أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معز ابو الجدايل - المقامرون .... أو فرسان السياسة العربية















المزيد.....

المقامرون .... أو فرسان السياسة العربية


معز ابو الجدايل

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقامر أو اللاعب بالاوراق عادة ما يخسر وقد يربح . وكونها مقامرة فالاعب خسران دائما . على ان الخسارة تعتبر لذة المقامرة وهي فعل انعكاسي . الا ان اللذة تحجب عن العين كل واقع فالكارثة او المأساة التي ترافق المقامرين تجعلهم يغرقون في بحر من العظمة وعظمة المقامر تتجلى في اعتقاده الجازم بالربح "الاكبر" وبذلك هو انسان مريض يقوم وبدون وعي لتصرفاته بدفع نفسه الى الهاوية ، ولا يستطيع الابتعاد عنها.
السياسة هي علم وفن ولها اداتها الاساسية ، تتطلب القوة وحسن استخدامها والدبلوماسية .
على ان كل ذلك له بالضرورة ارتباط القوة بالقوانين المرعية سواء محلية او دولية ، اما السياسة العربية فلا نقول عنها سوى مقامرة . وذلك بما انها سياسية من جانب رجال الدولة ترجمت اعمالها على ارض الواقع بارواح الناس و ثروات البلاد.
ان فقدان احدى ادوات السياسة، تبعد السياسة عن المنهج العلمي للسياسة ببناء الدولة ، ففي مجال قوة الدولة تقسم الى قسمين : القوة الداخلية لا يمكن لأي دولة الاستغناء عن اجهزة الشرطة والامن والقضاء لادارة الدولة وتحقيق مصالح الشعب وتحت نظام الدستور المنبثق عن مدى تطور المجتمع . وللواقع ما نراه في السياسة العربية على عكس ذلك تماما تقوم السلطة السياسية ببناء اجهزة امنية لتحقيق مصالح السلطة الحاكمة بتعزيز القبضة الحديدة وتمارس الاضطهاد على ابناء شعبها تحت شعار ترتيب البيت الداخلي، او تلك العبارة الطنانة بالقضاء على العدو الداخلي وبكل وحشية من احكام عرفية والصاق التهم "بالخيانة" ومن ناحية ثانية تحلل السلطة السياسية لنفسها التصرف بثروات البلاد "بنهب ثروات البلاد" في تعزيز السيطرة الداخلية.
ان هذه الخطوة التي تقوم عليها الانظمة السياسية في البلدان العربية هي حجر الزاوية في بناء الهيكل الخاطئ في الدولة ، ان ظاهر الامر وكأن الشعب يؤيد حكومته الديكتاتورية "مثل مظاهرة الملايين قبل شقوط نظام صدام حسين" والواقع يثبت عكس ذلك لدى سقوط هذا النظام الديكتاتوري.
وتأتي الخطوة الثانية بالمقامرة والتي يعتمد عليها فرسان السياسة الا وهي الدعم الخارجي وذلك عن طريق كسب التأييد الخارجي ودفع الضريبة لكسب القوى الصديقة في العالم فتقوم بالتفريط ثروات بلادها على حساب ابناء الشعب.
وحتى القوة الخارجية في الشطر الثاني التي تتمثل في تأمين الدفاع عن الدولة ولا يكون اساسا إلا بالاعتماد على القوة المسلحة وكل الوسائل المادية التي يفرضها الدفاع عن الارض والشعب، فالرفض المطلق وغير المشروط للعمل العسكري وعدم تجهيز قوى عسكرية قادرة على تأمين سلامة المجتمع ضد الاطماع الاجنبية ، ولا بد من ان يأتي يوم يكون فيه فريسة هذا الطامع، وهذا ايضا ما نراه في السياسة العربية فالقوة العسكرية لم تكن قادرة على صد اي هجوم عدواني وهذا تاريخ مسجل في كل الدول العربية فالانظمة العربية استطاعت ان تقوم بمجازر وحشية ضد ابناء شعبها ولم تستطع ان تحرر شبرا واحدا من أراضيها المحتلة.
ولا اعرف كيف يمكن ان يخادع الشعب عن بلوغ الغاية مع العلم ان حسن استخدام القوة من اجل بلوغ الغاية السياسية هو امر ضروري اساسي وتبلغ أهميته بالقدرة على التغلب، على القوة الخارجية المناوئة لها ، وهذه العلاقة تفرض البراعة والحنكة ويأتي الخداع للعدو الخارجي كوسيلة في خدمة القوة وليس بالعكس احلال الخداع مكان القوة ، لان نجاحات الخداع تبقى مزعزعة وغير ثابتة طالما لا تدعمها القوة، وهذا ما جنيناه من المقامرين العرب في حروبهم مع اسرائيل .
فكل الحروب خاسرة حصلت بعض المفاجآت عبر التاريخ ولكنه مقياس لنتائج المرموقة التي وصلنا اليها نجد ان المأساة اكبر من هذه "الانتصارات" الحمقاء، ان الانظمة العربية والساسة العرب ، فهم يتحدثون عن الدبلوماسية كما لو أن لهم دبلوماسية، ويمكن القول في الدبلوماسية هي الجمع بين القوة والحكمة وتبتغي الدبلوماسية على التفاوض بغية التوصل الى تسوية وتضع حدا لاستخدام العنف ولا يمكن لدبلوماسية ان تكون بديل القوة وانما ترتدي ثوب القوة وتحجب طابعها العنيف. فالدولة القوية تفرض شروطها وتأتي الاتفاقات في الظاهر على انها نتيجة توافق لا نتيجة غالب ومغلوب وللاسف ما نجده في المقامرين العرب الدبلوماسية في الاعلام المحكوم في تبجيل الزعماء، الا يمكن ان نطرح سؤال؟
كل الزعماء العرب السياسيون وطنيون وعظماء عند وسائل الاعلام الخاصة بهم، ولكن حتى الان لم نكسب غيرالسمعة السيئة في العالم ، ولم تنتج الدول العربية إلا الإرهاب تحت شعارات النضال من اجل الوطن والدين، وهي عبارة عن خداع للشعب ومن اجل حماية مصالح النظام. وتأتي الاخيرة من ادوات السياسة وهي القوة والقانون بالتشديد على ظاهرة القوة في السياسة ولا يعني ان القوة غاية وانما هي وسيلة لتحقيق غاية السياسة ولا بد من وجود قانون وهو ضابط لهذه القوة والاكراه ولكي يعطي السلطة السياسية الشرعية وهذا ما تفقده الانظمة السياسية العربية . فالحاكم المطلق يسن القوانين على انه يفهم اكثر من الحقوقيين واكثر من الاطباء وحتى اكثر من عمال النظافة في تنظيف الشوارع وأكثر ـان جاز القول ـ فهم يفهمون اكثر من العاهرات في ارضاء زبائهن، وهن الاصدق عندما يرفعن تحيا العاهرة الاولى
ونذكر واحدة من اخر نتائج المقامرة الكبرى في السياسة العربية هي ما حصل في العراق . فقد كان النظام السياسي في العراق مغرورا "بعبقريته" وقدرته . فقامر ببلاده من اجل نزوات القائد الضرورة . هدر دم ابناء شعبه في ام المعارك/ قام بمجازر شنعاء تحت شعار القضاء على العدو الداخلي وهدر ثروات البلاد من طاقات بشرية ومادية ، اعتبر ثروة البلاد ملكا له وفرط هنا وهناك لتقال له كلمة نعم وارضاء غريزته العبقرية , وفي النهاية يحدد الواقع لنا ان جميع الانظمة العربية على هذا المنوال، فمصير هذه الانظمة هي السقوط كما يسقط المقامر في دوامة الفقر المزمن . ويقع افراد اسرته ضحية الفقر. والعجيب بالامر ان المقامرين الاخرين لا يرون مأساة صديقهم ، يسلكون نفس الطريق.
السؤال: هل سيكون مقامرا سياسيا اخر في الميدان ، الجواب بنعم ولكن الطريقة مختلفة في الظاهر والجوهر واحد، الخسارة والدمار ،وهذا التاريخ يسجل بصفحاته دون ان يسأل لماذا وكيف عند المقامرين......!؟
اما عند علماء الرياضيات الخسارة هي سبب حتمي كما عند علماء السياسة فهو امر حتمي وما نأسف عليه هو ان الشعب يعاني من حرب ضروس ضد تاريخه من انظمته المريضة ومن حضارات تفيض بما عندها من جديد!؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد محاولة بطولية لإنقاذ نسر جريح في أعماق غابة.. هل نجحت؟ ...
- وزارة الصحة الفلسطينية تعلن حصيلة قتلى السبت بنيران إسرائيلي ...
- غزة: خان يونس ودير البلح تحت النار.. وحصيلة ثقيلة للقتلى
- ترامب يؤجج -حرب الرسوم- والاتحاد الأوروبي يراهن على المفاوضا ...
- تعرّف على الأمين العام الجديد للمنظمة الدولية للحماية المدني ...
- مسؤول أممي يرجح عودة ملايين الأفغان لبلادهم ويحذر من التداعي ...
- خبير عسكري: إستراتيجية المقاومة تقضي بنقل المعركة لشمال غزة ...
- شاهد.. برشلونة يتم صفقة جديدة ووجهة أخرى لستيفانو بيولي
- الى الامام العدد 252
- عراقجي: أمريكا خانت الدبلوماسية.. وتعاون إيران مع الوكالة ال ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معز ابو الجدايل - المقامرون .... أو فرسان السياسة العربية