أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عواد احمد صالح - اللاسلطوية والقيادة والتحزب














المزيد.....

اللاسلطوية والقيادة والتحزب


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6196 - 2019 / 4 / 9 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللاسلطوية والقيادة والتحزب
عواد احمد صالح
يقول آلان وود المفكر الماركسي المعروف (( إن الفكرة القائلة بأننا لسنا في حاجة إلى الأحزاب والقادة خاطئة حتى النخاع. بل إنها في واقع الأمر ليست منطقية حتى. لا يكفيك أن ترفض شيء لا تحبه. بل يجب عليك أن تقدم البديل.))
إن القيادات الحالية لأحزاب اليسار التقليدي عموما والمنظمات النقابية للطبقة العاملة هي قيادات اصلاحية وعاجزة بل انها تعمل بالضد من مصالح الجماهير الكادحة وتمارس سياسة التعاون الطبقي مع الطبقات الحاكمة البرجوازية .
اننا ندرك ذلك رغم ادعاءات اللاسلطويين وتقولاتهم المضادة للقيادة عموما والتي تزعم ان كل تنظيم يولد البيروقراطية والتعالي على الجماهير .ان حجج اللاسلطويين ودعاة الاناركية الجديدة مثيرة للشفقة فهؤلاء الناس لا يملكون أي حلول يقدمونها للجماهير المحرومة ويدعون ان الجماهير هي التي تقوم بتحرير نفسها وهي من يمارس السلطة ، في حين ان الجماهير البسيطة تتسم بغياب كامل للوعي الطبقي ولا تفقه في الامور السياسية الا القليل ولا تدرك اهمية دور التنظيم والقيادة والتكتيك في مواجهة العدو الطبقي ، البرجوازية المسلحة بكل انواع الاسلحة والجيوش والمليشيات والاعلام والتي تمتلك الاموال الطائلة وتستطيع تجنيد المرتزقة ورشوة قطاعات واسعة من الجماهير المحتجة ضد الظلم والتعسف الطبقي للبرجوازية .
هذا ناهيك عن جميع تجارب التاريخ القريبة والبعيدة التي اثبتت فشل التيارات اللاسلطوية والاناركية ومختلف تيارات شيوعية المجالس التي ترفض تنظيم العمال والكادحين تحت قيادة حزب عمالي متمركز وثوري .منذ ايام الاممية الاولى التي شارك فيها الفوضويين ودعاة اللاسلطوية .
في سنوات ثورة 1905 الروسية وما بعدها كان تروتسكي والى حد ما روزا لوكسمبورغ من اشد نقاد التنظيم اللينيني تحت حجة انه يولد البيروقراطية ويستبدل الحزب مكان الطبقة ، الذي وضع لينين خطوطه العريضة في كتابه الشهير ( ما العمل ) ولكن بعد تجربة ثورة 1905 وخيانة الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية الاوربية لقضية الثورة والطبقة العاملة وانهيار الاممية الثانية اثناء الحرب العالمية الاولى وبعد ثورة اوكتوبر التي شارك في التخطيط لها تروتسكي نفسه بشكل اساسي بعد انضمامه الى حزب البلاشفة تبنى تروتسكي طيلة حياته فيما بعد النموذج البلشفي اللينيني للتنظيم والتحزب ودافع عنه بكل قوة .لانه ادرك اهمية القيادة والتحزب والتنظيم الحاسمة في تحقيق انتصار اوكتوبر . وبعد تأسيس الاممية الثالثة عام 1919 تبنت الاحزاب الشيوعية الاوربية النموذج البلشفي للتنظيم قبل شيوع الانحطاط البيروقراطي في الحقبة الستالينية .وما بعدها
ما نريد ان نستخلصه هنا هو ان الجماهير العمالية والكادحة ولكي تحقق اهدافها تحتاج الى تنظيم ثوري مرشد للعمل السياسي والى قيادة ثورية تخطط للنجاح في تحقيق الاهداف .وبدون ذلك ستظل تحت رحمة الانظمة البرجوازية وشتى منوعات الوعي الزائف العشائرية الدينية والقومية والاوهام السائدة .
ان الذين ينكرون الحاجة الى التحزب والتنظيم عليهم ان يطرحوا لنا بديلا واقعيا بدل تمجيد عفوية الجماهير وفي حقيقة الامر تظل تنظيراتهم تمثل التيه البرجوازي الصغير الذي يرفض كل شيء ولا يقدم أي شيء منطقي ومعقول .
نحن نتفق مع دعاة اللاسطوية على اهمية القضاء على كل تمييز سواء كان طبقيا او اجتماعيا وعلى التراتبية بشكلها البيروقراطي القديم وجعل المكانة السياسية للمناضلين تنبع من ادوارهم الحساسة ومسؤولياتهم داخل التنظيم الثوري كما نؤكد دوما على اشاعة الديمقراطية بأوسع اشكالها واختلاف الراي داخل الحزب الثوري .
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومنذ تأسيسه كان فضاء سياسيا واسعا لتداول الآراء المختلفة وممارسة النقد وتأكيد حق الاختلاف بأوسع معاني الديمقراطية التي لم تحققها كل التجارب في الاحزاب البرجوازية والليبرالية والقومية التي كانت ومازالت اشكالا تنظيمية تهمين فيها النخب السياسية المعزولة عن الجماهير .
وفي التحليل الاخير يجب التأكيد على اهمية القيادة الثورية والتحزب والتنظيم .وعلينا أن نناضل لبناء تنظيم ثوري يمثل حقا مصالح وتطلعات الطبقة العاملة وعموم الجماهير الكادحة لكي يتحول الى اداة بيد الجماهير لتحقيق التغيير الثوري للمجتمع. إن الشروط الموضوعية اكثر من ناضجة في ظل ازمة الرأسمالية المزمنة والحروب والارهاب والفساد في كل مكان. نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن الطبقة العاملة وكل الجماهير الكادحة والمضطهدة والمهمشة مستعدة تماما لهذه المهمة ولكن لابد من وجود تنظيم ثوري وقيادة ثورية تقود الجماهير نحو الانتصار . لقد اثبتت تجارب الاحتجاجات في السنوات الاخيرة وعلى الصعيد العالمي منذ 2011 حتى الان ان الجماهير التي تفتقر الى القيادة والتنظيم والحزب الثوري لم تسطع مواجهة الطبقات الحاكمة وتحقيق اهدافها وعلى العكس تحولت تلك الاحتجاجات الى وسيلة للقمع بيد الثورة المضادة البرجوازية في غياب التنظيم الثوري .
ان العديد من الشباب وفي ظل الفقر المدقع واستشراء النزعة الاستهلاكية للرأسمالية وشيوع حالات الاغتراب بسبب الفساد والاستغلال المفرط والعنف يشعرون بالنفور والاحباط عندما ينظرون إلى الاحزاب اليسارية الموجودة والنقابات وخاصة (الأحزاب الكبيرة ، بسبب هياكلها البيروقراطية وممارسات قادتها الذين يساومون باستمرار مع الطبقة الحاكمة والرأسماليين) ويمارسون سياسة التعاون الطبقي الى حد انهم صاروا جزءا من النظام القائم . مما يفسر هروب اولئك الشباب الى الامام وتبني الافكار الخاطئة ورفض الاشكال التنظيمية القائمة على المركزية والانضباط واتهام الثوريين بانهم سلطويين وبيروقراطيين وهو رد فعل البرجوازية الصغيرة وتعبير عن انعدام رؤيتها السياسية وتخبطها .

25/ مارس /2019



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعم الاميركي غير المحدود ومأزق دولة اسرائيل الصهيونية العن ...
- قراءة اولية في اعادة الانتشار العسكري الاميركي في العراق
- رد على رسالة السيد سعد محمد حسن (حول الاستقالات في الحزب الش ...
- رد على الرفيق رزكار عقراوي وتوضيح موضوعي لحقيقة الخلاف داخل ...
- استفتاء البرزاني ... القشة التي قسمت ظهر البعير
- موضوعات حول قضية الاستفتاء واستقلال كردستان
- محاولة اخرى لتقييم تجربة عبد الكريم قاسم
- أي تحالف لليسار في العراق ممكن ؟؟
- ثورة 14 تموز رؤية جديدة لتجربة عبد الكريم قاسم
- اطروحات عن بعض خصائص الحزب الشيوعي ...
- الثورة الشيوعية هي قدر ومصير الشيوعيين
- وجهة نظر اخرى حول التدخل الروسي في سوريا
- الولادة العسيرة للحكومة العتيدة
- التفاؤل المستحيل
- بين إرهاب دولة إسرائيل ...- وإرهاب حماس -
- شيخوخة الشيوعية
- الطبقة العاملة والمسألة الطائفية
- حول مقتل الصحفي محمد بديوي
- الشيوعية والدعاية المضادة في عصر العولمة
- مقتدى الصدر والانسحاب من العملية السياسية ..


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عواد احمد صالح - اللاسلطوية والقيادة والتحزب