أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد محضاوي - التائهون














المزيد.....

التائهون


حامد محضاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6389 - 2019 / 10 / 24 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


صفير ريح وحرارة مرتفعة، مناخ صحراوي، مكان مفتوح، ثلاث أفراد يتحركون متعبين بحركة ثقيلة، تمكن بهم العطش.
_أين نحن الآن!! كأننا نمشي إلى الخلف، ما نتقدمه في هذا الأمد المفتوح، نسخة مطابقة لما مررنا به، كأننا نطوف في حلقة مفرغة، دائرة تعيدنا على بدء.
_إنها الصحراء كما البحر، كل يتشابه بما لا يعطي مجالا لتثبيت الطرق في ضياع البوصلة.
_السجال والبحث في قيمة اللاشيء، صورة أخرى من صور الإستنزاف، هنا الآن الحفاظ على بقية الطاقة في أجسادنا هو الأبقى.
_أي طاقة ونحن لم نعد نحصد من الحضور إلا تبعات أمل مغشوش، كل وميض يلوح لنا نكتشف أنه سراب.
_وأي جدوى للكلام المفرغ من التغيير!؟! شفاهنا تكاد تجف من رطوبة البصاق، ونحن ليس لنا ما يشفي الغليل؟!؟
_كأننا نأبن أنفسنا بالحياة، نودع ذواتنا تباعا، جوعا، عطشا، يأس، إحباط...
_إن الطبيعة تأبى الفراغ وكأننا نحن أدوات تأثيث لهذا المشهد الشاخص الثابت، تتحرك فيه نبضاتنا إلى التوقف التام، هكذا تأثيث بلا معنى.
_صلب المتاهة العائمة حولنا بالجفاف وتشابه الإمتداد، نحن لسنا سوى عوالق ليس لها ان تكون صاحبة خيار.
_ماذا لو توقفنا عن الكلام والتقدم، وجلسنا كل يقنع ذاته بأن ما نحن فيه سخرية لا اكثر؟! ألا يكون هذا مجالا لخطوة نحو الخلاص؟!؟
_بأي معنى سخرية؟
_أنظر حولك وغص في باطنك وسترى
_إلى هذه الدرجة لسنا جديرين بالحياة؟!؟
_جدارة الحياة في سخرية الأشياء. هات تنظيراتك وصب عناوينك الكبرى للحياة في بحر هذا المدى المفتوح، هل لك ان تأتي بحكمة تخرجك ونحن من هنا؟!؟
_الصبر حكمتنا الباقية
_الصبر تنميط للوقت وليس قناعة لإنتظار نتيجة تمنح الخلاص. مدني بمعادلة تأتي بنتيجة واقعية ولو بعد حين؟!؟
_لا حتمية لأي شيء، الكل موكول للإحتمالات الأكثر وجاهة وإلتصاقا بالمشكل.
_الإحتمالات العائمة سارت بنا كثيرا فوق هذه الرمال، سحبت الوقت، الاكل والشرب، والطاقة والتفكير، بلا فائدة، تعلم لماذا؟!؟ لأن الحتمية والإحتمال، وبناء الخلاص يكون في مدارات منا وفينا وفي اطر نختص ونحن في آتون فهمها، اما هنا وبهذه الحالة لأن المكان ليس منا ولا نحن منه، إننا دواخل في إنسياب يمشي بطبيعته ونحن بلا ثوابت ولا هوية فيه.
_معنى هذا؟؟!
_أننا ندفع ضريبة ان سخرية الطبيعة تسحب ما كنا نعتقده في انفسنا من حكمة وتبصر، ونعوي في صحراء التيه بلا مآوى. إننا نرى عرينا وغياب حضورنا في إطار هو لا يقاتلنا او يرفضنا وإنما يمشي بطبيعته وحكمته ككل يوم. هي السخرية التي لا نراها فينا.
_أصمتا ألا تسمعان صدى أصواتكما يتردد في شكل عواء، كأن الفجاج المفتوحة تدعو أطرافها لحضور طقوس مرورنا إلى الموت بلا حل.
_انت في صمتك أكثر إحتداما من أصواتنا الصاعدة، ليس لك اكثر من خوف تقتله على ملامحك لا أكثر. نقول لك ما الحل ستعود للصمت الحزين.
_هل الخوف قيمة ام عارض في رحى لا نعرف لها آليات إشتغال أو توصيف؟!؟
_لو كنت تسمع ما كنت أقوله، لما بقى رهين هذا التخبط، فقط صحيحة كلمة الرحى، كمن في قطب الرحى التي لا ننتمي لحصادها ولسنا في أطر فهمها وإستيعاب آلياتها، لا تصيرنا منها ولا تلفضنا خارجا، هكذا في سخرية الأشياء.
_صحيح صحيح وجودنا هنا سخرية فعلية، إقتنعت بما تطرحه، لسنا في مدار ان نعي بقدر ما نحن في تلاطم التناقض وغياب شرعية حقيقية لبناء الإرادة. لكن مغزى لأن نفهم هذا ونرقد في عدمية الأشياء؟!؟
_العبث فى ان نخاتل أنفسنا ونرضى
_هل لك ما يصعد بنا إلى مرحلة بناء الفعل؟!؟
_وكأني أدفع ضريبة اني أسعى لمد نفس الإرادة!!؟
_ليس في هذا، ولكن ما تذكره مثلنا إن لم يكن وهن صمت فهو قول مفرغ.
_النسقية في مراكمة الفعل تكون بالتبادل والتفاعل حتى تنضج رؤية ما. ما اراه شرعنة للتفتيت وإنزياح للصد بدل التماهي.
_أي تصدع هذا الذي تؤسسان تبعاته ونحن في لحظة لا شيء فيها يسندنا إلا حضورنا مع بعض؟!؟!
_لا لا بعيدا عن التصدع، ولكن درجة اعمق في تفسير اللحظة بعيدا عن إنشائية غير عملية.
_جفت شفاهنا وصار الحمل المتبقى اكثر وطأة نتيجة أجسادنا التي تكاد تتهاوى.



#حامد_محضاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية -رايونو سيتي- من راهن اللحظة إلى مشاعية الوجع
- ترفع صوتها ثورة
- إلى داعشي
- مرايا العمر المغدور
- حديثي عن الحب لا يشبه الأخرين
- هذه الأقدام الحافية
- أنا الظل المنسيّ
- قبلة خارج المدارات
- المنجل الحارق
- أنا خاتم الأحياء
- كنت حيا يوم جنازتي


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد محضاوي - التائهون