أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المصطفى عبد الحافظ - الحركات الاسلامية والعملية الديمقراطية في العالم العربي :استكشاف المناطق الرمادية















المزيد.....

الحركات الاسلامية والعملية الديمقراطية في العالم العربي :استكشاف المناطق الرمادية


المصطفى عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يضطلع الاسلاميون في العالم العربي اليوم الى الدور الذي كانت تلعبه حركات التحرير الوطنية والاحزاب اليسارية من قبل. ّ أصبحت تلك الجماعات تتمتع بحضور قوي في المجالات الاجتماعية المختلفة وأخذت تفهم أهمية التنظيم الجيد ومن ثم أضحى بمقدورها التحكم في اعداد كبيرة من اعدادها.
وتتجسد ايديولوجيتهم التي تحركهم في ايجاد حلول مبسطة للازمات التي تشهدها المجتمعات العربية المعاصرة ولعل هذا يتضح في الشعار الذي تتخذه حركة المسلمين لنفسها وهو شعار "الاسلام هو الحل". ولقد اصبح صعود الحركات الاسلامية امرا مثيراً للقلق بالنسبة للانظمة العلمانية العربية والحكومات الغربية منذ أن كانت هناك شبهات كثيرة تحوم حول أهدافهم الحقيقية . أما الحركات الاسلامية ذات الاتجاه السائد – أو الحركات المعتدلة – قد استعاضت عن ممارسات العنف واختارت أن تحقق اهدافها عبر السبل السياسية ،ونتيجة لذلك اصبحت تلك الجماعات تبدي تأييدا كبير ا للديمقراطية وذلك لعدم استطاعتهم تحقيق نجاحاً سياسياً في ظل نظام سياسي وسلطوي.
وهناط بعض الحركات لها جذور تاريخية عميقة يرجع تاريخها الى أوائل القرن العشرين وكانت أو منظمة – الاخوان المسلمين – قد تم تأسيسها عام 1928 ،وخلال فترتي الخمسينات والستينات طهرت حركات مماثلة في دول عربية اخرى وكان الهدف الذي يسوقهم انذاك هو بناء دولة اسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية على الفور. لكن بمرور الوقت اصبحت تلك الاهداف صعبة التحقيق على أرض الواقع ،واتجهو تدريجيا نحو احراز اهداف اخرى أكثر اعتدالاً.
ولقد أدت ممارسة القمع من قبل الانظمة الحاكمة ضد تلك الحركات الى احداث انقسامات بين صفوفها ،فقد عادت الاقلية منهم الى العنف و الارهاب – سواء في الداخل أو الخارج – بينما انسلخت الاغلبية عن العنف وركزت على انشاء شبكات جذرية لحش التأييد العام ،وقد وجدت الديمقراطية وحقوق الانسان – وهي الامور التي ينظر اليها بعين الاشتباه في الاوساط العربية اذا كان مصدرها هو الغرب – طريقاً لدى تلك الحركات .
الغموض الذي يكتنف الحركات الاسلامية :
ساعدت التطورات الاقليمية والدولية في اعقاب الحادي عشر من سبتمبر 2001 الى ترسيخ التوجهات الليبرالي ة في الساحات الاسلامية ،وذلك بعد أن وجدت تلك الحركات أنه لامحيص للامتثال للمبادئ الديمقراطية وذلك على خلفية الضغوط التي خضعت تحت طائلتها الحكومات السلطوية تحقيقا للاصلاحات السياسية وتوسيع نطاق فرص المشاركة السياسية .
ومع ذلك فإن معظم الحركات الاسلامية المعتدلة لم تول دبرها تماما لايدلوجياتهم الاولى فبداخل كل المنظمات لا يزال هناك مشادات بين الاهداف القديمة ذات الصلة بإنشاء دول اسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية , وبين الاهداف الجديدة والتى منها ان تصبح تلك الحركات بمثابة اطراف مؤثرة في اطار نظام ديمقراطى تعددي والنتيجة الحتمية لتلك المشادات هى اتساع نطاق الغموض في عدد من القضايا ( المناطق الرمادية ) . ولقد اتضح هذا الغموض في البيانات التي تدلى بها الحركات الاسلامية وفي اطار سلوكياتهم السياسية . فالاساسات التي بنيت عليها الاحزاب الاسلامية الشرعية لكل من المغرب والاردن علي سبيل المثال قد قبلتا بالتعددية السياسية ولكن في اطار مرجعية اسلامية يكتنفها الغموض ، وكذلك دعت حركة الاخوان المسلمين المصرية الى تطبيق اصلاحات ديمقراطية واسعة النطاق لكنها لا تزال تحجم عن الاقرار بحقوق مماثلة للاقلية القبطية , وكذلك فإن الاسلاميين الكويتيين قد ابدو نشاطا كبيرا داخل البرلمان منذ الثمانينات لكن الغالبية العظمى عملت علي مدار اعوام علي حرمان المرأة الكويتية من النصويت استنادا الي تفسيرهم للشريعة الاسلامية .
ان سبب ظهور هذا الغموض ( المناطق الرمادية ) فى تفكير وسياسات الحركات الاسلامية قد ينتج عن التغير السريع وغير المكتمل الاذى طرأ علي تلك الحركات ونتيجة لذلك فإنه لا يوجد ما يضمن انه بمرور الوقت سوف يختفى هذا الغموض ومن ثم تصبح المنظمات الاسلامية غير العنيفة تسير في الاتجاه الليبرالي فبدلا من ذلك فإن النتيجة لا تزال غير اكيدة وسوف يتم تحديدها بناءا علي ما يتمخض عنه الوضع السياسي في كل دولة علي حدة.
والجدير بالذكر ان الحركات الاسلامية ليست مجرد لاعبين سياسيين فحسب بل انها منظمات دينية كذلك ملتزمة بنشر معتقدات وممارسات بعينها ويتضح هذا جليا في الحركات التي لم يسمح لها بتشكل احزاب سياسية شرعية ومن ثم اجبرت على دفع دورها السياسي ومهمتها الدينية تحت المظلة التنظيمية ذاتها ،وباعتبارها منظمات سياسية تواجه الحركات الاسلامية العديد من الضغوط لكي تتسم بالمرونة والبراجماتية ومع ذلك وبالنظر الى كونها منظمات دينية فإن تلك الحركات تميل الى التركيز على القضايا الاخلاقية ذات الصلة بالخير والشر فيما لم تلزم نفسها بأي مساومة ديمقراطية.والحركات التى تجمع بين النشاطات الدينيه والسياسيه فى وقت واحد تتخذ مواقف غامضه خشيه ان تتقوض مصداقيتها ايذاء اتباعها الدينيين أو السياسيين .
والسياق الاجتماعى يشجع هذا الغموض فقد شهدت العقود الثلاثه الماضيه منعطفا ايذاء التوجهات المحافظه بالكثير من المجتمعات العربيه، الامر الذى يشار اليه غالبا بالصحوه الاسلاميه . والمنظمات الاسلاميه كانت نتيجه وسبب لتلك الصحوه الاسلاميه التى كانت تشجع فى الغالب من قبل الحكومات التى تسعى نحو محاربه الافكار اليساريه ومن قبل المؤسسات الدينيه التى تتلهف الى زياده نفوذها على المجتمعات ، ويعد هذا الغموض انعكاسا ايضا للمشكلات المتواجده فى النطاق السياسى الاوسع . وقوى المعارضه فى الانظمه السلطويه أو شبه السلطويه لا تتوافر لديها حوافز كبيره لاتخاذ مواقف واضحه من شأنها معالجة علل الحكومات والحفاظ على المواقف الغامضه هو اليه دفاعيه يتم استخدامها من قبل قوى المعارضه الاسلاميه وغير الاسلاميه علاوة على ذلك فان المنظمات التى لا يتم السماح لها فى المشاركه فى السياسات العاديه لبلادهم لا يتوافر لديهم الحافز على الاستمرار فى التاقلم على الظروف المتغيرة.
المناطق الرمادية :
وبمناقشة قضايا الديموقراطيه وحقوق الانسان ،دائما ما تؤكد الحركات الاسلاميه ذات الاتجاه السائد على الاختلاف بين افكارهم والواقع وفى ظل هذا الغموض فمن الممكن أن يظهرالاسلاميون كداعمون للديموقراطيه الليبراليه او مدافعون عن الثيوقراطيه (الحكم الدينى) .
الشريعه الاسلامية
تنادى كل الحركات الاسلاميه بتطبيق الشريعه الاسلاميه فمن الصعوبة بمكان أن يتم وصف الحركه بأنها اسلاميه اذا لم يتضمن اطارها العام تطبيق الشريعه الاسلاميه . وعلى الرغم من هذا التاكيد على الشريعه لا تزال الحركات الاسلاميه لديها فرص للمناوره لأن الشريعة الاسلامية ليست قانونا موحد بين دفتى كتاب لكنها عباره عن كيان معقد من القواعد والتفاسير التى تنفذ بصوره مختلفه بين دول واخرى حسب المذهب الدينى علاوه على ذلك فان الشريعه ليست المصدر القانونى الاوحد فى الشرق الاوسط اذ تستعير كل الانظمه القانونيه العربيه الكثير من القوانين الخاصه بالدول غير الاسلاميه وتتخذ فى الغالب نموذج القانون المدنى الاوربى .
تجدر الاشاره فى هذا الصدد الى أن قضيه من الذى له الحق فى التشريع وتحت أى سلطه هى على ما يبدو أكبر نقاط الخلاف الجوهريه بين الاسلاميين وغيرهم . ومن الأهميه بمكان أن يتم تسليط الضوء على قضية تطبيق الشريعة باعتبارها عنصرا اصوليا فى ثقافة الشرق الاوسط لدرجة اعداء الحركات الاسلاميه نادرا ما يجرؤون على انتقاد مطالب تطبيق الشريعه الاسلاميه على نحو مباشر .
استخدام العنف
ان معظم الحكومات العربيه تحاول الا تعامل الحركات الاسلاميه على انها اطراف سياسيه مشروعه وتتهمها بانتهاج العنف والتوجهات الثوريه .
وعادة ما تقوم الانظمه الحاكمه برفض مزاعم الاسلاميين المعتدليين فيما يتعلق بعدم التزامهم بممارسات العنف .
لكن من دواعى الانصاف ان تشير الى عدم صحة هذا الاتهام الى حد كبير فمعظم الحركات الاسلاميه المنتخبه لم تنخرط على الاطلاق فى اى نشاطات سياسيه عنيفه بل انها تقوم فى احايين كثيره بنبذ العنف .
التعدديه السياسيه
على الرغم من أن الاحزاب الاسلاميه شاركت على نحو سلمى فى عدة انتخابات ودائما ما تبدى احترامها لنتيجتها ، إلا أنها لا تزال تتهم بأنها تعارض التعدديه السياسيه . فتقوم الاحزاب الاسلاميه حاليا فى كل من المغرب والاردن ولبنان والسعوديه وفلسطين وحتى الجزائر بالتنافس فى العمليه الانتخابيه . وفى الوقت نفسه اخذت الحركات الاسلاميه تطور استراتيجيات معقده لتعزيز مصداقيتها والقضاء على المخاوف من نواياها .
الحقوق المدنيه والسياسيه
إن الاحزاب الاسلاميه التى تنشد الوصول الى الحكم من خلال العمليه السياسيه تعد من أشد المدافعين عن الحقوق والحريات المدنيه والسياسيه وتؤكد على حريه التعبير والدين والتنظيم . لكن كل ذلك يتم بالطبع فى اطار مرجعية اسلامية .
حقوق المرأة
تعتبر قضية حقوق المرأة والمساواة من أهم القضايا التى ينقسم حولها الاسلاميين وغيرهم فيتم اتهام الاسلاميين بالسعى نحو حرمان المرأه من حقوقها السياسية والمدنية وإبعادها عن الحياة العامة ومعاملاتها على انها مخلوق قاصر ،اما من جانبهم :- يدعى الاسلاميين احترامهم للمرأه والتزامهم بحقوقها فى إطار المرجعية الاسلامية وبصفه عامه نادرا ماتركز المناقشات حول حقوق المرأه على قضايا المشاركة السياسية .
والجدير بالذكر أن الخلاف بين الاسلاميين وغير الاسلاميين تصل الى أشده عندما يتعلق بمسأله الحقوق المدنيه للمرأه لا سيما قضايا الاحوال الشخصيه من زواج وطلاق وحضانة الاطفال وميراث ونقل الجنسيه منها الى اطفالها.
**********************************************
Carnegie Endowment , Nathan Brown , March 2006 عن



#المصطفى_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية المستدامة وتحدياتها العربية
- السعودية والهند ... آفاق جديدة للتعاون
- القوة الناعمة للصين بأفريقيا: من إجماع بيجين إلى دبلوماسية ا ...
- النساء في الرؤية الخليجية
- الانتخابات النيابية والمشاركة السياسية في مصر


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المصطفى عبد الحافظ - الحركات الاسلامية والعملية الديمقراطية في العالم العربي :استكشاف المناطق الرمادية