أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فخرالدين اسماعيل - قراءة في (آه يا صغيرتي) ل بولات جان














المزيد.....

قراءة في (آه يا صغيرتي) ل بولات جان


فخرالدين اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


تبدأ الايام في غزل الزمن، والوجدان في غزل العواطف، والافكار في غزل الحياة، لتنبض الافئدة بما تحمله من اوجاد، بافراح تكتمل زينتها، بآمال تهوى البسمة التي تنبلج على شفاه تعشعش الحرية بين ثناياها، ومن هذا الزمن وهذه الارض تسطع على اوراق زبلت بعد إخضرار، واشجارٍ يبست بعد دهر، سيمفونيات تراقص الماضي مع الحاضر، لترجع لنا البذور من أغوار التاريخ، وننهض في كنف الواقعية لنجد الأسى والاحزان، الكوميدية والتراجيدية قد تحابا في واقع وحياة عطوفة او حقودة، ووجدناها كما في قصص الكاتب بولات جان. هذا القاص الذي قضم من التراجيديات والاحزان والافراح، واستوح من سردها ما يمكن أن يكون دفعاً للهم والغم، الذان اثقلا كاهله بالنداءات الوجدانية، فنجده بسببها يخرج في بعض قصصه عن قواعد القصة، ليولج بنداءات قلبية، تندمج فيه ذاته مع شخصيات قصصه المستوحية من واقعه، و(آه يا صغيرتي) كانت صرخة في االسماء ام صرخة صوب الاعماق كي نسبر اغوار الشخصيات التي دارت حولها القصص؛ اراد الكاتب اظهارها لتجتمع شذراتها بين القصص ويشيع من القصص خصائص وطباع تعوم في طياتها افكاره وعواطفه. يتألم ويتحول من راوي إلى المروي عليه كما في قصة (دوغان): هناك نداء وجداني صارخ، وبالقراءة الاولى يعرف القارئ ان (دوغان) قد مات وانه يرقد في مثواه في الجملة التي تقول: "ايها الراقد تحت اديم ارضنا البكماء" واستعماله لكلماتٍ تتجه اغلبها الى الوجودية وآلام الذات والضمير. ففي هذه –القصة- وصفٌ بشكل عام ولم يخرج من منطق الوصف والسرد الوصفي؛ فهنا نجد ان الراوي يتألم على الفقيد ونستشف من الجملة التالية تأنيباً لضمير الراوي: " ألف لعنة على الانانية القذرة لماذا رفضت طلبك الصغير ذاك، لماذا؟" ويرجع الراوي ليلتحم مع صديقه ذاك في قيامه بعمل زفاف له وبعدها يناديه و يدعوه للنهوض وعدم الرحيل. فهذه القصة لم تدخل بتكنيكها ضمن منهجية القصة بمعناها الكامل ولكن لها مقوماتها التي اعتمد عليها الراوي واعطانا صورة وجدانية للصداقة.

وفي قصة (صرخة الماضي) ايضا نستمع الى آهات ونداءات من الماضي، فيغوص في مآسيه لتتلاشى و تتحول إلى افكار يسردها الراوي في آخر القصة على رياء وزيف مجتمعه وأناسه ويظهر لنا التناقض بين ماض بطله(غني) وحاضره المتدني. ففي سرده بعد دفن المجنون او الذي جن بكلمات من افواه معارفه: "الحمد لله الذي ازال عن كاهلنا حملا ثقيل... نستطيع ان نشتري بنقود التعزية دواليب جديدة لسيارتنا الحمراء... ثم ينزلقون في افرشتهم الدافئة".

القصة التي يجب ان ندخل اعماقها ونتألم لها بكل مافيها من صور للانتظار وأمل بعد أمل واصرار بعد اصرار هي قصة (آه ياصغيرتي) في بدايتها وفي الاسطر الاولى نتعرف على سيل يجري بلا مبالاة الى مجراه وهو متكبر ولا يهتم بالعوائق وتجاوزه للسيل والبدء بالسؤال عنها: من هي هذه التي يتلهف لرؤيتها ومن اجلها يقطع المسافات والازمان في دمج الحاضر بالماضي والماضي بالحاضر وبوصفه للمتكبر وهو نهر الزاب والمكان الذي سيبدأ فيه الرقص بين سرايا الكريلا والرقص بمعناه الحقيقي والآخر بمعناه، الرقص مع النار والحرب، والحرب تتحول الى دبكة وفي هذه الدبكة تعوم الآلام في جسد نض واثقال تتحملها (الصغيرة) ويتحول تلهفه الى ضربات ألم وأمل و تضرع لخلاصها من الاوجاع. وصفه وسرده الوجداني والاخلاقي لتلك البرعمة يجعل من القارئ شاهدٌ على الفاجعة ومتضرعٌ معه لخلاصها و شفائها من الورم الذي ينهش طرفها الغض. فيترك الافئدة تنبض بالدموع مع تضرعاته الادبيةـ الروحية.
لا حاجة لي في الدخول الى تعريف كل قصة واخراج مغزاها الاخلاقي وبامكاننا إستخراج من كل قصة افكار واراء ومطالب يرغب فيها بولات جان ان يحارب ماهو خيالي في قصصه ويتمسك بالواقع والحقيقي والمعاش على مسرح الحياة. و ما استشعره القاص في حياته و تجاربه الذاتية في اكثر الاوضاع الطارئة في حياة أي محارب ثوري.
هذه كانت لمحة قصيرة في كتابات جان، ولم نتطرق الى كل مايحمله من افكار وآراء وارتشفنا منها الناحية الوجدانية والوصفية وسيكون لنا بعدها في تعريف خاص به وباقي كتاباته الادبية. فنتاجه و مدرسته الادبية الصاعدة تستحق و بحق دراسة متأنية و عميقة كي نتمكن من التعرف عن كثب على الادب الثوري الملتزم.



#فخرالدين_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فخرالدين اسماعيل - قراءة في (آه يا صغيرتي) ل بولات جان