أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عصام خربوش - قراءة إبستيمولوجية للحكامة كتصور وآلية تدبيرية














المزيد.....

قراءة إبستيمولوجية للحكامة كتصور وآلية تدبيرية


عصام خربوش

الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 12:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تداولت في العقد الأخير الأوساط الفكرية، الإعلامية، المؤسساتية، السياسية... مفهوم الحكامة بحجم أعطاها حضورا ساطعا امتد ليشمل مستويات متعددة ضمن الخطاب السياسي، تنبع من صميم مصدر أوسع أساسه تطلعات المواطنين المشروعة. نظرا لارتباطها بمواضيع التنمية، الديمقراطية، حقوق الإنسان، البيئة، تكافؤ الفرص، الإنصاف، مقاربة النوع ( المرأة، الأشخاص في وضعية إعاقة، المناطق النائية والمعزولة...).وهي عبارة عن توجه جديد للممارسات التدبيرية يقود الدولة ووحداتها وباقي المتدخلين إلى الارتقاء بنوعية حياة المواطنين، وتحقيق رفاهيتهم في محيط سليم ومتوازن، باعتبارهم محور كل الخطط والبرامج وفاعلين أساسيين في عمليات صنع السياسات العمومية. فمن بين أهم خصائصها أنها نموذج فكري، يؤمن بكون المشاركة الشعبية في صياغة القرارات، التي تؤثر على حياة الأفراد مبدأ أساسي تقوم عليه التنمية.
بهذا تطرح الحكامة أسلوبا متجددا لإعادة تنظيم السلطة والحكم، ليس بواسطة المرفق العام لوحده، وإنما من خلال مكونات المجتمع ككل، بما يضمن استقراره الدائم وازدهاره المتواصل.
اتسع نطاق النقاش حول الحكامة بعد تعاقب فشل السياسات المختلفة في العديد من البلدان، خصوصا العالم العربي وإفريقيا. فمنذ نهاية الثمانينات أشارت التقارير المتخصصة، التي تناولت قضايا التنمية في هذه المناطق، إلى ضرورة توسيع دائرة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، مع الخضوع لمجموعة من المعايير تؤلف مقاصدها ودلالاتها مجتمعة منظومة قيم، تؤطر تدبير الشأن العام والمواطنين عبر دورهم في الرقابة والمحاسبة، وسط أجواء تتسم بالشفافية والثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم...
بيد أن الموقف ليس بالسهولة الممكن تصورها، لأن تحويل الحكامة إلى آلية عملية، يتوقف على تفاعل حقيقي بين جميع الأطراف والجهات، بعيدا عن نظرة التعالي السلطوي والمعرفي. وهو أمر يقتضي بدون ادنى شك الكثير من الحكمة والوعي والتبصر لدى المواطنين والمسؤولين أيا كان موقعهم على حد سواء، في ضوء استرتيجيات أو استراتيجية كبرى قائمة على أسس علمية وتكنولوجية، معززة بالتجربة ومعطيات الواقع المفتوح على الآفاق المتاحة والواعدة.
ولعل استحضار بعض المعطيات كتلك المتعلقة بتفشي المحسوبية، عدم تكامل الأدوار، تفتيت الإمكانيات، تعقيدات التنسيق... يوضح حجم الصعوبات والتحديات التي تنتظر مساعي إنجاح هذا الرهان.
لقد ركنت دول العالم زمنا طويلا إلى الاعتقاد أن التنمية تتأتي نتيجة مضاعفة الرأسمال المادي لوحده، ومع ذلك بقيت تلك الغاية بعيدة المنال، وظل التخلف ظاهرة عامة تطوق العديد من الأقطار، رغم ما تتوفر عليه من ثروات طبيعية ومادية. ليتبين من بعد أن أهم كنوز الأمم هو المورد البشري، مما جعل النقاش الفكري والعلمي البناء، يتمحور حول دعم مجهودات محاربة الفقر والتهميش وإعادة الاعتبار للإنسان، فهناك علاقة وطيدة بين الحكامة والتنمية، تفرضها ضرورة الانتقال من الاعتماد على المادة والطبيعة إلى تركيز الاهتمام بالموازاة مع ذلك على تأهيل الثروة البشرية، بغية تكوين رأسمال اجتماعي، يتيح مشاركة ذات بعد تنموي إنساني شامل.
صحيح أن الحكامة تنطوي على أفكار بخلفيات إيديولوجية، تستند على تمجيد المبادئ الديمقراطية وتقديس حقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها دوليا... لكن وبصرف النظر عن حمولتها، فهي تفرض ذاتها بحدة باعتبارها بديلا للاستبداد وشيوع الاختلالات، التي تحول دون إنتاج سياسات تنموية ناجعة. ربما لا يكمن المشكل في الآلية ذاتها بل في قلة فرص نجاحها نتيجة لخصوصيات مختلفة، ترتبط أساسا بطبيعة الوضع القائم وعوامل سوسيو _ ثقافية، تشكل عقبة أمام محاولات الانعتاق من بوتقة التخلف، وتلقي بسلبياتها وتداعياتها المعقدة على الفرد والمجتمع، لأن التعايش في البداية والنهاية بين الحكامة ونقيضها أي الفساد الكبير، هو من ضروب الخيال وصورة لربط المستحيل بالآمال.



#عصام_خربوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المقاربة الأندراغوجية
- المفاهيم الأساسية في علوم التربية


المزيد.....




- دراسة تحدد سلعة التصدير الرئيسية من الهند إلى روسيا
- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024
- بلينكن يحث الصين على توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية
- أرباح بنك الإمارات دبي الوطني ترتفع 12% في الربع الأول
- ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف في 2024
- مشروع قطري-جزائري لإنتاج الحليب في الجزائر بـ3.5 مليار دولار ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عصام خربوش - قراءة إبستيمولوجية للحكامة كتصور وآلية تدبيرية