أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد الكيلاني - مش كفاية!!















المزيد.....

مش كفاية!!


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 06:21
المحور: المجتمع المدني
    


أنا من أنصار حركة "مش كفاية" إزاي؟! حقولكم أعضاء حركة كفاية ومعهم المعارضة والمثقفين بيقولوا كفاية، وبتوع الحزب الوطني "الديمقراطي!!" وجمعية المنتفعين بيقولوا مش كفاية، وبقية الكام وسبعين مليون بيقولوا كفاية الهم اللي إحنا فيه، طيب هي إيه الحكاية؟
الحكاية ببساطة هي أن كل المصريين ونتيجة لما جرى لهم على مدى خمسين سنة – وبلاش حكاية سبع تلاف سنة دي – أصبحوا مرضى ويحتاجون إلى عيادة نفسية كبيرة لعلاجهم – نعم أي والله – مرضى بمرض الشخصنة، فقد أصبح مجرد بقاء شخص واحد أو ذهابه، شخص واحد فقط هو رئيس الجمهورية، سبباً لسعادتهم أو لشقائهم مع إنهم عارفين أنه قعد علينا – بس في 200 سنة – ولاة وسلاطين ياما وملوك ياما ورؤساء ياما والهم هو هو.
نتكلم جد أكثر، بفرض أننا نجحنا في تغيير الرئيس ماذا سوف يتغير في مصر، هل سلوكيات الناس سوف تتغير فجأة، هل أخلاقهم سوف تنصلح بقرار جمهوري، هل سوف تختفي الرشوة والمحسوبية والجهل والفقر والأمية، هل يملك الرئيس الجديد عصا سحرية يؤمن بها روع الخائفين ويشبع بها جوع المحرومين، ويحل بها كل الأزمات.. بالطبع لا، لماذا؟ لأن العملية كلها خربانة بجد، وإلا فليقل لي واحد منكم هل هناك مؤسسة – بحق وحقيقي مش تمثيل – في مصر المحروسة؟، هل يوجد لدينا برلمان حقيقي؟، هل توجد لدينا سلطة قضائية مستقلة حقيقية (زي ما بيقول الكتاب)؟، هل يوجد لدينا حكومة حقيقية؟، هل توجد لدينا صحافة قومية أو حزبية أو مستقلة؟، هل يوجد لدينا أحزاب حقيقية؟
هل توجد لدينا جامعات حقيقية؟، هل توجد لدينا مؤسسات تعليم؟،... إلخ إلخ، هل يوجد لدينا أي شئ صح زي أم الدنيا كلها؟، للأسف لا، كل شئ لا يوجد، وكل شئ ماشي بالبركة وستر ربنا، طيب هيعمل إيه رئيس الجمهورية الجديد في كل العك ده.
لابد في البداية أن نجلس مع أنفسنا ونصارحها ونعترف أننا لا ريادة ولا قيادة ولا حضارة ولا يحزنون، لابد أن نعترف أننا أصبحنا ولا حاجة ومن لا يصدقني عليه أن ينزل لمدة نصف ساعة في أي شارع في مصر ليكتشف ذلك. إذا البداية هي المصارحة والمكاشفة والإعتراف بما نحن فيه، إننا نحتاج إلى مائة رئيس جمهورية ومئات السنين لنلحق – فقط – بدول مجاورة علمنا أبنائها الحضارة والعلم عندما كنا رواداً بالفعل.. لا بالكلام.
وقد يعترض أحدكم ويقول إن الناس على دين ملوكهم وعندما يتغير الرئيس سوف يتغير كل شئ وسوف أرد عليه فوراً إزاي؟ ما هو الرئيس تغير ثلاث مرات ولم يتغير كمال الشاذلي، كان أميناً للتنظيم في المنوفية وعضواً في مجلس الأمة وفي التنظيم الطليعي أيام عبد الناصر وأكيد قبلها كان في هيئة التحرير والاتحاد القومي، ثم جاء السادات وإنقلب على أفكار وسياسات عبد الناصر 180 درجة واستمر معه كمال الشاذلي وذهب السادات وجاء مبارك وبرضه لسه كمال الشاذلي قاعد معانا، والشاذليون في مصر أكثر من الهم على القلب عشرات الأسماء تزاملوا معه بدءاً من هيئة التحرير مروراً بالاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي وحزب مصر والحزب الوطني وهكذا، وسوف يستمرون هم وأبنائهم وأحفادهم إلى ما شاء الله مع كل رؤساء مصر القادمين، ولن يستطيع أي قادم جديد أن يبعدهم عن الطريق لأن لعبة المصالح والمنافع أقوى من أي رئيس جمهورية.
لا ينكر أحد أن الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة يوليو كانوا شباباً شرفاء لم تلوثهم السياسة تواقين إلى الحرية والعدل والمساواة فماذا حدث لهم ولنا، كان من أهم مبادئهم القضاء على الإقطاع فأصبح رموز الإقطاع أهم ممثلي الثورة في كل قرية وكفر في بر مصر، هم أعضاء المجالس المنتخبة، وهم أعضاء السلطة التنفيذية، وهم الوزراء والحكومة.. وضاع كل شئ.
ولا ينكر أحد أن حسني مبارك في 14 أكتوبر 1981 كانت له أحلام مشروعة في الخروج بمصر من المستنقع الذي أوصلها إليه السادات.. فماذا حدث، هناك آلة جهنمية لإفساد أي حاكم في مصر ولو كان ملاكاً منزلاً من السماء، آلة قوية طاغية عاتية إسمها جمعية المنتفعين بكل حاكم وكل قانون وكل قرار، آلة لا يستطيع أن يواجهها أحد.. ولو كان رئيس جمهورية. هل لو كان الرئيس مبارك قد تعهد أنه سوف يحاول – فقط يحاول – أن يغير الوجوه القائمة كانت قد قامت كل تلك المظاهرات والهتافات تطالب باستمراره، أو كان السيد راشد قد أعلن مبايعته باسم 95 مليون عامل من بين 75 مليون مواطن مصري.. بالطبع لا.
طيب ما هو الحل؟ أنا لا أدعو لليأس، ولكن أدعو إلى حل عقلاني يخرجنا مما نحن فيه، يجب أن تكون البداية هي أن نحدد وبدقة كيف تحكم مصر وليس من الذي يحكم مصر، يجب في البداية أن تسقط كل البديهيات والمسلمات التي تعودنا عليها طوال عقود مضت، يجب أن نعترف بأننا لسنا الأفضل، وأن كل ما لدينا يحتاج إلى تعديل أو تغيير، يجب أن نبدأ بصياغة عقد اجتماعي جديد أو صياغة جديدة لهذا المجتمع، للعلاقة بين السلطة والناس، بين السلطة والثروة، بين السلطة والدين، بين السلطة والصحافة، وبقليل من التواضع نستطيع أن نفعل الكثير، لا نريد اختراع العجلة، لننظر كيف تقدمت دول قبلنا ونفعل ما فعلته، نحن نستورد كل شئ من الغرب.. ومن أقاصى الشرق، من الصين واليابان ودول الواق واق، فلماذا لا نستورد النظم السياسية والقانونية وبلاش حكاية أنها لا تتناسب مع قيمنا وتقاليدنا وثقافتنا!!، أية قيم وتقاليد وثقافة تلك التي جعلتنا في آخر الأمم وجعلت أمريكا والغرب – الكفرة والملاحدة في نظرنا – يفرضون علينا كل يوم شروطاً جديدة.
البداية كما قلت هي تغيير المسلمات والبديهيات التي جبلنا عليها، يجب أن تترسخ في مجتمعنا أفكاراً مثل حكم القانون، وتداول السلطة، وشفافية الثروة، وتكافؤ الفرص للجميع، هذه الأفكار جميعاً غائبة الآن ليست فقط في حزب السلطة أو رجالها ومؤسساتها بل في كل الأحزاب والجمعيات الأهلية والمؤسسات والنقابات والنوادي فالمشكلة ليست في رئيس الجمهورية وإلا فليقل لي أحدكم في أي مجتمع إنساني اليوم يحدث ما يحدث في مصر، في أي مجتمع تخرج فيه لافتات تصف المعارض بالخائن والعميل, وتخرج فيه لافتات تطالب باستمرار حالة الطوارئ، وتخرج فيه هتافات تقول لا للديمقراطية، في أي مجتمع تصبح فيه الوظائف وراثية في كل المؤسسات والشركات والوزارات بل والأحزاب، في أي مجتمع يوجد فيه أعضاء برلمان لا يخجلون مما يقولون ويفعلون وتنشره الصحف وتذيعه قنوات التليفزيون، في أي مجتمع توجد فيه صحف مثل صحفنا القومية، في أي مجتمع يوجد فيه تليفزيون مثل تليفزيوننا، في أي مجتمع يوجد برنامج مثل صباح الخير يا مصر، في أي مجتمع في العالم تحول فيه كل رئيس وكل مدير وكل مسئول إلى إله أو صاحب عزبة يتصرف فيها كيف يشاء، لقد لاحظت مثلاً أن سقف المعارضة قد انخفض في مصر منذ أكثر من عقدين بشكل مروع فأي صحفي أو صاحب عمود في أي جريدة قومية يستطيع أن ينتقد رئيس الجمهورية في مقالاته ولكنه لا يجرؤ ولا يستطيع أن ينتقد السيد رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير!!، وأي برنامج سياسي في التليفزيون المصري كان يستطيع أن ينتقد أي وزير أو رئيس للوزراء لكنه لا يجرؤ ولا يستطيع أن ينتقد وزير الإعلام أو سياساته، خذ عندك مثلاً هل توجد جريدة محترمة في العالم تكتب اسم رئيس التحرير على أي مقالة له أو أي خبر ينشره ببنط 64 ويتدرج البنط إلى أصغر فأصغر – حسب أهمية الصحفي لا الخبر – إلا في مصر ولا تقل لي أن هذا ما تفعله الصحف القومية فمعظم صحف المعارضة والصحف المستقلة تفعل ذلك.. ذلك لأننا في مصر.
إذاً مش كفاية أن يذهب رئيس الجمهورية بل يجب أن يتم التمديد له لسنتان أو ثلاث سنوات، ويتم انتخاب هيئة تأسيسية إنتخاباً حقيقياً – مش بالتزوير – ويتم صياغة دستور جديدة لمصر، دستور لا "يشخصن" المسائل، دستور يحدد كل شئ بدقة ووضوح، كل العلاقات بين السلطات والناس والقانون والحكومة والمؤسسات دستور يحدد حقوق المواطنة بشكل واضح لا لبس فيه، دستور يجعل من المواطن في مصر هو صاحب القداسة وينفي أي قداسة عن مسئول أو مؤسسة، دستور يضع معايير دقيقة ومجردة وواضحة لتمثيل الشعب في المؤسسات المنتخبة، ومعايير دقيقة ومجردة وواضحة لتكافؤ الفرص في كل المؤسسات والمجالات بحيث نمنع تماماً أية سلطة تقديرية في اختيار الوظائف والمناصب أو الحكم على الناس، من تنطبق عليه المعايير المحددة سلفاً يحق له أن يدخل الكلية التي يريدها أو أن يعمل في المهنة التي يختارها أو ينضم للنقابة التي تناسبه أو يلج أي سلك من أسلاك الوظائف رغم أنف الجميع حتى نغلق من المنبع أبواب الرشوة والمحسوبية وتوريث الوظائف، دستور يجعل حقوق الإنسان وأمنه وكفالة عيشه وحريته مقدسات تعلو على كل شئ وعلى كل المناصب، نريد دستوراً يجعل من مصر جمهورية ديمقراطية ليبرالية بها فصل حقيقي بين السلطات، وتوازن حقيقي بينها بحيث لا تجور سلطة على صلاحيات واختصاصات سلطة أخرى، وعندها لن يهم من الذي يحكم مصر، ولن نجد ساعتها من يقول كفاية ومش كفاية.



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا ترفع السرية عن جرائم حرب النازي الأوكراني الأمريكي مال ...
- تونس.. القضاء يحتجز 3 موظفين في شركة -واجهة- لتهريب المهاجري ...
- ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة: استقالة دي ميستورا لن ...
- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد الكيلاني - مش كفاية!!