أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبدالرحمن - العراق والبلوى الفلسطينية2














المزيد.....

العراق والبلوى الفلسطينية2


محمد عبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعيد التـداعيات الدموية المنفلته التي تلت التفجير( الفتـنوي) لمرقدي الإماميـن على الهادي والحسن العسكري في سامراء ،خرجت أكثر من فضائية عربية بخبـر يفيد بأنّ المرجع الديني الأكبر في النجف الأشرف السيد علي السيستاني قد أصدر فتوى بتحريم سفك الدّم الفلسطيني الذي أوغلت فيه مليشيات الفتـك الطائفي بلا وازع أوضمير شأنه شأن الدّم العراقي الذي أريق (ولا يزال) شلالات جرفت في طريقها الحديث النبوي الشريف الذي يُـفضـّـل هدم الكعبة على قتل المسلم ، لكنّ وسائل الأعلام المحلية المحسوبة على مقلدي السيد السيستاني أو سواه من المراجع العظام
لم تأت على ذكر تلك الفتوى ، كما لم يتوقـّف عندها أي خطاب ٍ لأي إمام في أية جمعة لاي جامع ، ما يعني انّ هذه الفتوى إمّــا أ ُريد لصوتها أن لا يعلو على صوت (همسة) ضائعة بين صرخات الأمهات المفجوعات بأبنائهن المغدورين أو أنها غير موجودة من الأساس، وفي كلتا الحالتين ظلّ اللاجيء الفلسطيني في العراق على نفس الموعد مع القتل الذي قد يدهمه وقتما شاءت وحيثما شاءت مليشيات العدالة الربانية .

وإذ راحت ندءات الإستغاثة الفلسطينية تتعالى من جحيم المليشيات الطائفية أ ُشيع وقـتها أنّ حكومة حماس قد تدخـّـلت لدى (الحليفة) ايران عساها بنفوذها المحسودة عليه في العراق أن تـتـدبـر أمر فتوى مسموعة تحرّم سفك الدم الفلسطيني على عكس فتوى السيد السيستاني التي صارت بحاجة الى فتوى جديدة تؤكد صحّــة إفتائها من عدمه ، لكنّ الذي حصل كان شيئاً آخر تماماً : هذه المرّه إستفاق اللاجئـون الفاسطينيون على عاصفة منشورات ويلية ثبورية تخيّرهم بين التصفية الجسدية الجماعية ومغادرة العراق ، فما كان من بعضهم الا ّ أن يمـّموا وجوههم شطر المجاهيل الحدودية العراقية كطلائع استكشافية لأمكانية تكرار الفصل النكبويّ الثمان واربعيني(1948) من تراجيديا اللجوء القسري ، وبينما كان أهليهم يتقلبون على جمرالملشيات بأنتظار الأخبار من (حمامة) نــوح كان هؤلاء قد استوطنوا الصحراء مع ثـلـّــة مغامرين سبقـتهم اليها فتكيفوا جميعاً معها وأقاموا على رمالها حضارتهم الجديده وعاشوا عيشه سعيده ، ذلك لأن حضرة الأمّ الكبيرة (القومية العربية) كانت قد قطعت على اللاجيء الفلسطيني كل سبل اللجوء الا ّ الى فلسطين (المحرره) إستجابة لدواعي المصلحة القومية العربية العليا ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، لكنّ المشكلة التي واجهت اللاجيء الفلسطيني المُـتصحّر لم تتمثل في انتظار (تحرير) فلسطين من براثن الاحتلال وانـّما في تحرير ( الإنتظار) من قيود الأبدية ، إذ أنّ قرارات وشعارات وأناشيد ومواويل ومفاتيح (حق العودة) الى فلسطينــه والتي طالما تغـنــّى وتبجـّح بها راحت تـتحول أمامه الى تذكارات تأخذ طريقها تباعاً الى سراديب متحف (التـّـقادم).. فما العمل؟؟

لا عمل ، مثـلما لا أمل للاجيء الفلسطيني ، سوى التعلـّـق بأوهام برقيات الإستغاثة الى سلطته المشغولة بتنظيف البيت الفلسطيني من آثار العناق اللدود والى عمروموسى وكوفي عنان ومنظمات حقوق الأنسان (المشمشــيـيـن) ، فيما هو يظلّ يتـقـلـّى بالزيت الطائفي وسط (موات) حكومي رسمي عراقي لن تدبّ فيه الحياة الا ّ بترياق النعي الحماسوي (المنفي) للزرقاوي، فكان ماكان من من استعار الحملة الأعلامية الحميمية المنظمة بحق الفلسطيين ، والتي تـلقفتها مليشيات الغربلة الطائفية (كـفرمان) حكومي يشرعن للقتل على الهوية (الفلسطينيةـ العربيةـ المذهبية) .
هكذا وجد الخطاب الطائفي الثأرـ تاريخي ضالته في الحلقة الفلسطينية الأضعف ، فراح يستهلك مجازه اللغوي في المجال الفلسطيني تحريضاً استعدائياً وصل في احدى تجلياته الى (إلحاق) كل اللاجئين الفلسطينيين في العراق بمخابرات صدام حسين بأثر رجعي ، ما يقتضي محاكمتهم مع صدام حسين بنفس التهم الموجهة اليه.
فمن للاجيء الفلسطيني من هذه البلوى ؟
أم تراه يرددها فيما الصدى يرتـد بحجم النكبة الأولى :
نعم .. من لا دولة له لا حائط له ، ومن لا حائط له لا حرمة له، ومن لا حرمة له لاحول ولاقوة الا بالله .. له.




#محمد_عبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبدالرحمن - العراق والبلوى الفلسطينية2