أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد النابلسي - الإبداع للحد من الخسائر...سابقة إماراتية














المزيد.....

الإبداع للحد من الخسائر...سابقة إماراتية


أحمد النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 6545 - 2020 / 4 / 24 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى على أحد اليوم أن الملياردير الهندي آر بي شيتي نهب ما يربو على اثني عشر بنك إماراتي بمبالغ تصل المليارات من الدولارات، الأمر الذي أدى إلى خسارة كبيرة مادية ومعنوية. فبشأن المادة، الإمارات اليوم تغوص أرجلها في وحل رمال متحركة في كل من ليبيا وأفريقيا الوسطى ومالي واليمن، وهي تتجه لسوريا علها تغوص في الوحل أكثر في سعيها المحموم لكسر رأس التركي وقد تجرأ على رفعه. أما من الناحية المعنوية، فقد بدت الإمارات بترسانتها الأمنية المستوردة من الكيان الصهيوني ظنا منها أنه لا يقهر كدولة من ورق تحاول أن تصنع لنفسها مجدا كقلعة رمال يبنيها طفل على أحد الشواطئ، فما يلبث الموج أن يأتي عليها بينما يقف الطفل حائرا أن كيف يمكنه أن يسيطر على الموج.

لا يخفى على أحد أن مثال هذا الملياردير جعل الإمارات تظهر بمظهر الأحمق الذي أخذ على حين غرة، خاصة عندما شيدت له الأصنام في الدولة العربية المسلمة عرفانا بربهما معا...الدرهم والدينار، وعرفانا كذلك بصنيع مودي الذي سفك دماء المسلمين في تطرف هندوسي منكر، فمودي يمقت المسلمين أيما مقت وليست زيارته للإمارات لتقلد أعلى أوسمة "الشرف" في رقص على جثمان الضحايا إلا ضحكا منه على اللحى العربية التي مرغها في التراب. فالملياردير الذي نهب الإمارات صديق مودي المقرب ولن يضحي به من أجل وسام شرف خلعته عليه دولة بلا شرف ولن يقدمه قربانا للإنتربول الذين سيأخذون حصة من المال المنهوب فيسكتون عن الأمر برمته.

لعب الملياردير الهندي بالإماراتيين فلم يقتصوا منه ولا من بني جلدته، بل جعلوا القصاص على من لا يملكون من أمرهم شيئا.

في سابقة هي الأولى من نوعها، وظفت الإمارات دراساتها في فرض الإبداع لحل هذه الأزمة، ففعلت تماما كموظف ضربه رب عمله فعاد إلى منزله وضرب زوجته التي قامت بدورها بضرب طفلها الذي قام بدوره بضرب قطته.

وجهت الإمارات ترسانتها الإبداعية لجمع ما هرب به الهندي من مقترضين مقيمين على أرضها! فمنذ نحو أسبوعين، تفاجأ المقترضون المقيمون على أرض الإمارات ببلاغات جنائية تطالبهم بسداد قروضهم، و ذلك أمر قد يعتبر من قبيل الحيطة والحذر فالمقروص يخاف جرة الحبل كما يقال، ولكن المبالغ التي يطالبون بسدادها تفوق بعدة أصفار إلى اليمين المبالغ التي اقترضوها بادئ ذي بدء. فكيف يتفق ذلك؟

المقيم مقيد في دولة تعرف الحرية بالاسم وتنكرها بالفعل، اقترض بضعة مئات من آلاف الدراهم التي يعمل على سدادها بشكل شهري لكنه تفاجأ في الأسبوعين المنصرمين ببلاغات تطالبه بسداد قرضه البالغ بضعة ملايين من الدراهم، وهو ما لم يقترضه أساسا، والبلاغات الجنائية تخيره بين الدفع المباشر أو السجن. والمثير للاشمئزاز أن يكون المستهدفون ممن يمكن لوي ذراعهم، فلديهم عائلات تقيم معهم ومنهم من علق إبان الوباء خارج الإمارات، فتجده وقد اضطر يحاول أن يأتي بالمال من أي مكان ليتمكن على الأقل من الوصول لعائلته.

خضع بضعة مقيمين للابتزاز، بعضهم يقترض من جهات أخرى وبعضهم الآخر يهم برهن ما عمل طوال حياته من أجله أو بيعه كيفما اتفق ليسدد الثمن من خلال الوسيط. الوسيط شركة رائدة في مجال الاستشارات اسمها مكينزي وهي التي تأخذ على عاتقها تسوية الأمور بين المفروض عليهم القرض الجديد لسداد ما اختلسه الهندي وبين الدولة. وحدها قضية واحدة ستمثل في لاهاي-محكمة العدل الدولية ، عل شجاعة المغبون تغلب اضطراره، فبين لاهاي والمملكة المتحدة، لا يبدو أن مستقبل الإمارات ينبئ بخير.

لا أدري من الذي أشار على الحكومة الإماراتية بهذا الحل ولكنه يبدو حلا يتماشى مع الإبداع والابتكار الإماراتي، حلا لا يملك المقترض أمامه إلا أن يذعن. أما عن القانون في دولة التسامح والأخوة الإنسانية فحدث ولا حرج، لا قانون وخصيمك القاضي الذي يحدث أنه الدولة، ففي نهاية المطاف لم يطلق عليها اسم إمارات الخوف عبثا.



#أحمد_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية الجندي الاميركي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد النابلسي - الإبداع للحد من الخسائر...سابقة إماراتية