أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخطابي زروال - ثورة الذين لا وجه لهم















المزيد.....


ثورة الذين لا وجه لهم


الخطابي زروال

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورة الذين لا وجه لهم
"الثورة لا تظلم...لكنها لا ترحم"
الشهيد محمد الأسود غيفارا غزة
"إن الماركسية تتضمن العديد من الحقائق
لكن يمكن أن نردها جميعا إلى صيغة واحدة:
من حقنا أن نثور على الرجعيين" ماو

تحتاج الحركة الثورية في المغرب كي تتصلب إلى المزيد من الصراع ضد التصفوية و كنس كافة عملاء النظام القائم داخلها، و هذا هو جوهر النضال في بلدنا. و هذا من مميزات البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة "في البلدان المضطهدة يوجد وضع ثوري موضوعي...إن المسألة في البلدان المضطهدة، تتعلق بالاستعداد الذاتي، فالعامل الذاتي هو العامل الرئيسي"
فجوهر أزمة الحركة هو ذاتي، و بالتالي لا يمكن الخروج من هذه الأزمة إلا بمعالجة هذه الذات، و أي تفكير في بناء وحدة الحملم لن يتم إلا على أرضية وحدة و صراع الأضداد، و ليس على مبدأ الهوية أي لن يتحقق إلا بالصراع الإيديولوجي و السياسي ضد التحريفية و التصفوية داخل هذه الذات. و أثبت تاريخ الحركة الثورية العالمية و تاريخ بلادنا أن أي وحدة على أرضية التنازلات المبدئية، على أرضية النقاط المشتركة لن يؤدي إلا إلى المزيد من تعميق الأزمة و تكريسها، إلا إلى المزيد من دعم الانتهازية داخل الحركة، و هذا الوضع يطرح على الحملم مهام كبرى و يجلي إلى المعترك كافة القضايا الأساسية للثورة المغربية و مهام بناء الحزب الثوري، و هو ما يؤكد بالملموس صحة الشعار المطروح داخل الحركة: الوضوح ثم الوضوح الفكري و السياسي، فلا مخرج للأزمة إذا لم نرسم الحدود بدقة، إذا لم ننظف و نكنس الانتهازية، حتى يمكن البناء فوق هذه الأرض التي عمقت الانتهازية جراحها، أما من يصر على المصالحة مع الانتهازية فبالضرورة سينزلق إلى الانتهازية بالذات، و الاتجاه الآني للتاريخ كفيل بأن يكشف الكل و يرمي العديد إلى مزبلة التاريخ، و يفسخ جلد كل المتاهين، المتعددي الوجوه، كل الديماغوجيين أمام الطبقة العاملة و جماهير الشعب المضطهدة.
فالصراع الطبقي عند احتداده يفرز لكل حسب دوره، و الأزمة التي تعيشها الامبريالية و الاتجاه التنازلي التي تعرفه أنظمته التبعية، و في نفس الآن التقدم الذي تعرفه النضالات الثورية على المستوى العالمي، البيرو، النيبال، الفلبين، تركيا، الهند...و كيف تمتد الحرب الشعبية كالنار في الهشيم عبر ربوع العالم، تبين أي مستقبل زاخر ينتظر الثوريين، و أي دور يلعبه التصفويون على المستوى العالمي و المحلي لتحجيم ذلك، أولئك الذين حولوا النضال ضد الامبريالية إلى مجرد وقفات أمام البنك الدولي و أمام مقر اجتماع الدول الامبريالية، عوض التحضير للقضاء على الاستعمار الجديد و دحره، إن التاريخ يوضح لنا بدماء الشعوب الزكية كيف يدحر الاستعمار، و كيف يدحر الانتهازيون، لأن النضال ضد الامبريالية يقتضي بالضرورة النضال ضد الانتهازية، و طليعة الانتهازية بالمغرب هي التروتسكية، و كل من يقول عن نفسه أنه يناضل لتحصين مكتسبات الطبقة العاملة و الجماهير الفلاحية المعدمة و الجماهير الشعبية، فكل من يقول عن نفسه أنه يناضل لتحصين مكتسبات الحركة الطلابية و لتحصين أوطم فلا يمكن إلا بالنضال ضد المخربين.
فهؤلاء التروتسكيون يصرخون بالوحدة، الوحدة و يثرثرون عن الحزب العمالي – ربما بأساليبهم تجاه بحارة آسفي و غيرها... – و لكنهم في حقيقة الأمر يسلكون أحط أساليب الوصولية و التصفوية، و نرجو أن يراجع الكل مقالاتهم و بياناتهم و منشوراتهم، و ليتأمل في جريدتهم "المنافقة" فهم دائما يقفون في القضايا الثورية الهامة موقف أنصار التصفوية. لنتذكر خستهم حين كان الثوار القاعديون يعانون داخل السجون في الموسم الدراسي 2004/2005 و لازال أحدهم صامدا إلى يومنا هذا بسجون النظام في موقع وجدة، لنتذكر أي تعتيم مارسوه على هؤلاء الثوار، و أي انتقائية تعاطوا بها اتجاه نضاليتهم، و كأنهم أدخلوا للسجون هذرا، و أن نسوا أن قيادتهم لمعارك الجماهير الطلابية، و وقوفهم ضد مخططات النظام، و ثوريتهم، هي التي جعلتهم مستهدفين من طرف النظام و عملائه، و حين نتحدث عن "عملائه" فيجب أن نتذكر تحركات الترونسكيين في الساحة بعد اعتقال جل المناضلين ليظهروا بمظهر الأبطال و تلقوا الجواب من الجماهير نفسها، هذا الجواب هو التشبث بأوطم و بمن أعطى لهذه المنظمة كفاحيتها و نضاليتها و هم بطبيعة الحال القاعديون، حين نتحدث عن "عملائه" فيجب أن نتذكر محاولة الاغتيال التي تعرض لها أحد المناضلين القاعديين بأكادير، و كيف جسدوا صفة المنافق عند الجماهير الشعبية "يقتله و يبكي في جنازته" تعبيرا عن الحنكة في الخسة و النذالة. فيا لها من حنكة سياسية و يا لها من ديماغوجية . إن الدماغوجيون هم أشد أعداء الطبقة العاملة. و تأملوا جيدا قول لينين و ضعوا أصحابنا في المخبر.
"لقد سلك تروتسكي سلوك أحط الوصوليين و دعاة الانقسام...إنه يثرثر عن الحزب إلا أن سلوكه أسوأ من سلوك جميع دعاة الانقسام الآخرين"
و هذه الصفات هي التي حظوا بشرف الحفاظ عليها و التشبث بها.
و حين يزعقون برفضهم الانتهازي "لا للثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، نجيبهم أن النضال في المغرب لن يقود إلا انتصار حاسم على الحكم المطلق و إقامة السلطة الوطنية الديمقراطية الشعبية، بقيادة الطبقة العاملة لكافة الطبقات المضطهدة، و الفلاحين القوة الرئيسية، بما هي قيادة البروليتاريا للنضال من أجل الحريات السياسة و تحقيق المهام الديمقراطية. و إما تحييد هذه البروليتاريا عن دورها السياسي و الاكتفاء بدستور ممسوخ (دستور ديمقراطي) كاريكاتوري يثبت سلطة النظام القائمة و ينعشه في فترات احتضاره. و ما الزعيق بأن البروليتاريا لا يهمها النضال من أجل إسقاط الحكم المطلق و تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية و الزعيق بالاشتراكية الاشتراكية في الهواء إلا المزيد من تحييد الطبقة العاملة و جعلها ذيلية للبرجوازية و عملائها.
"إن الماركسية لا تعلم البروليتاريا أن تبتعد عن الثورة البرجوازية و تتخذ منها موقف اللامبالاة، و تترك قيادتها للبرجوازية بل هي، على العكس، تعلمها أن تشترك فيها أنشط اشتراك و أقواه، و أن تناضل أشد نضال في سبيل الديمقراطية البروليتاريا الحازمة في سبيل إكمال الثورة و إتمامها"
فيا للعجب يزعقون بألفاظ طنانة و عملهم و ممارستهم تنزل إلى درك الرجعية. فما معنى النضال في جبهة واحدة مع الظلامية؟ و ما معنى الدفاع عن "أطاك" و أطروحتها الرجعية؟؟ و ما معنى تقسيم الطلاب على أرضية عرقية؟؟
إن الديماغوجيين هم الذين يعملون على طمس ذاكرة البروليتاريا، و يزيفون المسألة فينزلون بها إلى نقاشات بزنطية " أما الطبقة العاملة، فعلى العكس من ذلك، إذ أن الأجدى بها أن تحصل على التغييرات الضرورية من وجهة نظر الديمقراطية البرجوازية، بالطريق الثوري، لا بطريق الإصلاحات، لأن طريق الإصلاحات هو طريق المماطلة و اللف و الدوران، هو موت الأجزاء المتفسخة من الجسم الوطني موتا بطيئا مؤلما، إن البروليتاريين و الفلاحين هم الذين يتألمون أكثر من غيرهم من هذا التفسخ، فالطريق الثوري هو بالنسبة للبروليتاريا طريق العملية الجراحية الأسرع، و الأقل ألما، هو الطريق القائم على بتر الأجزاء المتفسخة بعزم و حزم، هو طريق الحد الأدنى من التساهل و المداراة تجاه النظام الملكي و مؤسساته الدنسة السافلة التي ينخرها التفسخ و التي تسمم الجو بعفونتها" .
و بالتالي، فالسؤال المطروح هو هل يجب تأمين قيادة البروليتاريا للثورة الديمقراطية و تأمين ذلك الاحتياطي الهائل من الفلاحين أم ترك الزعامة للبرجوازية و أذنابها و دفع الفلاحين نحوهم؟ و في هذه النقطة الأخيرة وصف لينين إبان المؤتمر الثاني للح.ع.ا.د.ر. أولئك الذين عارضوا في البرنامج مطالب تتعلق بقضية الفلاحين، أن هؤلاء ما كانوا يريدون الثورة، لذلك كانوا يبعدون عن الطبقة العاملة حليفتها، أي جماهير الفلاحين الذين لا يكنون لهم سوى الكره و الضغينة، هذا هو السؤال المطروح، و الإجابة عنه تدفع كل تيار لاتخاذ موقع معين، و التروتسكيون مع الشكر الجزيل يجيبون على هذا السؤال بالأفعال.
هناك أيضا من يدعي بأن قيادة هذه الثورة برجوازية، و لتنتظر البروليتاريا حتى تحين مهمتها، هنا تنكشف كل الكلمات و كل الجمل، هنا يلتقي المغرمون و يفترق الغريمون، و هنا تطرح القضايا و تنقشع المسائل، و هنا بالضبط يهربون من أي نقاش جدي لمسائل الثورة في المغرب، فعلى الذين تعبوا أن ينصرفوا، و ألا يجعل من تعبهم نظرية يدافعون عنها ! فسيقولون لا لم نقل ذلك، و لكن عليهم أن يعلموا أن دور التيارات في الصراع الطبقي ليست مسألة قول أو صمت، لأن للصمت دلالة، و كذلك ليس كل ما يقوله المرء يجب تصديقه، فيجب التثبت من الأقوال بالأفعال، و أفعالكم تقول كل شيء، فخير طريقة للتعبير هي الفعل، حسب الشهيد غيفارا.
و حين يزعق التروتسكيون برفضهم الانتهازي " للعنف" يجب أن نتذكر مواقف تروتسكي ضد الثورة المسلحة حين كان البلاشفة و على رأسهم الرفيق لينين يهيئون لها و كان الرفيق ستالين يقوم بعمل واسع عبر القوقاز و كان يفضح الانتهازيين أمام العمال و يدافع عن الثورة المسلحة "ماذا يلزمنا حتى نتغلب و نحرز النصر فعلا؟ يلزمنا ثلاث أشياء: أولا أن نتسلح، ثانيا أن نتسلح، ثالثا أن نتسلح أيضا و أيضا". هذا هو خطاب الرفيق ستالين في أحد الاجتماعات الشعبية في "تفليس" إبان ثورة 1905 المجيدة. و لتنفيذ ذلك خاض البلاشفة صراعا حادا و طاحنا مع تروتسكي و المناشفة، هؤلاء الذين أرادوا تحويل السوفييتات من منظمات كفاحية إلى مجرد بلديات، كما هو الحال الآن في مجموعة من البلدان: البرازيل...و كما هو حال الطلبة الثوريين المضادين للثورة مع أوطم، و كما هو حال التروتسكيين مع الكفاحات البطولية للعمال و الفلاحين و الطلبة و المعطلين، و كافة الجماهير المضطهدة؛ فما معنى أن يصرخوا في جماهير المعطلين "لا للعنف"، و ما معنى أن يطلبوا و يزعقوا في وجه القاعديين "ما كان ينبغي النضال"، ما كان ينبغي الدخول في معارك، "ما كان ينبغي النضال العنيف"*، ما كان...إن الثوريين كما علمنا مربو البروليتاريا من ماركس إلى ماو، يسيرون في طريق صعبة و منعرجه، و حين ينهزمون في معركة لا يرفعون شعار لا للمعارك، بل يتقدمون و يقاتلون و لا تقودهم الهزيمة إلا لمحاولة جديدة، هذا في حالة الهزيمة و الفشل، و بالأحرى في حالة الانتصارات و النجاحات، و الكل يعلم أن المعارك التي قادها القاعديون كانت انتصارا كبيرا على النظام، ألم تفرز مجموعة من القضايا إلى الواجهة؟ ألم تساهم في فضح خطوات النظام الخسيسة كهيئة الانصاف والمصالحة وغيرها؟ ألم تساهم في التشهير السياسي بالنظام حتى على المستوى العالمي؟ إن القاعديين بالعمل الثوري، بالعمل الحقيقي، حققوا هذه الانتصارات، ودفعوا الثمن بتضحياتهم وصمودهم داخل السجون، حين كان البعض يزين وجه النظام بطلاء باهت.
يجب ان نستحضر دروس ثورة اكتوبر المجيدة التي علمتنا المضي في الثورة بلا كلل وبلا يأس، وعلمتنا ضرورة إقناع الجماهير بتجربتها الذاتية بصحة الشعارات الثورية عن طريق إيصال هذه الجماهير الى المواقع الثورية وتثبيت كل الاشكال الثورية لديها وتهيئها، فكريا وسياسيا وتنظيميا للعب دورها التاريخي، وليس العكس كما فعلها التروتسكيون، حين هاجموا الشعارات الثورية وحين علقوا انتصارات إيمني كليا "بالتضامن العالمي" و" تضامن المجتمع المدني" عوض إعطاء الثقة للجماهير العمالية، وحين كرسوا أشكالا تنظيمية فوقية وطمسوا الأشكال التي أبدعتها الجماهير، ففي هذه المسائل يتحدد التكتيك الثوري من التكتيك البرجوازي وسط الجماهير، وهذه الأشكال التوفيقية تشكل مادة لنشر اليأس وحبلا لخنق تقدم الجماهير الثوري، وتنشر السوداوية وسط الجماهير عوض تخضيرها للمعارك المقبلة. ومـــن تم كان لينين محقا حين اعتبر الأحزاب التوفيقية أخطر سند اجتماعي وسياسي وتنظيمي لأعداء الثورة في مرحلة النهوض الجماهيـــري والاندلاع الثوري، لذلك لن نقول " فويل لكل همزة لمزة".
إن نظريــــة " الثورة الدائمة" أثبت التاريخ إفلاسها ولازال بتعفناتها، والواقع الحالي يؤكد فعلا ما قاله الرفيق ستالين بان هذه النظرية " عوض أن تكون حافزا لشن الهجوم على الرأسمال في كل قطر على حدة، تقود إلى الانتظار السلبي للحظة "الحل العام"، لأنها تبث بين بروليتاريا مختلف الأقطار لا روح التصميم الثوري، بل روح الشك على طريقة هملت: و ماذا لو لم يهب الآخرون لمؤازرتنا !؟؟ أو بمعنى آخر حسب تعبير الرفيق ماو: إنها نظرية عدم القيام بالثورة.
فكما ظهر الأعداء في فترة الركود و التراجع، فإن فترات النهوض و التقدم لها أعدائها، فالتاريخ علمنا أن الرجعية تستغل مثل هؤلاء –إخوان يهودا السافلين– عناصر الاستفزاز و الوشاية و التجسس، هؤلاء هم الأكثر فعالية للرجعية وسط منظمات الجماهير، و وسط الحركة الثورية محليا و عالميا، فعلى نفس نهجهم يسيرون، إذا كانوا يشنون هجومات خسيسة على الثورات التي كانت و يتحالفون مع أعدائها، فنفس الشيء يفعلونه اليوم ضد الثورات المشتعلة نارها: الحرب الشعبية في النيبال، البيرو...و يسيلون المداد على صفحات كثيرة للدعاية لتيارات مضادة للثورة على المستوى العالمي، و هذا يوضح بجلاء أي دور يلعبونه على المستوى العالمي، فطوبى لهم بذلك و طوبى للثورة بنفسها.
فماذا ينتظر الثوريون من هؤلاء؟ فالذين يفتحون حضنهم لهؤلاء و يعملون على توحيد جهودهم لتحقيق أهدافهم التخريبية، إما أنهم يجهلون كليا الوضع السياسي المغربي و الدولي و اتجاهه، أو أنهم يعملون أيضا بقناعة على تجسيد كل المضامين الانتهازية، و يثبتون به سياسة النظام القائم و يكرسون بكل إمعان أزمة الحملم، و ينتقلون مباشرة إلى العمالة السياسية له إن لم نقل أكثر من ذلك. فماذا يعني أن يساند المرء أولئك الذين يستقبلون عملاء النظام بالأهازيج الفلكلورية؟ !! و ماذا يعني أن يساند المرء أولئك الذين يسهرون على توزيع القروض الصغرى على الفلاحين انسجاما مع "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" الرجعية؟ !! ماذا يعني أن يساند المرء أولئك الذين يشنون هجمات سافلة على الحركة الثورية العالمية؟ !! ماذا يعني أن يساند المرء أعداء أوطم و مروجي النزعات القبلية و الإقليمية، دعاة الشوفينية؟ !! ماذا يعني أن يساند المرء أولئك الذين يعملون على الهجوم السافل على القاعديين؟ !! و ماذا؟ و ماذا؟...
فلهم الحرية أن يلعبوا دور حراس البرجوازية في صفوف الجماهير الشعبية، ولهم كل الحرية أن يكونوا دعاة الانتهازية العالمية، الذين يكدون و يبلون البلاء الحسن في تحريف تعاليم الماركسية اللينينية و تشويه تاريخها البطولي و تحويلها إلى قصاصات ورقية يلعب بها الأطفال، ويحولوا راية البروليتاريا الحمراء إلى منشفة، فبأي شعارات بدؤا !! و بأي ممارسة انتهوا !! ربما هي حكمة التاريخ التي تخلى الكثيرون عنها فهمها ماديا، كيف بدؤوا في آسفي و كيف انتهوا. كيف بدؤوا في أكادير و كيف انقلبوا !! كيف خربوا معارك البحارة و كيف انتهوا بها !! كيف انطلقت معركة طاطا البطولية و كيف عملوا على طمس كفاحيتها !! و كيف عملوا على إيجاد موقع للقوى الظلامية و الأحزاب الرجعية فيها بمبرر أن المعركة فوق المصالح السياسية، و ينسون أن السياسة نشمها في الهواء، فأينما نولي وجوهنا فتمة سياسة، لكن المطلوب عن أي سياسة ندافع؟ لنتذكر نادي آنزا و عن أي مضمون رجعي يدافع وسط الطبقة العاملة؟؟ لنتمعن في جمعياتهم و عن أي ثقافة تدافع؟ لنتأمل دورهم داخل الحركة الطلابية، التخريب ثم النخريب، كيف يجسدون وصف لينين لتروتسكي "بمركبة توشينو"* و كيف يقفزون من تيار لتيار، و من وجه لآخر، و من خندق لخندق، و صح فيهم قول لينين "يمثل التيار الذي لا يملك وجها لا وجها فكريا و سياسيا"، بعضهم كان يدافع عن وجهة نظر 84 و آخرون كانوا يدافعون عن وجهة نظر 89، و انقلبوا ليعلنوا عن أنفسهم "طلبة ثوريين"، كيف كانوا يدافعون عن وجهة نظر هؤلاء في أوطم من الهيكلة إلى اللجان الانتقالية...كيف كانوا يدافعون عن أنفسهم كفصيل داخل أوطم إلى الهجوم على أوطم نفسها و اعتبارها غير موجودة إلا في البيانات، و أصبحوا من أشد الحاقدين على وجودها و يعملون بلا كلل على تخريبها و طمس هويتها الكفاحية، عن طريق الدعاية المسمومة ضد المناضلين و التهجم عليهم، و الجماهير الطلابية تعلم و كل الثوريون يعلمون أن الفصيل الوحيد الذي كان و لا زال يدافع باستماتة و بقتالية عن أوطم، و قدم معتقلين و جرحى و شهداء، هو فصيل النهج الديمقراطي القاعدي. هو الوحيد الذي يدافع بأناة و صبر و لن يتوانى عند ذلك للحفاظ على هذه المنظمة الجماهيرية و على كفاحيتها، لأنه فعلا الفصيل الثوري الوحيد داخل الجامعة.
فماذا سيفعل أي ثوري شريف إزاء أولئك الذين انحطوا من الدفاع على الهيكلة إلى الدفاع عن الشوفينية و الإقليمية في التنظيم –أبشر يا ميثاق هؤلاء الذين دافعوا عنك– ألم يمزقوا وحدة الطلاب حين شرعوا يؤسسون لكل مجموعة طلابية لجنتها الخاصة بها حسب إقليمه أو عرقه، غدا أو بعد قليل سنسمع عن لجنة طلبة عائلة فلان أو عشيرة الفلاني. إنهم يعملون على تحويل الحركة الطلابية إلى اصطبلات عرقية، فكم من الأشياء تبدوا كاريكاتورية لكنها واقعية، فهؤلاء الذين يلغطون بالأممية –فللتصفوية أمميتها أيضا– هؤلاء الذين يغنون بالثورة العالمية –فللثورة المضادة عالميتها– أضحوا أكبر المخربين لأي منظمة كفاحية، و غذوا أعظم المدافعين عن الشوفينية و القومية داخل الجامعة، فإذا كان هذا هو مضمونهم داخل الحركة الطلابية فلا عجب من كل جرائمهم داخل الحركة الجماهيرية بشكل عام و الحملم بشكل خاص.
فإذا رأيت لحية جارك تحترق فدع لحيتك تبتل.
فلم يبقى إلا أن نقول للجماهير الشعبية: لقد أتيتم بمعجزات من البطولة في نضالكم ضد الحكم المطلق و مخططاته الرجعية، و المستقبل حافل بالمزيد من الهجوم على مكتسباتكم – فلنتذكر قانون المالية الرجعي– فعليكم أن تأتوا بمعجزات من التنظيم البروليتاري و الشعبي، لتهيئ الانتصار على الحكم المطلق. هذا هو الشعار الذي يجب أن نناضل تحته، و نناضل في نفس الوقت ضد كل من يكرس العفوية، ضد من يكرسون سياسة النظام القائم داخل الحركة الجماهيرية، و سلخ جلدة المتزلف الحربائي.
و لم يبقى لنا إلا أن نقول لهم قول الشاعر:
قل للتحريف ولى زمن التخريف
طحلبهم العوسجي العليف
ثورتهم الحمارية
بهتانهم الظريف
طواحنهم الهوائية دونكشيتهم
صوتهم الحفيف
تقيقهم، نهيقهم
فستانهم الخفيف
تحرقه شمس الحقيقة غداة الطلاق
حينما ينفث "لينين"
رمحه البلشفي العفيف
أو حين يداعب لحيته بشكل طريف
ألا تشمون رائحة الاحتراق؟
------------------------
حوار مع الرفيق براجندا: أمين الحزب الشيوعي النبالي الماوي
لينين، خطتا الاشتراكية الديمقراطية في الثورة الدمقراطية.
* هذه الشعارات و الهتافات الانتهازية يرددونها في كافة الحركات الجماهيرية.
نفس المرجع السابق.
* كانت تطلق على الجنود الفارين من موقع إلى موقع.
من قصيدة :كامليو وسط البارود



#الخطابي_زروال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا ننسى شدرات من تاريخ التروتسكية من التحريفية الى التخر ...
- إطلالة على 23 مارس 1965 * عبرة من التاريخ*


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخطابي زروال - ثورة الذين لا وجه لهم