أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم مطر - الموقف المطلوب إزاء الاحتلال الامريكي لبلادنا: خير الامور اوسطها















المزيد.....

الموقف المطلوب إزاء الاحتلال الامريكي لبلادنا: خير الامور اوسطها


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 461 - 2003 / 4 / 18 - 23:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نداء الى ابناء الامة العراقية ونخبها الفاعلة
الموقف المطلوب إزاء الاحتلال الامريكي لبلادنا: خير الامور اوسطها!

بعد الاحتلال الامريكي بدأ يتبلور في الساحة العراقية في الخارج وفي الداخل التياران المتطرفان المتناقضان التاليان:
ـ التيار الانبطاحي الذليل: الذي يمثله اتباع امريكا في المعارضة العراقية وعلى رأسهم المؤتمر الوطني وزعيمه الجلبي وبطانته الذي بلغت به التبعية لحد رفض اشراك الامم المتحدة في رعاية العراق خوفا على مشاعر سيدته الجليلة امريكا. وهنالك ايضا الثنائي الكردوي " الطلباني ـ البرزاني"، (الطرازني)الذي بلغ بهم الارتزاق لحد التحول الى جحوش عميلة تتقدم الجيوش الغازية، وتساهم في عمليات النهب والتخريب في كركوك والموصل. ومنذ بدء الحرب وحتى الآن فأن اعلام هذا التيار الانبطاحي مثل جريدة المؤتمر والزمان راحو يطبلون لقوات الغزو بصورة يخجل منها اعلام البنتاغون الامريكي نفسه، من حيث اضهار الجنود الغزات في مشاهد بطولية وانسانية شبيهة بافلام هوليود. اما على الصعيد الشعبي فأن اتباع هذا التيار يعبرون عن مواقفهم الساذجة بممارسات مخجلة مثل تقبيل العلم الامريكي. علما بأن الغالبية الساحقة من هؤلاء الاذلاء كانو من اشد انصار النظام البائد، والآن لا يتورعون عن الصراخ بهتافات مطابقة لهتافاتهم السابقة المتمقلة مع ابدال إسم صدام والامة العربية باسم بوش والامة الامريكة!
ـ التيار القتالي الرافض: الذي يتمثل بجماعات مختلفة بعضهم من فلول النظام البائد الذي اعلنوا عن تأسيس ما يسمى بجبهة المقاومة. بالاضافة الى الثوري الباريسي عبد الامير الركابي الذي امهل الجيش الامريكي 48 ساعة لمغادرة العراق والا فان قواته الشعبية الساحقة سوف لن ترحمهم!؟ كذلك هنالك بعض الاسلاميين التشيعين مثل جماعة الخالصي الذين راحوا يدعون الى تكرار ثورة العشرين1920 غير مدركين ان تلك الثورة كلفت الامة العراقية في ذلك الوقت عشرين الف قتيل مع نتائج سياسية وخيمة من اهمها دفع الانكليز الى ابقاء النظام العثماني الطائفي في الدولة العراقية وابعاد الشيعة تماما عن الحكم!
                                  التيار الواقعي الوسطي
بين هذين التيارين المتطرفين هنالك ايضا التيار العقلاني الوسطي، ضد الذل الانبطاحي وضد الطيش القتالي. يمكن الجزم بأن الشعب العراقي والنخب المتعلمة بغالبيتها الساحقة من اتباع هذا التيار لأنه من ناحية واقعي يتفهم الوضع المفروض في الحاضر ويتعامل معه بعقلانية وكذلك لأنه بنفس الوقت يحفظ كرامة الانسان العراقي واستقلاليته بمواجهة قوى الغزو والاحتلال. انصار هذا التيار موجودون في مختلف طبقات المجتمع والحركات السياسية، ويقينا انهم سوف يصبحون الاغلبية السياسية والثقافية رغم محاولات قوى الاحتلال وازلامها ابعادهم، لكن الزمن وتطور الاحداث هو لصالحهم. يمكن تسمية بعض اطراف هذا التيار، مثل الحزب الشيوعي العراقي الذي منذ قبل الحرب اتخذ موقفا وسطيا رافضا للغزو وبنفس الوقت يدعو الى تنحي النظام ، وهو الآن يدعو الناس الى تكوين اللجان الشعبية وحماية الوطن من العبث والفوضى. كذلك يمكن ان نضع في هذا التيار جماعة الباججي، المعمر السياسي العراقي المقيم في الامارات، الذي دعى الى تكوين حكومة وطنية خارج المزاودات الثورجية عن المقاومة المسلحة ، وايضا خارج مزاودات جماعة امريكا عن التقسيمات الفيدرالية والطائفية وغيرها. وهنالك ايضا حزب الدعوة "الاسلامي التشيعي"، واطراف عديدة لم تمثل في مؤتمر الناصرية.
ان هذا التيار الواقعي الوسطي يمكنه ان يصبح هو الغالب ويفرض نفسه على ادارة الاحتلال في حالة تمكنه من توحيد مواقفه وبلورة ثوابت معينة عامة ومتفق عليها من اجل مخاطبة الامة ومخاطبة امريكا بنفس الوقت. من هذه الثوابت المقترحة:

 1 ـ الاعلان الصريح والواضح الى الشعب العراقي والى امريكا وفي كل المناسبات والوسائل عن الموقف الوسطي التالي: ضد استمرار الاحتلال لبلادنا وضد الخنوع الذليل لسياسة الغزاة الانفرادية المتجبرة، ولكن ايضا ضد الدعوات الطائشة بالمقاطعة والمقاومة العنيفة التي لن تجلب غير مزيدا من الخراب لبلادنا. بل الدعوة الى اقامة حوار حضاري صريح ومسالم بين ممثلي الأمة العراقية وممثلي امريكا وانكلترا بهدف التوصل الى حلول وسطية مقبولة تضمن مصالح بلادنا ومصالحهم بنفس الوقت.
2 ـ اعتماد الصراحة والحقيقة في مخاطبة الشعب وكذلك في الحوار مع المحتلين، وتجنب المداهنة والتملق وكذلك المعاندة والتكبر. في امريكا نفسها وفي انكلترا هناك الصحف واطراف واشخاص ينتقدون امريكا، فلماذا إذن نحن نضطر الى الكذب والتملق كما يفعل اتباع امريكا في المعارضة الذليلة؟! ثم لنا ايضا تجربة اليابان ، فهي رغم تحالفها مع امريكا بعد خسارتها الحرب فأنها ظلت تربي الشعب على حقيقة ما جرى والاحتفال السنوي بذكرى جريمتي امريكا في هيروشيما وناكازاكي.
     ان نقول لهم صراحة بأن تحريرهم لنا من النظام البائد لم يكن بدوافع انسانية ديمقراطية كما يشيعون، بل بدوافع اقتصادية واستراتيجية وحتى دينية صهيونية، واننا نؤمن بدورهم الحاسم في دعم وديمومة نظام صدام، فهم الذين دعموه وسلحهوه في حربه ضد ايران، وهم الذين ورطوه في غزوه للكويت، وهم الذين دعموه وسمحوا له باستخدام الطائرات لقمع انتفاظة شعبنا عام 1991، وهم الذين انتقموا من شعبنا واضعفوا مقاومته من خلال فرضهم للحصار الجائر والجوع المذل وترك النظام يمارس عبثه كما يشاء.. نعم ان نظام صدام هو نظامهم وعليهم ان يعتذروا لنا عن جرائمه ضد شعبنا. وانهم ايضا تعمدوا الى اشاعة الفلتان الامني والتخريب الهمجي للملكية العامة وللثروات الثقافية وعمليات الانتقام واراقة الدماء، لاسباب نفسية سياسية غايتها اضعاف العراقين من اجل تسهيل السيطرة عليهم ، كذلك لاسباب اقتصادية من اجل توفير مجالات الاستثمار والاعمار لمؤسساتهم وشركاتهم.
3 ـ اشعار امريكا بأننا نتفهم مصالحهم الا اننا نرفض انفرادهم بالسيطرة المطلقة على العراق، فنحن لسنا ولاية امريكية، بل وطن له حدوده وحرمته ، لهذا نطالب باشراك الامم المتحدة وباقي الدول الكبرى في الاسهام بعملية الاغاثة وتوفير الامن والاستقرار في بلادنا وكذلك توفير الشروط من اجل اقامة الحوار الايجابي بين مختلف قوى امتنا بهدف تكوين حكومة وطنية مؤقتة تهيء المناخ المقبول لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت رعاية المؤسسات الدولية المعنية.
4 ـ الاعلان الصريح وتربية الشعب وتنبيه المحتلين بتجنب تكرار السياسية الانكليزية المعروفة القائمة على مبدأ " فرق تسد". اننا ابدا لن ننسى ان السبب الاكبر لمصائبنا في العصر الحديث يقع على عاتق الانكليز الذين احتلوا بلادنا عام 1917 باسم تحريرنا من العثمانيين، ثم اقاموا لنا نظاما ملكيا هو استمرار للحكم العثماني القائم على تفضيل (اقلية طائفيةـ عرقية)  في قيادة الدولة والجيش وعزل الاغلبية الساحقة من فئات الامة العراقية. ان هذه السياسية الطائفية والقومية العنصرية التي اسس لها الاستعمار الانكليزي هي الداء العضال الذي ظل ينخر بدولتنا ويضعف مجتمعنا ويحرمنا من السلام والاستقرار. والآن فان هذه السياسة التقسيمية الانكليزية تحاول ان تفرض نفسها من خلال الجماعات الانبطاحية في المعارضة العراقية والتي تريد تفرض "النظام الفدرالي" والتوزيعات العرقية والطائفية للدولة وللوطن. يتوجب الاصرار على ان الفدرالية لم تنوجد في التاريخ المعاصر إلا بين دول او دويلات مستقلة وموجودة مسبقا ، مثل الولايات الامريكية ودويلات المانيا ودويلات سويسرا والدول اليوغسلافية كذلك امارات الخليج، ثم تقرر الاتحاد وتكوين الفدرالية. اما الاوطان الموجودة والمتحدة مسبقا، فأنها تحترم تنوعها الاقوامي من خلال منح الحكم الذاتي وبعض اللامركزية في المجالات الثقافية والادارية المحلية، مثل اسبانيا والصين وغيرها من امم الشرق الاوسط التي يتوجب عليها ان تتبع اسلوب الحكم الذاتي واللامركزية في تعاملها مع تنوعاتها مثل ايران وتركيا بالاضافة الى العراق. نكرر الحذر الحذر من لعب الانكليز ومخاطر الفدرالية على مستقبل بلادنا وعلى عموم الشرق الاوسط، لانها تفتح بابا للتمزق بين فئات الامة العراقية سوف يصعب غلقه، وكذلك يثير مخاوف وغضب ومؤامرات الدول المحيطة ببلادنا. ليكن شعارنا : دولة واحدة تمثل كل العراق في الداخل وفي الخارج وقوى امن وجيش واحد يمثل ويحمي كل العراق.   
5 ـ المطالبة باحترام خصوصيات امتنا العراقية ومصالحها الحيوية المشروعة،من اجل احترام مصالح الدولتين المحتلين ومد يد الصداقة والتعاون معهما. ان من اكبر المخاطر التي سوف تواجه المجتمع العراقي هي "عملية مكدنلة" عقلية الناس وحياتهم، أي اشاعة "ثقافة المكدونالد" القائمة على اساس السرعة والسطحية والشكلية البراقة الخالية من المضمون وكذلك الغاء الخصوصيات الوطنية والمحلية وتوحيد شعوب الارض بنفس الثقافة الامريكية برموزها وابطالها وطعامها وثيابها وسلوكها ورقصها وموسيقاها. يجب ان نربي شعبنا على الحذر من وعودهم بتحويل بلادنا الى (جنة واغنى بلدان الشرق الاوسط) . ان نخاطب الغزاة صراحة ان علاقاتنا الثقافية والتكنولوجية والاعمارية معهم يجب ان تمر في مصفى مصالحنا وخصوصيتنا العراقية دينيا وثقافيا وبيئيا وحتى صناعيا وتكنولوجيا. لو تركنا لهم الحبل على الغارب فأنهم سوف يلوثون ويدمرون الطبيعة والانسان ويحولون بلادنا  الى عبارة عن محطة بانزين فيها مطعم مكدونالد وديسكوتك ومبغى مع ما لا يحصى من مقرات البعثات التبشيرية الامريكية التي بدأت نشاطها منذ سنوات في شمال الوطن تحت رعاية الثنائي الطرزاني " الطلباني ـ البرزاني" .
عاشت الامة العراقية بجميع فئاتها الاقوامية والدينية والمذهبية .. عاش الانسان العراقي..    

 



#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جروح الامة العراقية


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم مطر - الموقف المطلوب إزاء الاحتلال الامريكي لبلادنا: خير الامور اوسطها