احمد صباح اوغلو
الحوار المتمدن-العدد: 1528 - 2006 / 4 / 22 - 09:28
المحور:
المجتمع المدني
احمد صباح اوغلو
تحية طيبة ..
اما بعد انقضى شهر ونصف على انفجار أزمة الفرقة المسلحة في منطقة المصلى بمحافظة كركوك وما زالت الأزمة قائمة تمني النفوس مرارة ، وتمزّق جسد الاخوة تمزيقاً ، وتقطع أوصالها تقطيعاً ،. أجل ، شهر ونصف والشرفاء من أبناء التركمان في المصلى يتدخّلون الواحد تلو الآخر ويتوسّطون لإيجاد حلًّ للأزمة فيباؤون بالفشل الذريع ، وتذهب جهودهم المضنية أدراج الرياح حتى استُنفذت فرص الحل أو كادت . وكلّ هذا حفاظاً ودفاعاً وحماية للاخوة التركمانية الكردية الاصيلة والممتدة لسنوات طويلة . لقد بدأت محاولات حلّ الأزمة بطرق حضارية ديمقراطية ، فرُفعت العرائض وهي تحمل عشرات التواقيع فلم تُجد نفعاً ( للحزب الديمقراطي الكردستاني تحديدا ) ، وحُرّرت رسائل مناشدة عديدة تليق بمقام القيادات الكردية المناضلة فأُهملت ، وأُرسلت وفود الى مقر الحزب الديمقراطي ففشلت هي الأخرى في تحقيق اية نتيجة . وتوسّطت انا بتكليف من بعض المثقفين لاناشد المسؤولين بواسطة المثقفين الاكراد وكان اختيار الأستاذ قيس قره داغي المحترم الذي لم اتشرف بمقابلته لحد الان وكانت الفرحة كبيرة جدا عندما تجاوب المثقفون الاكراد معنا حين قالوا كلمة الحق . وتدخّلت هذه النخبة الطيبة ممن عُرفوا بالحكمة والدراية ، والنزاهة والغيرة على المصالح الكردية العليا ، فبذلوا جهوداً مضنية على مدى اكثر من شهر ونصف ، و نطقوا بالحق . بُحثت المشكلة في المنتديات الثقافية وحتى بعض الصحف مع أن الكلّ يعرف أن الحلّ بيد السياسي المشغول حاليا فأمضت هذه الاقلام الشريفة أيّاماً في مناقشة المشكلة، ولمّا استجيب لها من قبل قيادي كردي محترم وهو الاستاذ جلال جوهرالذي يعرف عنه في اوساط الكركوليين الاصلاء بكل قومياتهم بالحكمة والعدل والمرونة والاستماع للاخر بهدوء يحسد عليه بعد محاولات واتصالات حثيثة قام بها الاستاذ أراس الجباري مشكورا مع معارفه داخل كركوك مع العلم انه خارج العراق حاليا وهذا يدل على حبه وحرصه الشديد على بقاء اواصر المحبة والاخوة بين التركمان و الاكراد قائمة .... لكن ... بعد عندما وصلتني الرسالة والتي يبشرني فيها أخي واستاذي قيس قراد غي بان الأخ الأستاذ أراس الجباري قد قام مشكورا باتصالاته ولكوني الان في ايفاد بالاردن منذ اسبوع اتصلت مسرعا باصدقائي في المصلى لابشرهم بالخبر السعيد والمنتظر منذ اكثر من شهر .... لكنهم ابلغوني بانهم قد يئسوا من محاولات احمد صباح اوغلوا وهم يشكرونه ولكنهم سيتصرفون بمشورة غيره ..... كانت صدمتي كبيرة جدا فالجهود التي كنت ابذلها والتي بدأت بزيارة بيوت الناس والتحدث معهم في الجوامع وانتهاء بتوزيع منشورات بالمقالات المنشورة في الانترنت بضرورة التحاور وعدم الاعتماد على الاجنبي او من يتبعهم في الداخل في حل اية مشكلة وهي جهود كانت تواجه حتى بتهديد لحياتي وافراد اسرتي لكن المؤمن بقضية ما مستعد للتضحية حتى بحياته او اعز مايملك من اجل مايؤمن به والا فليسكت ويلزم منزله ... وحين تلقّيت الدعوة من الاستاذ قيس عبر البريد الالكتروني للتوجّه للتداول لحل الأزمة استبشرت خيراً و قررت ان اقطع آلاف الأميال للاجتماع باهل المنطقة وذلك بقلوب صافية متسامحة ونيّة طيّبة رغم أن الطرف الآخر من الموضوع الجبهة التركمانية أظهر سوء نيّته متّهماً إياي بالانحياز للاكراد على حساب كرامة التركمان ، فهاجموني هجوماً شرساً، تماماً كما هاجموا كل من اراد التصالح والتحاور فبالنسبة إليهم كلّ من قال الحقّ اعتُبر منحازاً ، بينما نحن عندما كلفنا بالمساهمة في بذل الجهود لحل الأزمة كنا مطمئنين ومرتاحي البال وكانت الثقة كبيرة جدا بمثقفي اخواننا الاكراد . اساتذتي الكرام قيس قره داغي .. اراس الجباري وكل من تدخل لحل الازمة من المثقفين والكتاب وكذا الاستاذ القدير جلال جوهر انحني اليكم احتراما وتقديرا لجهودكم الجبارة في احتواء الازمة .. لقد اثبتم للجميع انكم اهل للثقة ، وانه هناك من يسمع وهناك من يلبي وهناك من ينفذ .... اما انا فلن أيأس ابدا وبعد عودتي من الايفاد سيتم عقد ندوة ثقافية لمثقفي الاكراد والتركمان في كركوك للانطلاق بافق اوسع ولتفادي ازمات من هذه الانواع ... اما ازمة المصلى فالله يشهد بانني لم ادخر جهدا في ايصالها الى من يهمه الامر ايمانا مني بضرورة حل المشاكل في اطار البيت الواحد وكان كل هدفي ان لايتدخل جهات لكي تستفاد سياسيا من الموضوع بعد افلاسها السياسي في البرلمان !!!! ومع ذلك فان الكرة مازالت في ملعب المركز الثاني لتنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني حيث ان لديهم فرقة في المصلى لكنها بعيدة عن البيوت ولها علاقات طيبة مع اهل المنطقة وتستطيع التفاهم مع مختار المنطقة في تحضير وفد من وجهاء المنطقة للذهاب الى الاستاذ جلال جوهر لحل القضية والله من وراء القصد .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟