أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء سلامة - خارج المحلة














المزيد.....

خارج المحلة


هناء سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 6489 - 2020 / 2 / 11 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


ضُرِبتُ بالبرص من أخمص قدميٰ حتى هامة رأسي
بحثت عن طبيب يشفي نفسي.. يجعلني اتقبلني
فوجدته بعد حين
كان ممنطقاً بالحق، لابساً لدرع البر و محتذياً ببشارة السلام
السلام الذي اتوق اليه اكثر من الشفاء من ضربتي.

فاجأني هارون بطلبه هو لمقابلتي بينما كنت أُصلّي لأصل أنا إليه.!!!!
كِدت أطير حتى ألتقيه فأُشفى وارتمي فيه.. ولكنني تباطئتُ خجلاً
وحين وصلت رأيته..
رأيته متوشحاً بثياب الكهنوت.. ناظراً لي بنظرة فسرتها بمرآة قلبي أنه يحبني و سيحتضن بَرصي

فقال لي : كلمني الرب قائلاً..
و قبل أن يُكمِل...

تهللتُ من الداخل والخارج
إنه هاروني.. كاهن الله العلي.. طلبني بينما أتضرع لألتقيه ..
طلبني كي أمْثُلَ أمامه ببرصي الذي انبذه أنا قبل أن ينبذوه الناس..
بل والله بذاته اهتم بأمري وأرسل لي برساله على فمه "كلمني الرب" .. ما هذا الحب السامع لنبضات قلبي القابل لضربة رأسي الداعي لي تحديداً

كنت أعلم إن كل ما عليَّ فِعله أن استمع كلمات هاروني.. حبيبي الذي سيحتضنني بل وربما يجعلني لا ابرح الهيكل و اشاركه تسبيح السمائيين

اعتقدت أن هارون قد قرأ ذلك كله..حين كان يتفحصني  حتى بدأ بالتكلم :

حكمي إنك نجسه.. و ضربتك في "رأسكِ"

قلت له بغصّه:
اعرف جيداً أين دائي، و إن الرب شافيه وأنت كاهن الله العلي وأثق بقلبي و دعواي إنك هاروني و لذا قد أتيت.

فأقترب مني، وحينها عرفت إنه يقترب ليبدأ صلاته لي ومعي
و صُعِقتُ حين سمعتُ صوتَ تمزيق قطعه من ثوبي ممتزجه بصوت هاروني :"تكون ثيابك مشقوقة"

فلم أمتلك حينها سوى أن أنتحب تحرقاً لحبٍ، وعلا صوتي قائلا
سِلاه... سِلاه.. سِلاه

فأردف هاروني قائلا: إن ضربتك في رأسك و رأسك يكون مكشوفاً.. و ينادي عليكي (نجسه.. نجسه) كل الايام التي يكون فيكي الضربه.

فلم أمتلك سوى أن أصرخ -ليس من ضربة رأسي فهي ليست مؤلمه بقدر ألم ضربة قلبي-
أهذا أنت حقاً؟ أهاروني أنت أم أتيت لتقهرني؟  أ أنت من دعوتني لآتي إليك؟ أ أنت كاهن الله العلي؟ أحقاً قال لك الله وكلمك من جهتي؟
أ  كلمك كي تزيد ضربتي بضربات أخرى.. ألم تدعوني لنصلي سوياً.. أطهر بطهرك..و اختبئ في حجالك من ضربة أصابتني في رأسي..؟؟؟
بل وأخبرك واستمع لخبراتك الشافيه لضربات الرأس؟

فأجابني بهدوء الصمت:
بل تقيمين وحدك
.. خارج المحلة يكون مقامك

حينها..
بكيتْ
بكيتُ كما لم ابكي ولن ابكي من بعد، ما من غدد دمعيه قادرة على إنتاج دموع كتلك،
و رأيتني لا أرى هارون الكاهن..الذي لم يكن بالرشيد
فلم يتسع جفنيَّ المتورمين ليريا أي شئ سوى استسلامي..
استسلامي لمن دعاني ليرفضني و يخرجني و يعرفني أين مقامي
#خارج_المحله

43 فَإِنْ رَآهُ الْكَاهِنُ وَإِذَا نَاتِئُ الضَّرْبَةِ أَبْيَضُ ضَارِبٌ إِلَى الْحُمْرَةِ فِي قَرَعَتِهِ أَوْ فِي صَلْعَتِهِ، كَمَنْظَرِ الْبَرَصِ فِي جِلْدِ الْجَسَدِ، 44 فَهُوَ إِنْسَانٌ أَبْرَصُ. إِنَّهُ نَجِسٌ. فَيَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. إِنَّ ضَرْبَتَهُ فِي رَأْسِهِ. 45 وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ، تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً، وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفًا، وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ، وَيُنَادِي: نَجِسٌ، نَجِسٌ. 46 كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي تَكُونُ الضَّرْبَةُ فِيهِ يَكُونُ نَجِسًا. إِنَّهُ نَجِسٌ. يُقِيمُ وَحْدَهُ. خَارِجَ الْمَحَلَّةِ يَكُونُ مُقَامُهُ.  سفر اللاويين46-43:13






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تصفيق 22 دقيقة لفيلم يجسد مأساة غزة.. -صوت هند رجب- يهزّ فين ...
- -اليوم صرتُ أبي- للأردني محمد العزام.. حين تتحوّل الأبوة إلى ...
- للصلاة.. الفنان المعتزل أدهم نابلسي في معرض دمشق الدولي
- تمثال الأسد المجنح في البندقية.. -صُنع في الصين-؟
- توسلات طفلة حوصرت تحت القصف الإسرائيلي بغزة في فيلم -صوت هند ...
- -ما صنع الحداد-.. العلاقة المتوترة بين الأديب والسياسي
- ‏ الفوهيمية - مذهب في العقل والأحكام
- تم تصويره في صحراء نيوم.. الفيلم السعودي -القيد- يقدم الدرام ...
- بين شاشات العرض والحرف اليدوية.. دور سينما تعيد تعريف تجربة ...
- كيف ننجح في عصر الذكاء الاصطناعي.. سألناه فهكذا أجاب


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء سلامة - خارج المحلة