احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 14 - 22:15
المحور:
الادب والفن
- أ ليس كذلك .. ويردّ على نفسه و كأنه يكلّمُ شخصاً آخرَ و بإزدراء :
- نعم و هو كذلك .
أغلق النقاش مع نفسه ،ليرى وضعه الجديد و الطريف جداً،و في داخله تساؤلات كثيرة لا متناهية..قصور..جوارٍ ..حرير،أحواض السمك،و أكل الحباري و العسل..لم لا ؟؟ ألا أستحق ذلك ؟؟..بالأمس القريب كنا طلاباً و معنا ثلة كانوا أغبياء الى درجة،و بين ليلة و ضحاها أصبحوا ...أشباه ملوك .
تنفس بعمق و يستنطق أشباحه من بلاد "الواق واق"..ولكن العجب يداهمه بقوة، هنا مربط الفرس :
- إذ كيف وصلَ الى هذا العلو الشاهق فجأة ،و لا هو عباس بن فرناس،و لا يملك منطاداً ؛و لا مسباراً ،بل ولا جناحاً حتى و لو ريشة واحدة من القوادم أو الخوافي ..كاد يغرق في خضم تساؤلاته السريعة و يصل الى بوابة الثقب الأسود..
فاذا بيد عملاقة مشعرة تنزلُ على رأسه الممتلئ بالهواجس الغريبة ليقع بكل جسده الى هاوية سحيقة،بسرعة فائقة،فوجد نفسه هنا مدحوراً ؛وقد فقد إحدى ساقيه؛ و رأسه مطبور ينزفُ دماً..
ماذا يفعل هنا في بقعة نائية موحشة،لا أثر فيها للحياة؛ولا للجمال..إلهي لقد اشتقتُ الى ابنتي الصغيرة "سولاف"وجديلتها الذهبية ،و الى زقاقنا المتواضع ؛وناسه الطيبين..
و في هذه الأثناء رأى كلباً أجربَ مدّ رأسه في وعاء كبير فُرغ تواً من الزفت الحار يبحث عن بقايا طعام يأكله ..و قد يلتصق الزفت بفروته و بفكيه ،وهو مصرٌّ في البحث عن شيء يأكله ،فالجوع لا يرحم ..و هو قاسٍ أيضاً..وقف هنيهة و لكن لا يطيق رؤية هذا المشهد المهلك الى ان صاح بوجهه صارخا و بغضب :
- الا ترى الوعاء فارغاً و مشحونا بالزفت (القار) يا كلب !!
نظر اليه الكلب باستهجان قائلاً:
- بلى و لكن أيها المطبور..اذهب و ابحث عن ساقك المبتورة بين سيقان الغواني في العلب الليلية دعني و شأني.. ستجدها هناك!!!..
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟