أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - عشتار الفصول:10199 زمن الرحيل إلى التيه ،فلا تتأخر أيّها الغريب..














المزيد.....

عشتار الفصول:10199 زمن الرحيل إلى التيه ،فلا تتأخر أيّها الغريب..


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 20:58
المحور: الادب والفن
    


.
وشموا جسده ،بحناء من بلاد العجم ،ألبسوه الخوف منديلاً، بعدما أوثقوه، بكلّ الكنايات ، والأحجية، والخُرافات، ورتبوا ،له عُرساً، بدون قمر، ولا نجوم ملوك أرضه ، النهر الذي جفّ ما عاد يُغني ،مواويله الحزينة، كان كالشمس ،يشرق كلّ صباح، ورغم أنهُ يُحضر طقوسه التي توارثها عن أجداده، وينتظر من المحيطين به أن يفرحوا معه وبه ،غير أنهم لايعبثون بكل آلامه ولا حتى ببقايا أحذيته العتيقة، التي علقها على جدار ياخور بقرتهم ،مع فدان والده. كشاهدٍ على وحشيتهم.
ينظر كلّ صباح، إلى الوجوه العابرة بيته، كلهم يحلمون، بأملٍ ليس له نهاية ً، سواه لايعرفُ إلاّ الحزن، يعبر تيهاً أرضه التي جمرّ فيها عشقه الأبدي. ليس لكلّ الطيور أغانيها التي تشده هو يحس ويرى بقايا خنجرٍ لأبيه، شده على بقايا جسده النحيل، ينظر إلى فوق، أسئلة عديدة لانعرف معانيها ،كالنار التي توقظ لليل عهرهُ وكالماء للعابرين صحراء تتسع فيها المفازات العارية، والموحشة من كلّ آثار الحياة، غير أنه لم يعد ،كما كان ..للطريق وجهته، وللغريب عيونه الذابلة والعاشقة، ومن يعشق الزيزفون لا يُغادر أشجاره! ، ومن يُرتل أغانيه على دروبه الترابية ،لن يظل كما الماء الذي يجري عبر قناة للري هناك..هو الحلم لو أراد أن يحبل بكلّ أمانيه، لكنه الغريبُ الذي ماعاد إلا مشاريعا للسفر، والتيه.
جميلة ٌ هي المرأة، التي عانقته ،قبل أن يتزوج البؤس وينخرط في صفوف ذاك القدوّاد الذي مات في شوارع باريس. من علمه، أن يُناشد سارتر وهيدجر وكامو؟!! كان كشيخ البحر همنغواي ، لايعبث بالموج ،ولا بالأسماك الكبيرة. قاربٌ هو. والراحلون سبايا قد ظُلموا، وخافوا وبترت شفاههم ،والذين أغتصبتْ عفتهم ،كما أغتصبوا عفة الحمام،لا ، ليس من رجاء يحتوي الأرض، تشتعلُ تحت أقدامهم ،لكنه لاينحني ، رغم الريح، والعواصف.كتب على سفرٍ أراه بين يديه:
يرقصون ،لا ترقص، يفرحون، لاتفرح، يزرعون لاتنثر سوى الغبار في عيونهم، إياك أن تؤجل همسهم للغد، فهم كالأفاعي ،حكماء لكن سمهم قاتل، الجبال التي غادرتها لاتعد إليها، فالذائاب توحشت، إياك وإياك أن تحلم معهم ،وترقص معهم،هم الذين رتبوا آخر الرحيل لكَ ولأبناء جدتكَ، وهم الذين اجتاحوا بهمجيتهم

بيوت أهلك..وأوصيك أن تتعلم دروساً في الرياضيات،وأعلم أنكَ لاتُجيد (ثابت لابلانك)( ولا الهندسة الفراغية ،ولا أخر التطورات التي توصل إليها علماء الفيزياء.. فجدول الضرب خطأ تعلمتهُ، والصلاة في الفجر، كفر وزندقة، والرأفة ،ذُل وحقارة، كن إنسانا، لاتكن كالملاك، فالملائكة لهم عوالمهم.وأريد ،أن أقول لك أمراً خطيرا ...تزوج أكثر من واحدة، ولا تكتب كتاب امراة عبرها الرجال من قبلكَ، وحياتك ،يا صديقي رحلة عرجاء ،بقايا تتناثر كما أمانيك، ففي شبابك كن متزنا، أفعل ما يشتهيه قلبك، وتحقق مما يريده عقلك، فإن وازنت بين العقل والقلب، فلك الفضاء،أما لو تمسكت بما تلته عليك جدتك، فقد فاتك كلّ شيء في الحياة،حتى الرجاء...وستبكي عندها ياصديقي دون أن يأتيك الرب بما يُشبع عندك الجوع، ولا العطش ولا حتى السراب.. تعلم أن البحر يأتيك في الغيوم ، فلا تؤجل الفرح للغد، لا تفرح قبل مواسم البكر، ولا توقظ في انثى مشاعر للفرح ،لأنها ستتمرد عليك، عاصر نهديها لثماً، وشفتيها كما الرضيع ، من يدري قد يكون الرحيل الأبدي دونما تعلم، ؟!!هي الحياة. ألم تعلمكَ أن ليس كلّ شيء هو لكَ ؟!!!، وتعلم من الهندسة طريق الخطوط ، والنقطة ، والمسافة،والنقلة وتذكر معي صديقنا المخلوع الفيلسوف اليوناني زينون، وأرشدك إلى أجدادنا البابليين، والآشوريين، والأكاديين ،والآراميين والفينيقيين السوريين فهم أس الحضارات، وهم منبع العلوم والمنارات ،ولا تحلم ، فالحلم آخر المعجزات ،إن لم تتوصل لما قدمته، من فرض ،وطلب ،ولم يأتيكَ البرهان، تعلم أن تغسل لكلّ شيء بقاياه، ولا تفرح ،بالكروم التي ستعتصر خمورها،لأنها لاتعنيك سوى المناظر العابرة، أنت مجرد حلم ،ويتلاشى، فلا تتأخر، في رسم معالم كينوتك، وجوهرك. المتمردون وحدهم يخلقون، إضافات إبداعية، المتمردون ،العارفون، هم وحدهم ،عليك بمرافقتهم، أما تلك الأنثى المتمردة ناكرة الجميل التي باعتك جسدها وكل ماتملكه ، التي جاءت لكي تعبر فلا تعبرها قبل أن تغرسه في أحشائها لتظل عاهرةً من بعدك، لاتتعلم الطيبة ،والسذاجة، بدون أن تستقي من بئرها.إياك ثم إياك ،أن لاتكسر وصيتي ، لأنك لو لم تكسر وصيتي ،لن تتقدم، الخوف وحده، كان الجدار العازل بين الألوهة، والبشر.تمرد فليس في الأرض من إله ،غير التمر يخلق لك سمعة، ورهبةً، لاتخف، من النيران ،ولا من برد الصقيع، إزرع في كلّ اتجاهات الأرض، وتعلم لغة واحدةً، لا تكن غيرأنتَ،هؤلاء الذين يحملون ألسنة كالعسل هم الأفاعي ، فاحذرهم ، واحذر الخبثاء ، وأخطرهم اللئيم الذي لو تمكن منك لن ترى نفسك...إياك أن تتذكر ما قلته لكَ أو تردده أمام الآخرين، تعلمه بينك وبين نفسك. سألتقيك في المرات القادمة ، في الربيع القادم ، سأتيك مع عشتار الفصول في ثوب آخر فلا تخف..أنا معك إلى الأبد، ستحملني في خلاياك، ومع قوافل دمك، وربما أردتَ تقليدي فلك ماتشاء لأنني إله ذاكرتكَ ، ستخاف مني، وأنتَ لوحدكَ، ستهمس إنه المبدع الأول وأنا السارق، من قال لكَ بأنكَ لست سارقاً، أنتَ لص وأعرفُ ذلك...الآن الآن ستتوهج من حروفي وتنطلق لترسم قصيدة كما أنا...لا تتأخر ، أنا المحيط وأنت مجرد غيمة عابرة ، لاتخف أنا معكَ إلى الأبد...….
اسحق قومي....
ألمانيا/17/4/2017م



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتار الفصول:111996 ما السرُّ الذي كشفه لنا فايروس كورونا .7
- عشتار الفصول:111994 أكيتو
- عشتار الفصول:442 الحتمية التاريخية وما يجري وسيجري في الشرق ...
- عشتار الفصول:111990 المتغيرات مابعد كورونا رقم 4.
- عشتار الفصول:111982 مابعد فايروس كورونا كورونا عبارة عن مخد ...
- عشتار الفصول:111979 نداء بشأن الكتب التاريخية التي نقوم بطبا ...
- عشتار الفصول:111978 فايروس كورونا هذا التنين الصيني غير المد ...
- عشتار الفصول:111953 سورية والاجتماع الأشوري الموسع لتأسيس بر ...
- عشتار الفصول:111955 كيف ننقذ مشروعنا القومي من الدمار والفنا ...
- عشتار الفصول:111923 رسالة مختصرة إلى رئيس الولايات المتحدة ا ...
- عشتار الفصول:111919 بدون قيام دولة مدنية لا يمكن تحقيق العدا ...
- عشتار الفصول:111914نحنُ ومناهجنا والعالم إلى أين؟!!
- رسالة إلى من يهمه الأمر هل يوجد مسيحيون عرب ؟!!
- رسالة إلى من يهمه الأمر. هل يوجد مسيحيون عرب ؟!!
- عشتار الفصول:111786 الوطن بين من خدمه وبين المدعين عبر وسائل ...
- عشتار الفصول:111785 شعاررفعوه قبل ثمانية أعوام أوأكثر (واحد ...
- عشتار الفصول:111783 ماذا عن حق الشعوب في أرض أجدادها.؟!!
- عشتار الفصول:111777 الجزيرة السّورية بمكوّناتها القومية والد ...
- عشتار الفصول:111764 مسابقة شاعر زبيد. محطة إبداعية للقصيدة ا ...
- عشتار الفصول:111754 الأممية ،والوطنية.النسبية ،والمعيارية. و ...


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - عشتار الفصول:10199 زمن الرحيل إلى التيه ،فلا تتأخر أيّها الغريب..