أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير وعلي ماسينيسا - الأغنية الامازيغية بالأطلس المتوسط














المزيد.....

الأغنية الامازيغية بالأطلس المتوسط


سمير وعلي ماسينيسا

الحوار المتمدن-العدد: 6585 - 2020 / 6 / 6 - 10:26
المحور: الادب والفن
    


عندما نحاول البحث عن تاريخ الأغنية بالاطلس المتوسط فإننا نتصادف مع الكثير من المهتمين الذي يعتبرون بل ويوثفون أن الراحل حمو ليازيد هو المؤسس الحقيقي والفعلي للأغنية الأطلسية ، فهل هذا القول صائب ام لا ؟

إن الحديث عن جانب من جوانب حضارة شعب معين لابد من تناوله في إطار باقي الجوانب الأخرى ودون عزل منطقة من هذا الشعب عن باقي المناطق الأخرى ..
وعندما نتحدث عن الامازيغ فإننا نتحدث عن مجال جغرافي جد شاسع تفاعل سكانه مع باقي الشعوب على اعتبار أن الحضارة الأمازيغية من بين اقدم الحضارات التي بقيت لليوم تصارع من أجل البقاء ..
والحضارة هي مجموعة من المعتقدات والتقاليد والقيم والقوانين ومجموعة من المظاهر الفنية والأدبية والعلمية وعادات وسلوك وإمكانات .. الخاصة بمجتمع معين اي باختصار هي ذلك الإرث المعنوي والمادي الإنساني .
وبالتالي فإن الغناء الأمازيغي هو شكل من أشكال التعبير الفني الذي يدخل في خانة الفن كمكون من مكونات الحضارة الأمازيغية وعندما نقول مكون فإننا نقصد عدم إغفال باقي المكونات الأخرى كالفن المعماري والزخرفة والرقص الجماعي (أحيدوس) وتمليازت (الشعر) والنسيج .. الخ
فلنأخذ مثلا الزربية الأطلسية _ كوننا نتحدث عن أطلس_ فالكل يجمع على أن للزربية الأطلسية تاريخ جد قديم وهي شكل من أشكال الابداع الإنسان الأمازيغي لما لها من دلالات حياتية ،لكن لا احد يمكن له أن يعطينا التاريخ الحقيقي لبداية نسج الزرابي (إزظوان) .. ونفس الأمر ينطبق على إحدجامن (الوشم) عند المرأة الأمازيغية ،نعم تزينت المرأة الأمازيغية برسم رموز على جسدها منذ غابر الازمان، لكن هل نستطيع تحديد متى وضعت اول امرأة أمازيغية هذا الوشم؟
أحيدوس والذي أسميه ابو الفنون عند الامازيغ ،هل يستطيع أحد منا تحديد تاريخ ظهور هذا الطقس بالتحديد كما هو الشأن بباقي الرقصات الجماعية الأخرى عند باقي مناطق الامازيغ عبر ربوع تامزغا؟
إمليازن اي الشعراء فالجميع يجمع على أن لا حفل عند امازيغ
الاطلس دون وجود شعراء في هذا الحفل وهذا ليس وليد اليوم بل منذ القدم .. فهل يا ترى نعرف اول من نظم الشعر عند الامازيغ ؟
فالغناء كنوع من أنواع الفنون لا يخرج عن هذا النطاق فلا شك أنه شكل تعبيري قديم قدم الإنسان الأمازيغي .. واطلس لا يخرج عن نطاق باقي المناطق الأمازيغية الأخرى نظرا لوحدة الشعب الأمازيغي عرقا ولغة وتاريخ وحضارة .
كنت قد قلت إن أحيدوس هو أبو الفنون (على الأقل عند امازيغ الاطلس) وهذا يتجلى في مجال الغناء فالاغنية الأطلسية استمدت شكلها ونمطها من أحيدوس فكان الغناء بشكل جماعي به ثماويات وترديد الغناء بشكل جماعي كما هو الشأن بأحيدوس ..
إذن فما يسميه من اهتم بالغناء عند امازيغ الاطلس بالمؤسسين ليسوا كذلك والأصح هو أن هؤلاء استطاعوا اخراج الغناء من شكله التقليدي إلى الشكل الحالي اي الاستقلال من قواعد الغناء التقليدي القديم الى الغناء بشكل فردي .. ومنهم من طبيعة الحال حمو ليازيد وباقي الرواد رواد الأغنية الأمازيغية الحديثة .. هؤلاء الرواد الذين وجدوا ترات كبير وهام كان متداولا بشكل كبير وواسع كان بالنسبة لهم أرضية خصبة لابداعهم .. وهؤلاء _ حقبة الاستعمار وما بعدها _ تركوا هم أيضا ارثا لجيلنا الحالي .. وهكذا بالضبط تتشكل الحضارة وتتطور ..
دون أن نغفل الرسومات التي وجدت في المغارات تؤكد على أن الإنسان الامازيغي أبدع اشكال من الفنون التعبيرية منذ وجوده ..
وهنا يقول المؤرخ والعالم الفرنسي غابرييل كامب عن الفن عند الامازيغ : "..والحال ان هذا الفن الموغل في القدم لا تبدله عنهم القرون ولا التقلبات الدينية ولا اشكال الاحتواء الثقافي فهو دائم الحضور في لاوعي المغاربيين، اشبه بنهر قوي يجري على وجه الارض تارة، وتارة اخرى يكون غويرا ،.. فهو فن يتأبى عن التاريخ .. ".
وفي الختم يجب التذكير بمشكل التوثيق عند الامازيغ وكون الفن كان شفهيا بشكل كبير ولم يتم تأريخه بالشكل الكافي والحفاظ عليه بالإضافة إلى ما تعرض ما تم الاحتفاظ به من عبث من طرف أعداء الهوية الأمازيغية لغاية نعرفها جميعا ..
خلاصة القول (ما نسميهم بالمؤسسون هم في الحقيقة من استطاعوا اخراج الاغنية الامازيغية من شكلها القديم الى شكلها الحديث .. هي لعبة الزمن حاكمها التطور ، فالشعب الذي لا يتطور مصيره الموت والزوال ..



#سمير_وعلي_ماسينيسا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الامازيغ
- الشعب الأمازيغي .. - طائر الفينيق -
- أعلي أخداوي سيرة مناضل
- دا أحماد الدغرني او عندما تجود تامزغا..


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير وعلي ماسينيسا - الأغنية الامازيغية بالأطلس المتوسط