ثمن الرقاد

عبداللطبف ابراهيم علو

الحوار المتمدن-العدد: 1551 - 2006 / 5 / 15 - 06:37
المحور: المجتمع المدني
    

في بداية الستينات لم اكن قد سجلت في الابتدائيه وكنت انتظر عودة اخي حسن من اميركا الذي اوفد لدراسة الهندسه هناك,لم اكن اعرفه لو لاقيته لوحدي فقد ذهب وانا صغير لا احتفظ بصورة له في ذاكرتي ,واليوم سياتي ,ولكثرة ما تكلم عنه اهلي فلا شغل لي مع صغار القريه الا النظر الى السماء لمراقبة الطائرات التي تمر فلعل حسن فيها ويخبر قائد الطائره بان هذه هي قريته ...........وينزل.
عاد حسن وتجمع ابناء القرى من كل مكان بعد ان زفوه زفافا حقيقيا من الناحيه الى القرية ,فحسن الموفد الوحيد من عموم هذه المنطقه الكبيره.بداوا يسالون حسن وبدون انتظام:
::أي قسم في الهندسه تدرس يا حسن؟
--الهندسه الميكانيكيه
::وماذا تتعلمون فيها
--صناعة السيارات والجرارات وكيف تعمل المحركات و ووو
::يعني انت الان تستطيع ان تصنع سياره
--لوحدي كلا ولكن اعرف كيف تعمل السياره
بدا حسن يجيب عن اسئله تنهال على راسه كطيور قطا هيم تحط على واحة صغيره,وبعد هنيهة لا اذكر من طلب من حسن ان يقارن بين العراق والغرب عموما ,فاجاب حسن بان اميركا والغرب تطوروا كثيرا وهم مهتمون بهذا التطور حتى وصل بهم التطور ان يصلوا الى القمر!!
صرخ ابي الفلاح البسيط المؤمن بالله ايمانا لا غبار عليه ولا نقاش فيه( وكمثال على ايمان ابي:سالته يوما وانا صغير لا افهم صغير لم اتعدى الخامسه , عمن وضع الله فوق؟ فاذا بابي الذي يحبني حبا جنونيا , يلطمني بيد فلاح قاسيه وكانها سوط نار) صرخ ابي بحسن
::ماذا قلت؟
--انهم يصعدون الى القمر بمراكب فضائيه يا ابي
عاد ابي ليصرخ الله اكبر الله اكبر يا زنديق يا كافر وصل بك الكفر الى هذا الحد وهل ارسلتك لتتعلم الكفر !! ( حرامات انت ابني) وسحب حذاءه المصنوع من الخيوط والجلد ( الكلاش) ليضرب حسن ونهض الحضور ليخلصوا حسن الغالي من يد ابي ,ولكن الحضور ايضا ادهشهم حسن بتماديه على القمر !! ولكنه الغرب الكافر كما تهامسوا.ذهب حسن ليقضي ليلته عند الاقارب وعاد في اليوم التالي ليكفر عن زلة لسانه!!
والان هل ندرك عمق النوم الذي كنا نهنا به؟
ففي الوقت الذي دخل العالم مرحلة السباق في مجال السيطرة الاتوماتيكيه والسيطره عن بعد والحاسبات التي فتحت افاقا علميه ما زالت انفجاراتها مدويه في كل مكان, لم يكن اهلنا يتخيلوا ان احدا يتجرا على الكلام عن القمر المقدس بهذه الطريقه!!
هل كان مثال ابي بعيدا عن قطاعات واسعه من شعوبنا العربية وحتى اليوم ؟
هلا ساعدنا انفسنا نحن العرب وهدانا قليلا وعرفنا سر قوة العالم من حولنا, هل نستطيع ان نشعر بان العالم تقدم من حولنا بجهد العلماء وباعطائهم المكانة التي يستحقونها وليس بسرقتنا كما تعلمنا.
نعم العالم تعلم من حضارتنا كما تعلمنا من اليونانيين,اما يكفي ان ننسب ماسينا الى المؤامرات التي تحاك ضدنا من العالم العدو! ( وهو امر طبيعي عندما لا نحسن الخطاب).
هل فكرنا بان نضع المفكرين في الاماكن التي تليق بهم؟ اذا ما اجبنا بالايجاب وكنا مقتنعين بالجواب فاعلموا باننا بدانا الخطوة الاولى الصحيحه .......ونهضنا من رقادنا المهين.

#عبداللطبف_ابراهيم_علو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات