أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الشريف - المرأءة والرجل في قصص هيام المفلح















المزيد.....

المرأءة والرجل في قصص هيام المفلح


سمير الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 01:19
المحور: الادب والفن
    


ما بين مجموعتها (صفحات من ذاكرة منسية ) 1989ومجموعتها (الكتابة بحروف مسروقة )1998 ،مساحة واسعة من النضج والترميز والتقاط المفارقات والإدهاش والتكثيف وتعرية النفس، والرسم الكاريكاتوري والسخرية الجارحة والتهكم والحوار والاسترجاع والإيقاع الشعري والإخلاص لعالم الأنثى، الذي ظل أسير الاغتراب عن الآخر، راصدا تشظياتها المصادرة الملغاة المحرومة، والمستلبة، مؤطرة بصدامية للرجل، متعالية عليه، ساخرة منه , مما يشي بعلاقة غير سوية معه - وصل بها للاغتراب عن ذاتها ومحيطها .
...كم تمنيت أن أرى خروجا.. على المضامين التي ما فتئت الكتابة النسوية ، تنهل من معينها , تتوقف معها، ولا تتزحزح ، رغم التطور الذي نقلنا لعتبات القرن الحادي والعشرين .
ما زالت فضاءات الكتابة النسائية ، أسيرة الشكوى والتذمر، يطاردها إحساس بالقهر والإذلال، رافعة شعار خصومة متوهمة مع الرجل، أبا وأخا وزوجا، وحتى حبيبا، وهي دوما في صورة الواقع تحت الظلم , والضحية المقموعة ،المجني عليها ، فمتى تخرج الكتابة النسائية من اسر( أناها) المتضخمة , وتظل تحاكم الرجل , مسؤولا عما يصيبها، مغمضة العين عن آليات الواقع السياسية والاجتماعية والفكرية،التي تجعل الإنسان (رجلا وامرأة )مستباح الهوية , فاقد الخصوصية، مطحونا تحت عجلات واقع لئيم؟متى تنظر المرأة للرجل نصفا مكملا، وبدل أن تحاكمه ،تحاكم الواقع الذي افرز سلبياته وحملها الرجل على كتفيه؟
نصوص (هيام المفلح)تنطلق من رفض الرجل والسخرية منه والتهكم عليه،تريده خاتما في إصبعها ،بلا ملامح ،نعلا في قدمها وكرة تقذفه، كيفما شاءت ومتى"قصة إشاعة".
....من قال إنها تريد كلبا للحراسة ولقب زوجة؟...الرجل بلا موقف ولا مبدأ.. " فيضان".
يتجسد رفض الرجل واضحا في قصة(ظله):"تصر أمي بسذاجة على قول(ظل رجل ولا ظل حيطة)،تعكر صفو نجاحاتي ،تمرر بين الحين والآخر جملتها(الغبية)....:غراب....يلقي بقاذوراته...من قال أني بحاجة لظل حائط،حتى استعيض عنه بظل رجل؟
تزوجتْ من رجل تدفع له من راتبها أجرة البيت،لم يتغير عليها شيء سوى تغيير البيت والآهل،تشتري حاجاتها بنفسها ومن راتبها..لا فضل له سوى الإنجاب.
من هو المدان هنا ؟ هل هي المرأة التي فتحت عينيها فوجدت أخا يعامل بتميز ،وترسب في وعيها كراهيته!!
.....بيني وبينه،تعاركنا...تجادلنا..
-: أنا أختك الكبرى
-:لكنك بنت ،وأنا الولد..
هذه النظرة من الأخ لأخته-صاغت وجدان الأنثى التي زادت من قتامة الواقع في نظرها،استقبال المحيط لها،مما جعلها تنظر لنفسها بدونية،ويستقر في لاوعيها ،شعور بالتفاهة والتشيؤ:
-: حين ولدتني أمي أخبرتها الوجوه المقطبة حولها أنها ولدت "شيئا"غير مرغوب فيه،وحين وعيت ما حولي...اكتشفت أنني مجرد شيء مختلف.
هذه النظرة ،كرّستها الأم التي كانت بنتها تأمل منها الإنصاف ، لكن صورة الأم انشرخت في ضمير ابنتها، عندما ميزت بين أولادها الذكور والإناث.
.....بين يدي ورقة بيضاء، مطرزة بسهر الليالي وإرهاق السنين،مصت أمي شفتها متحسرة-:ليت هذا النجاح لأخيك...
قطرات الردة تتجمع في لا وعي البنت التي حصدت النكران من أخيها وأمها ومحيطها،وصورتها المشروخة تتشكل في لا وعيها وترسم لنفسها صورة الأنثى الضائعة،فاقدة الثقة بذاتها،مجرد سلعة تباع وتشترى.
-:كما يلمع أثاث البيت...كانت أمي تلمعني بإتقان...تأتي وفود نسائية...تحملق في تضاريسي،تقيس طولي وعرضي...تشم رائحتي....تعدد أنفاسي ثم ترحل.
لا غرابة أن تحاول الأنثى أن تتصرف برد فعل معاكس لنظرة محيطها،فتبدو متعالية،متهكمة ،ساخرة من الآخر،كمعادل موضوعي للنظرة السالبة لها من المجتمع، وإن كنا لا نوافق هذا الطرح الذي ينظر للرجل مسؤولا عما آلت إليه أوضاع الأنثى!!
لقد وضعت أمي بيني وبين الشمس غربالا لتحميني...الرجل مجرد غربال بلا ظل.
هذه النظرة تعويض نفسي تحاول المرأة أن تجد نفسها، وتستعيد ضياعها ،فتظهر للآخر ،أن أسوارها دائما عالية، أعلى من قامة الرجل وأعلى من هامته ومن كل سلالمه.
الأنثى المحاصرة بموقف الأهل المسبق من وجودها ،ترسمه النصوص بسخرية مرة متهكمة:..زقزق ولدي في صحراء بيتي....شهادات تقدير وأوسمة رضا وبطاقات حب تقاطرت عليّ تهنئني....قوائم الطعام حافلة بما يفيد الولد....النصائح عامرة بما ينفع الولد....المال يبذل بسخاء لمصلحة الولد...تمنيت أن ألد كل يوم ولدا ،لأدخل دائرة الضوء التي ينيرها مقدمهم.
أملتْ أن تهرب للرجل ،عسى أن تجد لديه الأمن الذي يعوضها فقدها -ألأم والأهل- ،فماذا وجدت في الزوج؟
...ابتلعتُ عناقيد دمعي ...غربل صدري بكلماته ....؛إذا لم تحملي هذا الشهر ..سأتزوج.
حملت المرأة،أنجبت ،أرضت غرور الزوج،وما زالت تأمل أن تتغير نظرة الأبناء ،فاصطدمت بجبال جليد ،وتبخر الحلم ، وظلت الأنثى أسيرة سلبية الآخر ،حتى مع وجود الأبناء .
لدى أولادي خادمتان،إحداهما بالأجر،والأخرى بالمجان!!نداءاتهم الجافة الآمرة لا تنتهي، حاولت أن أنسج بيني وبينهم شبكة من العواطف والحوارات التي أحلم بها ،لكن فراخ الرخ أبت إلا أن تكون نسخا طبق الأصل عن بصمات مخالب والدها.
كيف لأم متشظية أن توازي علاقاتها بأبنائها، وهي ترفض أن تكون حاضنة لهم؟
نجحت المرأة في دراستها ،نالت شهادتها،تزوجت وكبرت العائلة،فلم تجد غير أن تمد يدها للزوج ،دفعا لعربة الحياة،ظانة أن شهادتها ستريحها ،فذهبت توقعاتها أدراج الرياح ، ووقعت ضحية الابتزاز من زوج أملت منه الكثير.
-:أعطني راتبكِ، أنا سأنفق عليك وعلى البيت...تتساوى المذلة حين أمد يدي لآخذ مصروفي الشخصي من راتبه أو من راتبي.
هل ساعدتها كل هذه التضحيات أن تكسب الآخر لجانبها،وتساهم في تغيير نظرته لها وتعامله معها؟!
..القطب المتجمد يقيم في منزلي ...آكل معه ...أشرب معه...أنام معه...أنكفئ على نفسي، راجية أن تحل عليّ بركة الصمت ونعمة التجمد.
هذه الإرهاصات ،وصلت بالأنثى أن لا تعترف للآخر إلا بفضيلة قدرته على الإنجاب.
ضعف الأنثى مرض يطاردها فتهيم في خيال الأمنيات ،هربا من تجربة مريرة قاسية ، ورفضا لواقع متسلط ،ومحاولة للخروج على أعراف الحياة ،تعويضا عن ضعف فطري بنجاحات متوهمة فاشلة بتكبير( أناها )وتصغير الآخر والانتقاص منه.
هل تهرب من واقعها بالكتابة ؟هل تتخلص من أوساخ واقعها بها؟!
مجرد ظنون ،فهي عندما تجلس مع ذاتها وتحدق في مرآة الفطرة وتقيم حوارا صادقا مع الآخر،ترق عباراتها وتشف عن مكنوناتها الدفينة التي لا تسمح لها بالظهور علانية.
الآخر ،هو البلسم الذي يعيد صفاءها ،والمطر الذي يروي أرضها، والكفة التي توازن بها ضياعها،انه ذاتها الذي لا وجود بدونه لها ، معه تتحول لفراشة محلقة ،وفي غيابه تفقد إنسانيتها ونسغ وجودها،فتنقلب إلى لبؤة .
حقيقة مرة، تحاول الهروب منها ،والاحتراق بنارها بالكتابة عنها.



#سمير_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوح


المزيد.....




- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الشريف - المرأءة والرجل في قصص هيام المفلح