أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زينب رحيم - الحرب و الديمقراطية















المزيد.....

الحرب و الديمقراطية


زينب رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 466 - 2003 / 4 / 23 - 13:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



                                                       

     لقد باتت الديموقراطية خدعة من الخدع الرأسمالية تستخدمها عند الحاجة لتبرير سياساتها اللانسانية و تأتي الحرب كوسيلة من وسائلها لتحقيق اهدافها.
   هذة ليست المرة الاولى ألتي تستخدم فيها رأسمالية الولايات المتحدة الامريكية هذا المصطلح " الديمقراطية" كغطاء لتمرير سياساتها على العالم. اذ سبق وأن استخدمتها في صراعها مع ما سمي بالكتلة الاشتراكية في سياق محاولتها لبسط سيادتها على العالم عبر الغاء نظام القطبين و الاعتماد على القطب الواحد في العالم. وعدت الولايات المتحدة العالم حينها بالديمقراطية و مزيد من الحريات و تحقيق السلام و الرفاة و الامن الخ.. و لفت العالم حولها بدعوات الديمقراطية و التعددية مقابل ما اسمتهم بالدكتاتوريات < الدول الاشتراكية> و سلطة الحزب الواحد، و نجحت في مسعاها. انهارت الدول المسماة بالاشتراكية الواحدة تلو الاخرى فانتهى دور الثنائية القطبية و بقيت الولايات المتحدة كقطب وحيد يسعى للسيطرة على العالم. و بما أن مبدأ التنافس بين الدول البرجوازية يفرض على كل منها التحرك لتأمين مصالحها و تحقيق المزيد من النفوذ و الارباح و بعكسة تتعرض لخسارة مواقعها.
    بدأت الولايات المتحدة بالتحرك بعد ان شعرت ان الاتحاد الاوربي سيتقدم عليها بعملتة الموحدة< اليورو>. اذ اخذت بعض الدول بالتعامل بها دون الدولار و من بين هذة الدول العراق < منذ عام 2000  حول العراق معاملات برنامج النفط مقابل الغذاء الى اليورو> ، اضافة الى مخاوف امريكا من نوايا النضام التوسعية مما يهدد مصالحها في الخليج و المنطقة. منذ ذلك الوقت اصبح العراق مشروعا امريكيا بأنتظار الفرصة المناسبة لأ ثبات قوتها العسكرية و الاقتصادية من جديد على العالم بعد حرب الخليج الثانية. لذلك كان لا بد من هذة الحرب للسيطرة ليس على العراق فحسب بل على الخليج ايضا و هذا ما يكسب امريكا موقعا اقوى امام المنافسة الاوروبية. أما فشل امريكا في الحصول على تأييد الدول الاوروبية لهذة الحرب، كما فعلت في حرب الخليج الثانية، فيعود الى نفس مبدأ التنافس ، فتناقض مصالح هذة الدول مع مصالح امريكا في هذة المرحلة جعلهم يقفون ضد هذة الحرب. لتشن امريكا هذة الحرب كان لا بد لها من غطاء تقنع بة العالم. فكان الغطاء هو ان نظام البعث مصدر تهديد لشعبة و جيرانة و المنطقة و لتحقيق الحرية و الديمقراطية لشعب العراق لا بد من غزو العراق ، بالاضافة الى اعتبار هذة الحرب جزء من ما تسمية امريكا بحملتها المستمرة ضد الارهاب. ولكن هل نجحت امريكا في اقناع العالم بهذا الغطاء هذة المرة: كلا. فالحركة اليوم التي ضمت حولها الملايين من مختلف التيارات  ضد الحرب هي امتداد لتلك الحركة التي بدأت منذ سنوات ضد العولمة و الشركات العملاقة و الرأسمالية. فالرأسمالية و خلال تسابقها لزيادة ارباحها و تناقضاتها و أزماتها و تضارب مصالحها و اساليبها اللانسانية في فرض قوتها و تمرير سياساتها لا مفر من ان تكشف عن محتواها و وجهها الحقيقي مهما البستة من اقنعة. فالايديولوجية التي استخدمتها بالامس لم تعد تجدي نفعا اليوم. فأن نجحت امريكا بالامس في الضحك على ذقون الناس بأدعاءاتها حول الديموقراطية و الحرية فلم تنجح اليوم بل كشفت عن دكتاتوريتها و ديكتاتوريتها العالمية. و حتى في محتوى حربها ضد الارهاب فقد اتضح للعالم اجمع ان ارهابيي اليوم كانوا اصدقاء الامس. أذ أن الاسلام  لم يكن ليتقوى و يتحول الى اسلام سياسي ، يطالب بالحكم في الشرق لولا تقوية امريكا و الغرب لة في مواجهتها ل " الخطر الشيوعي و الافكار الاشتراكية" و اليوم تتخذ من الارهاب الاسلامي غطاء لاهدافها التوسعية سواء لدخولها افغانستان او العراق. فالنظرة ضد الراسمالية و الامبريالية تتبلور يوما بعد يوم عند الجماهير. فالحرب هذة قسمت العالم الى اقلية حاكمة و اغلبية محكوم عليها، الى طبقات حاكمة< بيدها القرار في الامر و النهي> و الجماهير المغلوبة على امرها. ان مجرد اعلان امريكا للحرب خلق تساؤلات عديدة عند الجماهير في بريطانيا و امريكا عن الحرب و منها ماذا فعلت بنا جماهير العراق؟ هل ان العراق فعلا يشكل مصدر تهديد سواء من قريب او بعيد؟ هل للعراق علاقة بالارهاب؟ لماذا نرسل ابنائنا الى حرب ليست لنا فيها شىء ، و ماذا عن ابناء الطبقة الحاكمة؟ و كالعادة هذا النظام يدفع السود قبل البيض الى الحرب. و اذا كانت حقا مخاوفنا من اسلحة الدمار الشامل في العراق ، فهناك طرق اخرى غير الحرب للتخلص منها. كل تلك التساؤلات و غيرها شكلت الحركة المليونية ضد الحرب سواء في امريكا او بريطانيا او استراليا. اجاب ممثلي الطبقات الحاكمة في تلك البلدان على الحركة المناهضة للحرب بقولهم اننا مع حرية الرأي و الديقراطية و لذلك افسحنا لكم المجال للاحتجاج ضد الحرب ، لكننا نحن اللذين نحدد السياسات بما يقتضي و مصلحة الجميع. الحقيقة واضحة وضوح الشمس انها مصلحة الطبقة الرأسمالية الحاكمة كاشفين في الوقت ذاتة عن ديمقراطيتهم الزائفة.
   ان هذة الحركة لم تحقق هدفها وهو درء الحرب بسبب غياب ايديولوجية الطبقة العاملة كطليعة لها. نعم حقا كانت حركة العامل و الكادح و العاطل و المحرومين و المشردين من المجتمع لكن ليست بشعاراتها التي تمييزها بأعتبارها الطبقة الوحيدة التي تستطيع الوقوف بوجة عنجهية و بربرية الطبقة الرأسمالية بتهديدها لمصالحها و بذلك استغلت هذة الحركة من قبل الاحزاب و القوى البرجوازية في جميع انحاء العالم لاهداف انتخابية و مواقع في السلطة ، و استغلت من قبل الاسلاميين
 < كجزء من البرجوازية> ناقلين مفهوم الحرب الامبريالية الى حرب بين الغرب و الاسلام. فكانت هذة الحركة و لازالت في احسن حالاتها تحت قيادة اليسار التقليدي المنعزل عن الجماهير.
  الا ان هذة الحركة ستستمر و ستكون لها امتداداتها و تطوراتها في المستقبل و سيبرز ذلك مع طول فترة الحرب و نتائجها الكارثية على الشعب العراقي وشعوب البلدان المشتركة في الحرب ، و مع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة من قبل الولايات المتحدة الامريكية.
  ستزداد نقمة الجماهير على هذة الانظمة مع طول فترة الحرب لاسيما و ان تلك الجماهير وقفت ضدها منذ بدء الاعداد الاولي لها. اما عن نتائج الحرب الوخيمة من قتلى و جرحى و معوقين و مفقودين لشعوب البلدان المشتركة في الحرب فسوف تخلق تساؤلات جديدة منها ماذا استفدنا من هذة الحرب؟ و سوف يتبين لهم انهم دفعوا ثمن حرب تستفيد منها الطبقات الراسمالية الحاكمة فقط. و من ناحية اخرى ، ان الانفاق على ميزانية الدفاع و الامن سوف يزداد يوما بعد يوم و لا تأتي هذة الزيادة الا من الاستقطاعات الاضافية من الخدمات الاجتماعية و الصحية و غيرها . فمثلا في استراليا و الحرب لازالت في بداياتها ، يعلن جون هاورد عن الحاجة الى زيادة الميزانية المخصصة للامن الداخلي بسبعة ملايين دولار تحت مبرر الخوف من العمليات الارهابية التي قد يقوم بها متطرفو الاسلام السياسي . فاذا كان الحال مع استراليا بهذا الشكل فماذا عن امريكا و بريطانيا و ماذا عن انفاقاتهم الاخرى على المسائل العسكرية لاغراض التنافس فيما بينهم< القوى العظمى> فمن المؤكد ان الانفاق العسكري سيكون اضعاف ما علية الان ، و كل ذلك على حساب الجماهير و مصدر ضغط اضافي عليها.
   اما عن نتائج الحرب على الجماهير في العراق فأنها كارثية ليست على جيل فقط بل تتعداة الى اجيال قادمة. فالحكومة التي تنوي الولايات المتحدة تشكيلها سواء بتنصيب حاكم مدني او عسكري امريكي او حكومة مؤلفة من المعارضة العراقية اتفق عليها في لندن لا يمكنها بشكل من الاشكال ان تحقق تطلعات و امال الجماهير في الحرية، بل ستضع العراق على ابواب مرحلة جديدة من الصراعات الطائفية و الدينية والقومية و العشائرية التي قد تصل الى حرب اهلية ، عدا انها ستكون مرحلة جديدة من الفقر و الفاقة و الحرمان( واعتقد ان ملامح هذه المرحلة بدأت بالظهور ومنذ بدأ التحالف بعقد اجتماعات لانتخاب شخصيات للحكومة الجديدة). و هذا ما سيكشف للجماهير في العالم اجمع مرة اخرى زيف ادعاءات الرأسمالية حول الديمقراطية و الحرية.
فالمرحلةهذه بكل تفاصيلها قد بينت وتبين للجماهير ماهية الحرية والديمقراطية وبينت لهم ان الراسمالية ولتحقيق اهدافها ومصالحها لا ترى مانعا من استخدام ابشع الاساليب اللانسانية ولاسيما الحرب بل وتحت ذرائع انسانية جدا كتحرير شعب ،ارساء السلام ،وغيرها وهذا مما يجعل من الحركة ضد الحرب ، ضد الراسمالية ، تستمر وتتاجج،خصوصا والجماهير تتوقع حروب اخرى في  ظل هذا العالم ، عالم سيادة الراسمالية ،وتتاجج مع كل سياسة لا انسانية ترتكب بحق الجماهير سواء   محليا او عالميا اعتراضاعلى الواقع الرأسمالى  . اي ليس شرطا من ان تكون هذه الحركة تحت اسم حركة ضدالحرب ،اذ ابتدأت هذه الحركة تحت اسم حركة ضد العولمة ،ضد الرأسمالية واليوم تحت اسم الحركة المناهضة للحرب و ستتخذ اسماء اخرى وحتى اشكال اخرى اكثر تطور واكثر راديكالية كلها ضد الرأسمالية والمصائب التى تحدفها على كاهل الانسان.     



#زينب_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لماذا تعتمد شركات عملاقة على الصين بالتصنيع وكيف تؤثر الرسوم ...
- سانا: مقتل سبعة مدنيين في غارة إسرائيلية قرب العاصمة السورية ...
- مأساة الفيضانات المناخية في إسبانيا بالصور
- تحقيقات في هتافات -معادية للسامية- في مظاهرة بهانوفر
- بوشيلين: القوات الروسية تتقدم في اتجاه كراسنوليمانسكي وتواصل ...
- نجل ترامب ينشر مقطع فيديو عن اقتراب انتهاء المساعدات الأمريك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اصابة ضابطين بجروح خطيرة في جنوب غزة
- زلزالان يضربان سواحل كوبا خلال اقل من ساعتين (فيديو)
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصدق على توسيع العملية البرية في جنو ...
- بعد فوز ترامب.. سعي أوروبي لأمن مستقل


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زينب رحيم - الحرب و الديمقراطية