أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى أبومسلم - فجر جديد للأناركية














المزيد.....

فجر جديد للأناركية


مصطفى أبومسلم

الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأناركية كلمة لها سمعة سيئة في الوعي الجمعي لحكومات العالم والذين يفضلون الاستعباد و الرضوخ مهما كان تقدمهم أو ادعائهم للتقدم ومراعاة حقوق الإنسان التي يستخدمونها كعصا لتأديب حكومات الدول النامية، إلا أننا كلما نقترب منها نجدها غير ذلك؛ فهي حركة ثورية ضد الرؤية الغربية للإنسان، وأن الخطيئة غالبة على تكوين الإنسان، إلا أن الأناركية تقوم على خيرية الإنسان بوصفها أصلًا تتشكل منها كل التصورات، فالأناركية هي حركة مضادة للدولة الحديثة والاقتصاد الرأسمالي، اللذين يراهما الغرب وأذنابه أفضل وأسمى صور التنظيم الاجتماعي والسياسي، فالأناركيون يرون أن العلمانيه الغربية ما هي إلا خدعة كبيرة، فهم يرون أنها غيرت الإله ونقلته من الكنيسه إلى الدولة، ومن ثم إلى السوق.
ولا يعني الأناركيون بفكرة "مجتمع بلا رؤساء"، انه مجتمع يتكون من نمط واحد لأفراد متماثلين في كل شيء، فهذه المدرسة الثورية على اختلاف جماعاتها، تشترك في إعلاء قيمة الحرية الفردية، وكراهية الايديولوجيا، وتعلو بمرتبة الحرية الشخصية. بل إن هناك من يصل بقدسية الحرية الشخصية الى حدها الاقصى – فريق "الفردويين – individualists"، ومنهم حتى من يرفض التكنولوجيا الحديثة بما تمليه على البشر من اعتمادية وما تفرضه من تقسيم للعمل وبناء هياكل هيراريكية لتسيير المجتمع، وبالتالي التنازل عن حريتهم الشخصية مقابل ما يقدمه لهم هذا التطور التكنولوجي من تسهيلات في المعيشة اليومية (البدائيون primitivists).
الأناركية لا تعني غياب المؤسسات، بل تعني غياب تلك المؤسسات التي تجبر الناس على الخضوع لها بالترويض وإن لم يفلح ذلك فالعنف حل وارد، فبغير ذلك لا يبدو أنه يمكن أو يجب أن تنتظم المجتمعات التي تحوي مخلوقات قد حباها الله العقل.

وهي إن جاز القول، شكل من أشكال الحكومة أو الدستور، تتقلص على إثرها السلطة ومؤسسات الشرطة وأدوات القمع والبيروقراطية والضرائب، وغيرها، إلى حجمها الطبيعي وذلك لاختفاء أنماط الملكية والمركزية المتطرفة بعد استبدالها بالمؤسسات الفيدرالية والتقاليد الكوميونية، جلي إذن أن اختفاء القيود يعني ولوجنا عصر الحرية الكاملة، أو الأناركية، وحينها سيتحقق القانون الاجتماعي بذاته، بلا رقابة ولا قيادة، وإنما من خلال العفوية الشاملة.

وقد فرضت أزمة كورونا واقعا جديدا، يتجلى في انهيار تام ليس لمؤسسات فقط بل لدول لن تتحمل هذا القاتل الخفي الذي يتفشى بسرعة البرق، حتى أقوى الأنظمة الصحية في العالم لم تعد تتحمل هذا الوباء، فمابالكم بالدول ذات الانظمة الصحية المتواضعة أو المنعدمة، ويذكرني ذلك بالأفغان في التسعينات عندا كانوا يرون أن أمريكا كيان لايقهر وأن الجندي الأمريكي أسطورة لايمكن الإقتراب منه، حتى ظهر الجهادي الأول ومؤسس تنظيم القاعدة عبدالله عزام وقيامه بعمليات متعددة على القوات الأمريكية هناك، فبدأت تسقط الصورة الذهنية التي رسختها أفلام هوليوود شيئا فشيئا عن المقاتل الأسطورة حتى تلاشت تماما.

أزمة كورونا أيضا كانت كافية للوصول لتلك النتيجة،

ومع رفع بعض البلديات في إيطاليا علم الصين كتعبير عن الإمتنان لمساعدتها، فلم يساندهم أحد، لا ألمانيا ولا فرنسا ولو حتى بالادوات الطبية أو الكوادر المؤهلة، الجميع أدار ظهره للجميع، إلى جانب سرقة التشيك لكمامات وأجهزة تنفس صناعي كانت في طريقها للإيطاليين وهم في أمس الحاجة إليها، واستيلاء المانيا على شحنة كمامات مرسلة من سويسرا إلى النمسا، ومحاولة فرنسا للاستيلاء على شحنات كمامات ومعقمات مرسلة إلى بريطانيا وفشلها وانكفاء كل الدول الأوروبية على نفسها، انتهت بذلك فكرة "الإتحاد الأوروبي" ككيان مترهل ومنهك إقتصاديا، لا تجمعه أهداف أو رؤى مشتركة، لاشيء سوى الجغرافيا وتفككه كان مسألة وقت، وانتهت أيضا فكرة أمريكا كقوة عظمى في العالم مسيطرة، دولة يحكمها شخص يعطي دروسا للبشرية عن كيفية جعل "قرد" يحكم العالم، وكأننا نعيش أحداث فيلم كوكب القردة "Planet of the Apes" بشكل ما. نهاية حقبة انتصار امريكا والاتحاد السوفيتي السابق في الحرب العالمية 2 في 1945، السوفييت انتهوا في 1990، الآن ستنتهي امريكا كقوى عظمى على يد ترامب.

في اعتقادي أن العالم الذي نعرفه انتهى بلا عودة ..

هناك عالم جديد يتشكل الآن!



#مصطفى_أبومسلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجر جديد للأناركية


المزيد.....




- نتنياهو يقبل دعوة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بأعمال سفارة السويد
- انقسامات داخلية حادة تهز إسرائيل حول خطة بايدن لإنهاء الحرب ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا عن الخدمات المقدمة للأجانب المقي ...
- 10 عمليات وإصابات دقيقة.. حزب الله اللبناني يكشف عن عملياته ...
- شويغو: مرت حقبة كاملة من استكشاف وتطوير القطب الشمالي مع الب ...
- بعد تحذير موسكو لواشنطن.. قلق أوروبي من حرب مع روسيا
- بريطانيا تكلف جهاز استخباراتها الوطني بمهمة جديدة
- سيناتور أمريكي يصف نتنياهو بمجرم حرب ويرفض دعوته للحديث أمام ...
- صافرات الإنذار تدوّي في 6 مقاطعات أوكرانية


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى أبومسلم - فجر جديد للأناركية