نصيحة إلى الوالي

رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 1557 - 2006 / 5 / 21 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

إنني حزين عليك وعلى وضعك المحرج لهذا أكتب لك هذه النصيحة لوجه الله، وأذكرك أيضاً بأن الحياة لن تدوم لأي شخص، وأذكرك أيضاً باتجاه الشعب الذي مل من مدة حكمك، الذي أصبح عقيماً، والذي لم يشهد التاريخ من قبل قهراً مثله، ولا حتى الفراعنة، ولا حتى تاريخ الاستعمار.

وأذكرك بقول الله تعالى:
((يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) النحل آية 111

وأتمنى أن تعمل أيهال الوالي عمل صالح لنفسك خير من الدنيا وما فيها، وأتمنى أن تعمل بهذه النصيحة التي تأتيك من أشخاص لا يريدون أجراً ولا سلطة ومع ذلك للأسف ترفضها بسبب ما حولك من أشخاص لا يريدون لك الخير لأنهم يخافون منك ولا يخافون من الله، أيخشون الناس والله أحق أن يخشوه؟!... لماذا لا تأخذ بالنصيحة؟!.. هل هذا عيب أم جهل أم كبرياء؟!.. أم علو في الأرض بغير الحق؟!...
ليس عيباً أن يراجع المرء نفسه وليس عيباً أن يعترف بخطأه هذا ما تعلمناه نحن المسلمون جميعاً، أو كما قيل (الاعتراف بالخطأ فضيلة).
فلا بد أن تحاسب نفسك أيها الوالي قبل أن يحاسبك الله حيث لا ينفعك مال ولا سلطة ولا جاه ولا ولد، وتذكر قول الله تعالى:
((يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ)) الشعراء آية 88

فإذا كنت تريد الإصلاح كما تزعم لهذه الأمة يجب عليك أن تغتنم الفرصة وتساند الذين يسعون لإصلاح الأمة بدون أجر، أمثال الدكتور أحمد صبحي منصور وسعد الدين إبراهيم الذي اخترعت له قضية بدون وجه حق أنت والذين يحكمون معك، ثم يأتي دور أيمن نور الشاب الذي حاول أن يغير سياستك الديكتاتورية باتجاه الشعب المصري الذي حطمته في الوقت الذي كان يحلم بأخذ يده إلى الأمام، ثم اخترعت له قضية أيضاً، وهذا ليس بجديد عن سياستكم.
مشكلتنا نحن المسلمين وليست بمشكلة في الأصل ولكن من المفروض علينا جميعاً أن نحمد الله أنه جعلنا مسلمين وهذا من فضل الله علينا، لأننا نحن الذين نزل عليه القرآن تبين لنا من خلال قراءتنا عن الأمم السابقة من خلال كتاب الله كيف فعل بهم الله عندما ظلموا أنفسهم، سرعان ما دمرهم الله، ولكننا من فضل الله علينا أنه أعطانا فرصة أن نتوب ونرجع إليه، ولكن يبدو أن هؤلاء لا يتذكروا قول الله تعالى:
((هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)) محمد آية 38

والبخل في الأعمال الصالحة هو أشد البخل، لأن أي إنسان هو الذي يحتاج أن يعمل لنفسه عمل صالح بصرف النظر أي كان هذا الإنسان، ولذلك قال من يبخل فإنما يبخل عن نفسه، فأنا شخص ليس بيني وبينك أي كراهية ولكن أريد أن أوضح لك ما يدور حولك وأنك في النهاية أنت الذي ستدفع الثمن حيث لا ينفعك وزير ولا غفير وأتمنى أن تراجع نفسك أيها الوالي.
وأطالبك الآن بقناة تنويرية على حسابك الخاص أو على حساب الميزانية المفتوحة التي تملكها أنت ومن خلال هذه القناة التي ممكن بصددها أن تنال البر من الله سبحانه وتعالى.
مدينة الإنتاج الإعلامي أنفقت عليها المليارات في عهدك، ولم يأخذ الشعب منها إلا الفساد والإضلال، لذلك أطالبك بقناة إصلاح إن كنت تريد الإصلاح.
ونتمنى من الله أن تكون آخر نصيحة يعمل بها الوالي

رمضان عبد الرحمن علي

#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات