أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سوزان امين - خمسون زهرة ايزيدية اخرى رحلن عن عالمنا دون حداد














المزيد.....

خمسون زهرة ايزيدية اخرى رحلن عن عالمنا دون حداد


سوزان امين
ناشطة مدنية

(Sozana Amin)


الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 18:26
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


منذ عام 2012 وحتى قبلها يشهد الشرق الاوسط وعلى وجه الخصوص دول المنطقة في العراق وسوريا حروب دامية . وقد كانت الجماعات الاسلامية المتطرفة احد او كلا طرفي هذه الحروب . هذه القوى الارهابية التي عرفت ببطشها ووحشيتها كالقاعدة وداعش التي تناولتها كل وسائل الاعلام في كل انحاء العالم , حيث كانت تنقل بالصورة والصوت الاعمال الارهابية التي تقوم بها هذه القوى من قطع رؤوس وخطف وسبي النساء واغتصابات واعتداءات على الناس المدنيين والتي طالت حتى ابناء طائفتهم في الموصل وسوريا اي في المناطق التي كانت واقعة تحت سيطرتهم , ويجب الاشارة الى ان اكثر من تضرر في هذه الحروب هن النساء والاطفال طبعا .
الشئ المؤلم جدا هو ان الاعلام لم يعد يلقى الضوء الكثير على الماسي التي تحصل خاصة بحق النساء وأخرها كان قطع رؤوس خمسين فتاة ايزيدية في الباغوز بسوريا من قبل قوات داعش التي لم تعد وحشيتهم ودمويتهم خافية على احد والتي فاقت كل حدود البشاعة وهذا مؤلم جدا , ولكن الاشد ايلاما هو اللامبالاة الواضحة من الحكومات المحلية في كردستان والعراق بهذا الشأن وكأن الايزيديات ليسوا من بنات المجتمع العراقي وان دمائهمن رخيصة الى درجة اننا لم نرى حتى شارة حداد على شاشاة المحطات الرسمية العراقية والكردستانية . كما اننا لم نسمع حتى عن استنكار رسمي لهذا العمل الاجرامي البشع . ان هذا استهانة واسترخاص لدماء الضحايا , وانه لعار على حكومة كردستان والمنظمات المدنية التزام الصمت وتمرير هذه الجريمة النكراء على انه امرعادي . البعض مر عليه مرور الكرام كاي حدث عادي من بين احداث كثيرة .

ويبدوا ان حتى ارواح الناس من ضحايا داعش لهم درجات في السلم الطبقي والاجتماعي والجنسي فارواح الرجال التي راحت ضحية في عمليات سبايكر والموصل وبقية مناطق النزاعات مع داعش الاجرامية عادة ماكانت محط اهتمام وحزن اكبر وتم تسليط الضوء عليها بشكل كافي وغالبا ما اعلن الحداد الرسمي عليهم في حين انه لم يجري الحديث عن ضحايا داعش من البنات الايزيديات واللواتي معظمهن فتيات دون سن الرشد قد وقعوا في اسر رجال داعش وتعرضن لابشع انواع الانتهاكات والاعتداءات الجنسية . الكثيرات منهن سقطو بشكل فردي او جماعي على ايدي قوات داعش والتي كان أخرها قطع رؤوس خمسين فتاة ايزيدية في الناغوز بسوريا .

واستذكر هنا حادثة الهجوم الارهابي الذي وقع على مركز تسوق الكرادة في بغداد في شهر تموز من عام 2016 الذي راح ضحيته حوالي 300 شخص بين جريح وقتيل . حيث امتلات مواقع التواصل الاحتماعي بصور الضحايا من الاطفال والشباب , ولم نرى اي صورة لنساء الا نادرا , يبدوا ان الحزن عليهن ليس من الاولويات ام ان فكرة وجوه النساء عورة لازالت موجودة في خلفية عقلية المجتمع الاسلامي المحافظ .

ان هذا يؤكد كل يوم مدى خطورة تاثيرات الفكر الديني والعشائري الرجعي على عقول الناس التي لم يرف لها جفن من جراء ماحصل للخمسين طفلة من جريمة نكراء في الناغوز . إذ ان مرور خبر كهذا دون استنكار شعبي واسع او تنديد من المنظمات المدنية واعلان الحداد الرسمي على ارواح الضحايا حتى وان كان شكليا هو دليل على استرخاص دماء النساء وخاصة على النساء من الاديان الغير مسلمة وهذا بحد ذاته يدل على مدى التمييز الجنسي المستوحى من الفكر الديني والعشائري ومدى تدني الشعور الانساني لدى الناس بصورة عامة ولدى المؤسسات المدنية والحكومية بشكل خاص .

انا وكل من معي في الانسانية ننكس رؤوسنا خجلا وحزنا عميقا على ارواح ضحايا مجزرة الباغوز من الفتيات الايزيديات الخمسين . عزائنا فيهن هو الاستمرار في الدفاع عن حقوقهن ومحاسبة كل من تسبب في وقوعهن اسيرات في ايدي تنظيم داعش وكشف كل الجرائم التي ارتكبت بحقهن وتعويض كل الايزيديين عما لحق بهم من اذى حتى وان حصل هذا بعد مئة عام .
الخزي والعار لكل من تركنكن لهذا المصير المؤلم
فلتنبت باقات من ورد الربيع على اضرحتكن ولترقدن بالف بسلام .



#سوزان_امين (هاشتاغ)       Sozana_Amin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم لكتاب أنعتاق فكر متمرد حطم اصفاده , للكاتب هاشم المدني
- دروس من التاريخ الغربي والطريق الى انشاء دولة مدنية علمانية ...


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سوزان امين - خمسون زهرة ايزيدية اخرى رحلن عن عالمنا دون حداد