أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - كورونا ... تحدي اليقين وعدم اليقين















المزيد.....

كورونا ... تحدي اليقين وعدم اليقين


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 6548 - 2020 / 4 / 27 - 22:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم نعش بالمعنى البيولوجي تجارب الطاعون والكوليرا الا ان ما نقل الينا يفيد ان التجربة تكاد تكون نفسها , الا ان ما يمكن الجزم به ان الطبقية السياسية قد فرضت نفسها اكثر, فقد اتهمت الصين الولايات المتحدة بالوقوف وراء الفيروس بينما اتهمت الولايات المتحدة الصين بالتهمة نفسها الى حد اصرت امريكا السياسية على تسميته بالفيروس الصيني وبعكس ما مضى فان الطبقية الاجتماعية التي كانت صاحبة القرار الفكري حملت الى جانب القوى الفلكية والزلازل اليهود كجنس واتهموهم بتسميم آبار الشرب وقد قتل من اليهود الكثير فقتل على سبيل المثال 2000 في ستراسبورغ في عام 1349 وفي العام نفسه أبيدت الجاليات اليهودية في كل من ماينز وكولونيا وعبر التاريخ ظل تبادل التهم في مسببات ومسببي الاوبئة منتشرا كتعبير عن الصراع بين الاديان والاعراق والطبقات على قاعدة السياسة بكل تجلياتها حسب العصور التي سادت وقد مثلت الاوبئة تأثيرات طبقية واجتماعية وسياسية جديدة بعد انحسارها كالطاعون والكوليرا والانفلونزا الاسبانية لكن المشترك اليوم في الفيروس كيوفيد 19 هو التطور العلمي الهائل في الطب اولا وفي الاتصال والتواصل ثانيا الذي اضعف انتشار التهم المتبادلة او التفسيرات الغيبية بسبب ان العالم جميعا اصبح قرية واحدة وان العالم يعرف ان الوباء اممي وطال جميع البلدان بلا استثناء وانتشر في فترة قياسية وهو ما جعل من العقل العنصري أيا كانت خلفياته اضعف من ان يصنع خرافة تحيط بكورونا او ان يجعل منها سببا للهجوم على العدو الطبقي او القومي او الديني وبات الجميع معا في بوتقة خطر واحدة.
الجهل بالأسباب والحلول والحاجة للمعرفة والخضوع لنفس الخطر غيب اليقين كليا عن الجميع وفي المقدمة الدول العظمى والمسيطرة على العالم مما جعل العالم للمرة الاولى يتوحد من الخوف وبزت الاضرار اكثر فاكثر في احضان الدول المتقدمة بينما خفت تأثيراته الاولى في الدول المتخلفة.
الخوف من انعدام اليقين في حالة جائحة كورونا يعيدنا الى اليقين المصطنع في صناعة الموت والدمار باقتصاد الحروب الطبقية والاقتصادية القومية وما اليها ويجعل العالم يدرك اليوم ان لا قوة مطلقة على الارض ولا جنس يمكنه التميز مهما ملك من امكانيات وقدرات سواء بمعنى القوة او بمعنى الثروة او بمعنى المعرفة فأمام كورونا انهارت الركائز الثلاث ... لا احد يعرف العلاج ... لا حياة للبيع بالمال ... لا قوة نووية او غيرها تعزم فايروس خفي وهو ما يجب ان يكون محفزا واداة قوة غدا بيد قوى السلام واعداء عصر الامبريالية السلعية الحالية والعصر الامبريانولوجي الذي بدأ يطل برأسه لاغيا اقتصاد السلعة وحربها السلعية ايضا لصالح اقتصاد المعرفة الذي يملك سلاحه بذاته بخلاف السلعة التي كانت بحاجة لسلعة موت اخرى رديفة لها لحمايتها ومساعدتها على السيطرة فصار انتاج الطاقة بحاجة لانتاج القنبلة.
تجربة طب الحروب ظهرت على بشاعتها في الحالة الوبائية وعرف العالم كله معا مجتمعا معنى ان تيش حالة المفاضلة في الموت والحياة بين الناس بين من يموت ومن يعيش تماما كما فعلت قوى الظلام الامبريالية بين من يعيش من الشعوب او الطبقات ومن يموت لأي سبب يخترعونه هم من عنصريتهم وحسب مصالحهم وها هم اليوم تقف كل جيوشهم عاجزة عن الوصول الى مرحلة اليقين بأدنى صورة لتتمكن من القيام بمهامها فالعدو وهمي غير منظور ولا تجدي معه كل اسلحة الدمار أيا كانت الا سلاح المعرفة, وفي حالة الوباء الفيروسي ستحاول الامبيانولوجية القادمة استخدامه لمعاودة الاثراء من جديد على حساب عقول البشر كما فعلت دائما على حساب افواههم وقوتهم وهو ما يؤكد ان الحرب القادمة هي حرب المعرفة فإما ان تمسك بها قوى الخير لتجعل منها اداة حياة وتطور او قوى الشر لتجعل منها اداة اثراء وموت.
بين صناعة اليقين بالقوة والجبروت وهو ما تمثل بسيطرة الامبريالية الامريكية على عالم مشتت وممزق وغياب اليقين بانعدام القدرة بشكل لا دخل للإرادة البشرية به وهو ما مثله العدو الخفي عبر انتشار فيروس وبائي كيوفيد 19 تأتي حقيقة رغبة البشرية بالانتقال الى عالم جديد ككرة تتدحرج بين الاقدام من رغبة العامة بالتغيير وانهاء عصور الكراهية والحروب والارعاب والعنصرية وادراك مالكي القوة لهذه الرغبة واستعدادهم هم بأنفسهم لصناعة انتقالهم كانقلاب على الارادة السمحة للإنسانية وهو ما اعتادت الطبقات المسيطرة على فعله منذ ظهور الرأسمالية منعا للانتقال الى عالم جديد يفقدها مكانتها وسيطرتها وحتى اللحظة فان صفارة الحكم لم تصل يده لتنطلق معلنة بدء شوط المباراة الى انت تطلق صفرتها الطويلة معلنة انتهاءها ورافعة يد المنتصر لكن هذه المرة ليست مباراة فريقين متكافئين بل متنازعين قبل ارض الملعب الواسع والممتد على مساحات الارض كل الارض فلمن اذن ستكون الغلبة ومن سيرفع العلم وأي علم.
امريكا المتحفزة للقادم رفضت المشروع الفرنسي لسندات كورونا الاممي لصالح مشروعها اللصوصي سندات الخزينة الامريكية وتربصها بالاتحاد الاوروبي لتنقض عليه ولتضمن خروج الصين من المسابقة لتفسح لذاتها ولعقود قادمة القدرة على التربع على عرش احتكار المعرفة ومنتجاتها هذا ما يجعل هناك ضرورة على الدول الصناعية الاخرى ان تدرك اهمية وحدتها في مواجهة المشروع الامريكي الاسفل في التاريخ بتحولها الى امبريالية احتكار المعرفة والتي تشبه الى حد بعيد في بدايات الحياة احتكار الخبز والماء والملح والعشب وستترك لهم دور الخادم لانتاج السلعة بارادتها وادارتها ولن يحصل هؤلاء الا على فتات امريكا وهي حين غابت عن مشهد العولمة الامريكي وتركت لامريكا تعمم ثقافتها قبل سلعتها لم تكن تدرك معنى الغد القادم ففي حين باتت الصين اكبر منتج سلعي على الارض معتقدة انها قادرة على صناعة عولمتها نسيت كليا ان العولمة ثقافة اولا وقبل كل شيء وانا عالم المعرفة القادم لن تعنيه ابدا بلد المنشأ للقميص الذي سيرتديه او الحاسوب الذي سيستعمله فالمعركة غدا بين منتج المعرفة ومخزون السلع أي بين من يؤسس ويرسم الخارطة ويغرس الثقافة ومن يكدس السلع لتتواصل الحياة وهو تماما كالفرق بين من يخترع ومن يننفذ.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت أولى يا سيدي ... رسالة الى السيد رئيس الوزراء
- كورونا أداة العالم الامبريانولوجي الجديد
- لن تنهزم الامبريالية بالوباء والأمنيات
- اعلنوا الوحدة من معازلكم
- وطن حر من فيروس الاحتلال
- الأمن الفلسطيني وأخلاق الشدائد
- كورونا ... درس الثورة القادم
- كورونا صانع عصر الامبريانولوجي
- دفاتر قديمة ... حديثة (3)
- دفاتر قديمة ... حديثة (2)
- دفاتر قديمة ... حديثة (1)
- اللا مدرك في ادراك المدرك
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (24)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (23)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (22)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (21)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (20)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (19)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (18)
- أنا قاتل اسراء غريب يا سيدي


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - كورونا ... تحدي اليقين وعدم اليقين