أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندٌس سالم النجار - نساء محنّكات ضحية المعترك الانساني















المزيد.....

نساء محنّكات ضحية المعترك الانساني


سندٌس سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 11:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد حرمتها الطبيعة من اسمى نشوة عرفها الوجود البشري والحيواني ألا وهي نشوة الأمومة. ورغم ذلك ظلت تلك المشاعر في تدفق غير عادي حتى ان تمكنت من احتضان اطفالا عراقيين قدر الله لهم ان يفتقدوا الحنان اللازم لتغذيتهم كبراعم بشرية انسانية وما يحتاجونه من غذاء ودواء يوم عز فيه الغذاء والدواء .
ولعلنا جميعا ندرك كيف تشعر الام التي تنهض كل صباح ولا تعرف ما اذا كانت ستتمكن من ايجاد الطعام لاطفالها ام لا ؟ وكيف؟
قد لا نعرف لو تساءلت امامنا { مارغريت حسن } الاجابة على هذا السؤال الوجودي وانها قادرة على ان تحس وتمثل عمق الالم الذي يمكن ان تشعر به الام التي تفتقد السبيل الى تقديم اهم ما يحتاجه اطفالها .
انها مارغريت حسن التي انطلقت مع رياح الواقع الظالم لتحط على ماينقذ مشاعر الام ما يعتصرها من المرارة والالم .لقد ارادت مارغريت ووضعت ارادتها موضع التنفيذ ـ بل فوق ذلك لتحمي ارادة الحياة والحق الانساني . .
كانت آنذاك تحلم وترسم على طريقتها سبل الوصول الى تحقيق احلامها , ولكنها لم تترك حلمها فريسة وحذلقة السياسة والاعيب السياسيين بل استخدمت حكمة الأفعى لتحقيق اهدافها .
لو رأى احدنا مظهرها الفاتر لا يصدق كل هذه المهارة والعمل الشاق غير المدرج في لائحة الانوثة بعد ان امضت اكثر من ربع قرن في عمل يئن من وطأته اشد الرجال صلابة . انها صورة حقيقية معبرة لتلك الدبلوماسية التي كانت تفوح قدرة على المناورة وتزيدها الحيلة قدرة اوسع للتخلص من مأزق ، واذا ما حُشِرَت خرجت من مأزقها بثقة عالية وضحكة عفوية . لقد تعلمت من نشأتها البريطانية اناقة الجملة وطيب الخاطر ورقة اللفظ وكانت بألنسبة لمعارفها امرأة بسيطة غير متكلفة .
نساء محنّكات ضحية المعترك الانساني

لقد حرمتها الطبيعة من اسمى نشوة عرفها الوجود البشري والحيواني ألا وهي نشوة الأمومة. ورغم ذلك ظلت تلك المشاعر في تدفق غير عادي حتى ان تمكنت من احتضان اطفالا عراقيين قدر الله لهم ان يفتقدوا الحنان اللازم لتغذيتهم كبراعم بشرية انسانية وما يحتاجونه من غذاء ودواء يوم عز فيه الغذاء والدواء .
ولعلنا جميعا ندرك كيف تشعر الام التي تنهض كل صباح ولا تعرف ما اذا كانت ستتمكن من ايجاد الطعام لاطفالها ام لا ؟ وكيف؟
قد لا نعرف لو تساءلت امامنا { مارغريت حسن } الاجابة على هذا السؤال الوجودي وانها قادرة على ان تحس وتمثل عمق الالم الذي يمكن ان تشعر به الام التي تفتقد السبيل الى تقديم اهم ما يحتاجه اطفالها .
انها مارغريت حسن التي انطلقت مع رياح الواقع الظالم لتحط على ماينقذ مشاعر الام ما يعتصرها من المرارة والالم .لقد ارادت مارغريت ووضعت ارادتها موضع التنفيذ ـ بل فوق ذلك لتحمي ارادة الحياة والحق الانساني . .
كانت آنذاك تحلم وترسم على طريقتها سبل الوصول الى تحقيق احلامها , ولكنها لم تترك حلمها فريسة وحذلقة السياسة والاعيب السياسيين بل استخدمت حكمة الأفعى لتحقيق اهدافها .
لو رأى احدنا مظهرها الفاتر لا يصدق كل هذه المهارة والعمل الشاق غير المدرج في لائحة الانوثة بعد ان امضت اكثر من ربع قرن في عمل يئن من وطأته اشد الرجال صلابة . انها صورة حقيقية معبرة لتلك الدبلوماسية التي كانت تفوح قدرة على المناورة وتزيدها الحيلة قدرة اوسع للتخلص من مأزق ، واذا ما حُشِرَت خرجت من مأزقها بثقة عالية وضحكة عفوية . لقد تعلمت من نشأتها البريطانية اناقة الجملة وطيب الخاطر ورقة اللفظ وكانت بألنسبة لمعارفها امرأة بسيطة غير متكلفة . بكل شجاعة وتصميم اختارت هذه الأمرأة انتماءا ً صعبا , اذ كان بإمكانها ان تختار لندن حيث ولدت لأب انكليزي وأم ايرلندية وتعيش هناك حياة هانئة امنة ولكنها ابت إلآ ان تنتمي لمن اعتقدت هم اهلهاالحقيقيين لذلك لم تضغط على زوجها العراقي الاصل لتعيش في بلدها .,
لقد طالبت تلك النابغة َالمشاعر مجلس العموم البريطاني بوقف الحرب واسرعت بالعودة الى بغداد عشية اندلاع شرارتها لتكون الى جانب اهل بلدها في بغداد .
قالت لصحيفة { نيوكاسل} وقد انفجرت من عينيها دموع الحزن لإشتراك بريطانيا في الحرب على العراق ـ فهل كانت تعرف انها تنطلق نحو حتفها ؟ كانت الباسلة مارغريت حسن تحمل صفات الجيل المغامر من البريطانيات الذي انخرط في مؤسسات عدة والملتقى هدف واحد . ولأنها ولدت من رحم المؤسسة الامريكية { انترناشنال} التي تأسست بعد الحرب الكونية الثانية لمساعدة متضرري الحروب فقد كانت مقاتلة من طراز فريد وخاضت المنازلة تلو الأخرى ـ واذا كان بألنظام المخلوع يعرف كيف يبذخ الاموال على حساب قوت العراقيين فقد كان هناك الملايين من المحرومين الذين ينتظرون المصير المحتوم لأشباح الجوع والمرض . .واذا كان الخوف من تسلط ذلك النظام المكلل بألتاريخ الاسود قد استطاع شل مجتمع بعينه عن فعل شئ لمعاناة هؤلاء المحرومين فهل لها ان تتخلى وهي ترى بعينها كيف يموت الاطفال مجانا ؟
مما تجدر به الاشارة الى اهم معاركها التي خاضتها مع مسؤولي الامم المتحدة ‘ هناك ظلت تصرخ مرارا ً الى ان اضطر هؤلاء الى سماع استغاثتها في السماح باستيراد ادوية لعلاج اطفال مصابين بالسرطان حتى لو تطلب الامر خرق العقوبات الدولية على العراق آنذاك . . .
اضافة الى ذلك ان مارغريت لم تقتنع بدور تأمين الغذاء والدواء لاهلها فحسب مقتنعة بان تأمين مستلزمات الحياة ليس إلا المطلب الأولي , فهناك قطاع التعليم الذي احتل حيزا ً اكبر في سلم اهتماماتها فسعت وكانها وزيرة للتعليم في تزويد المدارس بوسائل ومستلزمات التعليم المجاني بما فيها مشروع تعليم الاطفال الصم .. لكن طاقتهاالحيوية وضميرها الانساني لم يقتصر على صعيد المدن فتحركت باتجاه الريف والمناطق النائية رافعة مصباح الرعاية لأولئك الذين حرموا منها طويلا .

لقد حرمتها الطبيعة من اسمى نشوة عرفها الوجود البشري والحيواني ألا وهي نشوة الأمومة. ورغم ذلك ظلت تلك المشاعر في تدفق غير عادي حتى ان تمكنت من احتضان اطفالا عراقيين قدر الله لهم ان يفتقدوا الحنان اللازم لتغذيتهم كبراعم بشرية انسانية وما يحتاجونه من غذاء ودواء يوم عز فيه الغذاء والدواء .
ولعلنا جميعا ندرك كيف تشعر الام التي تنهض كل صباح ولا تعرف ما اذا كانت ستتمكن من ايجاد الطعام لاطفالها ام لا ؟ وكيف؟
قد لا نعرف لو تساءلت امامنا { مارغريت حسن } الاجابة على هذا السؤال الوجودي وانها قادرة على ان تحس وتمثل عمق الالم الذي يمكن ان تشعر به الام التي تفتقد السبيل الى تقديم اهم ما يحتاجه اطفالها .
انها مارغريت حسن التي انطلقت مع رياح الواقع الظالم لتحط على ماينقذ مشاعر الام ما يعتصرها من المرارة والالم .لقد ارادت مارغريت ووضعت ارادتها موضع التنفيذ ـ بل فوق ذلك لتحمي ارادة الحياة والحق الانساني . .
كانت آنذاك تحلم وترسم على طريقتها سبل الوصول الى تحقيق احلامها , ولكنها لم تترك حلمها فريسة وحذلقة السياسة والاعيب السياسيين بل استخدمت حكمة الأفعى لتحقيق اهدافها .
لو رأى احدنا مظهرها الفاتر لا يصدق كل هذه المهارة والعمل الشاق غير المدرج في لائحة الانوثة بعد ان امضت اكثر من ربع قرن في عمل يئن من وطأته اشد الرجال صلابة . انها صورة حقيقية معبرة لتلك الدبلوماسية التي كانت تفوح قدرة على المناورة وتزيدها الحيلة قدرة اوسع للتخلص من مأزق ، واذا ما حُشِرَت خرجت من مأزقها بثقة عالية وضحكة عفوية . لقد تعلمت من نشأتها البريطانية اناقة الجملة وطيب الخاطر ورقة اللفظ وكانت بألنسبة لمعارفها امرأة بسيطة غير متكلفة . بكل شجاعة وتصميم اختارت هذه الأمرأة انتماءا ً صعبا , اذ كان بإمكانها ان تختار لندن حيث ولدت لأب انكليزي وأم ايرلندية وتعيش هناك حياة هانئة امنة ولكنها ابت إلآ ان تنتمي لمن اعتقدت هم اهلهاالحقيقيين لذلك لم تضغط على زوجها العراقي الاصل لتعيش في بلدها .,
لقد طالبت تلك النابغة َالمشاعر مجلس العموم البريطاني بوقف الحرب واسرعت بالعودة الى بغداد عشية اندلاع شرارتها لتكون الى جانب اهل بلدها في بغداد .
قالت لصحيفة { نيوكاسل} وقد انفجرت من عينيها دموع الحزن لإشتراك بريطانيا في الحرب على العراق ـ فهل كانت تعرف انها تنطلق نحو حتفها ؟ كانت الباسلة مارغريت حسن تحمل صفات الجيل المغامر من البريطانيات الذي انخرط في مؤسسات عدة والملتقى هدف واحد . ولأنها ولدت من رحم المؤسسة الامريكية { انترناشنال} التي تأسست بعد الحرب الكونية الثانية لمساعدة متضرري الحروب فقد كانت مقاتلة من طراز فريد وخاضت المنازلة تلو الأخرى ـ واذا كان بألنظام المخلوع يعرف كيف يبذخ الاموال على حساب قوت العراقيين فقد كان هناك الملايين من المحرومين الذين ينتظرون المصير المحتوم لأشباح الجوع والمرض . .واذا كان الخوف من تسلط ذلك النظام المكلل بألتاريخ الاسود قد استطاع شل مجتمع بعينه عن فعل شئ لمعاناة هؤلاء المحرومين فهل لها ان تتخلى وهي ترى بعينها كيف يموت الاطفال مجانا ؟
مما تجدر به الاشارة الى اهم معاركها التي خاضتها مع مسؤولي الامم المتحدة ‘ هناك ظلت تصرخ مرارا ً الى ان اضطر هؤلاء الى سماع استغاثتها في السماح باستيراد ادوية لعلاج اطفال مصابين بالسرطان حتى لو تطلب الامر خرق العقوبات الدولية على العراق آنذاك . . .
اضافة الى ذلك ان مارغريت لم تقتنع بدور تأمين الغذاء والدواء لاهلها فحسب مقتنعة بان تأمين مستلزمات الحياة ليس إلا المطلب الأولي , فهناك قطاع التعليم الذي احتل حيزا ً اكبر في سلم اهتماماتها فسعت وكانها وزيرة للتعليم في تزويد المدارس بوسائل ومستلزمات التعليم المجاني بما فيها مشروع تعليم الاطفال الصم .. لكن طاقتهاالحيوية وضميرها الانساني لم يقتصر على صعيد المدن فتحركت باتجاه الريف والمناطق النائية رافعة مصباح الرعاية لأولئك الذين حرموا منها طويلا .
كانت عقلية مارغريت كعقلية رجال الاعمال الذين لا يفوتون فرص الاستثمار لكنها كانت " سيدة اعمال " على طريقتها الخاصة في استثمار زياراتها للخارج لجمع التبرعات ومطالبة المجتمع الدولي برفع العقوبات , فاستحقت بجدارة لقب { سفيرة العراق } . هل كانت مارغريت حسن تعرف ضمن حركتها في محيط الشكوك الذي فرضه النظام البائد بالحكم على الناس بالاعدام او البراءة بمجرد النظر في عيونهم ؟ انها كانت تتوغل في حجر الثعابين وكانت هذه الحقيقة محط نظرها اذ كان عليها ان تحقق توازنا ولو هشا ً بين الظروف الامنية التي تتعايش معها وبين عظمة الهدف الذي حملته بين جوانحها . فجاء حسمها لهذه المعادلة التي تبدو مستحيلة لصالح الانسان الذي كان يكبر في داخلها . .
بإختصار انها حملت روحها على كفها ومضت الى الهدف بعناد .
في19 اوكتوبر 2004 وقعت العملاقة الباسلة في قبضة خاطفيها الذين يعرفون جيدا انها لم تأت على ظهر دبابة اجنبية كي منها هدفا محتملا للخطف ـ لقد اراد هؤلاء السفاحون من ايصال رسالة الى ذوي الضمائرالحية في العالم يحذرونهم فيها من مساعدة ابناء العراق المحتاجين ’ فهل بامكاننا تصور مدى الالم الذي اعتصر صدر تلك المرأة منذ لحظة اختطافها وحتى لحظة مصرعها على ايدي خاطفيها ؟
لعل السؤال الجوهري ؟ هل يعتقد هؤلاء المجرمون ان بامكانهم زرع الرعب والاحباط في ذوي النفوس الكبيرة ؟
ام ان هذه الممارسة ستردع حقا من وضع نصب عينيه هدفا انسانيا ً كبيرا ً ؟

لقد حرمتها الطبيعة من اسمى نشوة عرفها الوجود البشري والحيواني ألا وهي نشوة الأمومة. ورغم ذلك ظلت تلك المشاعر في تدفق غير عادي حتى ان تمكنت من احتضان اطفالا عراقيين قدر الله لهم ان يفتقدوا الحنان اللازم لتغذيتهم كبراعم بشرية انسانية وما يحتاجونه من غذاء ودواء يوم عز فيه الغذاء والدواء .
ولعلنا جميعا ندرك كيف تشعر الام التي تنهض كل صباح ولا تعرف ما اذا كانت ستتمكن من ايجاد الطعام لاطفالها ام لا ؟ وكيف؟
قد لا نعرف لو تساءلت امامنا { مارغريت حسن } الاجابة على هذا السؤال الوجودي وانها قادرة على ان تحس وتمثل عمق الالم الذي يمكن ان تشعر به الام التي تفتقد السبيل الى تقديم اهم ما يحتاجه اطفالها .
انها مارغريت حسن التي انطلقت مع رياح الواقع الظالم لتحط على ماينقذ مشاعر الام ما يعتصرها من المرارة والالم .لقد ارادت مارغريت ووضعت ارادتها موضع التنفيذ ـ بل فوق ذلك لتحمي ارادة الحياة والحق الانساني . .
كانت آنذاك تحلم وترسم على طريقتها سبل الوصول الى تحقيق احلامها , ولكنها لم تترك حلمها فريسة وحذلقة السياسة والاعيب السياسيين بل استخدمت حكمة الأفعى لتحقيق اهدافها .
لو رأى احدنا مظهرها الفاتر لا يصدق كل هذه المهارة والعمل الشاق غير المدرج في لائحة الانوثة بعد ان امضت اكثر من ربع قرن في عمل يئن من وطأته اشد الرجال صلابة . انها صورة حقيقية معبرة لتلك الدبلوماسية التي كانت تفوح قدرة على المناورة وتزيدها الحيلة قدرة اوسع للتخلص من مأزق ، واذا ما حُشِرَت خرجت من مأزقها بثقة عالية وضحكة عفوية . لقد تعلمت من نشأتها البريطانية اناقة الجملة وطيب الخاطر ورقة اللفظ وكانت بألنسبة لمعارفها امرأة بسيطة غير متكلفة . بكل شجاعة وتصميم اختارت هذه الأمرأة انتماءا ً صعبا , اذ كان بإمكانها ان تختار لندن حيث ولدت لأب انكليزي وأم ايرلندية وتعيش هناك حياة هانئة امنة ولكنها ابت إلآ ان تنتمي لمن اعتقدت هم اهلهاالحقيقيين لذلك لم تضغط على زوجها العراقي الاصل لتعيش في بلدها .,
لقد طالبت تلك النابغة َالمشاعر مجلس العموم البريطاني بوقف الحرب واسرعت بالعودة الى بغداد عشية اندلاع شرارتها لتكون الى جانب اهل بلدها في بغداد .
قالت لصحيفة { نيوكاسل} وقد انفجرت من عينيها دموع الحزن لإشتراك بريطانيا في الحرب على العراق ـ فهل كانت تعرف انها تنطلق نحو حتفها ؟ كانت الباسلة مارغريت حسن تحمل صفات الجيل المغامر من البريطانيات الذي انخرط في مؤسسات عدة والملتقى هدف واحد . ولأنها ولدت من رحم المؤسسة الامريكية { انترناشنال} التي تأسست بعد الحرب الكونية الثانية لمساعدة متضرري الحروب فقد كانت مقاتلة من طراز فريد وخاضت المنازلة تلو الأخرى ـ واذا كان بألنظام المخلوع يعرف كيف يبذخ الاموال على حساب قوت العراقيين فقد كان هناك الملايين من المحرومين الذين ينتظرون المصير المحتوم لأشباح الجوع والمرض . .واذا كان الخوف من تسلط ذلك النظام المكلل بألتاريخ الاسود قد استطاع شل مجتمع بعينه عن فعل شئ لمعاناة هؤلاء المحرومين فهل لها ان تتخلى وهي ترى بعينها كيف يموت الاطفال مجانا ؟
مما تجدر به الاشارة الى اهم معاركها التي خاضتها مع مسؤولي الامم المتحدة ‘ هناك ظلت تصرخ مرارا ً الى ان اضطر هؤلاء الى سماع استغاثتها في السماح باستيراد ادوية لعلاج اطفال مصابين بالسرطان حتى لو تطلب الامر خرق العقوبات الدولية على العراق آنذاك . . .
اضافة الى ذلك ان مارغريت لم تقتنع بدور تأمين الغذاء والدواء لاهلها فحسب مقتنعة بان تأمين مستلزمات الحياة ليس إلا المطلب الأولي , فهناك قطاع التعليم الذي احتل حيزا ً اكبر في سلم اهتماماتها فسعت وكانها وزيرة للتعليم في تزويد المدارس بوسائل ومستلزمات التعليم المجاني بما فيها مشروع تعليم الاطفال الصم .. لكن طاقتهاالحيوية وضميرها الانساني لم يقتصر على صعيد المدن فتحركت باتجاه الريف والمناطق النائية رافعة مصباح الرعاية لأولئك الذين حرموا منها طويلا .
كانت عقلية مارغريت كعقلية رجال الاعمال الذين لا يفوتون فرص الاستثمار لكنها كانت " سيدة اعمال " على طريقتها الخاصة في استثمار زياراتها للخارج لجمع التبرعات ومطالبة المجتمع الدولي برفع العقوبات , فاستحقت بجدارة لقب { سفيرة العراق } . هل كانت مارغريت حسن تعرف ضمن حركتها في محيط الشكوك الذي فرضه النظام البائد بالحكم على الناس بالاعدام او البراءة بمجرد النظر في عيونهم ؟ انها كانت تتوغل في حجر الثعابين وكانت هذه الحقيقة محط نظرها اذ كان عليها ان تحقق توازنا ولو هشا ً بين الظروف الامنية التي تتعايش معها وبين عظمة الهدف الذي حملته بين جوانحها . فجاء حسمها لهذه المعادلة التي تبدو مستحيلة لصالح الانسان الذي كان يكبر في داخلها . .
بإختصار انها حملت روحها على كفها ومضت الى الهدف بعناد .
في19 اوكتوبر 2004 وقعت العملاقة الباسلة في قبضة خاطفيها الذين يعرفون جيدا انها لم تأت على ظهر دبابة اجنبية كي منها هدفا محتملا للخطف ـ لقد اراد هؤلاء السفاحون من ايصال رسالة الى ذوي الضمائرالحية في العالم يحذرونهم فيها من مساعدة ابناء العراق المحتاجين ’ فهل بامكاننا تصور مدى الالم الذي اعتصر صدر تلك المرأة منذ لحظة اختطافها وحتى لحظة مصرعها على ايدي خاطفيها ؟
لعل السؤال الجوهري ؟ هل يعتقد هؤلاء المجرمون ان بامكانهم زرع الرعب والاحباط في ذوي النفوس الكبيرة ؟
ام ان هذه الممارسة ستردع حقا من وضع نصب عينيه هدفا انسانيا ً كبيرا ً ؟


النمسا ـ فينا



#سندٌس_سالم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندٌس سالم النجار - نساء محنّكات ضحية المعترك الانساني