أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي السعيد - جهود مثابرة وراء نجاحاته الملفتة للنظر / مركز الجواهري ... صرح انطلق من العاصمة التشيكية وحلق في جو الثقافة الفسيح















المزيد.....

جهود مثابرة وراء نجاحاته الملفتة للنظر / مركز الجواهري ... صرح انطلق من العاصمة التشيكية وحلق في جو الثقافة الفسيح


مهدي السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1551 - 2006 / 5 / 15 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


بعد أكثر من ثلاثين عاما، اقامة دائمة حيناً، ومؤقتة حيناً آخر، ورحيله عن عالمنا في صيف عام 1997، تستعيد براغ ذكرى الشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري، الذي غادرها بعد أن قلد جيدها أجمل القلائد من شعره، لتفتح له أحضانها من جديد وتحتفي به كما احتفت من قبله ببابلو نيرودا، الذي حط رحاله في رحابها وطرز فيها أجمل الكتابات باللغة الاسبانية، وبودليير الذي أهداها جزءاً من عصارة ابداعاته باللغة الفرنسية، وفرانز كافكا الذي ترك لها تراثاً روائياً وقصصياً كبيراً باللغة الألمانية، وها هو الجواهري، القادم من بلاد الشمس، من أرض الحضارات الأولى، يقف إلى جانب أولئك المبدعين الذين لاذوا برقة وعطف صاحبة الجمال والفن والإبداع، براغ، المدينة التي أحبها من قبله كل من زارها وأقام فيها من المبدعين الأوائل، بدءاً من بيتهوفن وموزارت ومروراً بمكسيم غوركي وناظم حكمت ومروراً بصفوة المبدعين العرب أمثال محمود صبري ومحمد دكروب ومحمود درويش وسميح القاسم وكريم مروة وغيرهم.
هذه براغ التي قال عنها الجواهري ما لم يقله غيره من قبل أو من بعد، تكافىء وتستعيد ذكرى من قلد جيدها نفائس الدرر البارقة:
قفْ على براها وجبْ أرباضها
وسلْ المصطافَ والمرتبعا
أعلى الحسن ازدهاءً وقعتْ
أم عليها الحسن زهواً وقعا
وسل الخلاق هل في وسعه
فوق ما أبدعه أن يبدعا
ففي براغ هذه، أعلن قبل أعوام قليلة، وقبل خمس سنوات تحديداً (نيسان 2002) بمبادرة شخصية لمجموعة من محبي الشاعر الكبير من العراقيين والعرب والأجانب عن تأسيس "مركز الجواهري". وبعد أن أجازته الدوائر الرسمية، بدأ نشاطه بجملة من الفعاليات الثقافية والشعرية وإصدار العديد من النشرات والكتب بأكثر من لغة، فضلاً عن عقد الكثير من الندوات المتخصصة.
واليوم، قطع المركز شوطاً بعيداً في نشاطاته المتنوعة، التي حددت وفق برامج مرحلية، وهو يسعى إلى حفظ تراث الشاعر الكبير، فضلاً عن نشاطات أخرى ذات أبعاد انسانية عامة، مع التركيز على تطوير مجالات التبادل الثقافي العربي – الأوربي والعالمي، ونشر الابداع الانساني في مواجهة قوى وأفكار الاستبداد والتخلف والعنف، عبر فعاليات وندوات وإصدارات وتراجم وغيرها.
وفي خطوة متميزة قام بها المركز مؤخراً، تزويد موقع "الجواهري" الالكتروني، بعدد من قصائده الشهيرة بصوته وصورته، وقد لقي هذا الانجاز اهتماماً كبيراً من لدن المتابعين لتراث الجواهري، إذ يزداد عدد زوار الموقع من كل مكان.
ويقـــول رئيـس المركز الاستاذ رواء الجصاني في هذا الخصوص "بعد تأسيس المركز، دخل آلاف المتابعين إلى موقعه على الانترنيت http://www.jawahiri.com، للاطلاع على حياته وابداعاته وأيضاً على ما كتب عنه".
وكان المركز قد عقد بمناسبة بدء نشاطه واحدة من أوسع وأهم الندوات حول الجواهري وتراثه، وقدم فيها بعض المستشرقين التشيك الذين عايشوا الشاعر الكبير أثناء سنوات اقامته في براغ مساهمات، تناولت العديد من القضايا المتعلقة بشعره وغربته وعلاقته ببراغ، ومن بينهم المستشرق التشيكي الشهير لوبوش كروباتشيك، ومحررة مجلة "رابسنيك" الأدبية زدينا تورتيشوفا، وكذلك المستعرب والمترجم يارومير هايسكي الذي ساهم بنشاط كبير في تأسيس المركز قبل أن يتوفاه الأجل في حادث طارىء.
ويضيف الاستاذ الجصاني "ان المركز قد قطع شوطاً غير قليل في تنفيذ برامجه، ولكن المشكلة، ان كل النشاطات التي يقوم بها تمول بمساهمات شخصية محدودة جداً، وهذا لا يكفي، في حين لم تقم أي جهة رسمية أو غير رسمية عراقية أو غير عراقية بتقديم أي نوع من أنواع الدعم، ولكننا مع كل ذلك مازلنا صامدين ومصرين على الاستمرار، فالمشروع في أهدافه لا يتعلق بنا كأشخاص، بل برمز عراقي وعربي وإنساني فائق التميز".
يؤكد القائمون على المركز، ان عملهم لا ينحصر بحفظ تراث الجواهري ونشره مخطوطاً أو مطبوعاً أو مسموعاً أو مرئياً، وإنما من ضمن توجهاته تأسيس جسور من التلاقي مع ثقافة وتراث الأمم الأخرى. ويشير مدير المركز الدكتور عدنان الأعسم بهذا الصدد إلى أن المركز قد أصدر إضافة إلى كراسات باللغة العربية مثل "الجواهري عربي القرن العشرين" و"الجواهري ايقاعات ورؤى"، كتباً باللغة التشيكية من بينها عن الشاعر نزار قباني والشاعر اليمني محمد الشرقي.
ويضيف الأعسم "ان المركز بصدد اصدار المزيد من النشريات والكتب التي تتناول تراث الجواهري وشعراء العراق الآخرين، اضافة إلى تراث الشعراء والكتاب العرب".
بين الجواهري وبراغ علاقة فريدة الخصوصية، فالشاعر الكبير كان في سفراته ورحلاته لا يلبث أن يشتاق إليها كما كان يشتاق إلى بغداد التي ملكت قلبه. ومن مفارقات الزمن أنه فارق كلا المدينتين مهموماً وغاضباً، ولكنه كان وفياً كل الوفاء لهما، وهاهما يعيدان للجواهري مجده الشامخ بعد أن منحهما أجمل ما عنده من شعر مليء بالحب والعاطفة.
مراجعات
ــــــــ
• في عام 1975 كتب الجواهري قصيدته الرقيقة حول براغ وسماها "حوار مع براها" تضمنت هذه الأبيات:
أطلت الشوط من عمري أطال الله من عمرك
ولا نبئــت بالسـوء ولا بالشـر مـن خبرك
ألا يا مزهـر الخــلد تغنى الدهـر في وترك
ولو صيغت دنىً أخرى لما كانت سوى كسـرك
• وفي الأيام القليلة التي سبقت أعياد الميلاد عام 1969، كان الجواهري كعادته متجهاً إلى مقهى "اوبتسني دوم"، التاريخية الشهيرة الواقعة في ساحة الجمهورية ببراغ، وكان يحبذ الجلوس فيها للتأمل وانتظار شيطانه الشعري، وبالقرب من هذه المقهى، كانت تنتشر آنذاك أكشاك بيع سمك الشبوط (الكابر – بالتشيكية) (وجبة الغذاء التقليدية عند التشيك ليلة عيد الميلاد)، وهناك جذبت انتباهه احدى البائعات الجميلات، وهي تهوي على رأس السمكة بساطورها فما كان من الجواهري إلا الاقتراب منها وهو في غاية الانبهار، ليسألها: كيف يمكن أن تتعامل فتاة بهذا الحسن والجمال مع كائن حي ضعيف بمثل هذه القسوة المفرطة، فأجابته: لقد تعلمت القسوة من الرجال. وهكذا ولدت واحدة من أشهر قصائده "بائعة السمك". ومن أبياتها:
وذات غداة وقد أوغلت
بنا شهوة الجائع الحائرِ
دلفنا لحانوت سماكة
نزود بالسمك "الكابري"
فلاحت لنا حلوة المجتلى
تلفت كالرشأ النافر
فجاءت بممكورة بضة
لعوب كذي خبرة ماكر
وأهوت عليها بساطورها
فيا لك من جؤذر جازر
فقلنا لها: يا ابنة الأجملين من كل بادٍ ومن حاضر
ويا خير من لقــّنَ الملحدين
دليلاً على قدرة القادرِ
جمالك والرقة المزدهاة خصمان للذابح الناحر
وكفاك صيغت للثم الشفاه
وليس لهذا الدم الخاثر
فقالت: أجل أنا ما تنظران
وان شق ذاك على الناظر
تعلمت من جفوة الهاجر
ومن قسوة الرجل الغادر



#مهدي_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي السعيد - جهود مثابرة وراء نجاحاته الملفتة للنظر / مركز الجواهري ... صرح انطلق من العاصمة التشيكية وحلق في جو الثقافة الفسيح