أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود محفوظ سمور - مواسم، وأعياد وَطنية وعالمي ..ينبغي أنْ لا تُنسى..















المزيد.....

مواسم، وأعياد وَطنية وعالمي ..ينبغي أنْ لا تُنسى..


محمود محفوظ سمور

الحوار المتمدن-العدد: 1541 - 2006 / 5 / 5 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَواسمٌ .. وأعيادٌ وَطنية وعالمية ينبغي أنْ لا تُنسى..
الكاتب والباحث في التراث: محمود – م - سَــمُّور
دَأَبَ شعبنا العربي السوري والجماهير التقدمية العربية الاحتفال في شهريْ نيسان وأيار من كل عام، بمجموعة من المناسبات الوَطنية والعالمية. ويأتي في مقدمة هذه الأعياد عندنا الاحتفال بعيد الجلاء في السابع عشر من نيسان، جلاء القوات الاستعمارية الفرنسية عن سورية، كما يحتفل شعبنا في السادس من أيار من كل عام بعيد الشهداء، ورغم أنه مأساوي، إلا إنه كان من الركائز الأولى لتوحيد نضال شعبنا للخلاص من سيطرة السلطنة العثمانية.
ولمَّا كان تاريخ أهلنا عزيزاً عليناِ في كل أدوارِهِ وشتَّى مَظاهرِهِ، ولكي لا تبهت صُوَرُ تلك الأحداث الغالية لإيغالها في سراديب الماضي ويقلُّ وضوحُها مع الزمن، رغبتُ، من خلال هذا المقال، بالتذكير بأهمية هذه الأعياد لكونها رمزاً يجسد تضحيات أجدادنا وآبائنا الأماجد وتشكل بالتالي، مَلهماً مُحفزاً لنا ولأجيالنا الصاعدة في معركة الحرية والبناء.
أقول هذا نظراً لما ألاحظه شخصياً اليوم من تراجع - قياساً بما شببنا أنا وأترابي عليه - في درجة الاهتمام بهذه الأعياد الوطنية وانخفاض في حرارة العواطف في استقبالها!!. حتى باتت تعني في نظر الكثيرين وللأسف عطلة رسمية وحسب.
فإذا ما صحَّت هذه الملاحظات، ألم نكن مقصرين بحق أنفسنا؟ ألم نكن نطمس بهذا ما نمتلك من زخر نضالي سجله لنا التاريخ ؟ والشعوب العظيمة هي التي تمتلك تاريخاً ترفع رأسها منه على الضد من تلك الشعوب الخاملة التي تحاول باستمرار أن تُخرج التاريخَ من رأسها، وتصوره كما ترضى وتشتهي. ولا غروَ في أننا نمتلك ماضياً مجيداً وحسبنا في هذه الأعياد ذكرى بطولات وتضحيات الآباء والأجداد .
*- عيد الجلاء، عيد الأعياد !:
أجل.. الجلاء ، جلاء المستعمر عن الوَطن، وجلاء الذل عن أنفس الناس. وكذا ، كلمة الجلاء فلها في النفس رَجعٌ وصَدى، ولها في عقولنا معاني التضحية وحب الوطن.
فإذا لاحَ الأمل للعرَب، أن المحتلِّين العثمانيين راحلون، فقد رحلوا بعد عناد، بعد قتال وشهداء عُلِّقوا على أعواد المشانق. في تلك المرحلة من التاريخ تسلَّل المستعمرون الغربيون إلى بلادنا من النافذة، تحت ستار المساعدة على نيل الحرية والاستقلال. لقد جاءوا تحت اسم جديد، هو الانتداب، والانتداب في قاموسهم كان يعني، زوراً، مساعدتنا على الحضارة والتقدُّم، وفي قاموسنا كان يعني احتلالاً سافراً يستوجب المقاوَمة.
ودخلَ الجنرال (غورو) الفرنسي دمشقَ في الرابع والعشرين من تموز عام 1920/م بعد أن سحقت دبَّاباتُهُ أجساد الشهداء في (ميسلون)، دخل لِيصرخَ عند قبر صلاح الدين الأيوبي " ها قد عُدنا يا صلاح الدين ".
أجَل، إنها عودةٌ أقسى وأمرّ. عاد المستعمر لِيقسم البلاد إلى دُوَيلات طائفية وجغرافية ومذهبية أملاً بالتمكُّن من إدامة سلطتهِ فيها وبالتالي من نهب خيراتهِ والاستفادة من أسواقه. وطبيعي، أن تتلاقى، في ظل هذا الاستعمار، المصالح الوَطنية والطبقية للمجتمع في البلاد في سبيل التحرر والاستقلال.
وقول الحق ، كل الحق، إنَّ المشاعر توقظ الأحداث، والمصائب تجمع الشعوب، وإنَّ الانتقال لابدَّ لهُ من حركة، وإذا تمخَّض القديم بالعهد الجديد، فالمخاض هو الرفض والمقاومة. ولهذا انفجرت براكين الثورات في كل مكان ، الثورة تتصل بالثورة، وما من سلاح عند الشعب إلاَّ ما غَنموهُ من المحتل الغاشم، أو ما اشتروه من لُقمة العيْش. وما من طعامٍ لهم إلاَّ كُسيْرة الخبز الجافرة، وقطعة الجبن اليابسة، ولا مَشاحةَ، طالما لا تُسعد النفوس الكبيرة بامتلاء المَعدة، بل باللُّقمة تحت سماءٍ حرَّةٍ فحسب. ذلك فقط، من أجل أن يرفرفَ علم الحرية على سارية الوَطن.
لقد فاز أجدادنا وآباؤنا بالجلاء في عام/1946/م ، فكانوا بذلك رُوَّاداً ومَضْرِب المَثَل . واليوم ، وإذْ نقف من وَراء السور الشائك، ننظر إلى أرضنا المحتلَّة في الجولان ، بلْ، إلى كرامتنا المُهانة، إلى شرفنا المكلوم، نستلهم منهم قُوَّةَ الإرادة والنخوَة والتصميم على تحرير الأرض والعِرْض.
لِمَ لا ! ونحن نسمع كلَّ ذرةٍ من ذرات الجولان وهي تخاطب شقيقتها من ذرات تراب الوَطن الحر مُردِّدةً قول أبي فراس الحمداني :
بِي مِثْلُ ما بِكِ يا حَمامةُ فاسألي مَن فكَّ قيدَكِ أن يَحلَّ وِثاقـي
فتحيةً لأرواح الشهداء الذين روَّوْا أرض الوَطن بدمائهم لتنبت شجرة الحرية الحمراء فيه . وتحية للجلاء في في كل عام، ونعاهد الآباء والأجداد والأحفاد من جديد أن يبقى الشعار في سبيل تحرير الجولان :
شعارُنا على الزمَن عاش الوَطَن، عاشَ الوَطَنْ!!
*- عيد الأول من أيار عيد العمال العالمي:
منذ أكثر من قرن من الزمن، والطبقة العاملة العالمية تحتفل في الأول من أيار بعيدها المجيد، باعتباره يوماً لتضامن عمال العالم أجمع، يوماً يستعرضون فيه قوة تلاحمهم ووحدتهم بوجه طاغوت الرأسمال والاحتكارات الرأسمالية العالمية، يوماً لتشديد النضال ضد الظلم والاستغلال ومن أجل حياة حرَّة سعيدة وفي سبيل التقدم الاجتماعي والعدالة الاجتماعية.
تفيد المصادر التاريخية بأن طبقتنا العاملة في سورية ولبنان طفقت منذ عام 1925 بالاحتفالات بأول أيار. ومنذئذ، أخذت تترسخ لدى عمالنا تقاليد الاحتفال بالأول من أيار، ولو كانوا يضطرون أحياناً لظروف كان يفرضها الحكام على حمل القرنفلة الحمراء للتعبير عن احتفالهم بهذه المناسبة.
واليوم، وبحكم المتغيرات وبخاصة بعد إخفاق التجربة السوفيتية في بناء الاشتراكية.. وَقعَ البعض في مستنقع الإحباط فأخذوا يتشككون في صحة ما تطرحه الأفكار الاشتراكية فأخذ حماسهم يفتر للاحتفال في عيد الأول من أيار، وبات ذلك من وجهة نظرهم، من باب ( لزوم ما لا يلزم )!؟.. ولكن بتقديري، إنَّ هذه المتغيرات المختلفة بدءاً من بروز دور التكنولوجيا الكبير في الاقتصاد ومروراً بثورة الاتصالات وانتهاءاً بانفراد الإمبريالية الأمريكية كقطب أوحد يتحكم بمصير العالم، تبقى تاريخياً، مرحلة استراحة محارب مؤقتة في سيرورة البشرية نحو تحقيق أحلامها في العدالة الاجتماعية وبناء عالم خالٍ من الاستغلال والظلم. ويؤكد ما ذهبنا إليه ما نلمسه من حركة صعود اليسار هنا وهناك في هذا العالم الجديد. وعليه، يغدو الاحتفال بالأول من أيار عيداً مستداماً من باب ( لزوم ما يلزم) وليس العكس صحيح.
والآن، ونحن نتعرض مجدداً لعدوان غاشم من قبل قوى العَوْلمة المتوحشة، ولا خيار لنا حياله سوى الصمود والمقاومة الشاملة، فحري بنا إذاً، أن نبحث عن استحقاقات هذا الموقف في إرادتنا أولاً، ولا مَشاحة طالما أصبحنا نمتلك الوَعيَ الكافي لإدراك خطورة المخططات الاستعمارية على سيادة واستقلال وحرية بلادنا، وطالما اختزنَّا ميراثاً تاريخياً زاخراً بمعاني العطاء والتضحية. ومن هنا، لا نجانب الصواب والحقيقة إذا ما وَصْلنا الحاضر بالماضي لاستلهام العبر، ولا يتحقق هذا إلا إذا عدنا لإحياء الاحتفالات بتلك المناسبات الوَطنية بشكل جدي ولائق.
*- عيد الشهداء في 6/أيار/1916:
من المعلوم، أنَّ بلادنا قد خضعت للاحتلال العثماني قرابة أربعة قرون من الزمن، وعانت خلال هذه المدة الكثير من الحرمان والظلم والاستبداد، لهذا كله، كان معظم السكان العرب يضمرون الكره للعثمانيين، الأمر الذي لم يترك أمام المثقفين والوَطنيين في بلاد الشام، إبَّان الحرب العالمية الأولى عام 1914-1918م، خياراً سوى الرضوخ للواقع وقبول التعاون مع الفرنسيين والإنكليز للتخلص من الاحتلال العثماني ولتحقيق استقلال بلادهم.
ومنذ الأشهر الأولى للحرب، أخذ جمال باشا - قائد الجيش التركي- يتجسَّس على المثقفين والضباط العرب فدفع بهم إلى محاكم عسكرية متهماً إياهم بالخيانة العظمى، وفي غضون هذه المحاكمات الصورية حُكم على مئات من القوميين بالموت شنقاً، وعلى آخرين بالسجن لِمُددٍ مختلفة.
وفي 6/أيار/1916 نفَّذ جمال باشا السفاح أحكام الإعدام على دفعة جديدة من الوطنيين، حيث أعدم 14 في ساحة البرج ببيروت و7 في ساحة المرجة بدمشق كان منهم: عبد الحميد الزهراوي، شفيق المؤيد، عبد الوهاب الإنكليزي، رشدي الشمعة، رفيق سلوم، عمر الجزائري، وشكري العسلي .
ومنذئذ، بات هذا التاريخ، السادس من أيار من كل عام، مناسبة وطنية في سوريا تُحيا فيها ذكرى استشهاد هؤلاء الأبطال.
*- عيد الانتصار على الفاشية: ولا يفوتنا التذكير هنا أيضاً باحتفال شعبنا مع شعوب العالم جمعاء بالتاسع من أيار، عيد الانتصار على الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية وعسكرية اليابان غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.
فألف تحية وتحية إلى أرواحهم الطاهرة وأرواح جميع شهداء الحرية والوَطن.



#محمود_محفوظ_سمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود محفوظ سمور - مواسم، وأعياد وَطنية وعالمي ..ينبغي أنْ لا تُنسى..