أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رفيف رشيد - تمثل المغتربين لبلد الإقامة, و علاقته بالاندماج















المزيد.....

تمثل المغتربين لبلد الإقامة, و علاقته بالاندماج


رفيف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 10:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تمثل المغتربين لبلد الإقامة, و علاقته بالاندماج
1/4
الاغتراب مصطلح شديد العمق و عريق الأصل, إذ يعود إلى تلك اللحظة التي نزل فيها
آدم من الجنة و اغترب في الأرض.
و منذ ذلك الحين بدأت الاغترابات, في كل الأزمنة و الأمكنة, فكثرت الهجرة. و تكون حالة
سفر أو رحيل الأفراد من بلدهم الأصلي إلى دولة أخرى, و السكن و العيش فيها لمدة
طويلة, قد تدوم سنوات أو العمر كله, لعدة أسباب كالحالة الإقتصادية للبلد الأصلي, أو
السياسية, أو الاجتماعية....
و قد يكون الفرد راغبا في السفر أو العيش في دولة أخرى مغتربا فيها عن بلده الأصلي, و
عن تقاليده و عاداته و أهله و ذكرياته... و ذلك لغاية في نفسه, إما لتحسين ظروف عيشه
الاقتصادية, أو لعدم ملاءمة الجو الاجتماعي... أي أنه في هذه الحالة يكون قد اختار نظام
و طريقة عيش أخرى غير طريقة و نظام عيش بلده الأصلي... (لكن حتى لو اختاردولة
قريبة من بلده الأصلي في التقاليد و اللغة... فلا بد أن هناك صعوبات التأقلم و التي تكون
داخل الدولة الواحدة, بين مدينة و أخرى. فما بالك بدولة أخرى).
لكن هناك حالات يضطر فيها الفرد إلى الاغتراب و العيش في دولة أخرى غير بلده
الأصلي, و ربما أن الأسباب السياسية تحتل المرتبة الأولى في هذه الحالة, من التسلط
السياسي, أو كثرة الحروب... أي أنه أجبر على مغادرة بلده, و على محاولته الاندماج في
بلد الاغتراب, أو بلد الإقامة...
و من المعروف أن لكل فرد هويته الخاصة به, و أفكاره و ذكرياته و طباعه, و مستواه الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي... و الفرد المغترب يحمل معه كل هذه الخصوصيات إلى
مكان غربته, إلى الدولة التي اختار أن يسكن فيها, و هنا تطرح المشكلة في كيفية الحفاظ
على تلك الخصوصيات, و في نفس الوقت, محاولة التأقلم و الاندماج, و البدء من جديد في
بناء مستواه الاجتماعي و الثقافي, و في إقامة علاقات اجتماعية, و التعود على نمط عيش
قد يكون مختلف تماما عما كان فيه بلده الأصلي.
لكن إحساس الغربة أو الوحدة إحساس مؤلم, و قد يؤدي بالفرد إلى عدة صراعات و حالات
مرضية كالاكتئاب أو العصاب أو العنف (سواء الموجه نحو الخارج أو نحو الداخل, أي
نحو المجتمع أو نحو الفرد نفسه) و قد يساعد الشعور بالاغتراب الفرد على الابداع
كطريقة للتعبير عما يعانيه, بكيفية مباشرة أو غير مباشرة, كالرسم و الشعر والكتابة...
إلخ.
فالمشكلة بالنسبة للمهاجرين و المغتربين عن وطنهم, هي اندماجهم و تأقلمهم في بلد
الإقامة, و علاقة ذلك بصورة بلد الإقامة لديهم, و الفروق الموجودة بين تقاليدهم و
عاداتهم و مفاهيمهم الأصلية, و بين تقاليد و عادات و مفاهيم بلد الإقامة...
فكيف يرى و يتصور المغترب الجانب الثقافي و الاجتماعي لبلد الإقامة؟ و ما مدى
مساهمة هذا التصور أو الرؤية للجانبين الثقافي و الاجتماعي في اندماج الفرد في بلد
الإقامة؟ و هل عدم قبول الفرد المغترب لإحدى هذين المجالين يحول دون اندماجه بشكل
ناجح في بلد الإقامة؟ و تأثير قبول الفرد المغترب و مستوى اندماحه في بلد الإقامة على
الجانب النفسي و الاجتماعي للمغترب؟ و من الطبيعي أن تواجه الفرد المغترب بعض الصراعات بين تقاليد و عادات بلده الأصلي و تقاليد و عادات بلد الإقامة, فكيف يتصرف
الفرد و يواجه تلك الصراعات؟ و علاقة ذلك بمدى اندماجه في بلد الإقامة؟

يحتل مفهوم التمثل مكانة بارزة في علم نفس النشاط المعرفي.... و يتفق على أن هذا
المفهوم يعد أحد مفاتيح الأنشطة الذهنية. و إن علاقته بالتعليم علاقة وطيدة, فبالتمثل
يتمكن الفرد من الإلمام بالأوضاع التي يعيشها, حيث يتفهمها, و يستوعب مكوناتها... و
يبني استجاباته إزاءها انطلاقا من التمثلات التي ينشئها بصدد تلك الوضعيات. (1)
و يشير مفهوم التمثل إلى الطريقة أو الكيفية التي يعيد بها الفرد تشكيل حقائق الأشياء و
تنظيم الفهم الذاتي و الاجتماعي للواقع, من خلال الإدراكات الاجتماعية و دلالة تلك
الحقائق التي تجسد في الفكر أو الذهن على مستوى التجريد. فالفرد الذي يتمثل بعض
الحقائق أو حقائق الأشياء و صورها, لا يكون هذا التمثل فجائيا و عبثيا و غير مبني, بل
يعود في جوهره إلى مرجعية تستند في أصولها و مبادئها إلى الواقع الاجتماعي الذي يعد
بمثابة منظومة أخلاقية ثقافية اجتماعية تساعد الفرد أثناء إدراك الأشياء أو استحضار ما
هو غائب إلى الذهن, على القيام بعملية التمثل.
إلا أن الملاحظة الأساسية التي يمكننا الإشارة إليها هو أن الإدراك و التمثل لا يعطي لكل
فرد منا صورة حقيقية عن الشيء المتمثل و المدرك, بل يعطينا صورة تقريبية إلى حد ما.

_ مفهوم التمثل في اللغة:

التمثل في اللغة العربية من مثل, يمثل, مثولا. و مثل التماثيل أي صورها. و مثل الشيء
بالشيء, أي شبهه به, و كذلك من تمثل يتمثل تمثلا, و تمثل الشيء له بمعنى تصور له و
تشخصه كقوله تعالى: ( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا.). و تمثل بالشيء:
ضرب مثلا, و تمثل به: تشبه به.. فالتمثيل و التمثل متقاربين و هما يشتركان في أمرين:
حضور صورة الشيء في الذهن, و الآخر قيام الشيء مقام الشيء.
_ يقابل مصطلح التمثلات في اللغة الفرنسيية: "representation" و يقصد بها
إحضار الشيء و مثوله أمام العين أو في الذهن أو اللغة. أي إما بواسطة الرسم أو النحت
أو اللغة. أي أن سيرورة التمثل في الذهن تستدعي لزوما حضور متمثل.
و نجد في "لسان العرب" أن التمثل من مثل له الشيء: صوره حتى كأنه ينظر إليه. و
امتثله أي تصوره. و مثلت له كذا تمثيلا إذا صورت له مثاله بكتابة أو غيرها. و تمثيل
الشيء بالشيء تشبيها به, و نجده عند "لالاند" يعني التحول من الاختلاف إلى التشابه.
في حين يرى "جميل صليبا" أن التمثل و التمثيل متقاربان, و هما معا يشتركان في
أمرين: أحدهما حضور صورة الشيء في الذهن, و الآخر قيام الشيء مقام الشيء.
إن كل التعاريف اللغوية لمفهوم التمثل تكاد تلتقي حول أن التمثل يرتكز على استحضار
شيء أو مفهوم أو صورة غائبة, و هنا ينبغي التأكيد مع "نيكولايديس" على عنصرين
أساسين يلزمان كل فعل تمثلي:1- الغياب, الذي يعد عنصرا ضروريا في كل تمثل..2-
الصورة التذكرية, التي تقفز إلى الذهن بواسطة موضوع آخر يشبهه أو يماثله أو بعبارة
أخرى بواسطة موضوع بديل.
أما "ابن منظور" فيعرف مفهوم التمثل كما يلي: "التمثل من مثل الشيء أي تصوره
حتى كأنه ينظر إليه, و امتثله أي تصوره, و مثلت له تمثيلا إذا صورت له مثالا بكتابة او
غيرها, و تمثيل الشيء بالشيء يعني التشبيه به. و يحدد قاموس "le grand larouse
" مصطلح التمثل "reprensentation" بوصفه حظور الشيء و مثوله أمام العين أو
في الخيال بواسطة الرسم او النحت او اللغة أثناء الكلام. ف "balzac" مثلا قام بتمثل,
أي باستحضار المجتمع الفرنسي إبان فترة الإصلاح من خلال رواياته, و بهذا المعنى يقول
"جورج دوهاميل": "إذا كان عدد أصدقائك ثلاثة و عشرون, فإن لديك عنهم 23 تمثلا.
أما قاموس "Petit Robert" فيعرف فعل "مثل" "representer" بتعريفات نذكر
منها: إحظار, عرض, مثول أمام العين, تقديم موضوع أو مفهوم غائب عن الذهن بإثارة
صورته كي تظهر بواسطة موضوع آخر يشبهه أو يماثله.
نستخلص من هذه التحديديات اللغوية السابقة ان مفهوم التمثل عملية تتضمن استحضار
صورة موضوع غائب إلى الذهن, و هذا المعنى يقترب جدا من مختلف المعاني المعطاة
لهذا المفهوم داخل كل التخصصات.

_ التمثل الاجتماعي:

إن التمثل في معناه العام هو الكيفية التي ينظم بها الفرد فهمه للواقع و للحقيقة
التي يعكسها, و بتعبير آخر هو تنظيم فردي لحقيقة جماعية, ولكن هذا التنظيم الذاتي أو
إعادة البناء ذهنيا لحقيقة اجتماعية لا يتم اعتباطيا و إنما يستند إلى أطر مرجعية تستمد قوتها من حضورها الفاعل ضمن مجالات عديدة في المجتمع, بمعنى أن الرموز التي يستند
إليها الفرد هي تشكيل صورة ذهنية عن موضوع أو عن حدث غائب يستحظره العقل حاليا,
هي في واقع الأمر رموز محددة تاريخيا, ثقافيا, و اجتماعيا, و هذا يؤكد أن المعايير تمثل
أهم مكونات التمثل الاجتماعي.
و التمثل هو من أشكال المعرفة الاجتماعية التي تمكننا من التفاعل مع الواقع اليومي, و
عندما يتحول هذا الواقع إلى تمثل فإننا نقوم ببنائه و إعادة بنائه بشكل آخر يختلف في
شكله الأصلي. و تتدخل في هذه السيرورة الأبعاد السيكولوجية و الأبعاد الاجتماعية و هذا
ما يجعل التمثلات تتخذ بعدا عمليا, حيث أنها تسهل التواصل و التفاهم و كذلك التحكم في
المجال الاجتماعي و المادي و كذلك الفكري.
و في سياق آخر فإن التمثلات الاجتماعية حول المرض و الصحة, هي عبارة عن عملية
بناء و تشكيل الواقع.
و انطلاقا من نفس الرؤية السيكولوجية فأن التمثل هو "سيرورة إدراكية و ذهنية يتم
بواسطتها تشكيل المكونات الاجتماعية (الأشخاص, المواقف...) للواقع, حيث يتم تحويل
هذه المكونات إلى رموز تتجسد في القيم و العادات....
و التمثل في سياق آخر هو سيرورة علائقية, أي أنه عملية ذهنية يقوم بها الشخص أو
الجماعة أو المؤسسة أو الفئة الاجتماعية من خلال علاقتهم بشخص أو جماعة أو فئة
اجتماعية أخرى, و من ثم فإن التمثل يلعب دور الوسيط داخل إطار التواصل الاجتماعي.
و هناك من يعتبر أن التمثل عبارة عن عملية تشكيل الواقع. حيث أنه يهدف إلى صياغة
معلومات ذات دلالة مميزة, و من ثم فإن سيرورة دينامية حيث يتم بواسطة استدخال النماذج الثقافية و الإيدولوجية السائدة داخل المجتمع. كما يعمل التمثل على تغيير طبيعة
الواقع الاجتماعي... حيث أنه يبسط هذا الواقع و يخصصه لفهمه, لكي يتمكن من التحكم
فيه.
و من ثم فلا يمكن أن نتعامل مع سيرورة التمثلات دون الاستناد إلى الشروط التي تتشكل
ضمنها, و الآليات التي يتم بواسطتها انبثاق تلك التمثلات, إضافة إلى وظائفها في التعامل
الاجتماعي.

_ محددات التمثل:

عندما محاولة استقصاء مختلف الدراسات النفسية الاجتماعية التي تناولت موضوع
التمثلات الاجتماعية, نجد أن معظم الباحثين يشيرون أن هناك عوامل داخلية و عوامل
خارجية, هي التي تحدد التمثل و توجهه و هذه العوامل تتفاعل فيما بينها مع احتفاظ كل
عامل بخصائصه و مميزاته.
أما العوامل الخارجية فهي المحدد المركزي التي تشير إلى مجموع الشروط الاجتماعية و
التاريخية التي تشكل التمثل, في حين تمثل العوامل الداخلية (السيكولوجية) المحدد الثانوي
للتمثل, و يشير هذا المحدد إلى عناصر تعمل وفقا لسيرورات و قوانين لا تستقل في بعض
جوانبها عن العوامل الاجتماعية الخارجية.
و انطلاقا من ذلك يؤكد "موسكوفيسي" على ضرورة التمييز (أثناء دراسة التمثل) بين
المحدد المركزي الذي يؤدي إلى انبثاق التمثل, و تشكيل محتواه, و من ثم فإن تأثير
المجتمع على تشكيل التمثلات لا يهتم تأثيرا مطلقا, إذ يتداخل النشاط الذهني و التجارب
الشخصية للفرد لتشكل بدورها تمثلاته المختلفة.
و انطلاقا من ذلك يمكن أن توجز خصائص التمثل فيما يلي:
إن التمثل هو قبل كل شيء عملية تحويل الواقع الاجتماعي إلى موضوع ذهني, و هذا
التحويل ليس فقط عبارة عن نسخ لمكونات الواقع, بل إن هذه المكونات تخضع للانتقاد
حسب المواقف و الأوضاع و الدوافع التي تتشكل من خلال تجارب كل شخص على حدة.
و بشكل عام يمكن القول أن التمثلات الاجتماعية تخضع لمحددين أساسيين يعملان على
تشكيلها و توجيهها, و يتعلق المحدد الأول (المحدد المركزي) بمجموع الظروف
الاجتماعية التي تؤثر على المعلومات التي تروج حول موضوع التمثل, و حول مدى
انتشار هذا الموضوع داخل المجتمع. أما المحدد الثانوي فيتعلق بالوجهات و الخصائص
الفردية ذات الطابع السيكولوجي.
إلا أن التمثلات الاجتماعية في سياق آخر لا تعتبر انعكاسا سكونيا للبيئة الاجتماعية و
للوضعية التي يحتلها الفرد داخل هذه البيئة, بل إنه يرتبط أيضا بالطريقة التي يعي
بواسطتها الفرد هذه الوضعية.

_ تعرف إميل دوركهايم:
مع دوركهايم نلامس أول حديث عن التمثلات الاجتماعية كمفهوم سوسيولوجي في بداية
القرن العشرين, حيث تطرق إليه في إحدى كتبه منطلقا من التمييز بين ما هو فردي و ما
هو جماعي على مستوى التمثلات مؤكدا أن التمثلات الاجتماعية أكثر حضورا و
موضوعية و أصدق دلالة من التمثلات الفردية, و هذا ليس غريبا ما دامت الاتجاهات
السوسيولوجية في بدايتها حاولت أن تقصي الفرد, ما دام المنطلق هو الجماعة, على
اعتبار أن الفرد ينتمي على الجماعة و هو يتأثر بها في حين لا يؤثر فيها, و هذا الإشكال
أو العائق كان في بداية الكتابات السوسيولوجية, فدوركهايم نفسه نهج نفس السبيل من
خلال التركيز على التمثلات الاجتماعية التي تنبني على أسس الجماعة و ترتبط بالوعي
العام أو الجمعي الذي يسود المجتمع و الذي يعتبر الفرد واحدا من أفراده. و هكذا تظل
التمثلات الجماعية في منأى عن التغيير, نظرا لارتباطها بالوعي الجمعي الذي يستمد
صلابته و متانته من صلابة المجتمع و رصانته.
تعريف موسكوفيسي:
يؤكد موسكوفيسي على أن الأفراد في معظم الأحيان و الحالات لا يحاسبون عندما
يمارسون تمثلا عبثيا للكائنات أو حقائق الأشياء أو المواضيع الاجتماعية.
فالتمثل في نظره نسق من القيم و المفاهيم و السلوكات المرتبطة بسمات و مواضيع يحدد
معالمها الوسط الاجتماعي على اعتبار أن التمثلات الفردية_ في أغلب الأحيان_ تستدخل
من طرف الأفراد بطريقة تصاحب بالعنف و القهر, و هذا ما يجعلهم يفكرون, بل يتمثلون
الآخر و الذات بكيفية لا تخالف القواعد الاجتماعية, و في هذا النوع من الاستلاب إن صح
الكلام حتى تلبى رغبات الجماعة, فالتمثلات الاجتماعية وحدات أو مجموعة دينامية يتجسد
مجالها في إنتاج سلوكات و علاقات تتمحور حول المحيط بطريقة تعدل هذه العلاقات و
السلوكات و ليس في إعادة إنتاج هذه السلوكات أو هذه العلاقات كرد فعل لمثير خارجي
معطى, كما أن التمثلات الاجتماعية _حسب موسكوفيسي_ تكاد تكون أشياء ملموسة... إذ
أنها منتشرة في كل مكان و تتمظهر خلال الكلام و الحركة و اللقاء في عالمنا اليومي.
_ تعريف ماري جوزي:
تعرف التمثل كالآتي: إن التمثل –كطريقة للاستحضار على مستوى الذاكرة- يستحضر
موضوعا غائبا لا واقعيا أو غير ممكن للإدراك بشكل أو بطريقة مباشرة, إلا أن الوعي
بهذا الموضوع يتم بكيفية عقلانية, و في جانب آخر تشير أن التمثل ذو أهمية في حياة
الطفولة ذلك أن التمثل الاجتماعي ميكانيزم ذو أهمية قصوى في ميدان الطفولة من عدة
جوانب, فهو أداة للإدراك تساعد الطفل على قراءة و تأويل ما يكتشفه عن العالم الطبيعي و
الاجتماعي بواسطة حواسه و ممارساته و خبراته لإعطائه المعنى و القيمة الذين يحددهما
له المحيط الاجتماعي في سياق علاقاته و تفاعلاته مع الآخرين, و من هنا كان التمثل أداة
للتنشئة الاجتماعية و التواصل في المجتمع و هذا يؤكده "موسكوفسي" إذ يرى أن التمثل
يلعب دوره في تكوين التواصلات و السلوكات الاجتماعية.
و عموما, فالتمثل في علم النفس الاجتماعي يتمفصل إلى نوعين: التمثلات الفردية
المرتبطة بتاريخ كل فرد, و وضعيته الشخصية, و التمثلات الجمعية المعبر عنها من خلال
اللغة المكتوبة و وسائل الاتصال الجمعية غير الشفوبة و التي تنتشر بين مختلف الشرائح
الاجتماعية.
تعريف ميشال جيلي:
مع ميشال جيلي يرتبط التمثل بالتفاعل على أساس أنه إنتاج جماعي من طرف الأفراد
يتحول إلى شكل للتعبير, و هكذا يكون التمثل اجتماعيا عندما تتقاسمه مجموعة من الأفراد,
عندما يتم إنتاجه و خلقه بشكل جماعي, بمعنى أنه ينتج من تفاعل جماعي يكون التمثل
تعبيرا عنه. إن هذا التعريف لا يختلف كثيرا عن تعريف أحد الباحثين العرب الذي يعرف
التمثل على أنه مجموعة من المفاهيم و الرموز التي تنتج عن التفاعل الاجتماعي و التي
تكتسي معنا مشتركا بين أعضاء الجماعة و تؤدي إلى ردود فعل متشابهة و بهذا تشكل
التمثلات صورا و بينات معرفية و اطر إدراكية ذات مصادر و مظاهر و أبعاد اجتماعية,
بحيث تشكل نوعا من المعرفة الاجتماعية المتداولة بين الأفراد, كأطر مرجعية للتصور و
الإدراك و التفكير..



#رفيف_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال و رموز الجسد في الثقافات العربية الاسلامية


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رفيف رشيد - تمثل المغتربين لبلد الإقامة, و علاقته بالاندماج