أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماره بن عبد الله - يومها رمت فرنسا بالجزائريين في -نهر الموت - .. !














المزيد.....

يومها رمت فرنسا بالجزائريين في -نهر الموت - .. !


عماره بن عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحيي شعبنا هذا اليوم الذكرى الثامنة والخمسين لمظاهرات السابع عشر اكتوبر 1961 التي أصبحت تؤرخ لليوم الوطني للهجرة، والتي راح ضحيتها مئات الجزائريين الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم خرجوا مسالمين ومطالبين بحقهم في الاستقلال والعيش في كنف الحرية والكرامة، ليكون مصيرهم القمع من قبل الشرطة الفرنسية التي رمت بالعشرات منهم في نهر السين بالعاصمة الفرنسية باريس.
مما لاشك فيه أن الثورة الجزائرية كانت وبصدق ثورة شعبية، ضمت بين صفوفها كل شرائح الشعب الذي لم يتوان في الانضمام إليها، ودعمها بكل الوسائل المتاحة ولم يقتصر هذا الدعم في الداخل فقط، بل ومن خلال خلايا جبهة التحرير الوطني تمكن من نقل الثورة إلى الخارج، بل في عقر دار فرنسا المستعمرة، فعلا لم يسبق لشعب مستعمر أن نقل ثورته إلى قلب الدولة التي تستعمره ولو بتنظيم مظاهرة فيها، كما حدث مع الشعب الجزائري المتعطش للحرية، نعم هي مظاهرات هزت فرنسا من الداخل، فكانت إحدى الحلقات المهمة في تاريخ الثورة الجزائرية وعملا ميدانيا كانت جبهة التحرير وراءه ، لكن ما وقع من جرائم وحشية في حق ضحايا جزائريين مسالمين، خرجوا في الساحات والشوارع في مشهد لم تعتد عليه عاصمة الجن والملائكة، هاتفين بـ"الجزائر جزائرية "، متظاهرين ضد قرار حظر التجول الذي أقره محافظ شرطة باريس السفاح (موريس بابون)، الذي يهدف الى تكسير فدرالية فرنسا التي كانت تعمل تحت إطار جبهة التحرير الوطني، فضلا عن تشديد الخناق على العمل التعبوي داخل فرنسا، لأنه يغذي الكفاح المسلح بالجزائر، ويدعم ميزانية الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية .
بالفعل استجاب المهاجرين الجزائريين لنداء الفيدرالية بالأحرى نداء الوطن، فخرج عشرات الالاف منهم، قادمين من العاصمة باريس وضواحيها في مسيرة سلمية يوم 17 أكتوبر من سنة 1961 خارقين بذلك حضر التجوال، ومطالبين بإلغاء قرار (موريس بابون) الذي بدوره أعطى الأوامر لجنوده بالتصدي لهاته التظاهرة، وقتها صعدوا وتيرة العنف والبطش مستخدمين جميع الوسائل بما فيها الرصاص الحي، فقتلت وجرحت العديد من المتظاهرين، وألقوا ببعضهم أحياء في نهر " السين"، ومن هنا كان لهاته الاحداث صدى كبير ممثلا في إحتلال القضية الجزائرية في الصحافة العالمية، مما جعل الرأي العام الدولي يطلع على عدالة القضية، وشرعية الكفاح الذي يخوضه الشعب الجزائري، ضف ما أعطته هذه المظاهرات من دعم وتعزيز لموقف المفاوض الجزائري أمام الامم المتحدة، في نفس الوقت مظهر بشع وفضيحة أخلاقية، ستبقى وإلى الابد وصمة عار في جبين الامة الفرنسية ذاتها، التي كما تدعي فقد نادت ثورتهم بالقيّم الانسانية التي لم نجد لها اثرا في الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها، والتي تعرضت للتكالب الاستعماري الاوروبي، وإنما سنجد صفحات سوداء وقاتمة ملطخة بدماء القمع البوليسي ومجازر الابادة الجماعية، والتهجير القسري والاغتصاب والتشريد والنفي، بل إن كل هذه المظاهر المأسوية إرتسمت في الذهنية الأوروبية، قبل أن تلتصق في سلوكاتهم اليومية خلال حملاتهم الاستعمارية، وهذا ما جاء في مذكرات قادة الكثير من دولهم الاستعمارية.
أنت أيها المستعمر، أنت يا من تحرمنا أرشيفنا وجماجم شهدائنا .. !، إن احتفالنا اليوم وترحمنا على الذين سقطوا غدرا برصاص موريس، ليس من أجل قراءة فاتحة الكتاب ووضع الزهور على النصب التذكاري، بل هو حفاظا على المبادئ والقيم التي سالت من أجلها الدماء الطاهرة في نهر الموت "السين"، وتأكد أن الجزائري مهم تعاقبت السنون لن ينسى جرائم فرنسا، وفرنسا لن تنسى أن الشعب الجزائري هو الشعب العربي المسلم الوحيد، الذي ركعها وبكاها بدل الدموع دما، تغير الحال أيها المستعمر قديما والجبان حاضرا ومستقبلا، تغير الحال يا فرنسا، يا فرنسا إن ذا يوم الحساب، فاستعدي وخذي منا الجواب. تحيا الجزائر والوفاء للشهداء (..)



#عماره_بن_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأننا شعب ثائر له قلب ينبض -فلسطين-.. !!
- الجزائر تنتخب: الجزائر ليست للبيع يا دعاة المجالس التأسيسية ...
- الجزائر تتهيأ لدخول التاريخ ..!!
- الجزائر: حان الوقت لتسريع وتيرة الحل...!!
- الحوار... طريق خلاص فاسلكوه..!!


المزيد.....




- شاهد ما جرى لحظة اقتحام الشرطة الأمريكية جامعة كاليفورنيا لف ...
- ساويرس يُعلق على تشبيه أحداث جامعة كاليفورنيا بـ-موقعة الجمل ...
- على غرار الجامعات الأمريكية.. الطلبة البريطانيون ينظمون احتج ...
- اليمين الأمريكي يستخدم نظرية -الاستبدال العظيم- لمهاجمة خصوم ...
- شاهد: لحظة اقتحام الشرطة لجامعة كاليفورنيا لفض اعتصام داعم ل ...
- بالأرقام.. عمّال غزة في مهب الحرب: بين قتيل وعاطل الآلاف يكا ...
- بوندسليغا.. طموح لمزيد من المجد الأوروبي وصراع شرس في القاع ...
- زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد يزور الإمارات ويلتقي بن زايد ...
- شاحنة آيس كريم تصدم عشرات الأطفال في قرغيزستان أثناء احتفال ...
- أوربان: البعض في قيادة الاتحاد الأوروبي يستفيد من الصراع في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماره بن عبد الله - يومها رمت فرنسا بالجزائريين في -نهر الموت - .. !