أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم السايح - للكبار فقط















المزيد.....

للكبار فقط


إبراهيم السايح

الحوار المتمدن-العدد: 434 - 2003 / 3 / 24 - 04:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أحد أهم تقاليد ومبادئ العصابات الخارجة عن القانون مبدأ التضحية بأعضاء العصابة تباعاً حرصاً على حياة الزعيم .. والولايات المتحدة الأمريكية هي أسوأ وأقذر عصابات هذا العصر وأكثرها انحطاطاً .. بدأت تاريخها بسرقة أرض وثروات شعب كامل، ثم إبادة هذا الشعب .. وأطاحت بعد ذلك ببريطانيا الدولة الأم التي تسببت في وجود الأمريكان أنفسهم .. وعلى مدى قرنين من الزمان مارس النظام الأمريكي أحقر وأقذر المؤامرات للتخلص من أعدائه وأصدقائه وعملائه على حد سواء .. وشهدت منطقة الشرق الأوسط مصيراً مأساوياً لكل من قبل العمالة لأمريكا من أشخاص أو دول .. ففي إيران سقط الشاه وطرده أنصار الخميني من البلاد .. وفي أفغانستان سقط تنظيم القاعدة الذي كان خير عون للأمريكان ضد الاتحاد السوفيتي .. وفي كوريا الجنوبية تحولت البلاد إلى قنبلة موقوتة نتيجة التواجد الأمريكي والتهديد الشمالي .. وفي الكويت تم استقطاع 70% من مساحة البلاد لاستضافة الجيوش الأمريكية والعميلة .. وفي قطر يجرى الآن تأسيس ولاية عسكرية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وخاضعة تماماً لها .. وفي السعودية ذهبت موارد البترول طوال السنوات الماضية وحتى الآن لتمويل الأطماع والأهداف الأمريكية .. وفي بريطانيا تحول توني بلير إلى دمية قميئة يحملها مواطنوه ويبصقون عليها في مظاهراتهم ضد الحرب .. وفي العراق قضى صدام حسين السنوات العشر الأولى من حكمه سفيراً فوق العادة للنظام الأمريكي في المنطقة العربية، وتحول في السنوات العشر التالية إلى العدو الأول والأوحد للسادة الأمريكان .. وها هم الآن يحاصرون عميلهم وشعبه ويخوضون ضد العراق حرباً مأساوية بالغة الحقارة والقذارة دون أدنى مبرر من منطق أو عقل أو قانون ...

ورغم التاريخ المأساوي الأسود للعصابات الأمريكية .. ورغم الواقع شديد المرارة الذي يصرخ في وجوهنا جميعاً بجرائم ومؤامرات وأطماع هذه الدولة .. ورغم إطاحة النظام الأمريكي بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والأمم المتحدة والشرعية الدولية وكافة قواعد الإنسانية والتحضر .. رغم كل هذا لم يزل العرب قانعين بالتبعية لهذه القوة الغاشمة .. ولا زالت الحكومات العربية تراهن على مستقبلها وأمنها في ظل الحماية أو الصداقة الأمريكية .. وكما يضرب النظام الأمريكي بكل الأصوات العاقلة المحترمة عرض الحائط، تصم النظم العربية آذانها وتغلق عقولها وتواصل التعاون أو الاستسلام للدولة المعتدية الباغية التي لا تعترف بدين أو أخلاق أو رحمة أو أصول ..

وبينما يتعرض شعب عربي شقيق لمذابح أمريكية يومية أمام أعيننا .. يتوجه وفد مصري إلى عاصمة الشر ومعقل العصابة طالباً المدد .. وتتغلب بطوننا على كرامتنا ونحن نتسول من الأمريكان ثمن صمتنا على إبادة شعبي فلسطين والعراق وتقسيم باقي الشعوب العربية بين أمريكا وإسرائيل .. وبينما استقال ثلاثة وزراء من حكومة بريطانيا احتجاجاً على العدوان الأمريكي البريطاني .. قبلت السيدة فايزة أبو النجا والسيد مدحت حسنين المشاركة في وفد " الصمت مقابل الغذاء " .. !!!! .

وإن كان النظام المصري مضطراً لقبول اتفاقية " الصمت مقابل الغذاء " تجاه العصابة الدولية بقيادة الأمريكان .. فإن هذا الذل والهوان يتحول إلى قوة وعظمة وطغيان وجبروت تجاه الشعب المصري .. فها هو السيد حبيب العادلي يعلن بكل ثقة أنه قادر تماماً على "فعص" أي إنسان أو أي كائن مصري غير حكومي وغير متعاون .. وها هم السادة الأفاضل ضباط وزارة الداخلية يطوفون بالملاهي الليلية والكباريهات لجمع الراقصات والمطربات والعوالم والساقطات لتكوين مظاهرة نسائية حكومية متعاونة و"مسيسة" دفاعاً عن العراق (!!!!) .. ونفس هؤلاء السادة الضباط الأفاضل هم الذين قاموا منذ عامين بجمع نفس هذا النوع من النسوة الساقطات والمسجلات وأمروهن بالوقوف أمام اللجان الانتخابية في الدقي والعجوزة لإنجاح السيدة آمال عثمان (!!!!) .. ونفس هذا النوع من النسوة قامت وزارة الداخلية باستخدامهن منذ عدة أسابيع لإجهاض مظاهرة نسائية حقيقية دفاعاً عن شعبي فلسطين والعراق (!!!) .. ويطلبون منا أن نستأذن من الأمن قبل التظاهر .. !!!! .

وبينما يشتعل العالم حولنا بحرائق الحرب والغضب .. ينظر النظام المصري حوله فلا يجد لنفسه عدواً سوانا !!! .. وتعلن الحكومة حالة الطوارئ والاستنفار بين صفوف قوات الشرطة حماية للبلاد من الشعب !!! .. ويبث التليفزيون على القناة الأولى استعراضاً عسكرياً لقوات الأمن المركزي في حضور السيد وزير الداخلية .. وفي بيان رائع ورادع نشاهد جميعاً كيف يبطش جنودنا البواسل بأمن وسلامة وكرامة ومستقبل هذا الوطن .. كيف يطلقون الكلاب بين صفوف المتظاهرين .. وكيف يندسون بملابس مدنية بين المتظاهرين ويمارسون الهتافات الخارجة وأعمال التخريب حتى تجد الحكومة مبرراً لإجهاض المظاهرة وإطلاق النار على الأبرياء .. !!! .. نفس الأحداث التي شهدناها في مظاهرة جامعة الإسكندرية العام الماضي .. ونفس الأحداث التي نشهدها في كل المظاهرات وكل محاولات العمل الجماعي الحقيقية .. ونفس الإصرار الغبي على حرمان هذا الشعب من الحرية والإنسانية والكرامة .. !! .

وكل ما نراه ونعيشه الآن من مرارة وهوان وذل وتخلف يرجع في المقام الأول والثاني والعاشر إلى النظم الغاشمة التي تحكمنا بوزراء الداخلية .. ولن تقوم للعرب قائمة طالما عاشوا تحت حكم هذه النظم .. ولن نتقدم قيد أنملة طالما رضيت الشعوب العربية بكل ما تمارسه عليها الحكومات من قهر وذل واستبداد .. وليعلم السيد وزير الداخلية المصري أنه لن يظل في منصبه إلى الأبد يستمتع بسلطاته في "فعص" الناس .. وليعلم أيضاً أن هذا الشعب قد عاش منذ أكثر من عشرين عاماً في كنف رئيس كان يفخر هو الآخر بقدرته على "فرم" الناس .. ومضى السادات بكل جبروته وظلمه واستبداده ومفرمته .. ومضى معه حمزة البسيوني وكل أساطين التعذيب والكفر والطغيان في سائر العصور .. وبقى هذا الشعب صامداً كريماً صابراً عليكم وعلى كل الشياطين الذين يأتمرون بأمركم .. !!!! .

وإن كان شعب العراق الشقيق يدفع اليوم ثمن الاستبداد وعبادة الفرد .. فإن الدور سيأتي حتماً على الجميع .. فنحن أمة أرادها حكامها بلا شعوب .. ونحن شعوب تمزقت رؤاها بين الشورى والديمقراطية وبين الجبر والاختيار وبين الإرادة والقدر، فنسينا أن نحاسب أنفسنا .. وعجزنا عن تقويم حكامنا .. وأصبح هؤلاء الحكام بعضاً من أقدارنا .. نناشدهم .. ونتوسل إليهم .. ونقبل الأرض بين أيديهم وأقدامهم .. وننتظر منهم بعد كل هذا شيئاً من العدل ومن الرحمة، فلا نجد سوى البطش والظلم والاستبداد .. وتحت وطأة الجبن والخوف نستكين لواقعنا المرير ونرضى بكل صنوف الذل والهوان ..ولكننا رغم كل هذا لا نروق في أعين الآخرين .. ويقرر السادة الأمريكان أن يقتلوا نصفنا .. حتى يتعلم النصف الآخر أصول الديمقراطية .. !!! .

د / إبراهيم السايح



#إبراهيم_السايح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للكبار فقط
- للكبار فقط- أعلن المجاهد الأكبر أسامة بن لادن (رضي الله عنه) ...


المزيد.....




- احذروا هذه الخدعة.. مطاعم في باريس تستعد لتحصيل المزيد من ال ...
- مسؤول أممي يكشف المدة الزمنية المطلوبة لإجلاء الفلسطينيين من ...
- الجوع يحدق بآلاف السجناء في الإكوادور بعد تعليق شركة الإطعام ...
- شرطة نيويورك تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من الطلا ...
- كيف أصبح الأول من مايو/أيار عيداً لعمال العالم؟
- الشرطة الأمريكية تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من ا ...
- أوستن يوضح بعض المعلومات عن رصيف المساعدات العائم قبالة سواح ...
- الولايات المتحدة تدرس مسألة إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غز ...
- لابيد يتوجه إلى أبو ظبي في -زيارة سياسية قصيرة-
- قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و-حزب الله- الليلة الماضية ( ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم السايح - للكبار فقط