أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الامير - سينما عراقية بسرعة الريح















المزيد.....

سينما عراقية بسرعة الريح


ليث عبد الامير

الحوار المتمدن-العدد: 1551 - 2006 / 5 / 15 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


للفترة بين 6-10 مارس ، أقيم بجامعة
بلندن أول مهرجان للفيلم العراقي حضره جمهور غفير أغلبه من العراقيين المغتربين في بريطانيا SOAS
بالاضافة الى مثقفين ومهتمين بالشأن العراقي من البريطانيين والاجانب . وتميزت عروض المهرجان بنوعية الافلام المشاركة والجيدة وشكلت إمتدا لسلسلة تضاهرات سينمائية عراقية نشطت بعد سقوط دكتاتور العراق بدأت من باريس في معهد العالم العربي عام 2004 ثم طوكيو عام 2005 وسنغافور وباري في إيطاليا . .

في بريدي الالكتروني وقبل الذهاب الى حفل إفتتاح مهرجان لندن للفيلم العراقي وجدت هذه الكلمات المؤثرة والدالّة
" كن متأكدا بأنني مستعد للتضحية بحياتي من أجل لحظة سينمائية صادقة وخالصة "
وهي مقتطف من رسالة لصديق سينمائي شاب يعيش في العراق و ينوي إنجاز فيلمه الاول !
الرسالة تلخص تصميم جيل جديد من السينمائيين العراقيين فتحوا أعينهم على الحروب والبؤس ، هذا الجيل
من السينمائيين الشباب لا يتكأ على إرث سينمائي عريق رغم قدم تاريخ السينما العراقية وغير مؤهل في معاهد سينمائية
ولا حتى دوراة تأهيلية مع بعض الاستثناء .
في قاعة المهرجان فاجأني حضور السينمائيين القادمين من العراق ، عمار سعد ، عدي صالح ، سعد إبراهيم وكلهم من الشباب الذين تشرفت بالتعرف عليهم قبل سنة ، وذلك في مطلع عام 2005 ، وهم الفريق الفني الذي رافقني في رحلتي لتصوير فيلمي الاخير (العراق أغاني الغائبين ) والذي شكل بالنسبة لهم تجربتهم الاولى في عالم السينما التسجيلية .
اليوم كل منهم جاء الى لندن يحمل فيلمه الاول !
لم أكد أنجز المراحل الاولى من المونتاج بعد عودتي من العراق حتى حصد عمار سعد الجائزة الاولى في مهرجان العراق الدولي للفيلم القصير ، وعدي صالح الذي رافقنا كمساعد إنتاج يشارك الان بفلمه الاول وعنوانه (فيلم عن السيلمة ) ويحمل في كمبيوتره النقال الذي يرافقه كظلّه مشاهد فيلم آخر تحت الانتاج ، أما سعد إبراهيم فعمل معنا كمساعد مصور وإداري جاء مع (هل هذا جهاد ) وهو فيلم تسجيلي متوسط أنجزه للتو ويعد الان لفيلم روائي قصير..
إنهم جيل من الشباب متعطش للعمل وللتعويض عن حرمان وغياب سينمائي دام طويلا وهو متعجل من أمرهم ويعمل
أسرع من الطلقات الغادرة التي تلاحقه في كل مكان و تحصد شباب العراق تحت راية الاسلام والجهاد .

يتحدث عمار سعد في فيلمه (علكة ملعونة) عن محنة الصحفيين في العراق وكيف أصبحت الكاميرا العدو رقم واحد للجميع
( أمريكيون ، سلطة ، أرهابيون ، قطاع طرق ..) لذلك دفع الكثير حياتهم وما زال الموت يحصد الاخرين ، أحد الصحفيين الذي تحدث في الفيلم قتل لاحقا ، وقد إستطاع المخرج الشاب الامساك بموضوعة الفيلم وكان موفقا في معالجته الدرامية ومتماسكا ، وكنت أتمنى أن لا ينجر الى الحذلقة في المونتاج والتقطيع السريع مما أفقد التواصل مع الاحداث في بعض الاحيان .
يتابع سعد إبراهيم في فيلمه ( هل هذا جهاد) الحياة اليومية في شارع حصدت سيارة مفخخة أرواح ألاطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم وتحول المكان اليوم الى شارع أشباح فقد قتل أكثر من عشرين صبيا فقد بعضهم ساقه وتبحث طفلة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات عن أخيها الذي كان يشتري لها الموطة ( البوظة) كل يوم ، و تبكي اليوم فقدان أخيها الطيب ولا تعرف السبب .
الفيلم كان يمكن أن يكون مرثية لهؤلاء الابرياء الذي قضوا في التفجير الارهابي وهو إدانة صارخة بوجه القتلة المتأسلمين ولكن الحوارات مع الشخصيات السياسية والدينية أضعفت من القيمة الجمالية للفيلم ويبقى المشهد الاخير للطفلة وهي تبكي أخيها الشهيد من أكثر المشاهد المؤثرة وقد أراد المخرج أن يصرخ بصوت أقوى من الصورة نفسها وكأنه يريد أن يضيف بعدا رابعا للصورة .
أما فيلم حيدر موسى (أحلام العصافير ) وهو فيلم طويل 80 دقيقة أراد أن ينقل الحياة اليومية في بغداد محاورا أصدقاءه ومعارفة وتمتد أحداث الفيلم الى مراحل زمنية طويلة نسبيا منذ سقوط الصنم ، والفيلم عبارة عن تجميع لمشاهدات وأحداث يومية بحاجة الى تشذيب وتركيب يعطي لها مسحات فنية وجمالية بدلا من تجميع أحداث متفرقة وأعتقد أن ظهورالمخرج الشاب المستمر معلقا على الوقائع كان غير مبرر وهذا فخ وقع فيه كثير من المخرجين العراقيين الذين صوروا عودتهم الى الوطن بعد غياب طويل وسقطوا في التبسيط وتحولت أغلب أفلامهم الى ( هوم فيديو) أفلام عائلية .
الجميع يريد أن يصرخ وأن يقول شيئا بحجم المأساة ولكن لا يصنع المشهد اليومي مهما زادت دمويته سينما مبدعة ، وهنالك شيئ آخر يسمى في الادب ما بعد النص حيث تطغي لغة الايحاء على الظاهر من النص أو الصورة .
يلاحظ أن
المشهد العراقي في أفلام هؤلاء السينمائيين متشابه فالحدث اليومي يأخذ أغلب مساحة الصورة والجثث المتفحمة تخرج من إطار الصورة وتصرخ بعنف والكاميرا قلقة ومتوترة تفقد المشهد جماليته أما المونتاج فعبارة عن ربط للمشاهد لا غير
لكن الصورة تبقى صادقة ومباشرة بدون رتوش .
خرجت هذه الافلام من مشكلة كانت ترافق السينما العراقية التسجيلية لعقود كثيرة وهي التعليق الخالي من الدلالات والممل والذي يفرض سلطته على الصورة وهذا إنجاز يسجل لهم .
وعلى العموم عند متابعة هذه الافلام يصعب علينا الخوض أكثر في اللغة االسينمائية والوعي السينمائي للفيلم التسجيلي ، هذه المفردات ستدخل القاموس السينمائي العراقي ربما قريبا ، ولكن المؤكد أن السينمائيين العراقيين من جيل الشباب الذي بدأ يتعلم مفردات السينما لوحده بعيدا عن الدولة وعن تأثير جيل السينمائيين الرواد والموزع في المنافي بدأ يضع اللبنات الاولى لسينما جديدة لها الكثير مما ستقوله في مهرجانات أخرى ، سينما خرجت من أكوام الجثث والسيارات المفخخة أو قل المجتمع المفخخ ، سينما تريد أن تقول الكثير مع أبسط الادواد وتحت رحمة الارهاب واهمال الدولة وهي سينما تسير بسرعة الريح ولن تهدأ إلا بعد الوصول الى الضفة الاخرى .

أما جمهور مهرجان لندن للفيلم العراقي فقد كان أغلبه من جيل ولد في المنافي ولم ير بلدهم أبدا
حضر عدد كبير منهم لمشاهدة هذه الافلام حاملين معهم قصصا جميلة ومدهشة عن عراق ألف ليلة وليلة ، سمعوا عنه في حكايات ذويهم وقد صدمتهم الصور المرعبة والخراب القادم في علب هؤلاء السينمائيين الشباب ، ولا أعتقد أنهم شاهدوا في حياتهم هذا الكم الهائل من صور الدمار والموت التي جاءتهم من بلد كان يوما حلمهم الجميل
وربما تساءل بعضهم هل هذا هو العراق الذي ملأ أذهاننا وهل صدق أهلنا في حكاياتهم الجميلة عنه؟



#ليث_عبد_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الامير - سينما عراقية بسرعة الريح