أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد محمد فرج - حى على الصلاة














المزيد.....

حى على الصلاة


ماجد محمد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 12:12
المحور: المجتمع المدني
    


لكل مصيبة وجه آخر قد يكون فيه بعض المصلحة... وكما يقول الله فى كتابه الحكيم فى سورة البقرة آية 216: {وَعَسَى أن تَكْرَهُواْ شَيْئْاً وهُو خَيْرٌ لَكُم}... فبعد مأساة الأسكندرية والإعتداء على أهلنا هناك يوم عيدهم فى كنائسهم، ثم بتعمّد المخابيل من مؤذنى زوايا »تحت السلّم« بعدها رفع صوت الآذان لمستوى غير محتمل نكايةً واستفزازاً... جهلاً وغفلاً... أو بتعليمات وأوامر من أصحاب الجاز وأمراء الجاهلية الوهابية... أخيراً تحركت وزارة الأوقاف المصرية وفَعَّلت القرار المنسى بتوحيد الآذان فى العاصمة فى محاولة لوضع حداً للفوضى المتفشية فى جوامع ومساجد وزوايا الوطن والتى حوّلت حياتنا مسلمون ومسيحيون، كبار وصغار، مواطنون وأجانب، إلى جحيم أزلى بتنافس مؤذنو زوايا البدروم هؤلاء (وأغلبهم من بوابين العمارات المجردين من الفقه والعلم والثقافة الدينية، وعن قبح صوتهم ونشاز لحنهم فحدث ولا حرج) على رفع درجة صوت الميكروفون إلى أقصاها والصراخ أمامه فى سباق إستعراضى أحمق على السيطرة السمعية ومنافسة باقى »بوابين الِحتَّه«... راية أخرى من رايات النصر يرفعها المتأسلمون ومن يظنون فى نفسهم حكّاماً بأمر السماء بجانب راية الحجاب والنقاب، ضاربين عرض الحائط بأعصاب الجيران وراحتهم مع علمهم بوصية رسول الله على سابع جار وبالحديث الشريف »لا ضرر ولا ضرار«...ه

أخيراً تحركت وزارة الأوقاف المصرية، نعم... ولكن... هل يكفى توحيد الآذان إلكترونياً؟ ألا توجد هناك وسيلة بسيطة تعيد لنا الزمان الجميل الذى كنا نستمتع فيه بآذان المؤذنين من على مآذن المساجد بأصوات رخيمة بديعة، حنونة المشاعر، خاشعة النبرات، خالية من الجعار والسعار... متداخله نعم ولكن فى هارمونية عذبة النغمات... تطمئن قلب المؤمن وتشرح فؤآد المسلم وتثير إعجاب واحترام، بل وخشوع الآخرين... بدون هذا الجهاز اللعين المسمى بالميكروفون خاصّةً ذو »الهورن« منه! لقد عاش الإسلام لما يقرب من أربعة عشر قرناً من الزمان بدون هذا الجهاز (الذى هو بدعة والبدع كما يقولون ضلالة وكل ضلالة فى النار... صح؟) حتى دخل الپترودولار فى حياتنا وبفضله أصبح الإيمان يقاس بكثافة حجاب النساء وبقِصَر جلباب الرجال وطول الذقن وقبح التكشيرة وب»ديسيبل« الآذان... بلال لم يستعمل ميكروفون، فلماذا يصرّون على البدعة المزعجة هذه إذن؟ هل هناك مُصَلٍ لا يعرف مواعيد صلاته؟ هل هناك من لا يحمل ساعة حول رسغه فى هذا العصر؟ هل يستحق الساهى عن موعد صلاته أن تتجاوز درجة التلوث السمعى فى بلدنا كل حدود الإحتمال الآدمية لتنبيه حضرته؟ هل نفرض على الجميع الإستيقاظ فزعاً مع سيادته فجراً، بغض النظر عن ظروف وأحوال وأعمار وصِحَّة وأديان الآخرين؟ هل استسلم العقلاء والمتحضرون من أبناء الوطن لطغاة المتأسلمين والمتمشيخين فسكتوا وتنازلوا عن حقهم الشرعى فى الهدوء فى بيوتهم وأعمالهم؟ أم خافوا من إتهامهم بالضلال والكفر أو بالعلمانية على أقل تقدير والعياذ بالله (!!) لو اعترضوا على هؤلاء المتزرزرين منزوعى دسم العقل؟

جميل أن يكون لوزارة الأوقاف الفائض المالى بملايين الجنيهات لاستثمارها فى الأجهزة اللاسلكية الجديدة الموحدة للآذان ولكن... ألم يكن من الأجدى توفير هذه الملايين وصرفها على فقراء البشر والإكتفاء بالتعليمات والأوامر المشدَّدة بتطبيق القانون الموجود فعلاً بمنع استخدام الميكروفونات على الإطلاق بل ومصادرتها لكونها غير قانونيه ناهيك عن كونها منفِّرة ولا حضارية؟ ألم يكن من الأجدى توجيه هذه الأموال بالإضافة إلى عائد بيع الميكروفونات المصادرة لتمويل دورات تدريبية للقائمين على دور العبادة بدرجاتها لتوعيتهم وإقناعهم بأنه لا علاقة على الإطلاق بين عمق الإيمان وارتفاع الصوت... وإذا وجِدَت هذه العِلاقة فهى حتماً عَكسِيَّة؟ وبالمرّة... ليتهم يقنعوهم بالتركيز فى خطبهم ودروسهم على حلاوة الإيمان وسماحة الأديان وفلسفة الخير وأخوَّة البشر والبعد عن موضوع كراهية وتكفير الأغيار إياه؟

أخيراً وطالما نحن على هذا الدرب... أدعو السيد المحترم وزير التعليم المصرى لأن ينظر جدياً إلى ميكروفونات مدارسه المنتشره فى كل مكان وإلى العذاب الذى يعانيه المحيطين بها أثناء طابور الصباح... أما ماذا يقال فى ميكروفونات الطوابير هذه فموضوع آخر... أخطر بكثير جداَ....ه



#ماجد_محمد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها التَعِس... أنى لا أعرف لك إسم
- فاض بنا الكيل... فماذا ننتظر؟
- دعوة الشيخ لهدم الهرم
- فى الإعجاز العلمى الوهابى... تانى
- فى الإعجاز العلمى الوهابى
- الحرية لا تعطى بل تنتزع إنتزاعاً... ه
- دون كيشوت المهدى وطواحين الحضارة
- جميل جداً ولكن... ه
- ماذا حدث فى مصر يوم 23 يوليو 1952
- فى الإسلام والكاريكاتور
- فى الرِق والعبودية... والأديان السماوية
- مسلمون ومسيحيون ويهود... والحرب الأخيرة
- حجاب المرأة دخيل ونشاز
- عمرو إبن العاص... هل رضى الله عنه؟


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد محمد فرج - حى على الصلاة