وحسبي في حقل موضوعي سأحاول الغوص ما أمكن، في طبقات الأزمنة التاريخية بحثاً عن المجريات التي
كان من شأنها تنظيم مسار تشكّل هذه الهوية المرئية في عصرنا، والتي يمكن تسميتها وتوصيفها بالهوية العربية..
على هذا القياس سوف ينصب اهتمامي قبل كل شيء على التحري عما يمكن تسميته " بالحبكة أو سلسلة الحبكات " التي كان من شأنها تنظيم النسيج الذي قد أسهم في صياغة هذا الفضاء (العربي)، مما يعني أن شأن اهتمامي لن يحصر ذاته على مجرد سرد مآثر الشخصيات التاريخية المتمثلة بسيرتها وإنجازاتها، إنما بما له من صلة وفعل بمسار تشكيل هذا الفضاء..
على وقع من ذاك، لن يكن من شأني الخوض في سِيَر الحكام وإنجازات العهود إلا بمقدار ما تقدم من أنوار
كاشفة على سيرورة هذا التشكّل.
مهما يكن من أمر، لا ينطلق مذهبي من تصغير شأن الدراسات التاريخية التي تناولت مآثر الشخصيات التاريخية وإنجازات العهود والمراحل، إنما أقدرها حق قدرها، بل وستكون كزاد لي وعتاد في عملية التحري عن الحبكة أو جملة الحبكات التي لها شأن ما في منحى عملي..
يبدو لي، أن الدراسات وفق مظهرها المدرسي السردي أو صيغها المفككة - لم يكن من اهتمامها الكشف عن المتصل والمتواصل في قوامها..
لقد كان من الندرة بمكان جريان البحت عن سيرورة التشكّل والتواصل بما يخص الفضاء العربي، وفق واقعيته وتطوره منذ أقدم الأزمنة، إنما قد تم عزل ما سبق الإسلام عما فيه التحق..
الجدير بالبيان، أن ثمة مساحة شاسعة في التاريخ القديم، تمتد على مدى الملايين من السنين، وهي على الرغم من جهلنا النسبي لها، كان من شأنها وضع البشر في منطقة الفعل لمصائرهم، أي صنع من تاريخهم المعروف وحضارتهم القائمة، ونحن، نحن، من بينهم.. فلا جديد بلا قديم، ولا حاضر ومستقبل لمن لا تاريخ له,
والسؤال في هذا المجال: هل يمكن وعي الهوية من دون معرفة التاريخ.. وبالتحديد دونما إدراك تشكل حاضنتها !!
في هذا الصدد، يتلخص المشهد في خطاطة، ثلاثية المحتوى والعلاقة، وهي: تشكل بوتقة حضارية –يليها مسار – تنبثق طفرة نوعية تتمثل بالإسلام..
على ضفاف ما تقدم، لي قول: هناك فرق نوعي بين تشكل الأمم الحديثة وهويتها في ظلها، وتشكل الأمم القديمة وهويتها في ظلها، تشكلت الأولى عبر تشكل السوق الرأسمالية وارتبطت به، بينما قد تشكلت الثانية في ظل تكون الحضارات النهرية القديمة(العرب، الهند، الصين، روسيا)، بيد أن الاقتصاد لديها، لم يكن على الحياد بل أسهم بفعالية هامة في ظلها.. – [كأمثلة للأمم القديمة: العرب، الصين،
الهند، روسيا=حضارات الأنهار
في هذا المدى، يواصل التاريخ مسيرته كدأبه، في مظهر حلزوني متعرجاً حيناً وحيناً متقدماً. وفي عمق هذه المجريات لا يأنف التاريخ من إنتاج جملة من الصراعات والنزاعات، تأخذ أشكالاً عدة، مموهة حيناً وحينا معلنة.. بيد أنه أي التاريخ له منطقه وعوامله المؤثرة في طرق سيره ويقرره بمعزل عن اللاعبين في أروقته.



#عبسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبسى بن ضيف الله حداد - من البوتقة الحضارية إلى -الهوية العربية-مقدمة عمل بحثي - من البوتقة الحضارية إلى -الهوية العربية-