أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر صالح - لا بدّ من حيفا














المزيد.....

لا بدّ من حيفا


عبدالناصر صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6564 - 2020 / 5 / 15 - 19:02
المحور: الادب والفن
    


لا بُدَّ من حَيْفا ..

( إلى الأسير وليد دقّة في قلاع الحريّة )

شعر : عبد الناصر صالح

تبني ممالكها وتحميَ غَرسَها
عمراً مُصاباً بالدّوارِ يشقّ عظمَ الصَّدرِ
يمتحنُ القوافي مُرْفِقاً بنزيفِها ..
للقلب حكمتُهُ ، فهل راوَغَتَهُ دهراً ؟
هنا أطلالهُ تحكي روايتَها ..
أجل ..
ماذا دفنتَ هناكَ بينَ ظِلالِها
صوراً معلّقةً على الجدرانِ ؟
حلمكَ فارهٌ يمشي على قدر الحياةِ
وصيّةً مخبوءةً بالرّملِ
تُرضعكَ السّجون حليبَها
في الليل أنيابٌ تُمالئُ زرقة المصباحِ
فاحذر فتنة التطبيع يأتي أحدبَ النظراتِ
لا ملحٌ تكدّس في إنائكَ
نكهة الموت المؤطّر دودةٌ ملساءُ سوداويّةٌ
ترتدّ في نهج الخيانةِ
كي نعودَ إلى المتاهةِ مرةً أخرى
وتكبرُ محنة التغريب في دمِنا
كأنّ الأرضَ غيرُ الأرضِ
يأتي الليلُ مدحورَ الخُطى
ومُحمّلاً بغريزةِ الديدان
كم من صورةٍ لمعَتْ على شباككَ الفضّيّ
تشبهكَ البيوتُ
رجالُها
وشبابها
ونساؤُها يملأنَ جرّتهنّ من فيض السّماء
عشيّة المطر الشّهيّ
وأنت تفْردُ للغَمامِ جناحكَ السريّ
بئرُكَ عارمٌ بالماءِ ..
قل : من أي ناحيةٍ يطلُّ الخوفُ
فلتَرْجُمْهُ باسمِ رفاقكَ الأسرى
وتسدلُ جرحكَ المكلومَ
كم خبّأتَهُ رسماً على لوح التأملِ
هل ستدركُهُ الطّحالبُ ؟..
تخلع الذكرى عباءتها كإعصارٍ يتيمٍ
هل ستظفُرُ في الرّهان ؟
سماؤُك الزرقاءُ تحتلُّ الضفافِ
وتعتلي عرشَ القصيدة
ليسَ ترهبُها السلاسلُ
حرفكَ النشوانُ يسعى في مناكِبها
ويدخلُها كنصٍّ رائقِ الإيحاءِ
مُمتثلاً لصوتكَ
هل تيمّمَ بالترابِ وفاح في أضلاعِها ؟
أبداً سيخترقُ الحدودَ
يرنُّ في عتباتِها
........
تبني ممالكها وتنسجُ خيطَها
في حُلكة السنواتِ
تنقش وجهها المرويّ بالزيتونِ
باقيةٌ على سجّادها الأبراجُ
ها برقٌ من الماضي يضيءُ فَنارَها
لا أبجديةَ غيرُ "باقةَ " في النّداءِ
تعودُ سائغةً إلى زَغَبِ الأماني
فاتَّجِهْ للغربِ ..
ها نطقتْ حجارتها وأقبل غيثُها
هل كنتَ تركضُ في مدارِجها
لتقطِفَ زهرةً تلتفُّ حولَ الخصرِ ؟
تنتفضُ الحواري المُجهداتُ
وتكتسي بربيعها طرقٌ مُسخّرةٌ لخطوكَ
فاستَرِحْ
لنجدد التركيز في فحوى الرّسالة
لا تصدقُ ما يُقالُ
ولا تَقُلْ ما لا يُصَدّقُ
أغلَقوا كلَّ المنافذِ
لا تخفْ ..
ها أنت تمتهنُ البقاءَ على الحياةِ
تصونُ " باقةَ " في ضمائرنا ..
غداةَ غدٍ سيبرأُ وجهُها المُعتلُّ
يولدُ من غبارِ الرّدمِ
فاسبق سهْمَها في شيفرة التوقيتِ
سوف تجد يَراعكَ
سوف يُنْجِزُ وعدَهُ صُبّار حيفا
فانتظرْ ..
تأبى المحارةُ في دواخلنا على النّسيانِ
يأبى البحرُ رائحةَ الغيابِ
فكيف نغفلُ جرحَنا ؟
لا بُدّ من حيفا إذنْ
يتصدّع الإسفلت حين يَمُضُّهُ رَتْلُ الغُزاةِ
فأينَ هم أصحابُها ؟
هل كنتَ تركضُ في مدارجِِها
كأنَّ الأرضَ نفسُ الأرضِ
لهفتُكَ الشفيفةُ في أريكتِها
وملهاةُ الأيائلِ حولَ كرمِلها
أجل ..
لكَ أن تُعرّي السّجنَ
تبسطُ راحتيكَ على النّدى
واضرِبْ لهم مثلاً طوافكَ في القُرى
كم قريةً نَسَفوا
وكم من مجزرةْ ؟
ساروا إليها مُغرَمينَ بشهوةِ القتلِ المبرمج
لن نخونَ العهدَ يا عرّافَ وَحدتِنا
فكم من مقبرةْ
ستظلّ شاهدةً عليهِم ؟
فلأيّ دائرةٍ سينزلقُ العدوُّ
بخنجر العبَث المُريب ؟
لخانَةِ الغرقى سينزلقونَ
ما من حاجزٍ سيقوّضُ الذّكرى
تماماً مثلما تبقى الخريطةُ فكرةً
أو صورةً تأبى التَّموضُعَ بينَ بادِيَتَيْنِ
لا تيأسْ ..
رأيتُ النارَ ساهرةً على باب المُخيمِ
فلنَقُلْ نمضي إلى أسْلافِنا
في صحوةِ العُشبِ القويمِ
فكم سنمكثُ تحتَ قصفِ خريفنا العدميّ
هلْ نتوسّدُ الصحراءَ هاديةً لنا ؟
كلاّ ، فكم خاطَبتَها
والصّوتُ يذهبُ دونَ جدوى
لا نرى إلاّ الذي سنراهُ
إنّ الرّيحً مُجْهَدةٌ
وما استَنْكَفْتَ عن شَغَف البصيرةِ
يرقدُ الأعداءُ في عُنُقِ الزُّجاجةِ
فانتبه ..
لا بُدَّ حيفا لنسجُدَ ركعتينِ
ونُدخلُ المعنى شَهيّاً سائغاً للسّردِ
سوفَ أراكَ حُرّاٌ مُترفاً بقِطافِها
لولا القصيدةُ لاستَعَرْتُ دمي
وشَرَعْتُ أبحثُ عنكَ
كي تبدو السّماءُ قريبةً
فارجِِعْ إلى سَطرِ البدايةِ
هل ترى حيفا ؟
كأنّكَ تكتبُ الأسماءَ كاملةً على جدرانِها ..
لهمُ الرّمادْ
ولكَ الهويّةُ والوصيّةُ والجيادْ
ولكَ المدى يَفْترُّ عن حُلُمِ البِلادْ
فازرعْ غِراسَ النَّخلِ
قد بانتْ سُعادْ ..
************
طولكرم /فلسطين
15/5/2020



#عبدالناصر_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديل-قصيدة


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر صالح - لا بدّ من حيفا