أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - الانتفاضة الشعبية والمليشيات المسلحة















المزيد.....

الانتفاضة الشعبية والمليشيات المسلحة


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6564 - 2020 / 5 / 15 - 14:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أشرت الانتفاضة الشعبية المباركة في العراق الى فشل الحركات الإسلامية وقواها الطائفية في قيادة سلطة الدولة العراقية، وترابط الفشل السياسي -الاجتماعي وانعدام المسؤولية السياسية لدى التيارات والقوى الطائفية ازاء مستقبل العراق السياسي.
-- انطلاقاً من استمرارية الانتفاضة الشعبية من جهة وفشل التيارات الإسلامية الطائفية في تلبية مطالب المنتفضين من جهة أخرى نحاول دراسة الترابط السببي بين الظاهرتين عبر أنساق ثلاث—
أولاً-الديمقراطية السياسية وإرهاب الفصائل المسلحة.
ثانياً - الانتفاضة الشعبية وآفاق تطورها.
ثالثاُ -الديمقراطية السياسية وبناء الدولة العراقية.
على اساس تلك العدة المنهجية نتناول المحور الأول الموسوم ب
أولاً--- الديمقراطية السياسية وإرهاب الفصائل المسلحة
- الإرهاب السياسي للقوى اليمينية يتسم بصبغة طبقية تعتمده قوى ومنظمات سياسية سواء كانت متحكمة في سلطة الدولة الوطنية او منظمات يمينية متطرفة ناشطة في دول التشكيلة الرأسمالية العالمية.
-بهذا التوصيف المكثف نرى ان الانتفاضة الشعبية العراقية رافقها ومنذ اندلاعها إرهاب سياسي مارسته ولا زالت مليشيات مسلحة تابعة لمنظمات إسلامية أو أجهزة أمنية رغم اتشاح الدولة العراقية بالديمقراطية السياسية.
-- اعتمادا على التناقض بين الشرعية الديمقراطية والإرهاب السياسي في العراق نسعى بتكثيف بالغ الى تفكيك التداخل بين الموضوعتين- الديمقراطية – الإرهاب عبر الافكار التالية --
1 -تتحدد المنظمات السياسية العراقية في الظروف التاريخية المعاصرة بثلاث كتل سياسية (أ) أحزاب الإسلام السياسي الماسكة بسلطة الدولة السياسية. (ب) قوى قومية عربية تعتمد إرهاباً سياسيا هادفاً الى إعادة سيطرتها السياسية المنهارة (ج) قوى يسارية - ديمقراطية رافضة للعنف بكل اشكاله والتأكيد على حل الخلافات السياسية بالطرق السلمية.
2- الإرهاب السياسي المنتشر في الدولة العراقية يتأتى من طبيعة السلطة السياسية التي تتحكم في مسارها السياسي الحركات الإسلامية رغم (شرعيتها) الديمقراطية.
3-- تلون الإرهاب السياسي ضد الانتفاضة الشعبية العراقية بأشكال مختلفة منها-
-إرهاب المليشيات المسلحة ضد الحركة الاحتجاجية الذي اتخذ طابعا موازياً لإرهاب أجهزة الدولة الأمنية بسبب امتلاكه سجون سرية ولجان تحقيقية. وإرهاب ثاني تعتمده أجهزة الدولة الأمنية يتمثل بمداهمة البيوت الآمنة واعتقال المنتفضين واجبارهم على عدم ممارسة أنشطة سياسية مناهضة لسلطة الدولة السياسية.
4-- تغلف ارهاب المليشيات المسلحة بمناهضة الإرهاب اليميني الذي تمارسه بقايا النظام الاستبدادي البائد والقوى السلفية الإسلامية. اما إرهاب أجهزة السلطة السياسية ضد المحتجين السلميين يتعكز على محاربة إرهاب التنظيمات القومية الساعية الى إعادة الحكم الديكتاتوري المتحالفة مع القوى السلفية الإسلامية.
5 - اندماج اليمين القومي مع السلفية الإسلامية الهادفة الى إقامة الدولة الإسلامية السياسية يتناقض وأهداف الطائفية السياسية العاملة على صيانة مصالح الطبقات الفرعية في سلطة الدولة العراقية.
6-- تهدف قوى الإرهاب السلفية – السنية الى بناء دولة الخلافة الإسلامية على الرغم من روح الاختلافات الفقهية بين طوائفها الدينية في الدول العربية.
7 –القوى الطائفية تسعى الى فرض سيادتها السياسية عبر تقسيم الدولة العربية الى أقاليم طائفية وما يفرزه ذلك من إشاعة الإرهاب ضد المعارضين لنهجها التخريبي من الطبقات الاجتماعية الأخرى.
ان الاختلافات الفقهية وتعدد المنابع الطبقية بين قوى الدولة الإسلامية السنية والطائفية السياسية الشيعية تؤدي الى اثارة النزاعات الإرهابية والحروب الأهلية.
ثانيا - افاق تطور الانتفاضة الشعبية.
بداية لابد من التأكيد على ان الانتفاضة الشعبية في العراق ورغم مطالبها الديمقراطية الا انها تفتقد سمتين أساسيتين في نشاطها الاحتجاجي السلمي أولاهما - غياب القيادة السياسية الموحدة القائدة لكفاح القوى المنتفضة فضلا عن غياب برنامجها السياسي- الاقتصادي. وثانيتهما سعة القاعدة الطبقية الاجتماعية للانتفاضة وما يحمله ذلك من تعدد الحلول والرؤى السياسية.
بهذا الإطار نشير الا ان مواجهة الإرهاب السلطوي -- المليشاوي تستند على كثرة من المستلزمات منها --
1 -- بناء القيادة السياسية للانتفاضة الشعبية.
-- بهدف وضوح برنامج الانتفاضة الشعبية الكفاحي يتعين عدم التركيز على شعارات مثالية غير قابلة للتحقيق والتأكيد بدلاً من ذلك على بناء برنامج كفاحي ديمقراطي يهدف الى تحقيق المطالب السياسية-الاجتماعية المشتركة.
- اتفاق قادة الفصائل المنتفضة على تشكيل قيادة تنظيمية واحدة لغرض قيادة الكفاح الوطني الديمقراطي بالرغم من اعتماد الانتفاضة على قوى من مصادر طبقية مختلفة.
2 - الانتفاضة الشعبية والمخاطر السياسية –
تواجه الانتفاضة الشعبية المباركة كثرة من المخاطر السياسية يمكن تأشير أهمها --
أ- سعي الخصوم السياسيين الى تفتيت وحدة المنتفضين السياسية عبر إجراءات متعددة في محاولة لشق وحدة الحركة الاحتجاجية.
ب-- استخدام العنف السلطوي عبر الاعتقالات والاغتيالات والمضايقات المتعددة الاشكال التي تعتمدها أجهزة السلطة الأمنية والمجاميع المسلحة (المجهولة).
ج – ضغوطات إقليمية تعتمدها بعض دول الجوار المناهضة لمطالب المنتفضين وحقوقهم السياسية المشروعة.
3—الانتفاضة الشعبية والديمقراطية السياسية
رغم أهمية الديمقراطية السياسية التي تحيط بمنظومة العراق السياسية الا انها ديمقراطية ذات انياب - طائفية إرهابية- وبهذا المعنى فان الدمقراطية السياسية العراقية تمتاز بسمات عديدة نحاول تأكيد بعضها -
-- حيازة أحزاب سلطة (الشرعية الانتخابية) مليشيات عسكرية طائفية تعتمد الإرهاب السياسي في علاقتها السياسية مع القوى الاجتماعية في تشكيلة العراق الوطنية.
- انعدام ضبط المليشيات المسلحة بسبب غياب القيادة السياسية الموحدة وما ينتجه ذلك من مخاطر حروب أهلية في منعطفات البلاد السياسية.
– تتجلى معاداة أحزاب الطائفية السياسية للتغيرات الاقتصادية -الاجتماعية في إرهاب المليشيات الشعبية ضد القوى الوطنية – الديمقراطية.
استناداً الى ما تمت الإشارة اليه يمكن القول ان التناقض الرئيسي في تشكيلة العراق السياسية يكمن بين الشرعية الديمقراطية الناظمة لمسار المنظومة السياسية للدولة العراقية وبين الطائفية السياسية وفصائلها المسلحة.
ثالثا -الديمقراطية السياسية وبناء الدولة العراقية.
ان ادامة الحياة السياسية السلمية في الدولة العراقية يعتمد على طبيعة نظامها السياسي وهيمنة أحزابها الديمقراطية على تشكيلتها الاجتماعية وما يعنيه ذلك من بناء دولة ديمقراطية تستند على الموضوعات التالية –
– بناء سلطة الدولة العراقية على الشرعية الديمقراطية الضامنة لمصالح البلاد السياسية وبنائها الديمقراطي - السلمي.
ثانيا – اعتماد الأحزاب المتنافسة في الدورات الانتخابية على برامج سياسية – اجتماعية لخوض المنافسة الديمقراطية.
ثالثاً- بناء الدولة العراقية وتشكيلتها الاجتماعية على أساس التوازنات الطبقية وصيانة المصالح الاجتماعية لقواها الطبقية الفاعلة.
رابعا – الاعتماد على الطبقات الأساسية في بناء الاقتصاد العراقي ومحاصرة الطبقات الفرعية وفكرها الطائفي ومكافحة ميول التبعية والتهميش في العلاقات الدولية.
خامسا – تطوير الوحدة الوطنية العراقية باعتبارها الضامنة الفكرية – الاجتماعية لسيادة العراق السياسية ونبذ التحالفات السياسية الطائفية.
سادسا – إقامة علاقات وطنية -دولية على قاعد احترام المصالح الوطنية وعدم التدخل في النزاعات الاجتماعية.
ان الرؤى والأفكار الواردة في متن المقال تشكل كما أزعم ضوابط لتجنب الدولة العراقية وتشكيلتها الاجتماعية اخطار الحروب الاهلية والنزعات الإقليمية.



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية المعولمة وفاعلية اليسار الاشتراكي
- الولايات المتحدة الأمريكية وانهيار مسؤوليتها الدولية
- التشكيلة الطبقية العراقية وتحولات بنيتها السياسية
- مسؤولية دولية مشتركة وتعدد الاقطاب
- الدولة الوطنية الديمقراطية وإعادة بناء العلاقات الدولية
- النموذج الرأسمالي للتطور والتضامن الدولي
- التشكلة الراسمالية العالمية وأزمتها الاخلاقية
- التشكيلة الرأسمالية العالمية والنزعة الوطنية
- العولمة الرأسمالية وكفاح اليسار الديمقراطي
- الأيديولوجيا الوطنية ومناهضة الارهاب الطائفي في الدول الوطني ...
- المليشيات الطائفية ومخاطر الحروب الاهلية
- العولمة الراسمالية والفكر السياسي للأحزاب الاشتراكية
- المؤسسة العسكرية والمليشيات المسلحة
- بناء الدولة الديمقراطية والشرعية الانتخابية
- الوطنية العراقية وبناء الدولة الديمقراطية
- الرأسمالية المعولمة وروح العسكرة والعدوان
- الدولة الوطنية-الديمقراطية والمليشيات المسلحة
- الانتفاضة الشعبية والطائفية السياسية
- الوطنية الديمقراطية والطائفية السياسية
- لطائفية المذهبية وتناقضات بنيتها السياسية


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - الانتفاضة الشعبية والمليشيات المسلحة