مريم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 10:59
المحور:
الادب والفن
نصحنا العقلاء بالصبر
فأصبح الصبر ليلا طويلا دونما نجوم – دونما مصابيح كهربائية
ليل صباحه بعيد بعد الشمس و القمر
و نحن بسذاجتنا – ببلاهتنا ننتظره
فأضحى الصبر
سلاحنا ضد الليل - ضد انتظار انجلاء الظلام و الظلم و القهر
أضحى سما/وسيلة للموت البطيء
وسيلة قديمة قدم الحكماء و حديثة حداثة نظام goûte à goûte
أصبح وسيلة للانتحار
عجيب أمر السدة العقلاء الحكماء،بعقلهم و حكمتهم، قزموا أحلامنا فأصبحت انتصاراتنا مجرد حد أدنى و مشاريع انتصاراتنا لا تتعدى الحد الأدنى بكثير.
حفظ الله حكماءنا – عقلاءنا و جعلهم ذخرا و ملاذا لهذا الوطن يقولون دائما "اصبر"
أما أنا الناقصة الغير عاقلة الغير حكيمة فأقول انتفض و اقطع حبل الانتظار فالموت قهرا أمر محتوم كنت حكيما أم لم تكن.
قال الحكماء اصبر
قالوا اصبر فالصبر كفاح
قالا اصبر فالصبر سلاح
فصبرنا و صبرنا
نتجرع سم الصبر – عن طواعية – جرعات صغيرة، صغر رغبتنا في المقاومة من اجل البقاء، صغر شعورنا بالانتماء.
سم يخنق فينا – شيئا فشيئا متنفس الحلم / حلم البقاء بحد أدنى من القوت، بحد أدنى من الحقوق، بحد أدنى من الكرامة، بحد أدنى من الشرف.
سم قتل و يقتل فينا حلم الانتماء في يوم من الأيام لهذا الوطن – حين تتقلص الهوامش التي نعيش عليها و يضمنا هذا الحضن الكبير – حين نتحول من مجرد أرقام لبطائق إلى مواطنين فعليين نذوب و ننصهر من اجل ذلك الذي نحن النسبة له لسنا مجرد معلومات مخزنة في أنظمته المعلوماتية المستوردة و نشكل معا روحا/وطنا يحتضن أبناءه لا وطنا يدفع بهم نحو اسماك القرش و حرس الأسبان.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟