امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 6328 - 2019 / 8 / 22 - 18:03
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
نشتغل أيضا بتخزين أغذيتنا. كل قرية لديها مخازن الأرز والذرة الخاصة بها في حالة التمرد. قام الفلاحون بحفر مآوي بأعماق الغابة، أشعلوا فيها النار لتجفيف وتصليب التراب، وقاموا بسقي الحفر وأرسوا بها رفوف الخيزران لتخزين الأرز فيها، في علو معين، وسد القوالب بألواح الخشب ورفوف وتغطيته بالتراب. عرف شراء الأسلحة رواجا جماهيريا. بحثت كل عائلة بشتى الوسائل على شراء الأسلحة في السوق السوداء عند عساكر تشانغ كاي ـ شيك، تبيع خنزير أو أرز لشرائه. في العديد من المناطق، فتحنا ورشات الحدادة لإصلاح بنادق الحرب، بنادق الصيد وصناعة أسلحة بيضاء، مناجل، سيوف، سكاكين، إلخ... استجاب السكان بشكل رائع وعملوا بشكل جماهيري على جمع الحديد، النحاس، سكة المحراث، أواني وأطباق النحاس، الخردة، إلخ...
المستعمرون الفرنسيون، باعوا في الوقت الحاضر للفاشيين اليابانيين، عملوا بكل الوسائل التي يملكونها على أمل إفساد جنين التمرد العسكري. قادوا معا قمعا رهيبا ومناورات ديماغوجية : العصا والجزرة. يبحثون أول الأمر على تصفية تنظيماتنا القاعدية وقطع طريق تمويل الأطر السرية. من أجل ذلك، يطلقون عمليات عسكرية لوضع اليد على فروع الحزب الشيوعي السرية بفيين كينه.
كنت قد غادرت الرفيق شو فان تان بالمنطقة المجاورة لشو شو وشو دون للرجوع إلى كاو بانغ. في وسط الطريق، قرب مركز باك كان، استطعت أن أرى أولى تظاهرات هذا الرعب الأبيض. وقفت بنا لوم، قرية معزولة على قمة جبل فيا بووك، التي يعني اسمها "حقل الروز المهمل"، توصلت برسالة من الرفيق دوك كزوان، رئيس ملحقة بروباغندا الهجوم الخاصة ب"المسيرة في اتجاه الجنوب"، أعلمني بتقدم الحركة مقترحا نزولي للمشاركة في اعتصام بالواحة. دوك كزوان كان عنصرا ممتازا في البروباغندا، جد حيوي وشجاعا جدا، الذي لحن أجمل الأغاني الشعبية. لقد وصلت إلى قرية بأسفل الجبل، لما أخبرت بأن العدو قد أرسل فرقا عسكرية ضد قاعدتنا قرب فو تهونغ. في غياب التأهب، لقد تفاجأ الرفيق دوك كزونغ وهو أثناء اجتماع، وهو سقط ميتا. قطع العدو رأسه واليدين لعرضها بالسوق.
طريقنا أصبحت إذن مقطوعة. الساكنة في فوضى عميقة.
رجعت في وسط الطريق، وعلى طريق مرت بسلاسل جبال فيا نووك، وصلت إلى الرفيق كاو بانغ. هناك أيضا، كان العدو على وشك إشعال القمع. يهتم بشكل خاص بالمناطق التي مرت بها أكبر مناوراتنا العسكرية.
لجنة الحزب الشيوعي بالإقليم، الموجودة بواحة لام سون، قد تم تطويقها عدة مرات من طرف الفرقة العسكرية. في كل مرة كان تكتيكنا هو التخلي تفاديا للصدام والتراجع المؤقت إلى مكان آخر. في يوم من الأيام، فتح العدو نار مدافع هاو الثقيلة على مقر جريدة فييت مينه المستقلة، لكن دون جدوى. إذ إن العسكريين الذين وجهوهم ضدنا لم يتصفوا أبدا بالشجاعة. بمجرد أن يصيح شاب من الحزب الشيوعي : "إلى الهجوم" حتى يهربوا بالسرعة القصوى.
ترجمة كتاب "سرد حول المقاومة الفيتنامية" 1925ـ 1945، (FM/petite collection maspero)
سرد فو نغوين جياب (الجنرال جياب) عن علاقته بالقائد هو شي منه.
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
