حديث يضمّ في حديث (قراءة في بعض قصص حازم شحادة)

عبد الرحيم مكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6470 - 2020 / 1 / 21 - 21:53
المحور: الادب والفن
    

قبل فترة .. و أنا أبحث ككل محاولة فاشلة حاولت فيها إيجاد فيلم "صعود المطر" لعبد اللطيف عبد الحميد .. نفضت الانترنت قلبا و قالبا و لم أجده .. و لم أشاهده حتى الآن.. ففعلت يومها ما أفعله كلّما شعرت باليأس من إيجاد فيلم ما.. فأبحث عنه في ما قيل عنه .. فوجدت حازم شحادة (كاتب و شاعر سوري) يقول في الشعر شعرا .. و بدأت أقرأ له قصصا أخرى ..
و مثلما يقال عندنا في الجزائر "حديث يضمّ في حديث" .. يعني كلام يأتي بكلام ..من السينما إلى الأدب .. و لأن الشعر أبو الفنون بالنسبة لي .. فمن صعود المطر إلى بولمو مالبورو .. إلى طي العملات الورقية طوليا و تلك اللقطة السحرية التي ذكرتني بالقفز من القطار قبل توقفه بثواني .. و من يعرف مثل هاته الأمور هو فقط من يستطيع مبادلة جنون الأيام بالجنون .. و رائحة البحر المقترنة بالحديد الصدئ ذكرتني بالباخرة الغارقة "صوفيا" قرب شاطئ قرباز في سكيكدة .. يا صوفيا يا مسوسحة القبطان و البحرية.. فتيانا كنا و كان الكون ملكنا .. الغوصُ والرقصُ في تلكَ الغمامة البيضاء أثناء الركض خلفَ السيارات التي كانت البلدية ترسلها لتقضي علينا بحجة رشِّ المبيدات .. كانت أياماً تُعاش .. و لأنّه حديث يضمّ في حديث .. فالقصة التي قرأتها للتو قبل أن أكتب هذه الكتابة أو هذه القراءة وكان عنوانها "عن هذه البلاد في تلكَ الأيام" ذكرتني بكلام قاله الصديق محمود ..
تعالي معي لنصنع الليلة ماضيا مشتركا - يقول المريض بالحنين-
سآتي معك لنصنع غدا مشتركا - تقول المصابة بالحب-
هي لا تحب الماضي و تريد نسيان الحرب التي إنتهت
و هو يخاف الغد لأن الحرب لم تنته، و لأنه لا يريد أن يكبر أكثر.

و لأنه حديث يضمّ في حديث .. لعنة الله على رجال الأعمال أينما كانوا و أينما حلّوا .. أعداء الروح.
أعجبني مصطلح "الطيني الصغير" .. و فكرت إنها مناسبة طيبة أن أرى مونيكا بيلوتشي و هي عارية وجها لوجه .. حين أكون وحدي .. هكذا جبتُ السنين.. بين رسالة الغفران و الكوميديا الإلهية .. يتسائل المرء أحيانا وهو يعبب سيجارة و يرتشف القهوة ليس مع الرئيس .. تُرى ماذا تفعل مونيكا بيلوتشي الآن؟.
و لأنه حديث يضمّ في حديث .. حازم شحادة يعرف يقصص.

#عبد_الرحيم_مكاوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل