أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أسهيلي - علاقة صندوق النقد الدولي بالأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد















المزيد.....

علاقة صندوق النقد الدولي بالأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد


محمد أسهيلي

الحوار المتمدن-العدد: 6188 - 2019 / 4 / 1 - 01:36
المحور: حقوق الانسان
    


"أفضل الخطر مع الحرية على السلم مع العبودية"
(جون جاك روسو)
ولدت الشعوب حرة بدون وصاية إلهية، وليس هناك راع له الأحقية الإلهية في الأرض، وكل ما يصب في هذا المضمار ليس سوى تحايل وكذب وإيهام لاستعباد البشر.
إن واقع المجتمع المغربي في الأونة الأخيرة يعيش احتقانا حادا في مجالات عدة، إن لم نقل يعاني من مرض عضال ( بنيوي) في مفاصل الجسد الإجتماعي، وهذا ليس مقدرا ولا امتحانا من رب يمتحن عباده، بل إنه الفساد الذي ينخر المجتمع (اقتصاديا ، سياسيا، ثقافيا ..الخ) .
نحن في حاجة لنقف صدا منيعا في وجه المستبدين الذين يتمسكون بزمام مصائرنا كما أشار لذلك " جان جاك روسو: " أنا لا أومن بحكومة تقوم على الإرث، ولا تقوم على التصويت والإنتخاب، فالأمم والشعوب ليست متاعا يورث". وهنا يقصد روسو بالإنتخاب اختيار الشعب للحاكم الكفء القادر على تسيير الأمور المجتمعية جمعاء، ونقصد هنا كل ماهو (سياسي، واقتصادي ،وتنموي ، في الدرجة الأولى، وماهو ثقافي وهوياتي، وديني في الدرجة الثانية ).
وسنعرج على قضية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، باعتبارها قضية وطنية تخص جميع شرائح المجتمع سواء النخب من المثقفين والسياسيين ورجال الأعمال، والنقابيين ،والفاعلين الحقوقيين،..الخ، وعموم الجماهير الشعبية.
يطالب الأساتذة بالإدماج في الوظيفة العمومية كجل الموظفين، لكن في المقابل نجد أن الحكومة المغربية وقفت أمام مطالبهم المشروعة، وردت ردا كلاسيكيا، بالقمع والترهيب والإحتقار للذات المغربية جمعاء، لنفترض أن هذه الحكومة التي انتخبت بشكل ديموقراطي، لتمثل إرادة الشعب من أجل الديموقراطية والمساواة والحفاض على كل أشكال التعبير ضد الفقر والتهميش والذل، وكل الظروف اللاإنسانية، نجدها تحولت إلى ديكتاتورية احتكرت السلطة بمفهومها السلبي لا الإيجابي.
وسنعرض هنا علاقة صندوق النقد الدولي بالتوظيف الجهوي للأساتذة، أو التوظيف بالتعاقد، إن مؤسسة صندوق النقد الدولي أنشئت بالتفاقية مع بعض الدول الأعضاء للعمل على تعزيز سلامة الإقتصاد العالمي، و تشجيع التعاون الدولي في المجال النقدي، والتوسع والنمو المتوازن في التجارة الدولية، وهذه كلها شعارات واهية وواهمة .
ويرتكز برنامجها على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في تخفيف العجز في ميزان المدفوعات من خلال تخفيض قيمة العملة، وإلغاء الرقابة على الصرف، ومكافحة التضخم من خلال سعر الفائدة، وزيادة الضرائب، تشجيع الإستثمار الخاص، لكن ما ذكر هناك فقط مجرد شعارات فضفاضة تسعى من خلالها لإغراق الدول النامية في الديون والتبعية الدائمة لمنظمة صندوق النقد الدولي، وسنشدد هنا على والولايات المتحدة الأمريكية لأنها الوحيدة التي تمتلك حق الفيتو في اقراض الدول أو عدم اقراضها.
وسنتعرف على بعض الدول التي اقترضت من صندوق النقد الدولي منها ماليزيا،وإندونيسيا، تركيا
لكن حققت هذه الدول طفرات اقتصادية بعد الإقتراض، استغلت تلك القروض في تنشيط صناعاتها الداخلية، وحققت أرباحا طائلة استطاعات أن تخرج من أزمتها والقطع مع التبعية للولايات المتحدة الأمريكية، وصندوق النقد الدولي،ومن بين أهم المقترضون من شمال أفريقيا نجد دولة المغرب، وتونس هذا على سبيل المثال لا الحصر.
لكن صندوق النقد الدولي وضع شروطا يفرضها على الدول المقترضه وسنبرز أهم تلك الشروط:
بيع مؤسسات من القطاع العام، في المغرب مثلا توظيف الأساتذة توظيفا جهويا لدى الأكاديميات خطوة أولى لبيع قطاع التعليم للشركات الخاصة، وفيما بعد سيصبح الأستاذ موظف لدى الشركات الخاصة، وهذا ضرب غير مباشر في مجانية التعليم ويعتبر هذا شرط أساسي لصندوق النقد الدولي،خفض الإنفاق الحكومي، رفع الدعم على السلع الأساسية،
ان ترضى حكومة البلد المتعثر على كل ما تمليه مؤسسة صندوق النقد الدولي.
و البرازيل في بداية الثمانينات طرقت أبواب صندوق النقد الدولي ووافقت على شروطه، لينتهي بها المطاف إلى تسريح ملايين العمال، وتخفيض أجور الباقين، واستمرت الأزمة في في البرازيل 12 عاما.
وفي سنة 2009 حدثت أزمة اقتصادية في اليونان واقترضت من صندوق النقد الدولي 110 مليار دولار لتجاوز الأزمة ولم تنجح، واشترط صندوق النقد الدولي على اليونان تحقيق فائض في الإرادات عن النفقات لتخصم منه فوائد الديون بعدما أعلنت اليونان فشلها في سد الدين الخارجي.
في المغرب أشاد صندوق النقد الدولي بتعويم الدرهم في يناير 2018م،حرر المغرب الدرهم استجابة لصندوق النقد الدولي، وتسبب تعويم الدرهم في بلوغ الديون الخارجية للمغرب 33مليار دولار،فيما ارتفع معدل التضخم في البلد،ومما يلاحظ أن المغرب بعد تعويم العملة المحلية أمام الدولار، أدى إلى تقليص الدعم على المواد البترولية، ورفع أسعار الكهرباء ومياه الشرب، والبدء على تقليل عدد الموظفين في القطاع العام.
وهنا سنربط قضية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بصندوق النقد الدولي، قد يتساءل البعض عن طبيعة العلاقة التي تربط الإثنين، كماذكرنا سلفا أن المغرب اقترض 14,6مليار دولار من صندوق النقد الدولي، مما أدى إلى اتفاق مع الحكومة ببيع مؤسسات في القطاع العام، لأنها تستهلك مزانية أكبر ولا تنتج، وقررت الحكومة التضحية بقطاع التعليم لأنه قطاع منتج فقط مستهلك وهو عاهة على كاهل الدولة، وهنا لا يتعلق الأمر بالأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد فقط، لأنه بعد تعويم الدرهم تعمقت ديون المغرب إلى 33 مليار دولار إضافة 14,6مليار دولار والرقم في تزايد مستمر.
بمعنى أن هذا سيزحف على قطاع التعليم إلى قطاعات أخرى مثل قطاع الصحة، إلى الإدارات العمومية، لأن معظلة المغرب في سوء تدبير الموارد المالية المقترضة، والتي لم تستثمر في المشاريع التنموية للنهوض بالبلد اقتصاديا، فمسألة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد مسألة أكبر من الإدماج، فالحكومة لا تنوي ادماجهم في الوظيفة العمومية، وستتمسك بقرار التوظيف الجهوي لدى الأكاديميات، وهذا ما سيحدث مع كل موظفي القطاعات الأخرى في القريب العاجل.
ان التصعيد والإضراب المفتوح حتى الإدماج لن يكون سهل المنال، لأن الأمر يتعلق بالحكومة بل هو عقد ابرمته الدولة المغربية مع صندوق النقد الدولي، الإضراب سيستمر لمدة طويلة وستكون سنة بيضاء، هذا أمر وارد جدا، إن الإستمرار في الإضرابات والإعتصامات، ستنهج معه الدولة سياسة التخويف والترهيب والقمع، ستتجسد الدولة البوليسية على حساب الدولة القانونية، لكن نجزم أن ذلك سيترتب عنه مشاكل عديدة للحكومة والدولة والشعب، وقد بجر الدولة إلى ما لا يحمد عقبها، ويهدد استمرارها، يجب على الحكومة والدولة المغربية ان تعيد اعتباراتها.
فالغريب أن كل الدول التي اقترضت من صندوق النقد الدولي، لا تمتلك موارد طبيعية كالمغرب، والقليل منها من تجاوز الأزمة، تركيا، ماليزيا، سنغافورة، والبرازيل بعد ما عانت الويلات لفك الدين الخارجي، لكن ان لم يستمر اضراب الأساتذة المتعاقدين فالدولة ستستمر في سياساتها التي تفرض عليها من الخارج، إن ما سيحل مستقبلا في الدولة المغربية إن لم تتخذ اجراءاتها لتخرج من مأزق الشعب وصندوق النقد الدولي،سيؤدي إلى كوارث عظمة لا أحد سيخرج منها سالم الدولة والشعب على حد سواء .



#محمد_أسهيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة صندوق النقد الدولي بالأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد


المزيد.....




- واشنطن: وحدات عسكرية إسرائيلية انتهكت حقوق الإنسان قبل 7 أكت ...
- الولايات المتحدة تقول إن خمس وحدات بالجيش الإسرائيلي انتهكت ...
- العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل ...
- ماذا نعرف عن اتهام أمريكا لـ5 وحدات عسكرية إسرائيلية بـ-انته ...
- الولايات المتحدة تعارض تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بحق إس ...
- ماذا قالت المحكمة الجنائية الدولية لـCNN عن التقارير بشأن اح ...
- واشنطن: خمس وحدات عسكرية إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات جسيمة لح ...
- مجددا..واشنطن تمتنع عن إصدار تأشيرة للمندوب الروسي وتعطل مشا ...
- البيت الأبيض يحث حماس على قبول صفقة تبادل الأسرى
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أسهيلي - علاقة صندوق النقد الدولي بالأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد