أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد موسى محمد - القضية الكردية في سوريا وافاق الحل















المزيد.....


القضية الكردية في سوريا وافاق الحل


محمد موسى محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 10:30
المحور: القضية الكردية
    


المقدمة :
ينحدر الشعب الكردي من أصل ميدي، وهو من الشعوب الآرية، ولغته من اللغات الهندو أوروبية العريقة، ويقيم على أرضه التاريخية التي تسمى كردستان منذ آلاف السنين، يناهز تعداده الأربعون مليوناً من البشر، وهو من أكبر الشعوب في العالم التي بقيت إلى الآن محرومة من كافة حقوقها القومية، ويتم إنكار وجودها وطمس ثقافتها.
تم تقسيم كردستان خلال التاريخ مرتين، وقد كان التقسيم الأول في عام /1514/ أثر انتصار العثمانيين على الصفويين في معركة جالديران / Çaldîran / ، وبذلك أصبح قسم من كردستان تحت حكم العثمانيين وبقي القسم الآخر تحت حكم الصفويين، وتم تثبيت هذا التقسيم فيما بعد في اتفاقية قصر شيرين، وأما التقسيم الثاني فقد تم بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام / 1916 / حيث ألحقت كردستان بأربعة دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا، إضافة إلى أن أجزاء هامة منها ألحقت بروسيا أثناء الحروب الروسية – العثمانية، حيث يتوزع الآن حوالي مليوني كردي بين دول الاتحاد السوفياتي السابق، في أرمينيا وجورجيا وآذربيجان وكازاخستان وغيرها، ومعروف أن لينين كان قد أنشأ هناك مقاطعة كردية ذات حكم ذاتي في عام 1922م وكانت عاصمتها نخشجوان في آذربيجان الحالية وكانت تمتد إلى نيكورنى وكاراباخ، وسميت بكردستان الحمراء، لكن ستالين قام بإلغاء هذه المقاطعة عام / 1929 / .
وتوجد جاليات كردية واسعة في أفغانستان ولبنان وغيرها.

الشعب الكردي في سوريا

لقد ارتبط مصير الشعب الكردي في سوريا مع مصير باقي أبناء الشعب السوري، كما أسلفنا بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ، وهو يشكل الآن أحد المكونات الأساسية للشعب السوري ويقطن في مناطقه الرئيسية في شمال شرقي سوريا، في الجزيرة السورية، ومنطقة كوباني ( عين العرب) وعفرين في شمال حلب، كما تسكن أعداد كبيرة منهم في مدينة حلب ومدينة دمشق، وفي محافظات حماه والرقة واللاذقية ومنطقة حوران، ومنذ الربع الأخير من القرن العشرين، فقد زاد عدد الكرد في محافظة دمشق، والمحافظات الداخلية عموماً بسبب هجرة الشباب العاطلين عن العمل الذين يبحثون عن لقمة عيشهم، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى مختلف الدول الأوروبية وبخاصة إلى ألمانيا بسبب سياسة الاضطهاد القومي التي مارستها الحكومات المتعاقبة على سوريا، وبحثاً عن لقمة العيش، علماً أن الوجود القومي الكردي في محافظتي دمشق واللاذقية وغيرها من المحافظات الداخلية يعود في قسم كبير منه إلى أيام القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي، أي إلى أكثر من / 800 / عاماً.
ويتكلم الكرد السوريون كلهم اللغة الكردية، وتحديداً اللهجة الكرمانجية، ولا توجد موانع لغوية في تفاهمهم، إلا أن الأكراد المقيمين في دمشق منذ القديم وكذلك أكراد اللاذقية وحوران وحماه يتكلمون العربية ونسيت أجيالهم الجديدة اللغة الكردية، وبالنظر إلى أن الدولة تمنع تعلم اللغة الكردية كما تمنع تعليمها رسمياً، فإن تعلم الأكراد للغتهم الكردية يتم داخل أسرهم، كما تقوم الأحزاب الكردية بفتح دورات سرية لتعليم اللغة قراءة وكتابة وتم استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية الأكثر ملاءمة مع اللغة الكردية.
وبخصوص عدد الأكراد في سوريا، فلا توجد احصائيات رسمية حول عددهم، بالنظر إلى أن السلطة في سوريا تعتبر جميع المقيمين على الأرض السورية عرباً، غير أن آخر التقديرات تشير إلى أن الأكراد السوريين يشكلون حوالي / 15 % / من سكان سوريا، أي حوالي / 000,000,3 / ثلاثة ملايين.
وأهم المدن في المناطق الكردية هي مدينة القامشلي التي تقع على الحدود السورية – التركية والمتاخمة لمدينة نصيبين التاريخية في تركيا، ومدينة ديريك التي تم تعريب اسمها إلى مدينة المالكية، ومدينة ( تربه سبيي ) التي تم تعريب اسمها إلى القحطانية، وبلدة ( ﭽل آغا ) التي تم تعريب اسمها إلى الجوادية، ومدينة عامودا ومدينة الدرباسية، ومدينة ( سري كانيي ) التي تم تعريب اسمها إلى رأس العين، وهذه المدن كلها تقع في الجزيرة السورية، ومدينة كوباني وعفرين وراجو وغيرها في محافظة حلب.
ويقيم أكثرية الكرد في الريف، ويعملون بشكل رئيسي في الزراعة، كما يعمل قسم منهم في تربية الماشية والبقر، وأهم الزراعات في المناطق الكردية هي زراعة الحبوب بكافة أصنافها والقطن والخضروات، وتعتبر منطقة عفرين الجبلية من أهم مناطق زراعة الزيتون وصناعتها في سوريا.
وأما في المدن فتشكل العمالة الكردية جزءاً هاماً من العمالة الفنية والخبيرة على مستوى البلاد وبشكل خاص في قطاع البناء والصناعة، إضافة إلى أن أعدادا كبيرة منهم يعملون كأجراء في مهن الخدمات وبخاصة في المطاعم وغيرها في معظم المدن السورية، إضافة إلى أن التجارة أصبحت من المهن التي يتقدم فيها الأكراد بشكل ملحوظ.
ويقبل الشباب الكرد على العلم بشكل واسع، حيث تلتحق أعداً كبيرة ومتزايدة منهم بالجامعات السورية بالرغم من ضآلة حصولهم على فرص عمل وفقاً لمؤهلاتهم العلمية، كما يوفد الكثيرون من القادرين أبنائهم إلى الجامعات الأجنبية، وبشكل عام فإن الإقبال على التعليم كبير في المجتمع الكردي وللجنسين، وتتخرج سنوياً أعداداً كبيرة منهم من كافة الاختصاصات الجامعية سواء في الطب أو الهندسة والصيدلة والآداب والاقتصاد والتربية ....الخ .
ومن الناحية الدينية، فإن الأغلبية الساحقة من الكرد السوريين هم من المسلمين السنة، ومن أتباع المذهب الشافعي، كما توجد فئة صغيرة من أبناء الطائفة الإيزيدية يقدر عددها بحوالي بـ / 25000 / نسمة وتسكن في مجموعة من قرى الجزيرة ومنطقة عفرين، إلى جانب فئة أصغر منها من أبناء الطائفة العلوية التي يتركز وجودها في منطقة عفرين وبخاصة في قرية معبطلي.
وبخصوص وضع المرأة، فمن المعروف تاريخياً أن المرأة كانت تحتل مكانة هامة في المجتمع الكردي وكانت تحتفظ بقدر من الحرية أوسع من المرأة في المجتمع العربي والتركي والفارسي، ويؤكد المستشرق الروسي باسيل نيكيتين ذلك في كتاباته حول الكرد، حيث يستند إلى مشاهداته الشخصية أثناء تجواله في كردستان، وحيث أن حرية المرأة ترتبط بشكل عام بحرية المجتمع بأكمله، وبالمستوى الثقافي للمجتمع فإن حرية المرأة تبقى إحدى المسائل التي يواجهها المجتمع الكردي، وقد خفف منها كثيراً انتشار تعليم الفتاة الكردية، ونضال أحزاب الحركة الكردية السياسي والاجتماعي والثقافي، الذي يولي أهمية خاصة لمسألة حرية المرأة ، وزجها في العمل السياسي التحرري للمجتمع الكردي.
ويتشكل المجتمع الكردي من مجموعة من العشائر هي بمجموعها امتداد للعشائر الكردية في كردستان تركيا وكردستان العراق، ومن العشائر الكردية على سبيل المثال وليس الحصر:
كيكان – ملان – الدقورية – كابارا – كوجر – آشيتي – البرازية – شيخان – بارافا – هارونا – هسنان – شكاكا – الميرسينية – بادلي – وغيرها الكثير من العشائر.
والحقيقة أن دور العشيرة في المجتمع الكردي في تضاؤل مستمر لمجموعة من الأسباب الموضوعية، منها التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الحاصل في الساحة السورية عموماً، ونمو الوعي القومي الكردي، ونشاط الأحزاب السياسية الكردية والتطور الثقافي في المجتمع الكردي.
وبخصوص الحياة السياسية في المجتمع الكردي في سوريا، فقد نشطت جمعية خويبون ( الاستقلال) وبخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه الجمعية تنشط على مستوى عموم كردستان، غير أنه لم يكن لها تأثير كبير على المجتمع الكردي بالنظر إلى أنها كانت محصورة ضمن بعض القوميين من زعماء العشائر والبكوات، إضافة إلى أن أسلوب عملها لم تكن تساعد على إنهاض المجتمع الكردي.
أقبل الشعب الكردي في سوريا بشكل واسع على الانخراط في صفوف الحزب الشيوعي السوري وبخاصة بعد الحرب العالمية الثانية وبداية استقلال سوريا، لأن جماهير الشعب الكردي كانت ترى في الحزب المذكور طريقاً للخلاص القومي، وكان وجود خالد بكداش الكردي على رأس الحزب يشجعه على ذلك، وقد لعب الحزب الشيوعي السوري فيما بعد دوراً هاماً بين الجماهير الكردية.
بعد استقلال سوريا عام 1946 وفي الفترة التي سادت فيها الديمقراطية في الحياة السياسية في سوريا، لم يكن هناك تمييز قومي واسع تجاه الكرد، وقد ساهم الشعب الكردي بشكل واسع في بناء سوريا، وفي دمشق ذاتها كان الكرد يلعبون دوراً سياسياً واجتماعياً هاماً، غير أنه مع بدء مرحلة الانقلابات ومجيء الديكتاتوريات، وتحديداً منذ الوحدة المصرية – السورية أصبح الكرد يتعرضون للاضطهاد القومي بشكل واسع، وأصبح هناك تمايز قومي شديد، علماً أن الكرد قد ساهموا بقوة في طرد المستعمر الفرنسي، إذ من المعروف أن يوسف العظمة الكردي وزير الحربية السوري كان أول من واجه الحملة الفرنسية، وأحد القواد الثلاث للثورة السورية الكبرى كان المجاهد ابراهيم هنانو الكردي قائد ثورة جبال الزاوية إلى جانب المجاهدين الشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش، وكان محو بشاشو الكردي أول من أطلق الرصاص على الحملة الفرنسية في حلب، وفي الجزيرة كانت هناك انتفاضة عامودا الكردية ضد الاحتلال الفرنسي، وقد اضطرت القوات الفرنسية إلى استعمال المدفعية والطيران لإخمادها، وقاد الكرد ثورة بياندور شرق مدينة القامشلي، وقتلوا قائد الحملة الفرنسية على الجزيرة الكولونيل روغان، وبشكل عام قاس الوطنيون الكرد من الاعتقال والنفي بسبب كفاحهم ضد المستعمر الفرنسي، كما خاضوا كل المعارك الوطنية السورية ضد أعدائها، بما في ذلك الكفاح ضد إسرائيل، ودفعوا ضريبة الدم إلى جانب كل الوطنيين السوريين.
وقد تم تأسيس أول تنظيم سياسي كردي باسم الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا في عام 14 / 6 / 1957م، واستطاع هذا الحزب في زمن قياسي أن يجمع حوله أوسع قطاعات الشعب الكردي في سوريا، وبسبب نضاله فقد تعرض للملاحقة بدءاً من مرحلة الوحدة السورية المصرية.
ولأسباب موضوعية فقد انقسم هذا الحزب في 5 آب 1965م إلى حزبين، يسار ويمين ولأسباب موضوعية وذاتية أيضاً تكررت ظاهرة الانقسامات في الحركة الكردية في سوريا وتشكلت تعددية مفرطة لا تتفق مع ضرورات نضال هذا الشعب، وتتواجد الآن على ساحة النضال القومية الكردي الأحزاب التالية :
1- الحزب اليساري الكردي في سوريا سكرتيره العام محمد موسى محمد
2- الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا سكرتيره العام حميد درويش
3- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي) سكرتيره العام نصر الدين ابراهيم
4- حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي) سكرتيره العام اسماعيل عمر
وهذه الأحزاب الأربعة مؤتلفة في إطار يسمى ( التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا )
1- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي) أمينه العام نذير مصطفى
2- الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا أمينه العام عبد العزيز داوود
3- الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا أمينه العام طاهر صفوك
وهذه الأحزاب الثلاثة مؤتلفة في إطار يسمى ( الجبهة الديمقراطية الكردية في سوريا).
وبنتيجة الحوارات التي جرت بين أحزاب الجبهة والتحالف، فقد تقارب الإطارين وشكلا : أ – الهيئة العامة للتحالف والجبهة وتتألف من المسؤولين الأوائل في أحزاب الإطارين، وتجتمع شهرياً للتنسيق والقيام بالأعمال والأنشطة المشتركة.
ب – لجنة عمل مشتركة وتجتمع بشكل دوري وكلما دعت الحاجة.
وفي الواقع فإن الإطارين يتخذان مواقف مشتركة من كافة القضايا الهامة سواء على الصعيد القومي الكردي أو على الصعيد الوطني السوري.
وخارج الإطارين المذكورين توجد الأحزاب التالية:
1- حزب آزادي الكردي في سوريا أمينه العام خير الدين مراد
2- حزب يكيتي الكردي في سوريا أمينه العام حسن صالح
3- الحزب الديمقراطي الكردي السوري أمينه العام جمال سيدا
4- حزب الاتحاد الديمقراطي منسقه العام فؤاد عمر
5- حزب الوفاق الديمقراطي الكردي السوري منسقه العام نارين قمبر
تنطلق مجموع الأحزاب الكردية في سوريا الآنفة الذكر من الأرضية السورية، وتعتبرها ساحة نضالها الرئيسية، مع التنويه بأن انطلاقها من الأرضية السورية لا يعني عدم تعاطفها مع أبناء جلدتها في كردستان العراق وكردستان تركيا وكردستان إيران وبشكل عام مع الأكراد في جميع أماكن تواجدهم، كما تعتبر الشعب الكردي في سوريا جزءاً من الشعب السوري، وتعتبر نفسها جزءاً من الحركة السياسية الوطنية والتقدمية والديمقراطية في سوريا، وحددت أسلوب عملها بالنضال السياسي الجماهيري الديمقراطي السلمي، وتطالب بإزالة الاضطهاد القومي عن كاهل الشعب الكردي، وتأمين حقوقه القومية المتمثلة بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية في إطار الوطن السوري، وعدم التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو الجنس أو العرق، وتناضل من أجل إطلاق الحريات الديمقراطية، حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة ، إصدار قانون عصري للأحزاب يعيد الحياة السياسية الطبيعية إلى البلاد، وكسر احتكار السلطة، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وتداول السلطة سلمياً وإلغاء الأحكام العرفية وقانون الطوارئ......الخ.
إن الحركة الوطنية الكردية في سوريا، لا تعتبر نفسها حركة قومية كردية فقط وإنما تطرح نفسها كحركة وطنية على مستوى سوريا وكحركة تقدمية، وكحركة ديمقراطية في آن واحد، وهي تربط نضالها القومي بالنضال الوطني السوري العام، بمعنى أن همها ليس فقط هماً قومياً كردياً، وإنما هماً وطنياً سورياً أيضاً، وهذا يعني أن برامجها أيضاً تربط بين الخاص الكردي والعام السوري، وليس لديها طريق خاص بمعزل عن كافة القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية السورية، ولهذا فإنها تناضل من أجل إقامة أوثق العلاقات مع القوى السورية الأخرى بمختلف تياراتها وألوانها، ولهذا أيضاً فقد وجدت أحزاب التحالف وأحزاب الجبهة مكانها المناسب في إطار إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي.
وينبغي القول أن كافة الأحزاب الكردية في سوريا محظورة وغير مرخصة بالنظر لعدم وجود قانون للأحزاب في سوريا، وهي تناضل بشكل سري، غير أنه من المعروف أن أغلبية الأحزاب السورية ومن بينها الكردية أصبحت تعمل بشكل علني منذ عام 2000 ولهذا السبب قلما تخلو السجون السورية من المعتقلين السياسيين الأكراد بسبب قيامهم بأنشطة سياسية مثل القيام بالاعتصامات في العاصمة دمشق أو تنظيم الاحتفالات والندوات السياسية....الخ.
بسبب الانقسامات التي جرت في جسم الحركة الكردية السورية فقد أصابها الكثير من الضعف وفقدت شعبيتها إلى حد كبير، غير أن حالات الحوار بين مجموع الأحزاب الكردية والحراك السياسي النشيط الذي بدأ في سوريا عام 2000، والظروف السياسية التي تمر بها البلاد سواء على صعيد الضغوطات الخارجية أو على صعيد الأوضاع الداخلية السيئة من سياسية واقتصادية واجتماعية، وعلى تطورات الوضع العراقي والهبة الشعبية الرائعة للشعب الكردي في سوريا أثناء أحداث 12 آذار 2004 في مدينة القامشلي، قد أدت إلى التفاف جماهير الشعب الكردي حول حركتها السياسية بشكل منقطع النظير، وبذلك تعززت مكانة الحركة إلى حد كبير بحيث يمكن اعتبارها من القوى الأساسية في سوريا، وأصبحت تتمتع باحترام غالبية القوى السياسية.
وتبذل الحركة الوطنية الكردية جهداً كبيراً من أجل تعزيز التلاحم الوطني بين الكرد وغيرهم من أبناء الشعب السوري بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية، ويمكن القول أنها تحقق تقدماً ملحوظاً في هذا الاتجاه، بالرغم من صعوبة إيصال خطابها السياسي وتعقد الأوضاع الداخلية، كما يمكن القول أيضاً بأن مختلف مكونات الشعب السوري والقوى السياسية في سوريا قد بدأت مرحلة جديدة تتميز بالتفهم والواقعية للواقع الكردي، وأصبحت ترى بأن إزالة الاضطهاد القومية بحق الكرد وإيجاد حلول لقضيتهم هو ضرورة وطنية تهم كافة السوريين، وهذه الثقافة الجديدة أصبحت تلاقي تأييداً متزايداً تنعكس إيجابياً على التفاهم وتعزيز اللحمة الوطنية والعيش المشترك.
ولأن الحركة الوطنية الكردية في سوريا ترى أن حل القضية الكردية في سوريا يتم في دمشق وليس في مكان آخر، وأنه مرتبط تماماً بحل المسائل الديمقراطية لباقي أبناء الشعب السوري، وتكرس هذه الرؤية في الممارسة العملية، فإن مواقفها هذه تنعكس بشكل إيجابي على كل الوطنيين السوريين على اختلاف أطيافهم.
لا تستخدم معظم الأحزاب الكردية في سوريا تعبير كردستان سوريا، كما أن مجموع الأحزاب الكردية تؤكد على النضال السياسي السلمي الديمقراطي أسلوباً وحيداً، وهو في قناعتي الأسلوب الأكثر حكمة والأكثر واقعية، وإذا تعمقنا في هذا الموضوع أكثر، فإن أسلوب الكفاح المسلح غير ممكن بالنسبة للكرد السوريين من جميع النواحي، وعلى الأخص من الجانب الجيوسياسي وطاقات الشعب الكردي في سوريا والظرفين الإقليمي والدولي.
وأما ما حصل في 12/3/2004 ، فالشعب الكردي وحركته السياسية تعتقد أن جهات من السلطة قد أقدمت على افتعال فتنة حينما أوصلت الأمر إلى استعمال الرصاص الحي ضد المواطنين الأكراد في ملعب كرة القدم بالقامشلي، مما أدى إلى الهبة الشعبية للجماهير الكردية في كل مناطق تواجدها، وقدمت خلالها عشرات الشهداء ومئات الجرحى وحوالي / 5000 / معتقل استشهد بعضهم تحت التعذيب، وهذا ما أدى إلى التفاف الشعب الكردي حول حركته السياسية ، وبالتالي تعزيز دور الحركة.
وبالرغم من كل ذلك فإن الحركة الكردية بجميع فصائلها لا تزال تؤكد على النضال السلمي الديمقراطي، وعلى ربط نضالها مع نضال كل الوطنيين والتقدميين والديمقراطيين في سوريا على اختلاف انتماءاتهم، ولم ولن تنجر إلى أساليب العنف، بل أنها ترفض وتدين بشدة كل أشكال العنف، وكل أشكال الانتقام والحروب الأهلية.






من سياسات الاضطهاد القومي بحق الشعب الكردي:
يمارس النظام الحاكم في سوريا سياسة شوفينية ضد أبناء الشعب الكردي منها:
1 – تجاهل وجود الشعب الكردي، وحرمانه من كافة حقوقه القومية، بما في ذلك حقه في التعلم بلغته القومية.
2 – تجريد أكثر من / 100 / ألف مواطن كردي من الجنسية السورية بموجب الإحصاء الاستثنائي في الجزيرة لعام 1962، ويصل عددهم حالياً إلى أكثر من / 300 / ألف نسمة بسبب الولادات الطبيعية، وهو محرومون من حق العمل والتملك والسفر إلى الخارج وتثبيت زواجهم وباختصار من كافة حقوق الإنسان.
3 – تنفيذ مشروع الحزام العربي المقيت الذي تم بموجبه حرمان الفلاحين الأكراد من الأرض الزراعية بطول 365 كم وعرض ( 10 – 15 ) كم على طول الحدود السورية مع كل من تركيا والعراق، وجلب فلاحين عرب من محافظتي الرقة وحلب إلى تلك المنطقة بعد أن بنت لهم الدولة / 50 / تجمعاً سكنياً في هذه المنطقة من أجل التغيير الديمغرافي وبناء شريط عازل بين أكراد تركيا وأكراد سوريا.
4 – تعريب أسماء القرى والبلدات التي تحمل أسماء كردية .
5 – التمييز القومي بين المواطنين وحرمان المواطنين الأكراد من الوصول إلى الوائف الهامة وسلك الضباط في الدولة.
6 – تطبيق القوانين الاستثنائية ولا سيما المرسوم التشريعي رقم 193 وغيرها من الاجراءات والتدابير الاستثنائية التي تؤدي إلى عرقلة التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشعب الكردي، إضافة إلى سلسلة من القرارات والأوامر الإدارية التي لا يمكن حصرها.

مرتكزات نضال الحركة الوطنية الكردية في سوريا:
1 – إن القضية الكردية في سوريا هي قضية شعب مضطهد يعيش على أرضه التاريخية، ويشكل جزءاً رئيسياً من النسيج السوري ومن تاريخ سوريا.
2 – تناضل الحركة الوطنية الكردية في سوريا من أجل إزالة كافة أشكال الاضطهاد القومي بحق الشعب الكردي، وتأمين حقوقه القومية المتمثلة بحقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية، وتثبيت هذه الحقوق دستورياً.
3 – إن القضية الكردية في سوريا قضية وطنية بامتياز يجب أن تحل في إطار وحدة البلاد، وأن السياسات الشوفينية التي تمارسها السلطة ضد الكرد تلحق الضرر بمصالح البلاد.
4 – تؤكد الحركة على مبدأ التعايش الأخوي بين العرب والكرد وباقي الفئات والقوميات والتأكيد على مبدأ الشراكة في الوطن من منطلق أن الوطن للجميع.
5 – المسألة القومية الكردية في سوريا، جزء من المسألة الديمقراطية في البلاد، وعلى هذا الأساس تناضل الحركة من أجل إطلاق الحريات الديمقراطية.
6 – تناضل الحركة من أجل الدفاع عن الوطن السوري وحمايته من كل عدوان.
7 – تناضل الحركة من اجل تحسين المستوى المعيشي للجماهير الشعبية.
وخلاصة القول إن الحل الوطني الديمقراطي لمجمل القضايا المطروحة على الساحة الوطنية السورية يبقى الحل الأمثل ويعتبر خياراً وحيداً نظراً لتشابك الأوضاع وتداخلها إقليمياً ودولياً وفيه يكمن حماية الوطن وتحصينه عبر تحصين المواطن وإعادته إلى أحضان الوطن بعد سياسات التغييب الطويلة التي مارستها السلطات في الحكومات المتعاقبة وأوضعت الإنسان المواطن في خانة استلاب حقيقي عما يعانيه ويجري من حوله.
وبات السير باتجاه بناء وطن حر معافى خال من جميع أشكال الظلم والاستبداد أمر تفرضه الحاجة الداخلية للمجتمع السوري بكافة مكوناته بعد أن توفرت شرط بناءه والسير باتجاهه بعد التغييرات الدولية والإقليمية التي وفرت شروط التغيير الديمقراطي في العالم أجمع.



#محمد_موسى_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المسا ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا
- السعودية تنفذ رابع إعدام من عائلة الرويلي خلال نحو أسبوع
- رياض منصور يطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية والضغط لإ ...
- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...
- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...
- اعتقال 300 محتج بجامعة كولومبيا وأنصار الاحتلال يهاجمون اعتص ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمد موسى محمد - القضية الكردية في سوريا وافاق الحل