أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عبدالرحمن - الاسلام ..دين ووطن وشعب















المزيد.....

الاسلام ..دين ووطن وشعب


مهند عبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1584 - 2006 / 6 / 17 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بعض الجماعات الاسلامية تركز على أولوية الايمان على العقل ، مما جعلها دينية أكثر منها عقلانية ، تبدأ من الايمان كمسلمة لاتقبل النقاش ، وكذلك سيطرة فكرة الحاكمية وتكفبر الأنظمة القائمة دون تمميز بين ما يتفق مع الشرع وما يخالفه في ممارستها ، وبالتالي عدم عرض الحجج على أساس العقل والمنطق و انما على أساس التصديق والايمان المطلق .
فالاستاذ عبدالله لحود في كتابه (العلمانية والديمقراطية ) يعرض العلمانية على أنها استقلال التشريع العام ودستور الدولة وأنظمتها الدينية والمذهبية عن جميع الاعتبارات التي تأخذ بها التكتلات الطائفية المذهبية المختلفة .
أما بعض المفكرين فيعتبرها دلالة على الرجل المدني او المادي وبالتالي فهي شيء شديد الارتباط بالحياة المعاصرة .
والبعض الاخر يقوم على تبني النموذج الغربي في كل شيء ، والدعوة الى القطيعة المعرفية الكاملة مع التراث العربي والاسلامي ،ومنهم سلامة موسى وطه حسين وفؤاد زكريا وفرح انطون وشبلي شميل ، وكلهم سعوا بشتى الوسائل الى أوربة الانسان العربي شكلاً ومضموناً ، والمأخذ عليهم أنّ هذه عملية سلخ للأنسان العربي من هويته العربية والاسلامية، ومنهم من أراد جامعة مستنيرة بدلاً من جامعة طائفية او قومجية لا تقبل الرأي الآخر ولا تقبل الا ما تراه السلطة الحاكمة مناسباً لاستمراريتها في الحياة.........
ولكن لا أحد يختلف على أن الاسلام دين يتسم بطابع حضاري مدني ، فالاسلام في تشريعه مدني علماني يضع القوانين للناس على أساس من مصلحتهم وكرامتهم وسعادتهم ، ولا فرق بين الناس على أساس الدين أو اللغة أو أي شيء آخر في الدولة ، فالقضاء هو الذي يحكم بينهم ، ولقد أعطى الاسلام كل الناس مهما أختلفت دياناتهم ،الحرية في القيام بتنفيذ هذه الشعائر والله وحده هو الذي سيحاسب البشر وليس البشر ستحكم في أمور الآخرة ،لان ذلك ينفي وبالقطع وجودية الله واليوم الآخر .
ولا ينبغي أن يفهم من هذا الكلام ان علمانية الاسلام هي نفسها علمانية اوربا ،فالآن نعي تماماً العلمانية التي تميز ما بين الاسلام كدين والاسلام كحضارة ، فالدولة الاسلامية الحضارية المدنية هي تماماً غير الدولة الدينية ، وخير دليل على ذلك قصة ابو ذر الغفاري والرسول محمد (ص)،فالاسلام دين ووطن وشعب ويجب ان يكون كذلك ، ولكن ماذا فعل معظم رجال الدين في الوطن العربي تجاه الحكام الطغاة والفاسدين ؟!...
ألم يساعدوا على ذلك حتى في موقف الصمت ؟ وحتى في الدين أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس ؟
وكون الدولة ليست ركناً من أركان الاسلام فهذا لا يعني بالضرورة انتفاء العلاقة بينهما على نحو ما يفهمه بعض العلمانيين ، ولكن هناك علاقة وثيقة بين الدين والدولة ،فعلى الرغم من أن القرآن لم يوجب على المسلم اقامة دولة ولكنه فرض عليه واجبات دينية يستحيل عليه القيام بها والوفاء بحقوقها اذا لم يقيم دولة المؤوسسات ومثال على ذلك:
1- جمع الزكاة من مصادرها ووضعها في مصارفها.
2- تنظيم القضاء .
3- القبام بفريضة العلم وتشجيع العلم والعلماء .
4- اعطاء الحقوق للناس وفرض الواجبات عليهم وتعميق مفهوم المواطنة .
فالعلمانية لا يمكن أن تتحقق الا في اطار مناخ ثقافي وسياسي يشيع الحريات الفكرية والعامة وضمان حقوق المواطنة والفصل بين السلطات كافة ( القضائية –التنفيذية –التشريعية-الدينية ) ، فالعلمانية هي نتاج وعي ثقافي عام لدى الشعوب والنخب الموجودة .الآن بعض مدعيّ العلمنة المتمثلين بالأنظمة العربية يذهبون بمجتمعاتهم الى الترييف بدلاً من التمدن والمدنية والعلم ومفاهيم المواطنة واعطاء الحريات .............. الخ
والحركات الاسلامية الأصولية ذات الذهنية الدوغمائية تذهب بالمجتمع الى البدونة ، فأيهما أفضل ؟!... كلاهما سيء ورديء للغاية ولكن ما تقوم به الانظمة العربية من مظاهر الترييف القسري هو الأقل ضرراً من البدونة ، فهذه الأنظمة ليس لها من العلمانية سوى الشعارات ، أليست هي من تنصب نفسها وصية على الدين وتزايد على الحركات الاسلامية في التشدد والمغالات والتكفير .
فالأنظمة العربية وما تتبعه من سياسة القمع والتجويع والاضطهاد والتخويف واشاعة الفساد والرذيلة ....... والحركات الأسلامية المتشددة بما تبثه من نفس السياسات يريدون أن يكبحوا جماح التطور ويعرقلوا مسيرة تحديث المجتمعات ....
فرحم الله جميل معلوف حين قال : اذا خيرت بين التعصب والفكر ، فانني أختار لبني وطني الفكر على الايمان، لان الفكر وحده هو الذي يوحد صفوف الامة وعقيدتها .
ونحن الآن نواجه تحديات كبرى تكاد تعصف بالأمة العربية وما نتمناه فعلاًهو توحد أبناء المجتمعات العربية أياً كان توجههم من أجل انجاح المشروع الوطني العام ، وكل من يعمل على انجاحه سواء علماني أم ديني هو وطني ، ومن أراد تقويض هذا المشروع هو خارج صف الوطنية و العروبة ، فالمعيار ليس العلمانية او الأيمانية ( الدينية السلفية )، بل الأنتماء للوطن كي نصل الى القيم المثلى كالحرية والديمقراطية والمساواة. وكمفهوم للعلمانية نراها تقوم على نزع طابع القداسة عن الحاكم البشري وجعل الأمور المتعلقة بادارة الدولة وتولي أمور أو مقاليد السلطة السياسية الحاكمة بعيداً عن مقولة أن تنصيب الحاكم وتعيينه هو شأن سماوي ، ومن ثم تكون الأمة هي الجهة الوحيدة التي لها الحق في اختيار من تراه مناسباً وأهلاً بهذه المسؤولية ، فاذا انطلقنا من هذا المفهوم نجد أنه لا يختلف عن المفهوم الاسلامي، ولا نجد تصادم مع الدين ، بل موقف داعم لموقف الدين ، ولكن التصادم يحصل عندما نضفي طابع القداسة على الحاكم وننزهه عن أي محاسبة من الأمة ، ونعتبره نائباً عن الله في خلقه وهذا نستدل عليه عند بيعة الخلفاء الراشدين وخصوصاً سيدنا عمر بن الخطاب (ر) : وليت عليكم ولست بخيركم ، فان أحسنت فأعينوني ، وأن أسأت فقوموني..
وأيضاً سيدنا ابو بكر الصديق يقول : أنا خالف الرسول ولست خلفه ، فمن خلال هذين المثلين نلاحظ أن الحاكم مسؤول عن أعماله أمام الناس ولهم الحق في مساءلته ومحاسبته ، وقد قال الرسول (ص) :ما كان من أمر دينكم فردوه الي وما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم به ، بمعنى أن الأمورالمتعلقة بالحياة الدنيوية ومن ضمنها الحكم السياسي موكولة الى أفراد الأمة لأنها تأتي عن طريق الخبرة والممارسة ، قال تعالى :(وأمرهم شورى بينهم ) وقال أيضاً: (وشاورهم في الأمر ) فالله عز وجلّ لم يأمر الرسول (ص)بمشورة الأمة بالأمور الدينية ، بل أمر بطاعة الله والرسول والأمتثال له في الأمور الدينية (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوه ) ففي الأمور الدينية يكون الأمرللرسول أما الأمور الدنيوية فيكون للأمة ، ولقد حث الاسلام على طلب العلم أينما كان ، فلقد قال الرسول (ص) : أطلبوا العلم ولو في الصين ، أليست الصين بلد البوذية والوثنية فليس المهم ديانة الشخص الذي تأخذ منه العلم بل المهم فائدة الوطن ، ان الله قال في محكم تنزيله :( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ، فالأفضلية بالدين وليس بأمور السياسة وادارة الدولة والدليل في زمن معاوية ابن أبي سفيان عربت الدواوين ،فلقد أستفدنا من أنظمة اليونان ،فعلى مدى التاريخ الأسلامي قامت الأمة بالتشريع لنفسها من خلال الفقهاء والقضاة الذين أسسوا الفقه الأسلامي الذي ليس هو تشريع سماوي بقدر ما هو تشريع بشري أي تشريع الناس للناس ، وهذا ما نجده في حالات كثيرة وخصوصاً في مجال الأحوال الشخصية التي أجتهدت فيها الأمة فأنشأت نظام التطليق بواسطة القاضي بينما الوارد في القرآن الكريم الطلاق ، كما شرعت الأمة أحوال التطليق مثل حالة الاعسار والضرر ، أو الغيبة.
أما في المسائل المدنية فالأمة شرعت لنفسها بأحكام المعاملات المدنية والتجارية كأحكام البيوع والايجار والحكر والانتفاع والرهن والقسمة .....................
فالاسلام يقرّ سيادة الأمة وينفي سيادة الحاكم والعلمانية لا تنفي الله عزّ وجلّ ولا تلزم الأمة بالتشريع لما يتنافى مع مقاصد الشريعة، والاسلام وضع قواعد عامة تنهي عن الظلم والقهر والاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل ، وأكراه الناس على ما لا طاقة لهم به ، بل جعل الاسلام العدل والاخلاص عبادة بينما ترك للناس سلطة التشريع لما يحقق هذه المقاصد

* كاتب وصحفي مقيم في دمشق.



#مهند_عبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الافلاس السياسي العربي


المزيد.....




- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عبدالرحمن - الاسلام ..دين ووطن وشعب