هل ستنجح إيران في امتلاك السلاح النووي ؟؟

زياد اللهاليه

الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 10:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

كانت إيران تعد القاعدة العسكرية الرئيسية للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج العربي إثناء وجود شاه إيران على سدة الحكم من أواسط القرن الماضي وحتى نهاية السبعينيات والذي حكم البلاد بقبضة حديدية وقمع المعارضة وتصفية الخصوم السياسيين للنظام وكساد الاقتصاد وتفشى الفقر والبطالة ونهب خيرات وثروات البلاد بدعم ومباركة أمريكية مع وجود اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة وسيطرة الشركات الأمريكية على إنتاج وتصدير النفط والسيطرة على مفاصل الاقتصاد الوطني,إلى إن تم الإطاحة به بتمرد شعبي انقلاب ابيض وجي بأية الله الخميني رئيس للبلاد على راس الثورة الإسلامية ليقود الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد إن تم إخراج القوات الامريكة التي كانت وظيفتها ( التدخل عسكريا لحماية أبار النفط في حالة الطوارئ وإنقاذ الأنظمة البائدة ) و قام بتأميم النفط والسيطرة على البلاد وطرد الشركات الأجنبية . وهذا لم يرق للولايات المتحدة إن تخسر اكبر قاعدة عسكرية والهيمنة على منابع النفط والسيطرة على المواني والطرق التي تشحن وتصدر منها فدفعة بالعراق للقيام بحرب ظالمه بحجة احتلال جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وتهديد امن واستقرار دول الخليج العربي والقضاء على الثورة الارانية في مهدها نيابة عن الولايات المتحدة والتي راح ضحيتها أكثر من مليون قتيل وملايين الجرحى وأحرقت الأخضر واليابس خلال ثماني سنوات لتخرج البلدين منهكتين اقتصاديين ومحملتين بأعباء الديون الخارجية التي تقدر بمليارات الدولارات.
هذة الحرب أوصلت القيادة السياسية في إيران إلى قناعة راسخة وأكيدة أنها مستهدفة ليس أمريكيا بل عربيا وإسرائيليا وعليها لزاما إن تمتلك وسائل المعرفة ووسائل الردع الغير تقليدية للدفاع عن اى محاولة قد تستهدف زعزعت استقرار وامن واقتصاد البلاد ولتبقى في منآي عن اى تهديد خارجي فقامت ببناء إيران الحديثة باشاعةالديمقراطيةالى حدا ما وأعادت بناء المؤسسات الاقتصادية بناء جيد ووضع أمنى مستقر وبناء علاقات خارجية واقتصادية جيدة مع عدد من الدول أهمها روسيا والصين والهند وبناء جيش قوى مزود بترسانة عسكرية غير تقليدية وصواريخ بعيدة المدى يصل مداها إلى عشرة كيلوا مترات قادرة على حمل رؤوس نووية وصواريخ ارض جو وجو ارض وارض بحر....وغير ذالك وأسطول بحري قوى مجهز بأسلحة متطورة وبناء محطات نووية تعمل على الوقود النووي لتوليد الطاقة الكهربائية مستفيدة من تجارب دول مثل باكستان وتحديدا عالم الذرة الباكستاني ( السيد عبد القادر خان) وكوريا الشمالية و من الحرب على الإرهاب وانشغال أمريكيا في حروب جانبية من أفغانستان إلى العراق والخلايا العسكرية المتواجدة في دول العالم حسب الاستخبارات الأمريكية. كل ذالك ساعد إيران في العمل على مدار الأربع والعشرين ساعة لتطوير ترسانتها العسكرية

بناء المفاعلات النووية الإيرانية أثار حفيظة الولايات المتحدة و الكيان الاسرائيلى للأنة يعتبر تهديد لكينونتة ووجوده بالدرجة الأولى في المعتقد الاسرائيلى على المدى البعيد والقريب وتهديد حقيقي وجدي للمصالح الإمبريالية والأمريكية بوجه خاص وقوة عسكرية رادعة للتدخلات الأجنبية والأمريكية ورفع نير الهيمنة الاقتصادية والسياسية عن منطقة الخليج العربي وقوة عسكرية وسياسية مساندة ودا عمة للقضايا والحقوق العربية والإسلامية و توحيد كلمة
وصف المسلمين في العالمين العربي والاسلامى............
ولكن هل إيران تعتبر عدوا للوطن العربي ؟؟ أو هل تشكل تهديد حقيقي للأمن والسلام العربي ؟ لاننكر إن للايران لها مطامع تاريخيا في الوطن العربي ولكن هذه المطامع ليست مطامع استعمارية بمعنى اقتطاع جزء من الوطن العربي إذا أخذنا الخلاف حول ملكية جزر طنب الكبرى والصغرى وهو خلاف تاريخي يمكن حل القضية عن طريق محكمة دولية اى التحكيم الدولي و قد يكون هناك طموح ايرانى فى تزعم العالم الاسلامى ونشر المذهب الشيعي وهذا حق لها اذا قبل العالم الاسلامى والعربي تزعم إيران له وقد قبل العالم الاسلامى والعربي تزعم الدولة العثمانية(تركيا) له، لمدت سبعة مائه عام وكانت مركز وعاصمة الخلافة الإسلامية ومركز القرار السياسي ولكن الفرق مابين إيران وتركيا ان إيران تمثل المذهب الشيعي وتركيا تمثل المذهب السني وهناك ما نسبته 80% من المسلمين يمثلون المذهب السني وهناك حساسية بين المذهبين يعود السبب إلى المجموعات التكفيرية المتشددة دينيا في تفسير الإسلام وقيام الغرب في تأجيج المشاعر الطائفية كما يفعل ألان في العراق مع أن الإسلام متسامح دينيا وعاشت كل المذاهب الإسلامية تحت ظل الدولة الإسلامية في حرية ممارسة الشعائر ألدينيه دون وجود اى نوع من الضغط ولكن اعتقد ان الطموح الايرانى لا يتعدى وصولها الى دولة إسلامية نووية تشكل قوة عسكرية تستطيع إن تتصدى للمطامع الامريكة والغربية والمشروع الصهيوني الهادف إلى السيطرة على الوطن العربي والدفاع عن المصالح الإسلامية وان يحسب للعالم الاسلامى الحساب في السياسة الدولية وان تصبح قوة مؤثرة في القرار الدولي وغير ذالك هراء يهدف إلى النيل من إيران كدولة إسلامية تحاول إن تعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم ولأتشكل اى تهديد للوطن العربي لا للأمن ولا للاستقرار, مع المطامع الدينية والتي نتحفظ عليها .
ولكن إيران تشكل تهديد حقيقي فقط للمشروع التوسعي الاسرائيلى في المنطقة قبل إن تشكل تهديد للمصالح الغربية وللولايات المتحدة ولهذا تتزعم إسرائيل وبتبني امريكى كامل للحملة الهادفة إلى تدمير محاولة إيران امتلاك اى نوع من أنواع المعرفة إما بسم الشرعية الدولية أو التلويح بالقوة العسكري وبتحشيد المجتمع الدولي ويتجاهل المجتمع الدولي وأمريكيا امتلاك إسرائيل أكثر من ثلاث مائة قنبلة نووية وترسانة عسكرية ضخمة من الأسلحة البيولوجية والجرثومية والعنقودية واليورانيم المخصب وكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا وهذه الأسلحة لا تعتبر تهديد للسلم والأمن الاقليمى والعالمي في المنظور الامريكى الاروبى ومؤسسات المجتمع الدولي من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بل وتعتبر حق طبيعي ومشروع للكيان الاسرائيلى ولكن ازدواجية المعايير في التعامل تعطى الحق الطبيعي للايران وكوريا الشمالية ودول العالم الثالث والدول النامية عدم المثول وحتى الاعتراف بتلك المؤسسات والهيئات والتي تقوم فقط بتنفيذ سياسات ومخططات تستهدف تركيعها وسلبها حقوقها فآي شرعية دولية هذة, من هنا لزاما على العالم الاسلامى والعربي تحديدا مؤازرة إيران والوقوف إلى جانبها ودعمها.

ولكن هل تستطيع الولايات المتحدة وإسرائيل استخدام القوة العسكرية ؟؟
لا تستطيع أمريكيا وإسرائيل توجية آي ضربة للايران في الوقت الحالي وذالك للأسباب ألتاليه
 القوة والقدرة العسكرية التي تمتلكها إيران والتي تستطيع الرد خلال دقائق على اى مغامرة أو حماقة ترتكبها إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة
 تعتبر إيران المركز الديني والروحي والسياسي للشيعة في الوطن العربي والاسلامى واى تهديد او توجية ضربة عسكرية يعتبر استفزاز واعتداء على كل الشيعة والسنة أيضا للأنة يعتبر اعتداء واستهداف لكل المسلمين وإصدار اى فتوى دينية تجيز الجهاد ملزم لكل الشيعة فى إيران والعراق ومنطقة الخليج العربي وحتى لبنان والشرق الأوسط بحيث لا تستطيع أمريكيا استيعاب الخسائر البشرية لجنودها والتي سيتحمل النظام السياسي الامريكى ثمن ذالك ويعتبر الانهيار الكامل للإمبراطورية الأمريكية
 التحكم في مصير مائة وستون ألف جندي آمريكى على ارض العراق تستطيع توجية ضربات قوية إلى قواعدهم العسكرية وهذه القوة متواجدة على الأرض العراقية والحدود الإيرانية بالإضافة إلى ثورة الشيعة العراقيين وإعلانهم الجهاد
 تواجد المقاومة ألبنانية على تماس مباشر مع إسرائيل وارتباطها الروحي والسياسي والمعنوي بإيران وامتداد للآيران وامتلاك المقاومة للأسلحة غير تقليدية تطال العمق الاسرائيلى وقد سرح حزب الله أنة يمتلك أسلحة تطال العمق الاسرائيلى.
 قدرة إيران على ضرب أبار النفط وضرب خطوط وإنتاج وتصدير النفط وإغلاق مضيق هرمز امام تجارة النفط والأسطول الامريكى في الخليج العربي
 التكلفة المادية الباهضة للحرب على إيران والتي لا تستطيع الولايات المتحدة ان تتحمل أعبائها في الوقت الحالي ولا على المدى القريب فى ضل مديونية الخزينة (600) مليار دولار وتعرض المصالح الأمريكية في العالم إلى ضربات هي في غنى عنها
 الراى العام الامريكى لا تستطيع الإدارة الأمريكية إقناع الشعب الامريكى بمبررات الحرب على إيران خاصة بعد الكشف عن خداع وكذب وزيف مبررات الحرب على العراق و تدنى شعبية المحافظين الجدد إلى أدنا مستوياتها وتنامي التيار الشعبي الرافض للاستخدام منطق القوة والدخول في حروب لا مبرر لها واى مغامرة تحتاج إلى تأييد شعبي واسع
 وقوع الإدارة الأمريكية في المستنقع العراقي والذي كبدها ألاف القتلى والجرحى والخسائر المادية والمعنوية مما جعل القيادة السياسية والعسكرية في حالة تخبط وتبحث عن وسيلة مشرفة لها للخروج من عنق الزجاجة فكيف إذا وقعة في المستنقع الايرانى
 عدم وجود الإجماع والتأييد الدولي وخاصة من الدول الكبرى والتي تمتلك حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي وخاصة روسيا والصين والمطالبة بحل دبلوماسي ومعارضة بريطانيا للخيار العسكري.
 الخيار العسكري سيؤدى إلى كساد وركود وانهيار الاقتصاد العالمي نتيجة عدم توفير ووصول النفط إلى الدول الصناعية والدول المستهلكة وارتفاع أسعار النفط والذي سيتجاوز حاجز المائة والخمسين إلى مائتي دولار وخاصة إذا تم وقف النفط الايرانى والعراقي والكويت ودول الخليج وإشكالية الولايات المتحدة مع فنزويلا والأزمة الداخلية في نيجيريا مما يؤدى إلى أزمة اقتصادية لا تحمد عقباها وسيعانى الاقتصاد العالمي منها سنوات طويلة ويؤدى إلى بروز اقتصاديات ودول جديدة وانهيار اقتصاديات وإمبراطوريات قديمة.

اعتقد إن إسرائيل لا تأبه الى كل ما ذكر إذا أدركت إن كيانها ووجودها في خطر داهم وعدم قدرة الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي على توجية ضربة عسكرية أو إرغام إيران للخضوع والقبول بتفكيك برنامجها النووي وستقوم بضربة استبقيه تستهدف كل المواقع النووية في أنن واحد وستفاجأ العالم كما حصل مع المفاعل النووي العراقي وذالك بسبب امتلاك إسرائيل أسلحة متطورة وطائرات بدون طيار قادرة على حمل أسلحة غير تقليدية دون إن يكشفها اى رادار وامتلاك إسرائيل صواريخ بعيدة وطويلة الأمد
ولن تأخذ اى اعتبار لا إلى حليفتها أمريكيا ولا ارويا ولا أين كان ومن بعدها الطوفان وتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلى الجديد يهوداولمرت بتفضيل الحل الدبلوماسي تبعث على القلق وعن نية مبيتة يراد منها تطمين الإيرانيين وأخذهم على غرة وتوجية الضربة الاستباقية .

#زياد_اللهاليه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات